علماء يكتشفون مصدر «الموت الأسود» الأشد فتكًا بالعالم من الحمض النووي
توصل باحثون نقبوا في شواهد قبور في قيرغيزستان إلى تفاصيل جديدة حول أصول مرض الطاعون المعروف بـ "الموت الأسود" الذي يعد الأشد فتكًا بالعالم، حيث قتل نصف سكّان أوروبا على مدى 7 أعوام خلال العصور الوسطى.
ودخل الطاعون لأول مرة إلى البحر الأبيض المتوسط في عام 1347، وذلك عبر السفن التجارية التي نقلت البضائع من المناطق المحيطة بالبحر الأسود، ثم انتشر المرض بعد ذلك في أنحاء أوروبا، والشرق الأوسط، وشمال أفريقيا.
وكشف تنقيب الباحثين، لأول مرة في القبور منذ ثمانينيات القرن الـ19، مصدر الوباء الذي كان موضع نقاش بين المؤرخين لقرون عدّة.
فقد أعطت المواد الوراثية المأخوذة من الجثث المستخرجة من مقبرتين يعود تاريخهما إلى القرن الـ13، بعض الإجابات عن هذه مصدر الموت الأسود.
وقال الباحثون إن رفّات 30 من الأشخاص المدفونين في مواقع مقابر قيرغيزستان نُقلت إلى متحف بطرس الأكبر للأنثروبولوجيا والإثنوغرافيا في مدينة سانت بطرسبرغ بروسيا. وذلك وفقًا لموقع CNN بالعربية.
وتمكّن فريق البحث من الحصول على إذن لمحاولة استخراج الحمض النووي من الهياكل العظمية لفهم كيفية موت الأفراد، وبعد ذلك قام العلماء باستخراج وتسجيل سلسلة الحمض النووي، من أسنان 7 أشخاص.
ووجدوا في هذه المادة الجينية الحمض النووي لبكتيريا الطاعون، والذي يُطلق عليها العلماء اسم "Yersinia pestis"، لدى 3 من الأفراد الذين أشارت شواهد قبورهم لوفاتهم في عام 1338.
ويؤكّد هذا أن الوباء المذكور على شواهد القبور هو بالفعل الطاعون الذي ينتقل من القوارض إلى الإنسان عبر البراغيث.
اقرأ أيضا: الطاعون ...أيعود بأعراض جديدة؟!
ويعتقد بعض المؤرخين أن الطاعون الذي تسبب بالموت الأسود في العصور الوسطى نشأ من الصين، فيما يعتقد آخرون أنه ظهر بالقرب من بحر قزوين، كما أشير إلى الهند أيضًا كمصدر محتمل لوباء الموت الأسود.