قصة فيلم Smile.. الرعب القادم من أعماق الذات أخطر من الخارج بكثير
أثارت الحملة الترويجية لفيلم Smile رعب الكثيرين، وتصدرت طريقة الإعلان الخاصة به عناوين الصحف العالمية، ولفتت انتباه وأنظار العالم.
فيلم Smile اعتمد صانعوه على ظهور مجموعة من الأشخاص خلال أحداث مختلفة بتعابير وجه مرعبة، وابتسامة على وجوههم لا توحي بالراحة تمامًا، بل تفيض بالكراهية والشماتة في آنٍ.
حقق الفيلم إيرادات هائلة منذ بداية عرضه في دور السينما العالمية والعربية، وهو ينتمي إلى نوعية أفلام الرعب الذاتي، إذ نجح كائن ما في افتعال ابتسامة مخيفة، يترتب عليها مجموعة من الأحداث والوقائع المرعبة.
قصة فيلم Smile
يدور المشهد المحوري لفيلم "Smile"، حول مريضة، وهي طالبة دكتوراه، تقف أمام طبيبة وتؤكد لها أنها ليست "مجنونة" وأن ما تراه ويحدث لها هو حقيقي تمامًا، إذ ترى كائنًا يشبه البشر، يبتسم لها بطريقة شريرة، ثم تظهر وهي تبتسم بشكل مرعب، وتجرح نفسها، مشكِّلةً بالجرح ابتسامة على وجهها.
وبعد هذا المشهد المخيف تقع الطبيبة التي تجسد دورها "سوزي بيكون" في سلسلة من الأحداث المرعبة، التي لا تستطيع تفسيرها أو التحرر منها إلا إذا واجهت ماضيها.
اقرأ أيضًا: الشركة المنتجة لفيلم الرعب «Smile» تبتكر طريقة غريبة للدعاية
طراز أول من الرعب
أما عن طراز الرعب في فيلم Smile فهو من الطراز الأول الذي يجعل المشاهد يشعر كأنه عاش التجربة المخيفة، مع صانعي الفيلم، الذي يبدأ بإبراز التقنيات التصويرية العالية مثل لقطة كبيرة لعينين مفتوحتين، تكشف فيما بعد عن جثة امرأة منتحرة.
كما نجحت عدسات الكاميرا في تصوير الجثة بشكل بارع، واختلط ذلك مع بداية موسيقى مخيفة بالخلفية تناسب المَشاهد التي تحبس الأنفاس، وتبث عدم الراحة والقشعريرة بالمُشاهِد، وهو ما يحتاجه المخرج لنجاح فيلمه.
تحوّل الشعور بالذنب إلى لعنة قاتلة
تمر بطلة الفيلم الطبيبة النفسية "سوزي بيكون" بالمشاهد الميلودرامية التي بدأت مع انتحار والدتها أمام أعينها، وهي الواقعة التي تذكرتها بمجرد رؤية انتحار المريضة أمامها.
يعرض الفيلم التفاصيل التي تظهر بالتدريج، وهو الرعب الذي تعيشه الطبيبة النفسية نتيجة الهلاوس، وإصابتها بلعنة شبحية تدفع المُصاب بها إلى الانتحار للخلاص منها، ويظهر ذلك خلال رواية شقيقتها، التي سلطت الضوء على معاناتها بالماضي.
سعى المخرج الشاب "باركر فين" لعدم إضاعة الوقت أو الجهد منذ بداية الفيلم، لذا كرّس كل جهد للف الحبل حول عنق الطبيبة النفسية "روز كوتر" حتى يجعلها تنهار بالنهاية، وعلى الرغم من أن صناعة أقدار البشر داخل العمل الفني تعدُ مهارة كبيرة، إلا أنها أبعد ما تكون عن الواقعية التي تفتقد السينما معناها.
الكل يبتعدون عنها
كما تكتشف الطبيبة النفسية "روز كوتر" الحقائق الغامضة المتعلقة بالإصابة التي لحقت بها، لكن خلال ذلك تنهار علاقاتها الإنسانية بمن حولها، وتبدأ بمديرها في المصحة النفسية الذي يجد أنها بحاجة إلى الراحة، لذا يمنحها إجازة طويلة، ثم شقيقتها التي ترفض الحوار معها، وصديقها الذي يرى أنها "مجنونة" مثل مرضاها.
وفي نهاية المطاف تجد "روز كوتر" صديقًا قديمًا لها يعمل ضابطًا للشرطة، يساعدها على جمع المعلومات حول اللعنة التي تصيبها، لتكتشف أنها رقم 20 في المصابين بتلك اللعنة المخيفة.
لعنة "الابتسامة" المخيفة
وصف مجموعة من النقاد اللعنة التي تصيب بطل الفيلم بأنها فكرة مستهلكة تمامًا، ويمكن فهمها من إطار الحبكة الدرامية، التي قد تشير إلى أنه فيلم رعب كلاسيكي، لكن استطاع المخرج جذب الانتباه إلى الفيلم من خلال فكرة الرعب القادم من أعماق الذات، وأن الخطر قد يكمن في دواخل النفس البشرية بكثير من الأحيان.
الغفران ومسامحة النفس
انتهى الفيلم بإيجاد حلّ لهذه اللعنة والمشكلة النفسية التي أصابت البطلة "سوزي بيكون" وهو أن تتوقف عن جلد الذات، وتبدأ في تحرير نفسها من الشعور بالذنب، وتقبّل مبررات الأطراف الأخرى. وعلى الرغم من أن البعض قد يرى أن الحل سهل، فإنه غير ذلك تمامًا، فهذه المواجهة قد تبدو غير آمنة، ولا يقدر عليها الكثيرون.