ياسر القحطاني.. «الكاسر» الذي منح المنتخب السعودي كل ما لديه
حين أنهى مسيرته الرياضية عام 2018 بعمر 36 عامًا، كان "ياسر القحطاني" قد ترك أثرًا كبيرًا في تاريخ "الهلال"، والكرة السعودية بصفة عامة، وتُوج باعتباره أحد أبرز نجوم كرة القدم السعودية.
بدأ "القحطاني" مسيرته مع نادي "القادسية" السعودي عام 2000، ولفت النظر بأدائه، وأصبح بسرعة حديث الجميع. ونال الشاب الموهوب إعجاب الجمهور، وخبراء اللعبة.
فتح له ذلك الباب لتمثيل المنتخب الوطني في العام نفسه 2002، ليظهر كفاءة كبيرة، ويصبح أحد رهانات المستقبل للأخضر السعودي.
في 2005 كان الموعد مع التجربة الأهم للقحطاني، وهي اللعب ضمن فريق "الهلال"، ولم يترك "القحطاني" على امتداد 13 عامًا كاملة فيها بابًا للمجد، إلا وطرقه.
اقرأ أيضًا: ياسر القحطاني: ندمت على الاحتراف.. وهذا اللاعب نقطة الضعف في حياتي
كان لـ "ياسر القحطاني" أسلوبه الفريد في الهجوم، والنادر في تاريخ رؤوس الحربة السعوديين، إذ كان يفضل وجود الكرة دائمًا تحت قدميه، والمراوغة، بمهارات فردية، احتفظ بها منذ بداياته الكروية.
بدأ "القحطاني" مسيرته الكروية في الصالات المغلقة بالفرق الخماسية، وأكسبه ذلك قدرات كبرى في المراوغة. وبلغت مهارته الفردية حدًّا جعل أندية "الاتفاق" و"القادسية" والعديد من الأندية الأخرى تسعى لضمه، لينتهي به المطاف في "القادسية" بعد رفض عرض كبير من نادي "الاتفاق".
تألق القحطاني بروعة أسلوبه في "القادسية"، ونجح في تصعيد الفريق لدوري الأضواء من جديد، بتصدره ترتيب هدافي دوري الدرجة الأولى برصيد 21 هدفًا. ونجح في الانضمام للمنتخب الأولمبي السعودي، وأثبت قدراته العالية في دورة الصداقة الدولية الودية، التي أقيمت في أبها.
لفت خلال هذه البطولة نظر مدرب المنتخب الوطني السعودي حينها الهولندي "جيرارد فاندرليم". فضمه إلى المنتخب الوطني، وخاض بطولة كأس العرب عام 2002، ورفع كأسها عاليًا.
سجل "القحطاني" هدفين في شباك اليمن في تلك البطولة، وأسهم بشكل مميز في تتويج "الأخضر" بها، لتصبح أول ألقابه برفقة المنتخب.
اقرأ أيضًا: رقم مميز حققه ياسر القحطاني في مباريات الهلال والتعاون
في 2005 اشتعل التنافس بين "الاتحاد" و"الهلال" على ضم "القحطاني"، ورغم أن عرض "الاتحاد" كان أعلى بكثير، فإنَّ عشق "القحطاني" لـ"الهلال" منذ الصبا، دفعه لاتخاذ قراره بالانتقال إلى "الزعيم"، لتبدأ صفحات جديدة من المجد.
أرقام ياسر القحطاني الجماعية
مع "الهلال" كتب القحطاني التألق في 13 عامًا، وحقق "الكاسر" العديد من الأرقام، وحصد جائزة أفضل لاعب في آسيا 2007، إلى جانب العديد من الجوائز الفردية الأخرى، وسجل خلال مشاركته مع الفريق السعودي في كأس العالم 2006 واحدًا من أجمل أهدافه.
حقق "القحطاني" مع "الهلال" 16 بطولة، بواقع 5 بطولات للدوري السعودي، و7 بطولات لكأس ولي العهد، و2 لكأس خادم الحرمين الشريفين، وبطولة في كل من السوبر السعودي، وكأس الاتحاد السعودي.
لكن لم ينل "القحطاني" شرف التتويج بدوري أبطال آسيا مع الزعيم الهلالي، على الرغم من وصوله إلى المحطة الأخيرة مع "الهلال" في مناسبتين، هما: 2014 و2017، لكنه خسرهما لصالح "ويسترن سيتي" و"أندررز" الأسترالي، و"أوراوارد دياموندز" الياباني، على الترتيب.
ومع المنتخب السعودي حقق "القحطاني" لقبي كأس العرب وكأس الخليج، ولقب دورة ألعاب التضامن الإسلامي الأولى عام 2005، وحصد فضية كأس آسيا 2007، التي تركها "الأخضر" للعراق، بعد الخسارة 1-0 بهدف يونس محمود التاريخي.
يمكن إضافة هذه الألقاب للقب الدوري الإماراتي، الذي أحرزه مع العين الإماراتي، ولقب دوري الدرجة الأولى السعودي مع "القادسية"، لتكتمل عدة الألقاب الجماعية التي حققها "القحطاني" في مسيرته الكروية: 20 لقبًا.
اقرأ أيضًا: سامي الجابر.. صاحب نسبة مئوية من تاريخ كرة القدم السعودية
أرقام فردية
حقق "القحطاني" تميزًا فرديًّا من خلال العديد من الأرقام أبرزها:
- أفضل لاعب في آسيا 2007.
- هداف كأس آسيا 2007.
- ثاني أكثر اللاعبين شعبية في آسيا عام 2007، وهي الجائزة المقدمة من الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء.
إلى جانب أرقام الدوري السعودي الأسبوعية التي كان يحققها "الكاسر"، ليثبت أنه أحد أفضل اللاعبين في التاريخ السعودي.
اقرأ أيضًا: تركي آل الشيخ يكشف عن رأيه في محمد صلاح
حين اعتزل اللعب بشكل رسمي في 2018، رفض "القحطاني" أن يفعل ذلك إلا و"الهلال" على منصة تتويج الدوري السعودي.
وكان اعتزاله كرنفالًا كبيرًا، حضره العديد من النجوم، أبرزهم من السعودية: الأسطورة يوسف الثنيان، ومن الصعيد العالمي: الثنائي فرانشيسكو توتي، ورونالدينيو، وأندريا بيرلو، وروبن فان بيرسي.