فؤاد أنور.. "الجوكر" الذي افتتح تاريخ السعودية بالمونديال
"الجوكر" الذي أجاد اللعب في العديد من المراكز ورفع اسم السعودية عاليًا في العديد من المحافل العربية والآسيوية والعالمية.. إنه فؤاد أنور، أسطورة المحور السعودي.
بدأت القصة في فريق الأحمدي المغمور الذي كان بمثابة مفرزة ليراه العملاق الشبابي ويسجله في فئة الناشئين، ومن هنا كانت انطلاقته الكبيرة ليصبح واحدًا من أهم أساطير الليوث.
بدأت القصة مع "الشباب" في عام 1990 بثلاثية في مباراة الدرعية، أدت إلى تصعيده للفريق الأول مباشرة، قبل أن يخوض المباراة الرسمية الأولى له أمام القادسية.
كانت البداية الأخرى على الصعيد الدولي من بوابة منتخب الناشئين، ليحصل مع الأخضر على لقب كأس العالم للناشئين لأول مرة في تاريخ المنتخبات العربية، بالتحديد في 1989، ثم الخطوة اللاحقة في منتخب الشباب السعودي الذي شارك معه في كأس العالم للشباب 1990، الذي استضافته المملكة وحققت البرتغال لقبه.
هذا التألق كان كفيلاً ليجذب فؤاد أنور أنظار المنتخب الأول، الذي شارك في مباراته الأولى معه عام 1992 بعمر 19 عامًا فقط.
مباشرة دخل فؤاد أنور في الموضوع، قاد السعودية لتحقيق لقب كأس الخليح 1994 للمرة الأولى، ولم تكن مساهمته اعتيادية بل كان هداف البطولة آنذاك.
وكانت له مشاركة في العام نفسه بكأس العالم، وبصم على هدفين ليصبح هداف السعودية في هذه النسخة التي شارك فيها الأخضر للمرة الأولى، بالمحفل العالمي الأبرز في كرة القدم.
وحقق إنجازه الأفضل وهو الوصول إلى دور الـ 16 قبل الإقصاء أمام منتخب السويد.
وإذا كان مونديال 1994 في الولايات المتحدة الأمريكية كانت أهم ذكرى سعودية به هو هدف سعيد العويران المذهل في مرمى بلجيكا، الذي انطلق فيه أسطورة الشباب من منتصف الملعب مراوغًا كل من رآه في طريقه، فإن الذكرى التي قد تكون أهم هي تسجيل فؤاد أنور لأول أهداف السعودية عبر التاريخ في المونديال.
هذا لم يكن كافيًا، مسيرة فؤاد أنور كان لا بد أن يحظى فيها برفقة الأخضر على لقب آسيوي، وهو ما حدث بالفعل حين كان جزءًا مهمًّا من الفريق الذي توج السعودية بلقب كأس آسيا 1996، بعد أن شارك مع المنتخب الأولمبي السعودي في أولمبياد أتالانتا 1996 القوية للغاية والتي حصدت نيجيريا لقبها، ويختم مشاركاته الدولية برفقة السعودية بكأس العالم 1998، العام الذي شارك فيه بآخر مبارياته الدولية رفقة الأخضر.
اقرأ أيضًا:ياسر القحطاني.. «الكاسر» الذي منح المنتخب السعودي كل ما لديه
مع الشباب بصم على 3 ألقاب متتالية في الدوري السعودي، كما حقق لقب كأس ولي العهد عامي 1993 و1996، وخارج الحدود السعودية بصم على بطولة كأس الأندية العربية أبطال الدوري، عام 1992 التي أقيمت في قطر بعد الفوز بهدفين نظيفين على نادي قطر على أرضه ووسط جماهيره.
كما قاد الشباب لتحقيق لقبين على مستوى أندية مجلس التعاون الخليجي عامي 1993 و1994 في السعودية والكويت، وكأس النخبة العربية عام 1995 في الرياض وكانت تلك هي نسخته الأولى.
وحين انتقل أنور إلى النصر في نهاية مسيرته الاحترافية، كُتبت له العالمية من جديد عبر المشاركة لأول مرة في كأس العالم للأندية مع نادٍ سعودي، النصر كان أول فريق سعودي يخوض غمار تلك البطولة، وقد أضيفت لسجل أنور العالمي الكبير.
ولأن أنور كان فريدًا حقًّا من نوعه، فقد كان اللاعب السعودي الأول الذي خاض تجربة الاحتراف الخارجي، في الدوري الصيني عام 1999 مع نادي شوانغ الصيني لكنه لم يستطع التأقلم، ليعود وينهي مسيرته مع النصر.