لماذا نهى الرسول عن الوقوف بـ «وادي الشيطان» في عرفة؟
يؤدي حجيج بيت الله الحرام مع إشراقة شمس يوم عرفة، خير يوم طلعت فيه الشمس، ركن الحج الأعظم وهو الوقوف بعرفة؛ فمن فاته عرفة فقد فاته الحج.
ما هو وادي الشيطان؟
ويعد عرفة كله موقف، إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم حذر من الوقوف بمكان متاخم لعرفة، ولكنه ليس جزءًا منه، ومن وقف فيه فقد فسد حجه.
ويطلق على هذا المكان اسم وادي عُرَنة، وهو أحد أودية مكة، ويُعد من الأودية الكبيرة؛ حيث يخترق أرض المغمس، فيمر بطرف عرفة من جهة الغرب عند مسجد نمرة، ثم يجتمع مع وادي نعمان.
ويعد وادي عرنة من الأودية ذات السيول الجارفة، أما الزراعة فيه فهي قليلة، وذكر المؤرخون أن هذا المكان له قصة تاريخية لما شهده من تحسر فيلة أبرهة الحبشي، حينما قدم مكة المكرمة ينوي هدم الكعبة المشرفة.
حينها صدع عبدالمطلب جد النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله في مواجهة عزم أبرهة الحبشي هدم الكعبة: «أنا رب إبلي وللبيت رب يحميه».حتى أصبح هذا الوادي من الأودية المعروفة في مكة المكرمة، وهو يفصل بين مشعر مزدلفة ومشعر عرفة.
ونهى الرسول صلى الله عليه وسلم الحاج عن الوقوف به لأنه ليس جزءًا من عرفة، لما حدد الإسلام حدود عرفة أنها موقف إلا بطن عرنة.
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه وادي الشيطان، ونهى عن الوقوف به وقال: «عرفة كلها موقف، وارتفعوا عن بطن عرنة».
اقرأ أيضا: ما حكم صيام يوم عرفة وأفضل الأعمال فيه؟
ولم يدخر المسؤولون عن الحج جهدًا في إبراز العلامات، واللافتات الإرشادية التي توجه الحاج إلى حدود عرفات، وينبغي على الحاج اتباع تلك العلامات الإرشادية التي تبين له حدود المشعر؛ حتى لا يفسد حجه.