صراع بين 5 دول على ألماسة «كوهينور» صاحبة التاريخ الدموي
أثارت وفاة الملكة إليزابيث الثانية الحديث حول المطالبة باستعادة الألماسة كوهينور ذات الـ 105 قراريط، التي تزين تيجان ملوك وملكات بريطانيا منذ عام 1850.
وتتصدر الألماسة التاج الملكي في برج لندن، إذ يتم الاحتفاظ بالمجوهرات الملكية البريطانية التي يشاهدها ملايين الزائرين في كل عام. وكانت الألماسة كوهينور محل خلاف قديم بين الهند والحكومات البريطانية المتعاقبة منذ عقود.
وقد طالبت الحكومة الهندية باستعادتها لأول مرة بمجرد استقلالها عن الاستعمار البريطاني في عام 1947. وجاء الطلب الثاني باسترجاع الألماسة في عام 1953، وهو عام تتويج الملكة إليزابيث الثانية، فيما طالبت الهند من جديد باستعادتها عقب وفاة الملكة.
Opinion? pic.twitter.com/Esm1lmdZgT
— Vidyut Jammwal (@VidyutJammwal) September 9, 2022
وأكدت باكستان في عام 1976، ملكيتها للألماسة، وقالت إنه وفقًا للاعتقاد بأن الألماسة قد سُلمت في عام 1849 من قبل الحاكم السيخي إلى الحكومة البريطانية في لاهور، فإنها تُعد الآن جزءًا من باكستان.
كما ادعت كل من إيران وأفغانستان، كذلك حقوق ملكية الألماسة، من واقع الاستشهاد بالوقائع التاريخية، عندما كانت الألماسة على أراضيهما. ولكن في كل مرة، كانت الحكومة البريطانية تدحض المطالب، قائلة إن ملكية الألماسة غير قابلة للتفاوض.
وجاء ذكر الألماسة "كوهينور" أول الأمر في بعض النصوص السنسكريتية القديمة قبل 4 آلاف إلى 5 ألاف عام مضت. وفي تلك الفترة البعيدة، كانت تُعرف باسم «سامانتيكا ماني» أي "ملكة الألماس".
ووفقاً لبعض الأساطير القديمة، كانت الألماسة الشهيرة في حوزة الإله الهندوسي كريشنا، وذكر أحد النصوص الهندوسية القديمة في ذلك الوقت أنه لا يمكن لأحد أن يتزين بتلك الألماسة من دون الخوف من العقاب.
ويُعتقد أن جوهرة كوهينور تحمل لعنة، نتيجة تاريخها الممتد على 750 عامًا، والملطخ بالدماء، والقتل، وجنون العظمة والغدر.
وتعود أصول تلك الألماسة إلى غولكوندا في ولاية اندرابراديش الهندية الجنوبية. وانتقلت بين مختلف السلاطين القدماء في دلهي. وهناك سجلات قديمة تقول إن تلك الألماسة زينت تاج الملك المغولي القديم شاه جهان.
ودفعت الجوهرة أحد أبنائه إلى الجنون بسبب تألقها، فقد قام بانقلاب وقتل إخوته، وسجن والده، لأنه يعتقد أن "كوهينور" تجلب قوة كبيرة لصاحبها، وهو الأحق بها.
وكشف القصر الملكي البريطاني، أنه جرى استخراج ألماسة كوهينور من مناجم "غولكوندا" في وسط جنوب الهند قبل أن تُسلم إلى الملكية البريطانية عام 1850.
وذكرت الملكة فيكتوريا في وصيتها أن ألماسة كوهينور لا ينبغي أن ترتديها إلا "ملكة" فقط.
وقد يكون لـ "كيت ميدلتون"، زوجة الأمير ويليام، وهو الثاني في ترتيب ولاية العرش، الحق في ارتداء التاج، الذي يضم تلك الألماسة في الاحتفاليات الرسمية بعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية.