رئيس شركة "فيرتو" لـ"الرجل" : الرجل يحول العادة إلى إستثناء
لندن –نجلا حبريري:
"إن كانت رولز رويس جوهرة السيارات الفاخرة، فلا شك أن فيرتو هي رولز رويس الهواتف النقالة"، هكذا وصف ماسيميليانو بوغلياني، الرئيس التنفيذي لشركة فيرتو للهواتف الفاخرة، منتوجات شركته في حواره مع "الرجل". أخذت "الرجل" جولة في مصانع فيرتو في قلب الارياف البريطانية حيث شهدت عن كثب مراحل تصميم وتصنيع الهواتف، ثم مراحل إختبار جودتها التقنية والجمالية قبل تجهيزها للشحن وتوصيلها لمتاجرها وزبائنها في مختلف ارجاء العالم. اجتاحت فيرتو، منذ تأسيسها عام 1998, سوق المنتوجات الفاخرة وحققت أرقام مبيعات ضخمة في آسيا وروسيا والشرق الأوسط. تتوفر "فيرتو" على متاجر في أكثر من 66 دولة، بما فيها دول الخليج العربي، من خلال 5 متاجر فخمة في دبي ومتاجر في كل من أبو ظبي والكويت، والدوحة، والرياض وجدة. وأكد هتش هتشينسون، رئيس قسم التصميم، ل-"الرجل" أن ما يميز هواتف فيرتو الفاخرة ليست جودة موادها الأولية من ياقوت أزرق وتيتانيوم وجلد التماسيح أو ودقة التصنيع فحسب، بل انها الخدمات الحصرية التي توفرها الهواتف لمشتريها و اهتمامها الشديد بالتفاصيل. لذلك، فاقتناء هاتف فيرتو يضمن دخول ناد خدمات فاخرة تقتصر على زبناء شركة الهواتف الفاخرة.
وفيما يلي حوار "الرجل" مع ماسيميليانو بوغلياني، الرئيس التنفيذي لشركة فيرتو للهواتف الفاخرة.
دعنا نبدأ بالصعوبات التي واجهتها في فترة تعافي الأسواق العالمية من آثار الأزمة؟
ترقيتي من منصب رئيس التسويق إلى منصب الرئيس التنفيذي للشركة مسؤولية كبيرة، حيث لا استطيع إلقاء اللوم على رؤساء أقسام اخرى لتعثر جانب من جوانب العمل، بل انني اتحمل المسؤولية كاملة. ولعل المثير في ترقيتي إلى هذا المنصب، هو خلفيتي في التسويق، حيث أن 90% من الرؤساء التنفيذيين لشركات بحجم ومكانة "فيرتو" ينحدرون من خلفيات مالية. وأعتقد أن تطوير "فيرتو" يعتمد على تطوير طابعها التجاري اولا قبل الجوانب التقليدية الاخرى، باعتبارها علامة تجارية فخمة. وبناءاً على ذلك، فإن استراتيجيتنا الحالية تهدف إلى بناء قاعدة صلبة تمكن "فيرتو" الجديدة من إحتضان منتوجاتها تحت شعار الجودة والترف.
أما فيما يتعلق بآثار الأزمة على أسواق المنتجات الفاخرة، فاستطيع التأكيد أنها شكلت تحدياً كبيراً، خاصة في اسواقنا في اسيا والشرق الأوسط وروسيا. لكن هذه العوامل الخارجية اعطت فرصة للرئيس التنفيذي وفريقه لتطوير استراتيجية تواكب هذه التغيرات وتحافظ على حصة "فيرتو" في سوق المنتجات الفاخرة.
كرئيس تنفيذي، حريص على الحفاظ على طابع "فيرتو" البريطاني الفاخر، كيف تنقل استراتيجيتك التسويقية الفريدة لجميع موظفي الشركة في مختلف أنحاء العالم؟
أولاً، أحرص على نقل قيم الشركة وخصوصياتها لجميع الموظفين، ولدي مثال واضح على ذلك. منذ أن أصبحت الرئيس التنفيذي للشركة، رأيت أنه من الأساسي تسويق طابعها الإنجليزي العريق داخلياً وفي الإعلام، فالطابع الإنجليزي ميزة أساسية لهواتف فيرتو وهويتها كشركة.
ثانياً، فإني من المؤمنين بأن دور الرئيس التنفيذي لا يقتصر على إعطاء تعليمات من وراء شاشة كمبوتر في مكتبه الأنيق، بل يشمل كذلك التفاعل مع موظفيه والتعرف على خاصيات مختلف الأسواق عن قرب. لذا، فاني أسافر إلى متاجرنا في جميع ارجاء العالم لنقل قيم "فيرتو" للموظفين وأقلمة إستراتيجيتنا التسويقية ومنتجاتنا وفقا لمختلف الخصوصيات الثقافية وانطباعات الزبائن حول مقتنياتهم. لا تختلف "فيرتو" عن باقي الشركات العالمية الاخرى من حيث حرصها على تقديم المنتجات نفسها في متاجرها العالمية، حتى يحظى زبون متجر باريس بنفس التجربة زبون في متاجر شنغهاي أو دبي أو الرياض. لكن ذلك لا يمنع من التعرف على خاصيات الأسواق وثقافتها ، والإستفادة منها في خططنا التسويقية وفي تصاميمنا من حيث الألوان والمواد الأولية. ولعل أنسب مثال على إختلاف الخصوصيات الثقافية من سوق لأخرى هو شعبية هاتف "فيرتو" الأصلي SIGNATURE TOUCH المعروف ب "هاتف الأعراس" في الشرق الأوسط والخليج العربي، والذي تفضله السيدات لحضور حفلات الزواج نظراً لبساطته وعدم توفره على كاميرا.
ما الذي يميز "فيرتو" عن باقي شركات الهواتف النقالة الموجودة في السوق، خاصة منها الهواتف الذكية؟
"فيرتو" شركة فاخرة تصنع الهواتف النقالة، ليس العكس. لا يجوز إختصار "فيرتو" في الهواتف النقالة، فهي شركة تبرع في توفير تجارب فاخرة متكاملة، تمكن الزبون من التجاوب مع هاتف دقيق الإتقان والإستمتاع بباقة خدمات كونسيرج Classic Concierge المجانية من فريق متخصص ومتوفر على مدار الساعة، بالإضافة إلى خدمة Vertu LIFE لزبناء المجموعة التي توفر امتيازات حصرية وإمكانية الوصول إلى فعاليات خاصة بالنخبة عبر جهاز Vertu. كما تتضمن الخدمات أيضاً إمكانية الدخول المجاني للنوادي ذات العضوية الخاصة حول العالم، والمشاركة في فعاليات تقتصر على أعضاء معدودين وتجربة التسوق الحصرية.
ومن جانب آخر، تتعاون "فيرتو" مع أفضل الشركات واكثرها جودة في مختلف مراحل التصنيع وتطوير التقنية والتسويق، على غرار دولبي ديجيتال بلس Dolby® Digital بلس لتطوير نظام الصوت الافتراضي و كوالكوم سناب دراغون ثنائي النواة Qualcomm® Snapdragon™ dual core لضمان جودة الاتصال. أما شركاؤنا في المرحلة التسويقية، فنختارهم بهدف توفير أفضل التجارب لزبنائنا وتمتيعهم بأفضل ما تقدمه سوق الخدمات الفاخرة. وآخر شراكاتنا في هذا السياق، تمت مع "بنتلي"، حيث اطلقنا أول منتجاتنا المشتركة، في إطار الشراكة الجديدة التي أبرمتها الشركتان الإنجليزيتان الفاخرتان.
تتميز "فيرتو" بمكانة فريدة في السوق، فهي شركة الهواتف النقالة الفاخرة الوحيدة في السوق ولا منافس لها. هل ذلك نعمة أم نقمة؟
صحيح أننا في "فيرتو" ننعم (أو نعاني) من كوننا الوحيدين في السوق، ونعتبر ذلك فرصة كبيرة وتحدياً في الآن نفسه. فرصة لأن ذلك يمكننا من تطوير منتجاتنا وتسويقها وأقلمتها في سوق بدون منافس، وتحدي لأننا نحتاج إلى خلق حاجة لمنتجاتنا في سوق السلع والخدمات الفاخرة. ويعود سبب غياب منافسين لنا في السوق إلى فشل شركات أخرى في مواجهة هذا التحدي والإبداع في صناع الهواتف النقالة الفاخرة. ولا شك أن هذه المهمة في غاية الصعوبة، بإعتبار أنها تجمع بين عالمين مختلفين، وهما عالم التكنولوجيا السريع وعالم الترف الأبدي. ونجحت "فيرتو" في دمج الجانبين معاً، واقحمت أحدث التقنيات وتكنولوجيا الصوت والتطبيقات في هواتفها الجديدة.
يتميز مسارك المهني بتاريخ حافل بالنجاحات، بإعتبار أن "نسبرسو" مثلاً اجتاحت سوق القهوة الفاخرة تحت قيادتك، ما هو سر نجاحك؟
أطمح دوماً إلى تطوير المنتجات العادية إلى منتجات استثنائية، سواء تعلق الامر بالقهوة أو بالهواتف النقالة أو غيرها. وأعتقد أن سر النجاح في هذا المجال يعتمد على تعزيز الجانب الحسي للمنتج، بحيث يصبح الزبون أو الزبونة متعلقاً بهاتفه، أو كوب قهوته الصباحية أو حقيبة يد(ها) وبخصوصياته الجمالية والتصميمية وتاريخه وقيم شركة المنتجة، عوض النظر إليه كسلعة اخرى من بين مشترياته. أما على المستوى الشخصي، فسر النجاح هو عدم الإستسلام، والمثابرة لتطوير الأفكار إلى حقيقة وحب العمل.
ما هي أهم ميزات الموظف المثالي؟
الولاء لعمله ولنفسه ولزملائه، مصحوباً بشغف لحسن الأداء والتفوق. وأود الاشارة في هذا السياق إلى جائزة أسستها في الشركة، لتقدير جهود موظف ساعد زميلاً على النجاح. الإجتهاد للتفوق ميزة أساسية، لكن الإجتهاد لمساعدة غيرك على التفوق يتطلب حباً متفانياً للمهنة و إخلاصاً للزملاء.