ما هي مؤشرات الجفاف العاطفي بين الزوجين؟ وما طرق العلاج؟
يمر الجميع بتلك الفترات القاسية في الحياة نتيجة الجفاف العاطفي بين الزوجين، يرجع ذلك للكثير من الأمور والعوامل.
تشمل تلك الفترات الكثير من الملل الزوجي والصمت الطويل، الروتين والكلمات المتكررة والتخلي عن مشاعر المودة والحب المعتاد بين الأزواج.
في بداية العلاقة، خاصةً خلال فترة الخطوبة والفترة الأولى من الزواج، تصبح المشاعر المشتعلة هي المسيطرة، لكن بمرور السنوات وكثرة المسؤوليات الحياتية وفقدان الشغف قد تختفي تلك المشاعر ليحل محلها الصمت والجفاء.
ما هي علامات الجفاف العاطفي بين الزوجين؟
يعتبر بعد المسافة بين الزوجين من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الجفاف العاطفي بينهما، وذلك لأنّه يخلق فجوة كبيرة بين أي زوجين يصعب التعامل معها، فكما يقال البعيد عن العين بعيد عن القلب، لذا يجب على الزوجين محاولة التغلب على البعد حتّى لا يصلا إلى مرحلة الجفاف العاطفي في علاقتهما.
الخرس الزوجي
مع بدء الصمت الطويل في العلاقة، تأكد أنك قد وصلت إلى مرحلة متأخرة من الجفاف العاطفي بين الزوجين.
ربما يظهر ذلك بعد مرور فترة طويلة من الزواج، يرجع ذلك للروتين اليومي المتكرر في الحياة دون أي تجديد أو رغبة في التغيير.
الانشغال بالهاتف المحمول
قضاء الساعات الطويلة في استخدام الهاتف المحمول سواء لتصفح مواقع التواصل الاجتماعي أم لممارسة الألعاب الإلكترونية من أعراض الجفاف العاطفي المنتشرة بين كثير من الأزواج.
مع تطور الفجوة بين الزوجين، يلجأ البعض للانشغال بأي من الأمور التي لا تبدو مهمة، لكنها وسيلة للهروب من أرض الواقع.
اضطراب العلاقة الزوجية
انخفاض الرغبة الجنسية بشكل ملحوظ وبمعدل منخفض يصل إلى أقل من 10 مرات في العام الواحد من العلامات التي تدل على انخفاض معدلات الحب والعاطفة المتدفقة.
لا يقتصر الأمر على الزوج فقط، بل يعد ذلك من أهم أسباب الجفاف العاطفي عند الزوجة كذلك.
ما سبب الجفاف العاطفي بين الزوجين؟
مع مواجهة ضغوط الحياة اليومية وتحمل المسؤوليات الكبيرة للزواج، يجد كل من الزوجين أنفسهم أمام الكثير من المهام الصعبة والشاقة التي تحتاج للكثر من الجهد والتركيز.
إذا لم يلجأ كل منهما للاستعانة بالآخر للتغلب على تلك الصعاب، يصبح البديل هو الجفاف العاطفي بين الزوجين.
من أهم الأسباب التي قد تؤدي إلى ذلك:
عدم التواصل
التواصل اليومي من أهم الركائز الأساسية للحفاظ على علاقة زوجية مستقرة، فقدان ذلك من أهم علامات الجفاف العاطفي بين الزوجين، فيؤدي إلى بعد المسافة وخلق فجوة كبيرة نتيجة لعدم مشاركة كل طرف لشؤون الآخر.
المبالغة في التوقعات
خلال بداية العلاقة، يصبح لدى كل من الطرفين توقعات مثالية لحياة وردية مليئة بالعواطف واللحظات الرومانسية، كما قد يبالغ أحدهما في توقعاته غالبًا ما تكون الزوجة هي الطرف المبالغ. لكن سرعان ما يصطدم كل منهما بالمسؤوليات المتلاحقة التي تؤدي إلى هدم كل التوقعات السابقة، بالتالي، تحدث الصدمة التي تؤدي إلى الجفاف العاطفي بين الزوجين بشكل تدريجي.
اقرأ أيضًا:فارق السن بين الزوجين.. هل يثري العلاقة الزوجية أم يسبب حواجز فكرية؟
المقارنات الخارجية
مقارنة الحياة الزوجية بحياة الآخرين من أهم الأسباب التي قد تؤدي إلى فشلها.
فيقوم أحد الزوجين أو كلاهما بعقد مقارنة بين صفات شريك الحياة وتفاصيل العلاقة مع الآخرين، بالتالي، يُصاب بالإحباط وخيبة الأمل نتيجة لعدم الحصول على الصورة الكاملة بذهنه.
الملل الزوجي
فقدان الشغف والاهتمام بالطرف الآخر من العلامات الأكيدة التي تشير إلى جفاف المشاعر بين الزوجين، استمرار تلك المشاعر السلبية قد تنذر بقرب انتهاء الحب وفشل العلاقة الزوجية.
الاعتياد
استمرار الحياة الزوجية دون أي تغييرات أو تجديد في العلاقة من أهم الأسباب التي قد تؤدي إلى الجفاف الشديد وضعف المشاعر، فمع مرور السنوات، يسيطر الروتين على الحياة، ما يدفع الأزواج للبحث عن شيء جديد واهتمامات أخرى.
الخلافات الزوجية المتكررة
تكرار حدوث الخلافات الزوجية يؤدي إلى فقدان الشغف والاهتمام، كما قد ينتهي الأمر إلى الصمت الطويل وعدم الرغبة في الاستمرار في العلاقة الزوجية إذا لم يتم التصدي لها وإيجاد حلول نهائية.
طرق علاج الجفاف العاطفي بين الزوجين
علاج الجفاف العاطفي مسؤولية مشتركة بين الزوجين، فيجب أن يدرك كل منهما أن إصلاح العلاقة وتجديدها أمر ضروري، باتباع الطرق الصحيحة يمكن تحقيق النتائج الأفضل مع القليل من العزيمة والصبر.
إليك أهم طرق علاج الجفاف العاطفي:
1- لا تستسلم للمشاكل والصعوبات: لا شك أن للتحديات الحياتية المختلفة والتغيرات الاقتصادية تأثيرًا كبيرًا على حياتنا اليومية، لكن يجب أن نواجه تلك الأمور كمشكلات مؤقتة وتغييرات طارئة دون أن ندعها تهدم الاستقرار العاطفي.
احرص على تخصيص الوقت الكافي للتواصل وقضاء الوقت مع زوجتك حتى في أصعب الظروف.
اقرأ أيضًا:عندما يكون الصمت قاتلاً في العلاقة الزوجية.. كيف تتغلب عليه؟
2- المشاركة اليومية: زوجتك هي شريكة الحياة، شاركها تفاصيل يومك بالكامل سواء كانت سعيدة أم مؤلمة، اتخذا القرارات المهمة معًا، ادعما أحلام بعضكما البعض.
ادمج حياتكما معًا بدلًا من أن يواجه كل طرف مسؤولياته بشكل منفرد.
3- لا تخفي أزماتك عنها: يمر الجميع ببعض الأوقات العصيبة والأزمات المالية والعاطفية، بدلاً من إخفاء ذلك عن زوجتك، يمكنك مشاركتها الأمر لإيجاد الحلول المناسبة، بعد مرور الوقت، ستجد أنكما قد تغلبتما على تلك المشكلة معًا وحظيتما بوقت رائع ما يعزز من ترابطكما.
4- تجنب مشاركة الآخرين للتفاصيل: لا تحتاج لمشاركة الأصدقاء أم المقربين للتفاصيل الخاصة لعلاقتكما وأسباب الجفاف العاطفي في علاقتكما.
بدلاً من ذلك، واجه زوجتك بالأمر وتحدث إليها، ربما هناك بعض الأمور التي قد غفلت عنها وتحتاج لإصلاحها.
5- تجديد العلاقة الزوجية: من حين لآخر، قد تحتاج لتجديد العلاقة العاطفية مع زوجتك لتستعد مشاعر الحب تمامًا مثل المرة الأولى، لا تغفل عن ذلك لتتجنب المرور بفترات الجفاف العاطفي.
اسقِ زواجك واجعله يزدهر للحفاظ على علاقة قوية وثابتة في مواجهة فترات الجفاء.