هل تخيلت يومًا أن يكون لمجتمع كامل رائحة؟
ربما كان الموضوع مثيرًا للغرابة نوعًا ما، لكن إذا زرت الخليج العربي ستدرك ما أعنيه تمامًا، يمتلك خليجنا العربي رائحة لا مثيل لها! وعندما نتحدث عن منطقة مثل الخليج لا بُد أن يكون العطر مثار اهتمامنا وغاية حديثنا لكونه في هذه المنطقة يضاهي الحضارة والتاريخ، وكي لا نعدد كثيرًا فالعطر السيد هنا على كل العطور هو عطر العود الذي أينما سرت تجد من يبتاعه ويشتريه ومن ينتقي منه أجود الأنواع لتعبر عن شخصيته.
ربما يعتقد بعض الناس أن العود واحد ولا فرق بينه وبين عود آخر، لكن شتان شتان، فوحدهم أهل الخليج من يستطيعون تقدير قيمة هذا العطر وكشف فروقه من خلال استنشاقه لعدة ثوانٍ ليس إلا.
وبسبب كثرة الطلب على العطور هنا كحاجةٍ رئيسةٍ وليس كغرضٍ كماليّ فقد تسارعت أهم الشركات العالمية في إنتاج العطور، وأصبح الخليج محطًّا لكثيرٍ من الأنواع والشركات العالمية مثل شركة غوتشي وديور ومئات الشركات الأخرى.
ولم يقتصر الأمر على الرجال فقط، لأن العود بسط نفوذه إلى مملكة النساء فأصبحت هناك روائح من العود تستهويهن وتصبح مطلبًا لأنوثتهن .
من أين يأتي عطر العود؟
بسبب كثرة السياح في السعودية ودبي ومعظم دول الخليج أصبحت عطور العود منتشرة في مختلف أنحاء العالم، وهذا أثَّر كثيرًا على شجرة العود والطلب عليها وهو ما جعلها الشجرة الأكثر مبيعًا والأغلى ثمنًا، فالعود الأصلي الثمين يأتي من الطبيعة، وكلما زاد عمر الشجرة أصبحت رائحتها مركزة ومختلفة أكثر.
اقرأ أيضًا:6 عطور تستحق أن تضمها إلى مجموعتك هذا الموسم
وتُعد شجرة العود من الأشجار المعمرة، وتنتشر في الهند وإندونيسيا وأغلب المناطق الاستوائية في جنوب شرق آسيا حيثُ تعد موطنًا أصليًّا لها، ومن هذه الشجرة يستخرج دهن العود ويتم تحويله إلى عطورٍ فخمة جدًّا تناسب الشخصيات المهمة.
ويُعدُّ العطر بشكل عام في الخليج من أهم الصادرات وله حصة الأسد في ميزان الإمارات التجاري، فالإمارات تحتل المرتبة السادسة عالميًّا في تصدير العطور وتُعدُّ مصدرًا مهمًّا لها على المستوى العالمي هي والسعودية التي تشتهر بصناعة العطور عامةً والعود على وجه الخصوص، ولذا يمكننا القول إن هذه البقعة الجغرافية الغارقة في القدم والتراث والعراقة تُعدُّ من المصادر المهمة لتصدير هذا العطر الخاص الذي يشبهها.
لماذا يُعدُّ العود من أغلى العطور؟
العود لا يأتي بسهولة، ومع ذلك فهذا عامل جمال له لأنه يبقى كما تقول القاعدة (من يأت بسرعة يذهب بسرعة)، أمّا العود فيأتي بجهد ويبقى مع الإنسان شيئًا عالقًا بشخصيته كما يعلِّق شماغه ورادءه، يتطلب العود جهدًا كبيرًا وعمليات صعبة عند استخراجه ويتطلب خبرة كبيرة تجعله بين أغلى العطور العالمية، وتجعل طريقه متوجهًا نحو الطبقة المخملية فقط.
هل يكون العود واحدًا؟
طبعًا لا، كما أسلفنا في أول المقال، يجب أن ندرك تمامًا أن للعود ما يشبه المملكة فيها من كل صنف ولون، كلها تندرج تحت لواء العود؛ يوجد روائح للنهار وأخرى لليل، حيث يتناسب النهار بشكل مثالي مع روائح الحمضيات الخفيفة مثل ديور ويمكن اعتماده، أما في المساء فأنت بحاجة إلى قوة أكبر وحساسية أعلى بكثير، ويجب أن تدرك أنه كلما كانت الكمية أقل، كانت النتيجة أجمل.
اقرأ أيضًا:أفضل عطور ديور الرجالية في 2022.. سحر فرنسي لا يضاهيه شيء
لا يكترث عشاق العود بسعره أبدًا، فالمهم عندهم أن تكون الرائحة أصلية وحسب، وهذا يتوفر في رجا دوف وروجا عود، فالرائحة قويّة جدًّا ومهمة.
إذا زرت الخليج فأخبرنا كيف سيكون شعورك عند استنشاق العود لأول مرة؟