عبد الله بن مساعد لـ "الرجل" مدينتان لا أملهما ابداً
الرجل: دبي
بيروت هي المدينة التي أذكر فيها والدي حينما كان مبصراً.
* مقتنع بأن الوقت لم يحن لتحويل رئاسة الشباب إلى وزارة.
* عشنا في بيروت في شقة صغيرة خصّص والدي جزءاً منها مسجداً.
* بيروت كانت تجمع كل المتناقضات.. الهدوء بالضجيج ..الموت بالحياة.
* محبٌ للقراءة وأستطيع إنهاء رواية طويلة في وقت وجيز.
* في مراحل مصنع الورق،كنت أخرج منأزمةوأدخل في أخرى، حتى كتب الله لي التوفيق.
* بدأتُ حياتي العملية معيداً براتب 7 آلاف ريال.
* حياة والدي كانت باختصار من الصلاة في انتظار الصلاة.
* حلمي تطوير رياضة وطني وخدمة شبابه.
* أربعة أهداف أسعى لتحقيقها، لصناعة نقلة حقيقية في الرياضة السعودية.
* لن أجامل أي ناد على حساب آخر، وأي قرارأُصدره أضع نُصب عينيّ مخافة الله.
* والدي علمني القرآن وزرع حب الصلاة في أعماقي.
* هذه قصتي مع الملك فهد رحمه الله.
* والدتي سرّ تفوقي في الدراسة.
* في المصنع كنت أراجع أدق المصاريف وأصغرها.
الرياض - علي المقبلي:
ضيفنا في هذا العدد شخصية استثنائية انه الأمير عبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب في السعودية،أُطلق عليه رجل المرحلة في الرياضة السعودية،في ظل معاناتها واحتياجها للتطوير، فاختير لهذا الملف، هو خريج الهندسة ويعلم أن أحد توصيفات الهندسة وتعريفاتها، هو القدرة على حل المشكلات، كما انه رجل الاعمال والاقتصاد والمطلع العارف بأوضاع الرياضة في الدول الناجحة رياضياً.
تطرق الأمير عبد الله بن مساعد إلى ما دار في لقائه مع الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز الذي أوصاه بالاهتمام بالرياضة السعودية، وتركيزه يرحمه الله على وضعها غير المرضي في المنافسات القارية والعالمية.
وتطرق الى اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله بجميع شؤون شباب الوطن، وكل ما يملأ أوقات فراغهم ويطور قدراتهم ومواهبهم. وأشار إلى أن هناك أموراً مهمة لديه في عمله بالرئاسة، وهي تحسين عملها جهازاً بالإضافة إلى مشروع التخصيص،ورفع مستوى جميع الاتحادات الرياضية، والاهتمام بفئتي الناشئين والشباب في كرة القدم،مؤكداً في السياق ذاته أهمية دور الإعلام الرياضي،ومشيراً إلى أنه لن يكون هناك تطور رياضي في السعودية من دون تطور إعلامي.
الأمير عبدالله بن مساعد تحدث عن حرص والده على الصلاة وزهده في الحياة، وعن حياتهم في بيروت ودراسته في المرحلة الثانوية، وأهم المواقف
فيها، والمرحلة الجامعية ، وعن دعائه كل وقت أن يرزقه الله بيتاً وزوجةً صالحة و200مليون ريال.
وعن شركة الورق وكيف بدأ فيها، واستقبال الملك فهد -يرحمه الله–له ، وكثير من المواقف الظريفة مع ملوك السعودية.
نُسلّط الضوء في حوارنا مع الأمير عبدالله بن مساعد عن قصة كفاحه التي بدأها معيداً في جامعة الملك سعود براتب شهري بسيط،إلى أن أصبح الرجل الأول في شركة الورق.
وللأميرعبدالله تجربة أخرى ثرية في الوسط الرياضي، سواء حين ترأس نادي الهلال أو حين تم اختياره ليكون على هرم الرياضة السعودية. وهنا تفاصيل الحوار:
* عبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز حفيد الملوك، حدثنا عن نشأتك أين قضيتها؟ وهل ولد الأمير عبدالله طفلاً مدللاً؟
تفتحت عيناي على العالم في حيّ الروشة في بيروت، لكنني ولدتُ في الرياض قبل أشهر قليلة من الانتقال إلى لبنان عام 1965. عشت هناك لمدة عشر سنوات، وعدت بعدها إلى الرياض في عام 1975 (بسبب اندلاع الحرب الأهلية في لبنان). ولم أكن طفلاً شقياً كما لم أكن طفلاً مدللاً ، عندما عدنا إلى الرياض، وكانت الحياة دراسة وكرة، وكان لدينا ملعب في منزل الوالد نلعب طول وقت الفراغ ومعظم اللاعبين الذين برزوا في ذلك الوقت يلعبون معنا.
* ماالذي بقي في ذاكرتك من تلك الأيام؟
أتذكر مدرسة المقاصد الإسلامية في بيروت جيداً، ولاتزال ملامح بعض أصدقائي وزملائي في خاطري إلى اليوم. ذكرياتي عن الدراسة أقلُ
وضوحاً إذ كنت جيداً في دراستي، لكن لا أذكر ما الذي كنا ندرسه بالضبط، أتذكر الشقة التي كنا نسكن فيها والتي استقبلت عمي سلطان بن عبدالعزيز عندما زار والدي -يرحمهما الله جميعاً - ومثله عمتي البندري بنت عبدالعزيز وبناتها.
أتذكر غرفة والدي ووالدتي ثم غرفتي وغرفة شقيقي، وأتذكر أن الوالد في الشقة نفسها خصص مكاناً للصلاة، وكنا نقرأ في ذلك المكان القرآن الكريم، وعندما تكون في المدرسة حصة للقرآن كنت من أفضل الطلاب، وبالتالي كان المعلم يختارني من بينهم لتلاوة القرآن، حيث كنتُ متميزاً في اللغة العربية التي كان والدي حريصاً عليها.
أتذكر إلى الآن اتجاه القبلة في شقتنا، وأستطيع وصف المصلى بسهولة. أذكر مرة أنني رفعت رأسي ونظرت بقلق إلى البحر، لأستطلع مصدر الصوت المزعج، فرأيت طائرة حربية إسرائيلية تميل يساراً ثم تغوص في البحر..سمعنا صوت انفجار القذائف أو الصواريخ، وانتظرنا ساعتين حتى نعرف عدد القتلى عبر إذاعة البيان العسكري أنا وشقيقي عبدالرحمن وأمي وأبي. بيروت كانت تجمع كل المتناقضات الهدوء بالضجيج . الموت بالحياة. النظام بالفوضى. الأمل باليأس. الليل بالنهار ، بيروت هي المدينة التي أذكر فيها والدي حينما كان مبصراً.
* أنتقل بك إلى محور العملية التعليمية. أين تعلمت في مراحلك الدراسية؟
من بيروت عدنا إلى الرياض، وبقيت خواطري في شقتي وحارتي في بيروت، ولم أستطع التأقلم مع أي شيء في الرياض، إلى أن بدأت زمالتي مع أقراني في مدرسة الفيصلية تتحول إلى صداقة، وكان مستوى الدراسة المرتفع في بيروت آنذاك أهلنا ليكون مستوانا التعليمي ممتازاً، فنقلت من الصف الثاني الابتدائي إلى الثالث، حيث وفر لي ذلك سنة كاملة من حياتي.
كانت الفيصلية مدرسةً أهلية صغيرة أكملت فيها حتى الثالث متوسط، وبعدها انتقلت إلى مدارس الرياض وأكملت فيها الثانوية، ثم انتقلت إلى المرحلة الجامعية في جامعة الملك سعود كلية الهندسة، وتخرجت فيها،ثم عملت فيها معيداً براتب سبعة آلاف ريال.
* معروف عنك تعلقك بكرة القدم منذ الصغر. هل أثرت تلك الهواية في تعليمك؟
والدتي تقول إنني كنت متفوقاً دائماً في مدرسة الفيصلية، ولكني لا أعرف متى كنت أجد وقت الدراسة. وعندما انتقلت إلى مدارس الرياض كان هناك ملعبان فانشغلت بالرياضة، وهذا الشيء لم تحتمله والدتي وكثفت الدراسة الخاصة في البيت، فكنت أرى مدرساً خاصاً يدخل وآخر يخرج، ولم أكن أريد أن أغضب الوالدة، فبدأت في نهاية الثانوية مضاعفة جهدي ونلت في النهاية 93 في المئة، فعلت كل ما أستطيعه لإرضاء والدتي، وحان الوقت لمتابعة رغبتي القوية في المطالعة، معظم الكتب التي كان جيلنا يعرفها في تلك الفترة، وأهمها الروايات والقصص قمت بتوفيرها في مكتبتي،فقد كنت أجمع وأشتري عدداً كبيراً من الكتب دفعة واحدة، ثم أبدأ بقراءتها، ومن شغفي بذلك أستطيع إنهاء قراءة رواية طويلة في يومين.
* حياة أبناء الأسرة المالكة كيف كانت في ذلك الوقت، وهل تذكر مواقف توضح علاقة المعلمين بأبناء الأمراء والمسؤولين في المدرسة؟
العلاقة قائمة على الاحترام، ولكني أذكر قصة طريفة جداً، حين دخل على الفصل الذي أدرس فيه مدرس جديد ولم ننتبه لدخوله الفصل، إذ كنا نجتمع في حلقات صغيرة، فبدأ بالنحنحة ثم رفع صوته، وبعد أن أخذ في الصراخ اتجهنا إلى مقاعدنا فبقي صامتاً ينظر إلينا، وهو يعرف أن أغلب من أمامه
أبناء أمراء ووزراء،فراح يبحث عن ضحية لفرض شخصيته وأراد اختيار طالب هادئ، فوقعت عينه على عبد العزيز ابن شقيقي خالد -رحمه الله- وهو يصلح غترته، فوجد العذر المناسب فصرخ فيه "أنت بتتحرك ليه؟" صدمت المفاجأة ابن أخي ولم يستطع الرد، فأعطاه محاضرة في الأدب لمدة عشر دقائق، ثم جلس وطلب اسمه ليسجله في الدفتر عنده وأضاف: سنتقابل في الادارة بعد الدرس، فقال ابن شقيقي:اسمي عبدالعزيز بن خالد، وعندها تغيرت ملامح المدرس وتوقفت حركة يده ووقف القلم بين أصابعه.استغربنا موقفه، ولكن عرفنا السبب فقد كان عاهل المملكة هو الملك خالد بن عبدالعزيز -رحمه الله- واعتقد المدرس أن ابن شقيقي هو ابن الملك، فطار إلى عبد العزيز معتذراً وبعدها أصبحنا نستغل هذا الموقف، فكلما أعطانا واجباً طويلاً، قلنا له بصوت منخفض: "عبدالعزيز بن خالد يطلب منك أن تختصر الواجب" فيتجاوب مباشرةً. وأحياناً نقول: "عبدالعزيز بن خالد مشغول يريد أن تعفينا من الواجب" فيقول المدرس: لم لا؟
* نقطة التحول في حياة عبد الله بن مساعد، متى كانت؟ وماذا عن أيام الجامعة هل كانت سعيدة؟
أسعد يوم في الجامعة كان يوم التخرج لأنني أنهيت دراستي بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى من كلية الهندسة في جامعة الملك، سعود حيث درست الهندسة الصناعية، وتخرجت عام 1987. وهي نقطة التحول في حياتي وكنت أشغل نفسي بالتفكير في المستقبل.
* هل تذكر اليوم الأول من دراستك الجامعية؟
نعم، وكيف أنسى ذلك اليوم؟ الدراسة كانت بالإنجليزية وفي اليوم الأول جلست والطلاب استمع إلى محاضرة أعتقد أنها كيمياء، ولم أتنبه إلى كونها
محاضرة فيزياء إلا بعد انقضاء ربع ساعة، فعرفت حينها أنني أخطأت القاعة.
* ما اليوم الذي تذكر أنك عشت فيه بسعادة وتحققت أحلامك؟
أسعد يوم في حياتي هو يوم زواجي، وكذلك من أسعدها يوم عرفت أن زوجتي حامل، ثم يوم ولادة ابنتي سارة، وكذلك اليوم الذي تسلمت فيه نصيبي من أول أرباح مصنع الورق بقيمة نصف مليون ريال، وحين بدأنا تصدير الورق إلى بريطانيا.
* وفي المقابل الحياة ليست كلها سعادة. فما الأيام الحزينة في حياتك؟
أيام الأحزان أكثر من أيام الأفراح، ومعظم الأيام الصعبة تتصل بمشروع تأسيس الشركة السعودية لصناعة الورق، حيث كنت أخرج من أزمة وأدخل في أخرى، حتى كتب الله لي التوفيق في الآخر، وحققت النجاح الباهر الذي وصل إليه المصنع فيما بعد.
* بعد تخرجك في الجامعة، كيف بدأت حياتك العملية؟
بعد الجامعة تقدمت مرة ثانية إليها للعمل معيداً في كلية الهندسة، وتحقق لي ما أريد، وكنت أتقاضى راتباً شهرياً قدره سبعة آلاف ريال لم يكن يكفيني أبداً، غير أني كنت أحب البقاء في الجامعة.
* عمك ملك و والدك ابن مؤسّس البلاد، وتحمل لقب أمير.هل كانت الآلاف السبعة هي دخلك الوحيد؟
أبي كما قلت لك "زاهد" في الدنيا ولا يهتم بالمال، وكان تفكيره في الآخرة فقط، ولم يكن الراتب أهم ما شدّني إلى وظيفة معيد،فقد كنت أريد التحضير لشهادة ماجستير العلوم في الهندسة الصناعية، ونلتها عام 1993.
* من معيد في الجامعة إلى رجل أعمال ناجح، حدثنا عن قصة هذا التحول؟
كنت معيداً في الجامعة ، وكنت أستمتع بعملي، وتصحيح الاختبارات، وبعد ذلك قررت أن أتزوج أو أملك مالا وأعتمد على نفسي،فاتجهت للعمل الخاص وقابلت خبيراً دنماركياّ في كلية الهندسة قال لي إن لديك في المملكة قمح كثير، وقش القمح يوجد فيه سيليلوز، فلماذا لاتصنعون منه ورقاً للطباعة والكتابة، وجميع أنواع الورق. بدأت في عمل دراسة لهذا المشروع،ولم تكن لديّ سيولة مالية كافية لعمل الدراسة، من خلال مكاتب استشارية متخصصة، لأنها ستكون مكلفة جداً فاتصلت بدكتور مصري له دور كبير في حياتي اسمه محمد الطرابلسي الذي قام بعمل الدراسة، واكتشفتُ أن تكلفة المشروع بشكله المتكامل تبلغ ألف مليون، ووجدنا أن أرخص ماكينة خط إنتاج من بين خطوط الإنتاج للمشروع، بمبلغ 100 مليون ريال هي لخط الورق الصحي، فقررنا تقليص المشروع لخط انتاج واحد،فذهبت إلى صندوق التنمية الصناعية، لأعرض عليهم المشروع وأطلب منهم تمويله،ولأن الدراسة كانت جيدة، وافق الصندوق على تمويل نصف المبلغ، وذهبت بعدها إلى جميع البنوك السعودية، للحصول على تمويل إضافي من أي منهم فرفضت باستثناء البنك الأهلي فقد شرحت لرئيسه آنذاك الأستاذ عبدالله باحمدان المشروع، وكنت أتحدث بعاطفة وصدق وحماس واطلاع على تفاصيل المشروع، فوافق على منحي القرض وفي الوقت نفسه وافق مصرف فيصل الإسلامي أيضاًعلى منحي القرض فتوافر 75 مليون ريال، وبقيت 25 مليونا، فذهبت إلى أكثر من واحد من أقربائي، ورفضوا جميعاً،ووصلت إلى مرحلة أني فقدت الأمل في المشروع . وحدث أن كنت في باريس، وقابلت الأميرحسام بن سعود، وتحدثت معه عن الصعوبات التي تواجهنا وعن حاجتي إلى عشرين مليوناً لم أستطع توفيرها، فعرض عليّ المشاركة، فكانت مشاركته بعشرة ملايين وعشرة ملايين كانت قرضاً منه ؛ وبدأت المشروع.
* أين وصلت الشركة السعودية لصناعة الورق اليوم؟ وكم بلغ رأسمالها؟
الحمدلله الشركة اليوم موجودة في سوق الأسهم ورأسمالها 450 مليون ريال وإجمالي قيمة أصولها نحو 1.7 مليار ريال،وقيمتها السوقية تصل الى نحو1.3مليار ريال، حسب سعر السوق وعدد مساهميها وصل إلى أكثر من 45 ألف مساهم، والشركة السعودية لصناعة الورق هي الشركة الأم لعدد من الشركات المتخصصة في تدوير الورق وتحويله، كما أنها تمتلك شركات عدّة في بعض الدول العربية وتركيا، وهي من الشركات الرائدة المتكاملة لتصنيع الورق في العالم العربي، ومن أنشطتها الأساسية تصنيع أرقى المناديل الورقية وأجودها، لتلبية احتياجات السوق المحلية والخارجية، وهي تهتم بالمجافظة على البيئة من خلال إعادة تدوير الورق المستعمل، وخفض اعتمادها على اللب المستورد والمعتمد في تصنيعه على أشجار الغابات.
كادر
قصة طريفة جمعتني مع الراحل الملك فهد.
نعم بعد النجاح الذي حققناه في مصنع الورق أخذت لفة ورق كبيرة وزنها نحو طنين، ووضعناها قرب بوابة الديوان الخلفية، حيث يخرج الملك عادة. وانتظرت حتى خرج، فقبلت يده وعرضت عليه إنتاج المصنع، فابتهج وأثنى عليّ وقلت له إننا صدرنا إلى سوريا ولبنان ودول الخليج وإيران، ولا أدري كيف أخذني الحماس فتذكرت أننا على اتصالات للتصدير إلى بريطانيا وإسبانيا، ولكن لم نكن بدأنا التصدير بعد. عندها قلت للملك فهد إننا صدرنا إلى أوروبا..حاولت إمساك كلماتي، لكنها خرجت وخرجت معها ضحكة ارتباك عرف منها الملك أنها "ليست صحيحة"، فضحك طويلاً ثم قال:لايهمك ياعبدالله،أنت صدر إلى إيران والخليج بس..وحنا مسامحينك في أوروبا.
* كونك أميراً، هل أسهم ذلك في تسهيل مهمتك رجلَأعمال فيما بعد؟
كونك أميراً يجعلك أحيانا لا تفاصل كثيراً. يجب أن تثق بالآخرين وأن لاتدقق في الفواتير، ونتعامل مع الناس بعمومية وعدم وضوح. وجدت نفسي مضطراً مع الوقت إلى التعامل مع الآخرين بوصفي رجل أعمال وليس بوصفي أميراً، ولم أجد هذا سهلاً في البداية على الإطلاق،ولكنني تأقلمت إلى درجة أنني كنت أدقق في أصغر المصاريف والفواتير،بما فيها فواتير الشاي في المصنع.
* ما أكثر ماتأثرت به من والدكم -يرحمه الله؟
الخوف من الله والابتعاد عن أي شبهة في الأموال، وتربية الأبناء على الصلاة والقرآن. والدي زاهد في الدنيا، ولاشيء يعلو عنده على العبادة.. تعريفه للحياة كلها عنده باختصار "من الصلاة في انتظار الصلاة".أنا مثله في الجزء الأكبر من تكويني.إن كان هناك شيء لايقبل الجدل فهو الصلاة جماعة مع والدي،أقصد أن والدي يفرض عليّ الصلاة جماعة معه كل الأوقات، حتى أنني اضطر إلى تفويت محاضرة الساعة الحادية عشرة لكي أتكمن منأداءصلاة الظهر مع والدي، وكذلك حينما أخرج إلى زيارة أو رحلة،فعليّ أن أختار وقتاً ليس فيه صلاة وإن حدث، فعليّ أن أعود قبل الصلاة التالية لأصلي جماعة مع والدي، فالصلاة بالنسبة إلى والدي ولي أيضاً هي الحياة. لا أذكر في نشأتي أنني حضرتُ مباراةً تبدأ بعد صلاة العشاء في ملعب الملز من بدايتها، بسبب أنني كنت وأخي عبد الرحمن نقرأ على الوالد تفسير ابن كثير والتاج بعد كل صلاة عشاء.
* ووالدتك ما تأثيرها في حياتك؟
الوالدة لها تأثير كبير في حياتي والفضل يعود إليها فيما وصلت إليه الآن، سواء في الدراسة أو التجارة، وحين كنت أحبط أيام الدراسة والتفكير في
المستقبل، كانت تقول لي إن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة. ومنها استوحيت اسم الكتاب الذي أصدرته "ألف ميل في خطوة"، وكانت تعطيني طموحاً وأملاً.
* من كاتبك المفضل؟
أتابع الصحف المحلية واقرأ لكثير من الكتاب المحليين الذين يكتبون عن الشأن الوطني،الى جانب متابعة بعض الصحف الأجنبية والأخبار السريعة في أمريكا وإنجلترا، وبعد تعييني رئيساً عاماً لرعاية الشباب أصبحت اطلع أكثر على الصفحات الرياضية بشكل يومي.
* هل يغضبك الانتقاد الرياضي؟
أبداً؛ وقد استفدت من هذا الأمر لوجودي في الوسط الرياضي منذ فترة طويلة، حيث كنت أقرأ انتقادات، وكان بعضها غير صحيح وكنت أتضايق في البدايات،ولكن بعد فترة أصبحت أمرّ عليها مرور الكرام.
* كيف نرتقي بالإعلام الرياضي السعودي؟
إذا أردنا للرياضة في المملكة أن تتحسن، ونكون قادرين على جلب كفاءات،فلا بدّ من تطوير كل ما له صلة بالرياضة، ومنها الإعلام الرياضي وهذا يكون بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، ومن بينها وزارة الإعلام، وهو ما نسعى إليه خلال الفترة القادمة.
* الملك عبدالله رحمه الله وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، كيف وجدت اهتمامهما بالشباب والرياضة وماالدروس التي تعلمتها من مسيرتهما؟
أشعر بكثير من الفخر والاعتزاز حين أتذكر أعمامي أبناء الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، فالملك عبدالله -يرحمه الله- عمٌ ووالد، وله فضل عليّ طوال عمري،فقد كنت أزوره وكان يعاملني كعادته في معاملة الآخرين معاملة
خاصة،وكان يعجبني نبله وتواضعه وتعامله مع الآخرين وحبه وحرصه على المواطن. وأتذكر حبه للرياضة واستفساره عن المنتخب واستعداداته وتوقعات نتائج المباريات. وكان -رحمه الله- متابعاً للرياضة العالمية، وأتذكر أنه كان ذاهباً إلى الشرقية وكنت أرافقه في الطائرة،حيث كانت توجد مجلة رياضية عليها صورة رونالدينو في بداية بروزه مع برشلونة ،فقال إنه أفضل لاعب في العالم. أما عمي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه،فله محبة خاصة في قلوبنا جميعاً، وأنا أعدّه قدوة لي،فهو رجل عملي يمثل نموذج الانجاز والدقة والاتقان، وقد تستغرب أن باستطاعته فعل كل الأمور في أربعٍ وعشرين ساعة، منذ أن كان أميراً للرياض، فهو أول الموظفين دواماً في الدولة، وأكثرهم قياماً بالواجبات الاجتماعية، وقضى أكثر من خمسين عاماً في الدولة شكّلت لديه خبرةً كبيرة، الى جانب أنه موسوعة بمعرفته بالمملكة والناس والسياسة الخارجية والداخلية، ودائماً أقول إن القليل فقط يستطيعون بذل مجهود مثل المجهود الذي يبذله الملك سلمان -حفظه الله. كما أن له اهتماماً بالرياضة واهتماماً أكثر بالشباب وبرامجهم، وقد لمست عن قرب حرصه الشديد على بذل كل شيء من أجل الشباب وصقل مواهبهم وتطوير قدراتهم، ومنحهم الثقة لخدمة وطنهم والارتقاء به.
* ما الذي تم انجازه منذ توليك مهمة الرئيس العام لرعاية الشباب؟
تسلّمت المنصب منذ ستة أشهر فقط، حاولت خلالها أن أكمل فريق عملي، ومهما كانت الامكانيات إذا لم يكن لديك فريق عمل متمكن وذكي، أفراده ذوو خبرات متنوعة، فلن تستطيع أن تنجز العمل. وخلال الشهر القادم سوف أستكمل هذا الملف بإذن الله. ومن الملفات التي نعمل عليها الألعاب المختلفة التي قطعنا شوطاً كبيراً فيها، أما ملف كرة القدم لوجود اتحاد منتخب فالأشياء التي سنعملها محدودة، وسأهتم بموضوع التخصيص ونحن
سائرون على المسار الصحيح، حيث رفعت دراساته النهائية للجهات المختصة، وسأهتمّ بالشباب والناشئين والأكاديميات، وسنعلن قريباً عن بعض الأمور في هذا الملف،كما أننا بصدد إيجاد نظام عصري لاتحاد كرة القدم، بحيث توجد الإمكانيات التي توهل أي رئيس قادم للنجاح.كما أسعى لتكوين جهاز لرعاية الشباب عصري يعمل بكفاءة عالية وعلى اتصال بالشباب ويكون مُشرّعاً ومُشرِفاً ومراقباً للرياضة.
أما بالنسبة للشباب فأتوقع خلال ستة أشهر أن نعقد برامج وورش عمل واستشارات، وسوف نخرج بأفكار واضحة عن البرامج التي سنعملها، وقد دعّمنا قسم المشاريع في الرئاسة بكفاءات ونعمل على هيكلة أقسام رعاية الشباب، وجلب الكفاءات اللازمة وهي تستغرق وقتاً، وأتوقع خلال سنة من عملنا أن يكون كل شيء واضح، ونحن نعمل ليلاً ونهاراً لتحقيق ذلك، وعلينا بذل الجهود والإخلاص في العمل واختيار الرجال المناسبين. والتوفيق من الله.
* هل هناك حلم تريد تحقيقه في رعاية للشباب؟
كنت سابقاً لا أرى نفسي موظفاً حكومياً، وقد شارفت على الخمسين وحققت نجاحاً لا بأس به في حياتي التجارية، وكنت أنوي أن لا أتقاعد في السبعين، بل مبكراً للاستمتاع بحياتي الخاصة، لكنني لن أفعل بعد أن دعاني وطني لتولي هذه المهمة. وتركيزي الآن على تسخير كل خبراتي وأفكاري لخدمة الوطن وقادته في المجالين الرياضي والشبابي ، و إن شاء الله- سأحقق ماهو مأمول منّي بأسرع وقت، وعلى أكمل وجه، بعد أن تفرغت لهذه المهمة، حتى أنني انقطعت عن عملي الخاص وأوكلته لمن يتابعه ، وتركيزي منصب الآن على أن نصل للأهداف المرجوة في رعاية الشباب بإذن الله.
* هل أنت واثق باستطاعتك تقديم شيء جديد للرياضة؟
الأربعة أهداف التي أبلغتك بها بالنسبة لي واضحة وأعتقد -بإذن الله- أني سأتمكن من تحقيقها، وهذا هو هاجسي الآن وهدفي الأساسي.
* حدثنا عن برنامجك اليومي؟
صباحاً أطّلع على الأوراق المهمة في المنزل، وأسجل ملاحظاتي قبل الخروج للعمل، وبعده أعودإلى المنزل للغداء مع زوجتي وأبنائي. وبعد صلاة العصر أجلس مع الأبناء. وبعد صلاة المغرب أمارس الرياضة خاصة رياضة المشي .وبعد صلاة العشاء أذهب للوالدة أو أقابل الآخرين، ويتخلل يومي عقد العديد من الاجتماعات الخاصة بعمل الرئاسة في منزلي خارج أوقات الدوام، وهناك يومان في الأسبوع واحدٌ لأبناء عمومتي والآخر لأصدقائي، يأتون إلى منزلي وأسعد بلقائهم والجلوس معهم. وباقي الوقت إما للقراءة أو مشاهدة التلفاز. وأنا من بين الناس القليلي الخروج من المنزل.وأحب السفر وكنت أسافر كثيراً،أما الآن مع الوظيفة الجديدة،فلا أستطيع ذلك، وأول سنة منذ زمن بعيد أقضي كامل الصيف في الرياض.
* متى ينام الأمير عبد الله بن مساعد؟
الساعة الثانية عشرة، وغالباً جدولي اليومي لا يتغيّر.
* ما المكان الذي تحنّ إليه ؟
المدينتان اللتان لا أملّ منهما أبداً، الرياض ولوس أنجلوس.
* ما الذي لا يعرفه الناس عنك؟
أشعرأن الناس تعرفني بشكل خاطئ، حيث يقول البعض إنك لا تبتسم ولا أعلم أن عندي مشكلة في الابتسامة من غير سبب أو في الصور، لكن بشكل عام أحب المرح والضحك، أنا بطبيعتي جاد وهذا صحيح، لكن ليس كما يتصور البعض أني لا أضحك أو أمزح.
* أبرز ما تعلمته في الحياة؟
"من يتقّ الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب، ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدراً".
* مع وجود الإعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي، هل من وجود لك في هذه الشبكات؟
أنا موجود على "تويتر" وأتابع الأخبار،خاصة الرياضية،ولكن تغريداتي قليلة جداً.
* ماذا يغضب عبد الله بن مساعد؟
الحمدلله أصبحت أتحكم في غضبي أكثر من السابق، وأكثر ما يغضبني الكذب، ولا أحب المقدمات الطويلة.
* متى تسعد إذن؟
حين أرى أحفادي وأولادي، ولديّ ثلاثة أحفاد،فأسعد بوجود جواهر بنت عبد الله بن متعب، ومتعب بن سعود بن منصور بن متعب، ومتعب بن عبد الله بن متعب مازال صغيراً.
* كيف هي علاقتك بأبنائك؟
بحكم زواجي مبكراً،حيث تزوجت وعمري 23 عاماً، وبعدها بعام أنجبت سارة وهو ما جعل من أبنائي أصدقائي،وفعلاً نحن نلعب معا ونسافر معاً، وعلاقتي مع جميع أبناء وبناتي علاقة صداقة، ولـ "سارة" عندي منزلة خاصة بحكم أنها ابنتي الكبرى وفيها صفات كثيرة من والدتي، وهي من النوع القلق على الجميع، وتفكر في جميع الناس، قبل نفسها، أما"نوف"، فهي تدخل إلى نفسي المرح والسرور، وهي المذكرة الخاصة لي بأوقات الدعاء المستجابة، أما "لطيفة"فهي قريبة مني جداً وطباعها تشبهني كثيراً، ودمها خفيف بشكل مختلف، وتضحكني دائماً.
"ريم"أحس أن فيها النشاط والشهامة والطاقة والذكاء والقوة، وأعتقد أنها بعد تخرجها سوف تساعدني في أعمالي الخاصة. و "عبدالرحمن" يحب الرياضة مثلي، وهو ذكي جداً وتفكيره دائماً خارج الصندوق. "هيفاء" بحكم أنها أصغرهم ،لذلك يتهمونني بأني أحبها أكثر منهم، لكن محبتهم سواء جميعاً، وهي صديقتي، و"محمد"أطيب أبنائي، وأكثرهم قياماً بالواجب.
* في عصر السرعة والتطبيقات الذكية،هل لديكم "غروب" لعائلتكم؟
نعم يوجد "غروب" للأبناء ووالدتهم في الواتساب.
* هل تتدخل في توجهاتهم الدراسية؟
أقدم النصح وفي الأخير القرار لهم.
* ما فلسفة الأمير عبد الله بن مساعد في الحياة؟
الدنيا فانية، ووضع الله نصب العين في كل الأمور، وأن يكون الإنسان منتجاً وعدم التفكير في الأخذ فقط، وإنما في العطاء أيضاً، وأحرص على رضا الله وأن أكون إنساناً منتجاً.
كادر:
علاقتي بشقيقي عبد الرحمن بن مساعد
علاقة قوية جداً فنحن نتشارك في أشياء كثيرة، و أشعر أن عبد الرحمن الذي أحبه وأحب أن أجلس معه اختفى في السنوات الستا لماضية، بسبب الضغط الموجود عليه رئيساً لنادي الهلال ،ونحن الآن سعداء، لأننا بعد استقالته في طريقنا لعودة عبد الرحمن الشاعر والفنان البارع، والمبتسم المرح، خصوصاً أنه كان خلال الفترةالماضية مشغولاً ومهموماً.
* أنت على رأس الهرم الرياضي وشقيقك كان رئيس ناد. هل كان ذلك محرجاً لك؟
عبد الرحمن كان يردّد دائماً الله يعيننا إذا كنت مسؤولاً حكومياًعنّا في أي أمر، كونه يعلم أنني لا أحابي وأقول الحق حتى لو على نفسي أو أبنائي ،إنشاء الله. وتأكد أني لن أجامل نادي الهلال أو أظلمه،و حصل لي اختبار واحد خلال الفترة الماضية، وكان قراري ضد نادي الهلال، ولو كان نادي النصر أو الأهلي أو الاتحاد ، فسيكون القرار نفسه، فقبل نهائي آسيا كان يوجد معسكر للمنتخب، وطلب الهلال عدم انضمام لاعبيه للمعسكر، واستشارني أحمد عيد، وأحمد الخميس، ورفضت ،وأي عمل أقوم به أُراعي الله فيه، ولم أظلم الهلال لإثبات أنني عادل، ولن أجامل نادي الهلال أبداً.
* ما أهمّ الملفات التي بدأت فيها.وهل لديك وقت محدد؟
حالياً كما قلت لك أسعى لاستكمال الفريق الذي سيعمل معي ،وقد تأخر لأسباب كثيرة، ومع هذا بدأت العمل في ملفات متعددة، فمثلاً في الالعاب المختلفة والاتحادات حققنا تقدماً ورسمنا خططاً استراتيجية أولية، لكن الاصلاح يأخذ وقتاً أطول، خاصة أن الأعوامالأخيرةشهدت تراجعاً في ترتيبنا الآسيوي، حيث نوجد في المركز الـ 14 آسيوياً، وهو ترتيب لا يليق بالمملكة ، لذا وضعت هدفاً أساسياً نسعى من خلاله للقفز إلى المراكز الثلاثة الأولى آسيوياً، من حيث تحقيق الميداليات وذلك لن يحصل بين يوم وليلة، سنحتاج وقتاً من الجهد والعمل،أما في التخصيص فقد استكملت دراساته النهائية، ورفعته للجهات المختصة، وهناك ملفات أخرى نعمل على إنهائها وسوف نُعلن الخطة الاستراتيجية للرياضة والشباب في السعودية خلال الأشهر القليلة القادمة،بإذن الله تعالى.
* من خلال عملك خلال الأشهرالستة، هل ترى أن تحول "الرئاسة" إلى وزارة أصبح ضرورة في الوقت الراهن؟
أعتقد أن أول سؤال تلقيته بعد تسلمي الرئاسة من جهات عليا كان بشأن ما هي رؤيتنا حيال تحول الرئاسة إلى وزارة، وكان رأيي أنه لم يحن الوقت المناسب لتحولها إلى وزارة، وأرى أن العمل لدينا كثير و لابدّ أن نعمل على إصلاح منزلنا من الداخل، وإصلاح رعاية الشباب،وبعد ذلك نفكرفي تحويلها إلى وزارة.
* هل ترى أن الميزانية التي خُصصت لكم كافية للنهوض بالمنشآت الرياضية؟
عندما توليت المسؤولية لم أرغب في أن آخذ الطريق المُعتاد وأذهب إلى وزارة المالية وأطلب منهم اعتماد مشاريع ومنشآت رياضية جديدة،بل رغبتُ أولاً في حصر جميع المنشآت الموجودة في المملكة والتابعة لجميع الجهات ودرجة استخدامها، وبعدها يُمكن معرفة حاجة الرياضة السعودية الفعلية، كما أنني طلبت مهلة سنة من وزير الماليةلرؤيةمايمكنترشيدهمن بنود في رعاية الشباب كالتشغيل والصيانة أوالمشاريع الجديدة، وطلبت من الوزير أن أي ترشيد سيذهب للاتحادات والأندية، فوعدني بذلك، وأحتاج من عام إلى عامين لتحقيق هذا الهدف.
* ماذا أعطتك الشهرة، وماذا أخذت منك؟
أخذت مني الخصوصية، وفي بعض الأحيان أتمنى أن لايعرفني أحد، ومن مزاياها أن تتعرف إلى أناسٍ كُثر.