Hyper Sting.. طائرة ستغير معايير عالم الطيران
يشهد عالم الطيران تطورات دائمة على الصعيد التقني والتكنولوجي.
ويبدو أنه مقبل على مرحلة مغايرة تمامًا، ستختلف فيها كثير من المعايير والنظم، التي ظلت سائدة لسنوات طويلة بهذا المجال.
والواقع الجديد الذي قد يُحَوِّل شكل صناعة الطيران خلال الفترة المقبلة يقوم على أفكار مبتكرة، من ضمنها: تطوير طائرات تعمل بالطاقة النووية، لزيادة سرعة الطائرة وتقليل زمن الرحلات، مع الحفاظ على القدر نفسه من الراحة للركاب، أو تعزيزه.
فقد كشف مصمم الطائرات الإسباني، أوسكار فينالز، عن التخطيط لبناء طائرة جديدة تعمل بالطاقة النووية، يمكنها عبور المحيط الأطلسي في 80 دقيقة.
وتتمثل الفكرة في تعزيز سرعة تلك الطائرة لتكون 3 أضعاف سرعة الصوت، ما يعني إمكانية سفرها من لندن إلى نيويورك في مدة أقل من 80 دقيقة.
وكشف فينالز أن الطائرة المبتكرة التي أطلق عليها اسم Hyper Sting سيكون بوسعها السفر من لندن إلى نيويورك بضعف سرعة طائرات الكونكورد، التي عادة ما تكمل تلك الرحلة في ساعتين و53 دقيقة، وستكون ضعف حجمها تقريبًا.
ومن المتوقع أن يصل طولها إلى 328 قدمًا، وأن تصل سرعتها القصوى من الناحية النظرية إلى 2664 ميلاً في الساعة، كما سيكون بمقدورها استيعاب عدد ركاب يتراوح ما بين 130 إلى 170 راكبًا.
اقرأ أيضًا:الطائرة الرصاصة ستُحدث ثورة في عالم الطيران
وبالمقارنة يتضح الفرق، إذ إن باع الجناح الخاص بطائرة "الكونكورد" (أو المسافة بين الجناح الأيمن والجناح الأيسر) يُقدر بـ 200 قدم، ما يعني استيعاب ما يصل إلى 100 راكب فقط، بالوقت الذي تصل فيه سرعتها القصوى إلى حوالي 1354 ميلاً بالساعة.
فكرة وآلية عمل الطائرة
ذكرت تقارير، نشرتها بعض المواقع المهتمة بعالم الطيران، أن فكرة عمل الطائرة الجديدة تعتمد بشكل رئيس على الفرضية التي لم تثبت بعد عن الاندماج البارد باستخدام "مفاعل الاندماج النووي البارد"، الذي من شأنه أن يشغل محركين نفاثين تضاغطين، و4 توربينات هجينة من الجيل القادم، لتصبح الطائرة بذلك أسرع طائرة ركاب تجارية حتى الآن.
وطبقًا لما أكده المهندس الإسباني فينالز، فمن المتوقع أن يشهد مستقبل السفر الجوي عالي السرعة إمكانية تطوير طائرة يكون بمقدورها بلوغ سرعة 3.5 ماخ.
علمًا بأن الطائرات الحربية فقط هي المتاح لها الوصول لمثل هذه التكنولوجيا المتطورة بالوقت الحالي.
وسبق لطائرة نورث أميركن إكس-15 (North American X-15) التي خرجت من الخدمة الآن، أن سجّلت سرعة قياسية قدرها 4520 ميلاً في الساعة (6.7 ماخ)، لتصبح بذلك أسرع طائرة بالمجال الجوي.
لعل واحدة من أبرز العقبات التي تقف الآن أمام إتمام تطوير طائرة Hyper Sting الجديدة هو حساب تكاليف إنتاجها بشكل كامل، حتى تخرج إلى النور وفق الرؤية المحددة لها، لكن الغموض ما يزال يحيط بتلك الجزئية، ولهذا فمصير الطائرة ما زال مجهولاً.
ومع اعترافه بتلك المعضلة، عاد فينالز ليقول إنه يتوقع التوصل لحلول بهذا الخصوص، وتوقع أن تخرج الطائرة للنور بعد عام 2030.
وبالأخير، أشار فينالز إلى أن الحلم الذي يراود مصممي الطائرات الآن، ومنذ خمسينيات القرن الماضي، هو دمج تقنيات الطاقة النووية في عالم الطيران، للاستفادة منها في خلق واقع جديد للطائرات، والسرعات الفائقة، بما يوفر مستقبلاً أفضل.