على الرغم من أن الجواهر تقليديًّا مجال نسائي، فإنّ الرجال بدؤوا يقبلون على تجربتها أكثر من أي وقت مضى.
تدفع صيحات الموضة الحالية وتُطور وسائل الإعلام وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي الحليّ الرجالية إلى الواجهة.
وتتنافس دور الجواهر والأزياء والمصممون حول العالم على حجز حصتهم من هذه السوق المقدرة بمليارات الدولارات من خلال تقديم جواهر صممت خصيصًا للرجال أو جواهر محايدة جنسيًا تناسب الرجال والنساء على حد سواء.
درجت دور جواهر كبرى مثل "كارتييه" Cartier و"بولغاري" Bvlgari و"بوشرون" Boucheron على سبيل المثال منذ عقود على توفير جواهر تناسب الجنسين.
أكثر هذه القطع حضورًا وشهرة سوار لوف Love الشهير من "كارتييه" الذي أبصر النور عام 1969 في باريس.
تم تصميمه بشكل بيضاوي ليرتديه كل من الرجال والنساء.
وشبهت هذه الأساور بـ"أصفاد الحب الحديث".
ولــ "بلغاري" أيضًا إصداراتها التي تجذب النساء والرجال مثل خواتم B.zero1 التي أطلقت عام 1999 مستلهمة من تصميم الكولوسيوم في روما، وتوفر الدار هذا التصميم الذي يوصف بالقوي في قلادات وأساور.
ولاحقًا أضافت "بولغاري" إلى مجموعة Serpenti الأيقونية المستلهمة من شكل الثعبان أساور وخواتم تناسب الرجال.
عام 2004 قدمت "بوشرون" خاتم Quatre الذي يخاطب بتصميمه الجنسين.
ودأبت الدار على تطويره باستخدام مواد وألوان تناسب الرجال ولا سيّما الذهب الأبيض مع السيراميك الأسود.
وابتكرت Piaget "بياجيه" مجموعة Possession عام 1990 لتجد أساورها وخواتمها مع مرور السنوات مكانًا بين الرجال وخصوصًا القطع المصنوعة من الذهب الأبيض غير المزينة بالألماس والأحجار.
ولا يمكن إغفال Tiffany الأمريكية التي تشتهر بأساور وخواتم Tiffany T و Tiffany HardWear.
لا تنحصر الجواهر الرجالية الراقية بهذه الدور فهناك أسماء مثل Theo Fennell "ثيو فنيل" و"ستيفان وبستر" Stephen Webster و"أكيليس" Akilis و"دامياني" Damiani وغيرها الكثير، دأبت على تقديم تصاميم قوية جذابة تناسب الرجال والنساء.
وانضم إليها مصممو جواهر عرب من بينهم نادين قانصو صاحبة علامة "بالعربي" ورالف مصري وغيرهم ممن اكتشفوا الفرص والحوافز التي توفرها هذه السوق.
تدخل في صناعة الجواهر الرجالية معادن الذهب والبلاتين والفضة والفولاذ والكروم والتيتانيوم إضافة إلى أحجار كريمة مثل الألماس واللؤلؤ والياقوت والعقيق والزمرد والأحجار نصف الكريمة.
كما تستعمل في صناعتها مواد توصف بالجديدة مثل المطاط الطبيعي وألياف الكربون والنايلون والسيراميك.
ولا يغيب عنها الجلد الطبيعي وشعر بعض الحيوانات مثل الحصان.
اقرأ أيضًا:6 خواتم خطوبة رجالية غارقة في ترصيعات الأحجار الكريمة
تصبح حلي الرجال مرئية أكثر في الأشهر الدافئة، فتبرز موضة تنسيق وتكديس الأساور حول المعصم وتزيين الأصابع بحلقات وخواتم بارزة.
وأصبحت الساعة التي ظلت لفترة طويلة حلية الرجل الوحيدة والمفضلة بحاجة ماسة إلى رفيق، سوار أو أكثر يلائم قيمة الساعة من دون أن يطغى عليها.
تختلف الأساور مع اختلاف الأعمار والأزياء والهدف الذي دفع صاحبها لارتدائها.
هناك أساور مصنوعة من خامات طبيعية مثل القطن والحرير مع أحجار ملونة نصف كريمة مثل حجر عين النمر واليشب والفيروز والعقيق والسبج على سبيل المثال.
وهناك الأساور الجلدية الخالصة وتلك المكملة بقطع معدنية.
ويلائم السوار المعدني المصنوع من الذهب أو البلاتين أو التيتانيوم الأزياء الرسمية أو الرصينة وينظر إليه على أنه تعبير عن موقف أو اتجاه، وهو من القطع الرصينة.
أما القلادات فلها خصوصيتها، ومن الضروري جدًّا ألا تسلب الرجل وقاره.
غالبًا ما تجذب الشباب ولاسيما تصاميم السلاسل التي يتدلى منها عند منتصف الصدر قطعة معدنية تحمل نقشًا أو رمزًا أو رسالة معينة، وتناسب الملابس الرياضية "تي شيرت" من القطن أو قميص من الكتان.
تحولت خواتم الرجل إلى أسلوب حياة وإعلان عن مكانة أو وضع اجتماعي، وتكون في الغالب عبارة عن حلقات مصنوعة من التيتانيوم أو الذهب أو الفولاذ وحتى السيراميك.
وهناك من يحرص على ارتداء خاتم بارز عليه شعار العائلة أو الجامعة التي تخرج فيها أو رمز قوي ذو دلالة دينية أو اجتماعية.
الرجل نافس المرأة في ارتداء الجواهر
حلي أو زينة الرجال ليست بشيء جديد، فقد نافس الرجال النساء على ارتدائها منذ آلاف السنين، ويعتقد بعض المؤرخين أن أول قطعة جواهر صنعها الإنسان قبل 130 ألف عام عن طريق توتير الأصداف وأسنان الحيوانات معًا ارتداها رجل.
تزين الرجال في بعض الحضارات القديمة بالجواهر بسخاء وشملت الأقراط والعقود والأساور والخواتم وزينة الرأس والأقدام والأنف والأحزمة.
اقرأ أيضًا:استلهم من البحر اجمل الاكسسوارات
صنعت بادئ الأمر من مواد طبيعية بسيطة كالنباتات والأصداف وأسنان الحيوانات والأخشاب والعاج والعظم ونواة بعض الثمار، قبل أن تدخل إليها المعادن من برونز وحديد وذهب وفضة.
اتخذ ارتداء الرجال للجواهر عبر التاريخ مفاهيم كثيرة تعدت إطار الزينة، فاستخدمت كنقود وكدليل على السلطة والثراء والقوة.
وكان لها في العديد من الحضارات وظائف عملية مثل مشابك للملابس والشعر، إضافة إلى دورها كتعويذة تحمي من السحر والشرور والمرض.
تراجع استخدامها وازدهر بحسب الثقافات والحضارات والحال الاقتصادية والديانات أيضًا.
الساعة باتت بحاجة إلى رفيق
خلال سنوات الحربين العالميتين اقتصرت حلي الرجل على الساعة التي كانت حاجة ضرورية أكثر من كونها حلية.
وعادت إلى الواجهة في خمسينيات القرن الماضي عندما بدأ الرجال يرتدون خاتم زواج (المحبس) الذي كان قبل ذلك حكرًا على النساء.
وفي الستينيات برز مصطلح Fashion Jewellery "الجواهر المواكبة للموضة" التي عززتها موجة الهيبيز التي انتشرت في أوروبا وأمريكا وتأثرت بها دول أخرى.
وبلغت مستويات لافتة في السبعينيات مع انتشار موضة تكديس السلاسل الذهبية الغليظة والقلادات.
اقرأ ايضًا:5 ساعات بتصاميم مميزة لأناقتك هذا الموسم
وبدت جواهر الرجال في الثمانينيات أقرب إلى الرصانة والكلاسيكية، ركزت على أزرار القمصان والخواتم الكلاسيكية Signet Rings.
وابتداء من تسعينيات القرن الماضي برز اتجاه جديد وضع الزينة المصنوعة من معادن غير ثمينة مثل التيتانيوم والبلاديوم والفولاذ في مقدمة الاختيارات.
ساهم تطور وسائل الإعلام وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي والتسويق في الترويج لصورة نمطية للرجل العصري تختلف مع اختلاف أسلوب حياته ومهنته.
وكُسرت بعض المحرمات والأفكار المسبقة، وأصبح ارتداء الرجل العربي المعاصر لقطعة جواهر عدا الساعة أمرًا مقبولاً وإن بمستويات ونسب مختلفة.
5 قواعد للرجال عند ارتداء الجواهر
● الابتعاد عن المبالغة والاكتفاء بأقل مقدار من القطع.
● اختيار المعدن الصحيح والملائم، فمن غير المحبب الخلط بين ألوان المعادن المختلفة.
● الانتباه إلى الرموز التي قد تتضمنها بعض التصاميم والمعاني التي قد تحملها.
● اختيار حلية غير مرصعة بالأحجار أو مزينة بحجر واحد.
● يجب أن تكون قطعة الجواهر مكملة للزي وليس العكس.