قمة كليمنجارو.. وجهة سياحية لعشاق المغامرة و"شيطان البرد"
يقع جبل كليمانجارو شمال شرق تنزانيا، وهو أكثر الجبال ارتفاعًا في القارة الإفريقية والأقرب إلى خط الاستواء، الذي تغطي قمته الثلوج.
تعني لفظة كليمانجارو "شيطان البرد"، ويتألف من ثلاثة مخاريط بركانية هي: "كيبو" و"ماوينسي" و"شيرا".
وتبلغ أعلى قمة للجبل "كيبو" 5,895 مترًا عن سطح البحر.
جبل كليمنجارو هو أحد المواقع السياحية المهمة في تنزانيا، ويضم عدة محميات وحدائق وطنية، أهمها منتزه كليمنجارو الوطني، المسجل ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي.
رحلات تسلق
يبدأ المغامرون ومحبو السياحة الطبيعية بالتدفق إلى تنزانيا، بهدف تسلق كليمانجارو، خلال شهر ديسمبر وحتى شهر مارس، وهي الأشهر الأكثر دفئًا وجفافًا في العام.
كما تعد الأشهر بين يونيو وأكتوبر مناسبة لهذه المغامرة، والأكثر ازدحامًا أيضًا.
تقتصر رحلات البعض على استكشاف المحميات الوطنية الخلابة عند الجبل، والبعض الآخر يكتفي بالمغامرة ولكن من دون الوصول إلى القمة، بينما قلة ترفع علامة النصر، في أعلى قمم القارة السوداء.
جبل كليمنجارو
يُعد تسلق جبل كليمنجارو تحديًا كبيرًا بالطبع، ولا ينبغي التقليل من شأنه، ولكنه أمر ممكن لمتسلقي الجبال الذين يتطلعون إلى الجمع بين مغامرة جبلية عالية، والذهاب إلى إفريقيا.
في غضون أيام، ستتسلق كليمنجارو من خط الاستواء إلى ما يشبه القطب الشمالي، وتتنقل عبر الأراضي العشبية، والغابات الاستوائية المطيرة، والمروج، والمستنقعات، والمرتفعات الصحراوية إلى الثلج والجليد.
ومع بداية الصعود إلى الأعلى، ستلاحظ تحول سفوح هذا الجبل إلى غابات وارفة الخضرة، تسكنها حيوانات الفيلة والفهود، والجاموس.
ومع مواصلة الصعود إلى أعلى، ستجد أراضي برية مستنقعية، ومغطاة بنباتات "الخلنج" العملاقة، وعند الصعود إلى أعلى أكثر، ستجد الجليد والثلوج اللذين يشتهر بهما جبل كليمنجارو.
وتستغرق رحلات الصعود إلى القمة "أوهورو" ما بين ستة إلى سبعة أيام.
أحد الأسئلة الأكثر شيوعًا التي تدور في أذهان الكثيرين هو "ماذا نرتدي في كليمنجارو"؟
من المهم حقًا أن تلقي نظرة على قائمة المعدات الخاصة بتسلق جبل كليمنجارو، ولكن تأكد أنك لست بحاجة إلى إنفاق ثروة على مجموعة المعدات تلك، عندما يمكنك استئجار أكياس النوم، وأعمدة الرحلات والعديد من العناصر الأخرى.
اقرأ أيضًا:لعشاق التسلق.. إليكم قمم الجبال التي لم يتسلقها أحد في العالم
أفضل وقت لتسلق كليمنجارو
يبلغ متوسط درجات الحرارة في موشي عاصمة كليمنجارو 22 درجة مئوية في مواسم التسلق، وتنخفض درجات الحرارة صعوداً لتبلغ نحو 7 تحت الصفر عند القمة.
وغالبًا ما يكون اكتمال القمر هو الوقت المثالي لتسلق كليمنجارو، ويمكن قضاء ليلة تسلق الجبل في المشي تحت ضوء القمر الفضي الكامل، بحيث لا تحتاج حتى إلى مصباح الرأس، بما أن كليمنجارو يقع على خط الاستواء، تحت سماء كاملة من الأبراج الشمالية والجنوبية.
ومن أعلى القمة يمكنك رؤية نجم الشمال وصليب الجنوب (هي كوكبة صغيرة تحتوي على نجوم قوية الضوء وتُشاهد عادةً في الجزء الجنوبي من الكرة الأرضية).
وإذا كنت ترغب في تجنب الليالي المزدحمة عند اكتمال القمر، فنوصيك بالابتعاد عن تلك الليالي التي يغادر فيها الكثير من الأشخاص المخيم في الوقت نفسه، فهذا يؤدي إلى تكدس شديد.
كم تبلغ تكلفة رحلة التسلق؟
ثمة سياسة متبعة تتعلق بعدم القيام برحلات في مدة أقل من سبعة أيام، لأنه من الخطر للغاية محاولة تسلق ما يقرب من 6000 متر على الأقل بمدة قليلة.
التسلق السريع من دون استراحات وتمهل قد يؤذي الصحة، ويعرض المتسلق لخطر الإصابة بداء المرتفعات المحتمل.
ومن الأفضل والأكثر متعة أن تستغرق سبعة أيام على الأقل، وتستمتع بالتجربة.
وبعض الرحلات تستغرق ثمانية أيام، وهذا أفضل.
تبدأ الرحلة إلى جبل كليمنجارو من المنتزه الوطني، وعليك أن تتوقع دفع عدة رسوم ثابتة تفرضها حديقة كليمنجارو الوطنية، على الزوار وطواقم العمل.
اقرأ أيضًا:تكلفة مغامرة تسلق جبل إيفرست من البداية حتى القمة
يمكن تقسيمها إلى ما يلي:
رسوم الحفاط على المحمية: تقوم سلطة كليمنجارو بتحصيل الرسوم بعدد الأيام داخل المتنزه.
مثلاً إذا سلكت درب Machame للتسلق ويستغرق عادة 7 أيام، فيبلغ إجمالي رسوم الحفاط على المحمية 490 دولارًا (70 دولارًا × 7 أيام) تقريباً.
تتراوح رسوم التخيم على درب Machame أو درب Lemosho أو طريق Rongai أو الأكواخ على درب Marangu بين 50 إلى 60 دولارًا في الليلة، للشخص الواحد.
أما رسوم الإنقاذ عن كل شخص خلال الرحلة فتبلغ 20 دولارًا تقريباً، من دون أن تشمل الإنقاذ بالهليكوبتر.
وتبلغ رسوم دخول الدليل والحمال: 2 دولار لكل موظف عن كل رحلة.
كما تفرض الحكومة التنزانية ضريبة القيمة المضافة بنسبة 18٪ على جميع مشغلي كليمنجارو.
يمكن أن تبلغ التكلفة الإجمالية اليومية نحو 200 دولار لكل متسلق، من دون احتساب الطعام والشراب، والملابس والمعدات المطلوبة.
أحوال الطقس
توقع أن تكون الأيام الأولى الدافئة من 18 إلى 20 درجة مئوية، والأيام الأكثر برودة أكثر بحوالي 14 درجة مئوية، ويكون يوم القمة باردًا عند سالب 5 مع برودة هوائية، تقل عن 15 درجة مئوية تحت الصفر.
ولا يشهد الجبل نطاقًا واسعًا من درجات الحرارة من موسم إلى آخر، لذا فهو متماثل إلى حد كبير على مدار العام.
ومع ذلك، يتم تحديد درجات الحرارة حسب الارتفاع، والوقت من اليوم.
يمكن أن يكون الجو رطبًا وباردًا وساخنًا وجافًا ومشمسًا في يوم واحد، ولا تنس أن شدة الشمس في المرتفعات تعني أنه من المهم حماية بشرتك وعينيك.
الغابات المطيرة (المعروفة أيضًا باسم الغابة السحابية أو الجبال الجبلية على هذا الارتفاع) حول القاعدة دافئة ورطبة، والأراضي المستنقعية وصحراء جبال الألب أكثر جفافاً وبرودة، في حين أن المنطقة القطبية الشمالية بالطبع شديدة البرودة، مع تساقط الثلوج، والرياح القوية.
تخلق الجبال العالية مناخاتها الصغيرة، وهي مناطق يختلف فيها المناخ عن المناخ السائد، أو الرئيس.
هذه سمة مشتركة في كليمنجارو.
فلديها العديد من المناخات الدقيقة، من الحارة في القاع إلى القطب الشمالي المتجمد في القمة.
ويؤثر تدفق الكتل الهوائية فوق كليمنجارو على هذه المناخات الدقيقة، التي تسبب طقسًا رطبًا (أو ثلجيًّا) من جانب، ومناخ جاف وصافٍ من جانب آخر.
يقع Machame (منطقة تاريخية تنزانية في مقاطعة هاي الشمالية) على الجانب الأكثر رطوبة، بينما تقع Rongai (مدينة في مقاطعة ناكورو، كينيا) في الجانب الأكثر جفافًا.
اقرأ أيضًا: ريوم والزيارة إلى الريف الفرنسي
أشياء ضرورية للتسلق
عليك أن تحرص على انتقاء معدات الرحلة، من ذات الجودة العالية، حتى لا تخذلك عند أي ظرف.
وعندما تختار التسلق ستحتاج لأشياء ضرورية أخرى مثل:
- خيمة متينة جيدة الصيانة، ومناسبة لظروف الجبال.
- خيمة طعام مناسبة، مع طاولة وكراسي.
- مرحاض وخيمة المرحاض (إن وجدت).
- قطع غيار جيدة لما معك من أدوات.
- امتلاك طاقمك معدات الرحلات المناسبة ومستلزمات النوم.
- مرشد محترف.
- عدد ملائم من الحمالين الجيدين.