طاعة الزوجة لزوجها.. الحدود والواجبات التي عليك معرفتها
الزواج في الإسلام من العلاقات التي تقوم على الكثير من الروابط القوية، فحث الدين الإسلامي الزوج على حسن معاملة زوجته وأن يقوم على رعايتها بالشكل الواجب، كما أن للزوج على زوجته حق الطاعة.
طاعة الزوجة لزوجها من الأمور التي لها أجر كبير، فيضمن ذلك الحفاظ على استقرار الزواج في أجواء مليئة بالألفة والمودة.
من خلال مقالنا هذا، نستعرض معًا حدود طاعة الزوجة لزوجها وفضل ذلك وأهم واجباتها المفروضة عليها.
كيف تكون طاعة الزوجة لزوجها؟
يتساءل الكثير من الأشخاص عن الواجبات المفروضة على المرأة وما هي شروط طاعة الزوجة لزوجها؟
قد يخلط البعض بين مفهوم طاعة الزوج وأن تلغي المرأة شخصيتها وآراءها نهائيًّا، لكن ذلك أمر عارٍ تمامًا عن الصحة، فليس هناك أي تعارض بين الموقفين، بل إن الزوجة الصالحة هي من تعين زوجها على أمور الدنيا والدين من خلال آرائها الصائبة ورؤيتها المختلفة للأمور.
ربما تختلف الزوجة مع زوجها في بعض الأمور، فيتطلب الأمر إجراء نقاش صحي لإثبات وجهة النظر الصحيحة، لكن ذلك لا يعني تعدي المرأة لحدود الطاعة، فيجب أن يتم ذلك في إطار من الاحترام المتبادل والتقدير.
من أهم نواحي طاعة الزوجة لزوجها:
الطاعة في رضا الله تعالى فقط
تؤمر الزوجة بالطاعة المطلقة لزوجها في كل الأمور فيما عدا معصية الله، فلا طاعة للزوج فيما يخالف الشرع وتعاليم الدين، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
تلبية احتياجاته الخاصة
تقع المتطلبات المعيشية للزوج ضمن حدود طاعة الزوجة لزوجها، فعليها أن تقوم برعايته بالشكل المطلوب والعمل على حسن العشرة وتلبية كل متطلباته، بما في ذلك العلاقة الزوجية عند طلبها.
تقوم العلاقة الزوجية على أساس قوي لتلبية الاحتياجات الجسدية لكل من الرجل والمرأة وتجنب ارتكاب الفواحش، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على أهمية استجابة الزوجة لزوجها عند طلبها في قوله "إذا دَعا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إلى فِراشِهِ، فأبَتْ أنْ تَجِيءَ، لَعَنَتْها المَلائِكَةُ حتَّى تُصْبِحَ".
التجمل وأخذ الزينة
وصى النبي صلى الله عليه والسلم النساء بحسن التبعل، أي أن تحرصن على العناية بأنفسهن وإبراز جمالهن لأزواجهن في كل موقف، فقد قال"أي النساء خيرُ؟ قال "التي تسُرُّه إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره"، ويتضمن ذلك الحديث أيضًا أن تحفظ نفسها عن الوقوع في الإثم وأن تحفظ ماله وأولاده أيضًا.
حفظ الأسرار
حفظ أسرار الزوج من أهم حدود طاعة الزوجة لزوجها، فالزوجة مؤتمنة على كل أسرار زوجها ولا ينبغي أن تفشي أي منها تحت أي ظرف.
الاستئذان قبل الخروج من المنزل
للزوج على زوجته حق الإذن في الخروج من المنزل، فيتعين على الزوجة أن تطلب إذن زوجها إذا همًّت بالخروج من المنزل، فإذا منعها زوجها من الخروج، فعليها الامتثال لذلك.
تنص مفاهيم الشريعة الإسلامية على ضرورة الحصول على إذن الزوج قبل الخروج.
لا يعد ذلك مصادرة لحقوقها، بل هو أمر ضروري لاستقامة الأسرة ورعاية أبنائها بتواجد الزوجة والأم بشكل دائم.
مع ذلك، لا ينبغي على الزوج استغلال ذلك بشكل خاطئ في قهر زوجته والتحكم بها دون وجه حق بحسب ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم "(لا تَمْنَعُوا نِساءَكُمُ المَساجِدَ إذا اسْتَأْذَنَّكُمْ"، ما قد يؤدي لحدوث الخلافات الزوجية المتكررة.
حسن المعاشرة
يتضمن ذلك العديد من النواحي، أهمها القول الطيب، فعليها أن تتلفظ بأحسن الكلمات وتتجنب توجيه الإهانة أو القول السيئ لزوجها، فالخلق السيئ من أسوأ الصفات التي يمكن أن تتوافر في امرأة، وقد تخسر بذلك أجرها، بل يغضب عليها الله.
الاستئذان قبل الصوم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تصوم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه غير رمضان ولا تأذن في بيته وهو شاهد إلا بإذنه"، فصيام المرأة للسنن والنوافل بغير إذن زوجها أمر غير محبب، ما قد يتسبب في شعوره بالحرج عند الرغبة في تناول الطعام خلال ساعات صيامها أو إن طلب معاشرتها.
فضل طاعة الزوجة لزوجها
طاعة الزوجة لزوجها أساس دخول الجنة، فإن الزوجة الصالحة التي تقوم على طاعة زوجها في كل الأمور وتعينه على مصائب الدنيا وضغوط الحياة هي امرأة صالحة ليس لها إلا الجنة، كما يجزيها الله خير الجزاء في الدنيا وفي الآخرة.
أما إذا ماتت وزوجها راضٍ عنها دخلت الجنة، أما إذا امتنعت عن طاعته فيما أمر به الله، باتت تلعنها الملائكة.
إلى جانب أجرها من الله، تحظى الزوجة الصالحة المطيعة لزوجها بحبه وتقديره، كما تنعم بالاستقرار الأسري بعيدًا عن الخلافات الزوجية.
اقرأ أيضًا: وصايا القرآن والسنة للتعامل مع الزوجة العاصية
حكم طاعة الزوجة لزوجها
يؤكد علماء الإسلام وكبار المشايخ على أن طاعة الزوجة لزوجها ليست من قبيل القهر أو التسلط، بل فرضها الله رحمةً لكل منهما، فتساعد على تثبيت مبادئ المودة والرحمة بين الزوجين.
وقد أكد العلماء كذلك أن لطاعة الزوج الكثير من الضوابط التي تمنعه من استغلالها بشكل خاطئ، فللرجل على زوجته حق الطاعة فيما يتعلق بشؤون الأسرة في حدود إمكانياتها البدنية والعقلية، فلا طاعة له فيما لا تطيقه أو ما يفوق قدراتها البدنية.
كما يسقط حق الطاعة في المعصية أو الأمور المحرمة خارج إطار العلاقة الزوجية التي فرضها الله ورسوله.
أحاديث الرسول عن طاعة الزوجة لزوجها
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم الكثير من الأحاديث الشريفة التي أوضحت كيفية طاعة الزوجة لزوجها وفضل ذلك وأجرها العظيم، ومن أبرزها "(أيُّ النساءِ خيرٌ؟ قال: الذي تسرُّهُ إذا نظَرَ وتطيعُهُ إذا أَمَرَ ولا تخالِفُهُ فيما يكرَه في نفسِهَا ومالِه"
فينص هذا الحديث الشريف على ضرورة حسن التبعل للزوج ضمن حدود الطاعة، فينبغي للزوجة الصالحة أن تتجمل لزوجها ليراها في أبهى صورها، وأن تحسن معاشرته ولا تخالفه، وأن تحفظ نفسها دون الوقوع في الإثم وأن تحفظ له بيته وماله وأولاده.
وفي حديثِ آخر قال:"إذا صلَّتِ المرأةُ خَمْسَها ، و صامَت شهرَها ، و حصَّنَتْ فرجَها ، وأطاعَت زوجَها ، قيلَ لها : ادخُلي الجنَّةَ مِن أيِّ أبوابِ الجنَّةِ شِئتِ".
ينص الحديث على أجر المرأة المسلمة التي تطيع زوجها وتؤدي فرائضها، فليس لها إلا الجنة.