أهمية العلم: زيادة ثروتك المعرفية .. ومعرفة أسرار الوجود
بِالعِلمِ سادَ الناسُ في عَصرِهِم
وَاختَرَقوا السَبعَ الطِباقَ الشِداد
أَيَطلُبُ المَجدَ وَيَبغي العُلا
قَومٌ لِسوقِ العِلمِ فيهِم كَساد
هذه هي أبيات أمير الشعراء أحمد شوقي، كلمات توضح أهمية العلم في حياة الأمم وكيف لا تنهض الشعوب إلا بالعلم.
الأمم التي تضع أهمية العلم وأولويته في مكان مرتفع تكون لها الغلبة والرفعة، والأمم التي ينتكس فيها طلب العلم وآليات تحصيله واهتمام أفرادها به، تفقد الكثير من فرصها ومميزاتها.
ينعكس أثر العلم في حياة الإنسان والأمم بشكل أساسي لتطويرها ورفعة شأنها، فهو السبيل لتحسين مستوى الحياة وتسهيلها على الأشخاص، كما حث ديننا الكريم على أهمية العلم في الإسلام وأكد على أهمية التعليم للأطفال والكبار والشباب.
أهمية العلم للأطفال
الأطفال هم نواة أي مجتمع، وهم طوره الأول، وأدوات تشكيل ثقافته وفنونه والحفاظ على هويته وتراثه.
أهمية العلم للأطفال لا سبيل إلى نكرانها، يقول المثل: "العلم في الصغر كالنقش على الحجر".. فارتباط الطفل بما يتعلمه وثباته في رأسه يجعل أهميته معروفة لكل أحد، فهو ينمي ذكاءهم، ويفتح خيالهم أمام عالم لا حدود له، يجعلهم يرون ما حولهم بعيون أكثر فحصًا ودقة، يعرفون جيدًا من أين تؤكل الكتف في عالم صاخب لا يعترف إلا بمن يقدم الإضافة.
كما يساعدهم في عملية التحصيل، والإلمام بقواعد الدرس والتحليل، كل تلك فوائد لو عرفها الناس عن أهميته لتسابقوا على الظفر بتلك القيمة، وبدء مشوار العلم لدى الأطفال من أعمار صغيرة.
اقرأ أيضًا:تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم.. وفوائدها للطلاب
أهمية العلم في الإسلام
الإسلام يعطي العلم قيمة كبرى، يقول الله سبحانه وتعالى في سورة فاطر: "إنما يخشى الله من عباده العلماء".
كما يقول عز وجل في سورة آل عمران: "شهد الله أنّه لا إله إلاّ هو والملائكة وأولو العلم قائمًا بالقسط"، وفي سورة الزمر: "قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون".. وفي سورة المجادلة: "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات".
يفرق الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل بين أولي العلم وغيرهم، سواء في الدنيا أو الآخرة، وهذا يوضح أهميته من النص القرآني.
السنة النبوية تؤكد أيضًا في أحاديث خير الأنام صلى الله عليه وسلم أهمية العلم في الإسلام، منها: "إنّ الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في جوف البحر يصلون على معلم الناس الخير" (صحيح الجامع).
ويقول أيضًا صلى الله عليه وسلم: "من يرد الله به خيرًا يفقّهه في الدين". (صحيح مسلم).
ويقول أيضًا: "ومن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهّل الله له به طريقًا إلى الجنّة". (صحيح مسلم).
وهذه الآيات والأحاديث لا تبرهن فقط على أهمية العلم الديني، وإنما كان من حكمة الله عز وجل ترك كلمة "العلم" على مصراعيها لتحبيب الناس في أنواع العلوم المختلفة، وبيان ما يمكن أن تجلبه للإنسان من خيري الدنيا والآخرة، إضافة إلى بيان أهمية العلم بكل أنواعه في بناء الفرد والمجتمع.
كما أن قوله صلى الله عليه وسلم: (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً، سهّل الله له به طريقاً إلى الجنّة) هي فضيلة لا تختص بطلب العلم الشرعي فحسب، بل تمتد إلى كل علم يكون للمسلم ولغيره فيه نفع في معيشته وحياته اليومية، ما لم يتعارض مع مقاصد الشريعة الإسلامية.
فوائد العلم للفرد والمجتمع
تكمن أهمية العلم بشكل عام أنه يجعل العلم الإنسان قويًا محيطًا بما يلم به قادرًا على مواجهته، أكثر احترامًا للتخصص، منفتحًا لسماع كل الآراء، صبورًا على مواجهة المشكلات.
كما يقرب العلم الإنسان من الله، لأن كل فرد متى ما عرف حقيقة العلوم وبذل الجهد للاستنباط والتفكير، وجد الفرصة سانحة دومًا للقرب من أسرار الوجود، ومعرفة حكمة الله في كل شيء.
فوائد العلم على الفرد والمجتمع
فيما يتعلق بالفرد، فكما سبق الذكر، يكون الإنسان أقوى بالعلم، وعلى مستوى الآخرة يكون أكثر قربًا من الله، ولذلك يقول الله عز وجل في سورة الزمر: "قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب".
وعلى صعيد المجتمعات، فالعلم هو نواة كل نجاح، والمجتمعات المبنية على العلم مجتمعات قوية منفتحة يصعب خداعها، أو الالتفاف على إرادتها.
فالعلم يجعل الأمم أقوى في السلام والحرب، بغيره يسهل السيطرة عليها والتمكن من مقدراتها، والأمة العالمة أكثر قدرة على البناء في الرخاء، والمقاومة في الشدة.
اقرأ أيضًا:العلماء يطورون دواءً جديدًا لمرض قاتل للرجال
فوائد التعلم الذاتي
لم يعد تحصيل العلم مقتصرًا على الطرق التقليدية (مدارس - كتاتيب) وما إلى ذلك، فالعصر الحديث شهد طفرة في مجال التعلم الذاتي، ويمكنك بضغطة زر أن تتعلم الشيء الذي تريد من خلال الحصول على تدريب "أون لاين" عبر الإنترنت، أو الاستزادة من القراءات، أو حتى دخول المراحل التعليمية الاعتيادية بالنسبة للطفل عبر الإنترنت.
ومن فوائد التعلم الذاتي أنه أكثر حرية فيناسب الأشخاص الذين لا يكونون راضين عن النمط الإجباري للتعليم، كما أن التقييم فيه يكون فرديً أو ذاتيًا، لذلك فإن الخوف من التقييمات الجماعية التي تعرض الشخص للإحراج لا يكون موجودًا، وفرصة التطور أكثر قدرة على التغلب على المصاعب النفسية والذهنية المتعلقة بأنماط التعلم، كذلك المجالات مفتوحة تمامًا للراغبين في هذا التعلم الذاتي.