شروط الأضحية.. مواصفاتها وطرق ذبحها وكيفية توزيعها
مع إقبال عيد الأضحى المبارك وهذه الأيام ذات القيمة الغالية بالنسبة لعموم المسلمين، يبدأ الإقبال أيضًا على معرفة فقه الأضحية وكل المعاملات التي تتم في خضم عيد الأضحى المبارك.
شروط الأضحية عديدة فيما يتعلق بالذبيحة وعمرها وتفاصيلها وطرق توزيعها وكيف تتم كل هذه الأمور.
كما أن هناك شروط وجوب الأضحية وهل أصلًا من الواجب أن تتم عملية التضحية بشكل عام أم أنها سنة مؤكدة ونخطئ بالظن أنها واجبة؟
إن معرفة فضل الأضحية وشروطها ضروري لمعرفة السلوكيات المستحبة في أيام عيد الأضحى المبارك وأدائها بشكل سليم.
اقرأ أيضًا: حكم الأضحية في عيد الأضحى.. تعرف على أبرز الضوابط الفقهية
عمر الأضحية
شروط كبش الاضحية عديدة كما سبق أن ذكرنا، منها كل شيء يتعلق بالعمر، وكل حيوان له عمر معين حين يتم التعامل مع الأضحية منه، فكيف شرع الفقه ذلك؟
لقد استند الفقه إلى سنة رسول الله صلى لله عليه وسلم المؤكدة بهذا الصدد، وهو أن السن شرط في الأضحية، فالإبل ما بلغ عمرها خمس سنين، والبقر يكون عمرها سنتين، والضأن يجزئ فيها الجذع وهو ما له ستة أشهر، والمعز ما بلغ سنة.
ولا تجوز التضحية بجذعة من المعز لحديث البراء بن عازب: «قَالَ ضَحَّى خَالٌ لِي يُقَالُ لَهُ أَبُو بُرْدَةَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "شَاتُكَ شَاةُ لَحْمٍ" فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ عِنْدِي دَاجِنًا جَذَعَةً مِنْ الْمَعَزِ قَالَ: "اذْبَحْهَا وَلَنْ تَصْلُحَ لِغَيْرِكَ" ثُمَّ قَالَ: "مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَإِنَّمَا يَذْبَحُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَقَدْ تَمَّ نُسُكُهُ وَأَصَابَ سُنَّةَ الْمُسْلِمِينَ"»، ولا يجوز إلا ذبح المسنة لحديث جابر بن عبد الله الأنصاري عن النبي: «لَا تَذْبَحُوا إِلَّا مُسِنَّةً إِلَّا أَنْ يَعْسُرَ عَلَيْكُمْ فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنْ الضَّأْنِ».
وعليه يمكن التقسيم إلى النحو الآتي:-
- الجمال: 5 سنوات.
- البقر: سنتان.
- الضأن (الخراف): 6 أشهر.
- الماعز: سنة.
شروط الأضحية من الغنم
شروط أضحية عيد الأضحى المبارك من الغنم هي أن تكون البهيمة في سن معتبرة، وفي حالة العنم من الضأن أن تكون 6 أشهر ومن الماعز سنة.
وألا تكون معيبة بالعيوب الواضحة التي نستعرضها في شروط ذبح الأضحية، وأن تكون ملكًا للمضحي ولا حق فيها لغيره، وأن تكون عن شخص واحد وفقًا لما اتفق عليه الفقهاء.
اقرأ أيضًا: حتى لا يزيد وزنك.. نظام غذائي صحي في عيد الأضحى
شروط الأضحية بالبقر
شروط سن الأضحية من البقر هو أن تكون قد أتمت السنتين بينما يقول البعض إنه إن لم تتم السنتين وكانت ذا لحم وفير يمكن ذبحها ولكن يستحب أن تكون قد أتمت السنتين، وتجزئ الأضحية بالبقر عن سبعة.
شروط الأضحية من الماعز
الأضحية من الماعز لا بُدَّ أن تتم العام، ويجزئ المرء فيها عن نفسه فقط.
وإتمام الماعز لعام يكون لأن لحمها قد بات وفيرًا ويجوز إخراج الأضحية منه.
اقرأ أيضًا: أعظم مقاصد وآداب عيد الأضحى في الإسلام
شروط أضحية الإبل
شروط أضحية الإبل كما ذكر الأزهر الشريف هو أن تكون قد أتمت من العمر 5 سنوات فأكثر، مع عدم وجود عيوب واضحة من التي تؤدي إلى عدم مشروعية الأضحية من الأساس، كما سنستعرض في السطور التالية.
شروط ذبح الأضحية
لابد في البداية أن نتعرف على شروط الأضحية السليمة، فمن شروط الأضحية الصحيحة أن تكون من بهيمة الأنعام أي (الإبل والبقر والغنم) مصداقًا لقول الله تبارك وتعالى: "وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ".
ثاني الشروط أن تكون من الناحية العمرية مستوفية للأحكام وهي الشروط التي استعرضناها أعلاه.
الشرط الثالث هو أن تكون خالية من العيوب، وعيوب الأضحية ثلاثة أقسام:-
- قسم ورد عن الرسول وورد أنها لا تجزئ.
- قسم فيه كراهة.
- قسم ثالث عيب معفو عنه وإن كان لا يوجد في الأضحية فهو أفضل.
أما العيوب المؤكدة التي ورد النهي عن أضحيتها عن النبي صلى الله عليه وسلم، فهي البهيمة العرجاء والعوراء والمريضة والعجفاء، مصداقًا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البراء بن عازب قال إن "رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ مَاذَا يُتَّقَى مِنْ الضَّحَايَا فَأَشَارَ بِيَدِهِ وَقَالَ أَرْبَعًا وَكَانَ الْبَرَاءُ يُشِيرُ بِيَدِهِ وَيَقُولُ يَدِي أَقْصَرُ مِنْ يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَرْجَاءُ الْبَيِّنُ ظَلْعُهَا وَالْعَوْرَاءُ الْبَيِّنُ عَوَرُهَا وَالْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا وَالْعَجْفَاءُ الَّتِي لَا تُنْقِي".
الشرط الرابع هو أن تكون الأضحية ملكًا للمضحي وليس فيها أي جزء من حق الغير، كذلك أن يتم الالتزام بذبحها في الوقت الذي يقره الشرع، وهو حتى آخر أيام التشريق.
اقرأ أيضًا: مع اقتراب عيد الأضحى.. أيهما أفضل الذبح أم التصدق بثمن الأضحية؟
أما شروط ذبح الأضحية، فهناك أشياء مستحبة عند الذبح، مثل استقبال القبلة عند الذبح والتكبير مع التسمية، وقول: اللهم منك ولك عني إن كانت للمُضحي وإن كانت لغيره فيقول عن فلان إلا أن هذا القول نص المالكية على كرهه، وإحداد الشفرة والمرور بقوة وبسرعة لإراحة الأضحية وذلك لقول النبي: «إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ.» وسترها عنها عند حدها، وأن تكون الذكاة في الإبل نحراً وفي غيرها ذبحاً وأن تُعقل يدها اليسرى، وإن صعب ذلك نُحرت باركة، ويذبح غيرها على جنبها الأيسر، وقطع الحلقوم والمريء زيادة على قطع الودجين.
شروط الأضحية للمضحي
إن ذبح الأضاحي أو نحرها في عيد الأضحى شعيرة دينية وسُنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، تضافرت الأدلة على شرعيتها لقول الله عز وجل: "فصل لربك وانحر"، وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم، إنه ليأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وأن الدم ليقع من الله بمكانٍ قبل أن يقع من الأرض، فطيبوا بها نفسا"
وحدد فقهاء الدين عددا من الشروط الأساسية التي يجب توافرها في كل من يرغب في ذبح الأضحية خلال عيد الأضحى، حتى تكون الأضحية صحيحة ومقبولة شرعاً.
وتشمل شروط المضحي في عيد الأضحى للرجال ما يلي:
1- النية
من شروط المضحي في عيد الأضحى تحديد نية التضحية، لأن الذبح قد يكون للحم، وقد يكون للقربة، ويجب أن تكون النية للقربة وطاعة لله، لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: :إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى"
أقرأ أيضًا: تكبيرات عيد الأضحى مكتوبة وفيديو.. متى تبدأ وتنتهي وكم عددها
2- الإسلام
تصح الأضحية من كل مسلم حر، ولا تصح من غيره، وقد اختصت عبادة الأضحية بالمسلم، لأنّها قُربة إلى الله تعالى يتعبّد له بها.
3- البلوغ
يشترط أن يكون المضحي بالغًا، في حين ذهب المالكيّة إلى كونها سنة للصغير، ورأى الحنفية أنها واجبة إن كان ذا مال، ويُضحّي عنه أبوه، ووصيّه، ويُسَنّ له أن يأكل من أضحيته.
وذهب بعضهم إلى أنّها لا تجب على الصغير من ماله، وهي غير مسنونة للصغير عند الشافعية، والحنابلة.
4- المقدرة المالية
يرى الحنفية أن المقدرة الماليّة شرط من شروط المضحي في عيد الأضحى المبارك، وتسقط عن العبد دون الحُر؛ كونه لا يملك شيئا، والمقدرة المقصودة هنا أن يمتلك النِّصاب الزائد عن حاجته اليومية.
وعرف الشافعية المقدرة المالية بأن "يملك المضحي في يوم وليلة النَّحر وأيام التشريق ما يزيد عن حاجته وتحصل به الأضحية".
بينما رأى المالكية أنّ القادر هو "من لا يحتاج إلى ثمن الأضحية لأمر ضروري".
رأى الحنابلة أن القادر هو "من يستطيع أن يُحصّل ثمن الأضحية حتى لو استدان ثمنها إن علم أنه قادر على سداد دَينه".
5- الإقامة
اشترط جمهور الفقهاء الأضحية على المُسافر كالمُقيم، في حين انفرد الحنفية في سقوطها عن المُسافر فلا تجب عليه.
أي أنّهم اشترطوا أن يكون الشخص مُقيمًا؛ والسبب في عدم وجوبها على المسافر عندهم أنّه يشقّ على المسافر تحصيل أسباب الأضحية.
أقرأ أيضًا: بمناسبة عيد الأضحى.. شروط عمر الأضحية وكيف يتم تحديده
شروط الأضحية للحجاج
الأضحية للحجاج في فترة الحج، يوجد عليها اختلاف بين المذاهب الإسلامية، كما أن هناك شروط أضحية الحج خاصة عند إقامة الحاج للأضحية.
فما يخص جواز الأضحية على الحاج من عدمها، فإن المذاهب الإسلامية اختلفت على ثلاثة آراء، فالرأي الأول مثّل كلًا من المذهب الحنفي والمذهب المالكي وهؤلاء اعتبروا أن الأضحية للحاج غير مقبولة.
أما حجة المذهب المالكي، فاعتبر أنّه لا أضحية على الحاج لأنّه حاجًا، ورأى روّاد هذا المذهب أن الحاج يصلي صلاة العيد وبالتالي فإنّه مناسك العبادة عنده هي إما قراءة القرآن أو هدي التمتع (ذبيحة يقوم بها من أدّوا الحج والعمرة في ذات العام).
وبالمقابل اعتبر المذهب الحنفي أن الأضحية غير جائزة للحاج ولكن ليس لأنّه حاجًا بل لأنّه مسافرًا، وأرجع أصحاب هذا الرأي، السبب في عدم جواز الأضحية على الحاج إلى أنه مسافر والأضحية مشروعة على المقيمين، حيث يجوز للحاج الذي يعيش في مكّة أن يقوم بالأضحية كونه يعيش فيها، ولكن لا يجوز للحاج من خارج مكّة إقامة هذه الأضحية.
وعلى الضفاف الأخرى، أجاز المذهبين الشافعي والحنبلي، الأضحية سواء للحاج أو لغيره، سواء كان مقيمًا في مكّة أو جاء إليها مسافرًا لأداء فريضة الحج.
شروط توزيع الأضحية
اختلف العلماء في شروط توزيع الأضحية فمنهم من قال إن التوزيع لم يرد فيه ما يؤكد أي شروط، بينما ذهب جمهور الحنفية والحنابلة على سبيل المثال إلى أن توزيع الأضحية يكون بتقسيمها 3 أثلاث، ثلث للفقراء وثلث للمضحي وثلث للإهداء.