«الرجل» تحاور الطالبين الفائزين بالمركز الأول على منصات «آيسف» العالمية
حصد فريق الطلاب السعودي 22 جائزة ضمن معرض آيسف لعام 2022، في إنجاز غير مسبوق يعبر عن طموحات واعدة للجيل الجديد في المملكة، ويؤكد أن الجهود المبذولة لم تذهب سُدًى.
فقد اكتسح الفريق السعودي الفرق المشاركة التي ضمت نحو 1800 طالب وطالبة من 85 بلدًا حول العالم، في معرض ريجينيرون الدولي للعلوم والهندسة "آيسف"، المقام في أتلانتا الأمريكية شهر مايو الفائت. وقد جاء هذا الإنجاز السعودي ثمرة لجهود مشتركة بين مؤسسة الملك عبد العزيز "موهبة" ووزارة التعليم السعودية.
وحقق الطالب السعودي عبد الله الغامدي المركز الأول في مجال الطاقة عن مشروعه النوعي "هندسة إطار معدني عضوي ثنائي الوظيفة لإنتاج وتخزين الهيدروجين بكفاءة وفعالية عالية"، ونال جائزة أفضل عالم باحث على مستوى العالم.
فيما نالت الطالبة دانة العيثان المركز الأول في مجال الكيمياء عن مشروعها "إنتاج الهيدروجين بشكل انتقائي من حمض الفورميك باستخدام محفز خاص فعال لتوليد الطاقة".
مجلة الرجل التقت الفائزين بالمركز الأول بعد عودتهما إلى أرض الوطن ليتحدث كل منهما عن تجربته بالوصول إلى هذه النتيجة، وأهم المحطات والتحديات.
الفائز بالمركز الأول الطالب السعودي عبد الله الغامدي
ماذا يمثل لك الفوز بالمركز الأول في مسابقة عالمية؟
يمثل لي قصة تلهم كثيرًا من الأجيال القادمة المهتمة بمجال الطاقة، وهي تقدير للمشروع العلمي الذي يعبر عن الطاقات الشابة في المملكة، ويضعها في مكانها الذي تستحقه ويستحقها: قمة مجال الطاقة.
ما مشروعك؟ وكيف كان شعورك لحظة الإعلان عن فوزك؟
مشروعي هو إطار معدني عضوي يمكن استخدامه لإنتاج وتخزين الهيدروجين الأخضر كوقود متجدد منخفض التكلفة وعالي الكفاءة، وشعوري هو الفخر والعزة.
ما مراحل مشاركتك في المسابقة؟
سبقت مشاركتي في آيسف مشاركتي في الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي (إبداع 22)، الذي يتكون من عدة مراحل للتصفيات، ثم حصولي فيه على المركز الأول، وتأهلي من الورشة التأهيلية لآيسف 2022.
كيف تمكنت من مواجهة العقبات والتحديات للمشاركة بالمسابقة؟
التحديات والعقبات كثيرة وكانت رحلة مليئة بالصعوبات، ولكن لا توجد مستحيلات. وبفضل الله تعالى ثم بفضل الموهبة، توجنا عملنا بتحقيق أعلى عدد من الجوائز في تاريخ مشاركات المملكة في آيسف.
كم استغرق العمل على مشروعك؟ وهل كنت تتوقع الفوز بالمرتبة الأولى؟ وهل هناك مواد علمية أخرى تفضلها؟
بدأت بالعمل على المشروع في سبتمبر 2021، وهي فترة متأخرة مقارنة بكثير من الزملاء، ولكن حرصت أن أخصص عدد ساعات كبيرًا في المعمل (وقد وصلت للنوم في المعمل أكثر من 5 أيام غير متواصلة) من أجل إنهاء التجارب.
أما عن توقعي الفوز بالمركز الأول، فثقتنا بالله كبيرة، والحمد لله فزت. وفيما يتعلق بالمواد العلمية الأخرى، فإنني أفضل مادة الكيمياء.
كيف حصلت على دعم مؤسسة موهبة؟
بدأت مؤسسة "موهبة" بدعمي من الصف الثالث الابتدائي حتى اليوم، وشاركت من خلال دعمها وتنسيقها فيما يتجاوز 30 برنامجًا ومسابقة، وقد كانت داعمًا أساسيًّا لي طوال مسيرتي.
- هل كنت تتوقع يومًا أن تحصل على هذه الجائزة؟
«يرفع الله الذين آمنوا والذين أوتوا العلم درجات». وها نحن للتو قد بدأنا.
من دعمك على المستوى الشخصي؟ ومن دعمك على المستوى التعليمي؟
أسرتي وأساتذتي وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن في مركز الهيدروجين وتخزين الطاقة بشكل أساسي، وفريق الدكتور محمد الداوودي، ومؤسسة موهبة.
من قدوتك عالميًّا؟ ومن المعلم الذي لا تنساه؟
القدوة البروفيسور عمر ياغي، والمعلم خالد دويدار.
ما دور البيئة التي نشأت بها ومدرستك في احتضان موهبتك؟ وهل كان هناك مادة صعبة في مراحل دراستك؟
المدرسة تعاملت مع موهبتي بالتمكين، وأيضًا تربيتي ونشأتي كانت ممكنة ومحفزة للعلم والعلوم بكل أنواعها، وأما عن المواد الدراسية فلا توجد مادة صعبة، ولكن توجد مادة مملة والقائمة تطول.
ما المادة التي تتمنى لو أدرجت ضمن المواد التعليمية؟
تاريخ العلوم الطبيعية في الإسلام.
أين ترى نفسك بعد التخرج؟
في إحدى الجامعات المرموقة عالميًا.
مثلتم السعودية بفوزكم.. كيف وجدت استقبال الوطن والاحتفاء بكم؟
استقبال رائع يحفزنا للاستمرار بالإبداع والعطاء.
- لمن يهدي عبد الله ما وصل إليه؟
لوطني المملكة العربية السعودية.
ما طلباتكم وأمنياتكم من الجهات الرسمية لدعم الطلبة؟
التمكين وفتح مجال الإبداع التصاعدي bottom-up، ونشر العلم والمعرفة.
ما أبرز المواصفات التي ينبغي أن توجد لمن يريد المشاركة على مستوى عالمي بمثل هذه المسابقات؟
العلم والمهارات والمواظبة والتواصل والشغف، فما شاهدناه بالمسابقة من مشاريع رائعة، وحب العلم كان أروع.
هل أنت متفائل بالمستقبل؟ وإلى ماذا يستند تفاؤلك؟
بالتأكيد، ويستند تفاؤلي إلى الواقع وإلى الطموح.
ما الحكمة التي تؤمن بها؟
لا يقف عملي على عصا واحدة.
الفائزة بالمركز الأول الطالبة السعودية دانة العيثان
من هي دانة العيثان وما مشروعك؟
دانة العيثان طالبة سعودية، حظيت بشرف تمثيل المملكة العربية السعودية في المعرض الدولي للعلوم والهندسة آيسف. تدور فكرة مشروعي في تخصص الكيمياء، وهو تصميم حفاز من الروثينيوم لإنتاج الهيدروجين بشكل انتقائي من حمض الفورميك، وتطبيقاته تكمن في إنتاج الطاقة من الهيدروجين واستعماله كوقود، والحمد لله حصدت المركز الأول وجائزة خاصة بهذا المشروع.
ما المراحل التي اجتزتِها للمشاركة في مسابقة آيسف؟
بدأت رحلتي بالمشاركة في أولمبياد إبداع التابع لمؤسسة موهبة، وهي مسابقة علمية سنوية تستهدف طلبة المرحلتين المتوسطة أو الثانوية، وهي قائمة على أساس التنافس في أحد المجالات العلمية، من خلال تقديم مشاريع علمية فردية وفقًا للمعايير والضوابط الخاصة المطلوبة.
وتُحكّم المشاريع إلكترونيًا من قبل نخبة من الأكاديميين بهدف تحديد المشاريع المتميزة لترشيحها للمراحل التنافسية المتقدمة اللاحقة، وبتوفيق ربي وتيسيره حصدت المركز الثالث وجائزة خاصة وهو ما رشحني لأكون ضمن منتخب المملكة الممثل في أيسف.
ما التحديات والعقبات التي واجهتك؟
لعلي هنا أستشهد بنصيحة الدكتور سعود المتحمي "الطلاب الموهوبون مثلكم لا توجد صعوبات تواجههم، فقط تحديات وفرص للتعلم". والحمد لله استطعنا تحقيق الإنجاز بالرغم من جميع التحديات سواء كانت أكاديمية أو شخصية.
كيف كان دعم "موهبة"؟
لقد واكبتنا "موهبة" ووفرت لنا التسهيلات اللازمة في السفر مع المشرفين الأكاديميين لمتابعة تطورنا وإعطاء النصائح.
لمن تهدي دانة هذا النجاح؟
الحمد لله على هذا الإنجاز التاريخي للمملكة العربية السعودية، ويغمرني الفخر والاعتزاز، وأهديه لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين على الدعم الذي يولونه لنا، ولمؤسسة موهبة على جهودها الكبيرة لدعم الموهوبين في أغلب المجالات العلمية والرعاة الكرام أيضًا.
ما طموحات وآمال دانة العيثان؟
مع الفوز تأتي المسؤولية لهذا الوطن العظيم وأنا أطمح إن شاء الله أن أكون أحد الباحثين الرائدين المؤثرين علميًا، وكلي ثقة بقدرة الشباب السعودي، وأستشهد بكلام قائد الشباب الملهم ولي العهد "أنا أعيش بين شعب جبار وعظيم، يضعون هدفًا ويحققونه بكل سهولة، هذا هو الشعب السعودي العظيم".
كلمة أخيرة؟
أختم حديثي بآية من القرآن الكريم، قال سبحانه وتعالى:
﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾.
يذكر أن جوائز الفريق السعودي توزعت على جائزتين في المركز الأول، وجائزتين في المركز الثاني، و5 جوائز في المركز الثالث، و6 جوائز في المركز الرابع، إضافة إلى 6 جوائز خاصة، وجائزة أفضل عالم باحث على مستوى العالم.
لقد حصد الطالب منصور المرزوقي المركز الثاني في مجال الهندسة البيئية عن مشروعه "تصميم إطار معدني عضوي متعدد الوظائف لاحتجاز ثاني أكسيد الكربون وتحويله ضوئيًا". كما نال الطالب فيصل الخويطر المركز الثاني في مجال علوم النبات عن مشروعه "دراسة بكتيريا نافعة من شجر الزيتون لمحاربة الجفاف".
واستطاعت الطالبة مودة علي تحقيق المركز الثالث في مجال العلوم الاجتماعية والسلوكية عن مشروعها النوعي "تطبيق جديد في استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد لتشخيص جرعات الأدوية". فيما حققت الطالبة إيلاف بن معيقل المركز الثالث في مجال المواد عن مشروعها النوعي "تعزيز أداء فصل الماء الكهروضوئي لمحفز (Cu2O-CuO) ذي السماكة المنخفضة".
وحققت الطالبة تهاني أحمد المركز الثالث في مجال علم المواد عن مشروعها النوعي "تطوير مواد البيروفسكايت (CsSnl3) عالية الكفاءة وغير السامة، لتجميع الطاقة الشمسية والكهروحرارية"، إضافة إلى تحقيق الطالب أحمد بحيصي المركز الثالث في مجال علوم النبات عن مشروعه النوعي "مكافحة تفشي البذور الطفيلية باستخدام السيتوكينين في تركيبات مختلفة مع الفلوريدون وسلائف الإيثلين".
وتمكن الطالب عبد الله الحمادات من نيل المركز الثالث في مجال الطاقة عن مشروعه النوعي: "نهج جديد باستخدام أكاسيد الحديد والكوبالت كمحفزات كهروضوئية لفصل الماء على مدار اليوم". كما حققت الطالبة رفاء قنش المركز الرابع في مجال التقنيات الهندسية عن مشروعها النوعي "دراسة خصائص الاشتعال الذاتي للهيدروجين في محرك الاشتعال المعتمد على الضغط".
واستمرارًا لحصد الجوائز من الفريق السعودي، حقق الطالب فيصل الغامدي المركز الرابع في مجال علوم النبات عن مشروعه "دراسة تفاعل طفرات بروتينات النمو في النبات للتحكم بنمو الجذور". فيما حصدت الطالبة لمار الكاكا المركز الرابع في مجال علوم الأرض والبيئة عن مشروعها "تقدير الضغط الشعري لمكمنات الزيت باستخدام الرنين المغناطيسي النووي (NMR)".
وحققت الطالبة أريج بجوي المركز الرابع في مجال الكيمياء عن مشروعها النوعي "تطوير مركب هجين كمصدر واحد لإنتاج بلورات نانوية من أكسيد المنغنيز وكبريتيده". فيما نالت الطالبة ماريا الغامدي المركز الرابع في مجال الكيمياء عن مشروعها النوعي "تحسين أداء التحفيز الكهروضوئي لـWO3 المزين بثاني أكسيد الكربون باستخدام الترسيب الكهربائي لتقسيم الماء، والطالبة مريم العبدالباقي المركز الرابع في مجال العلوم الطبية الانتقالية عن مشروعها النوعي "مشتقات البنزوديوكسين كمثبطات مزدوجة لعدد من أنزيمات ألفا لإدارة مرض السكري النوع الثاني".
وبهذه الإنجازات العالمية رفعت المملكة العربية السعودية رصيد جوائزها الخاصة في معرض آيسف إلى 104 جوائز (68 جائزة كبرى و36 جائزة خاصة)، منذ بدء مشاركتها في المعرض 2007.
وشاركت المملكة ممثلة في "موهبة" في معرض "آيسف 2022" راعيًا رئيسًا، وقدمت 19 جائزة خاصة لأفضل المشاريع المشاركة في مجال الطاقة، شملت منحًا دراسية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ومنحًا لحضور برنامج موهبة الإثرائي العالمي، إضافة إلى مكافآت نقدية.
ويشار إلى أن وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ، أعلن فور صدور نتائج المسابقة عن تقديم مِنَح ابتعاث للطلبة السعوديين الفائزين في المعرض الدولي للعلوم والهندسة آيسف2022؛ تقديرًا لهم على هذا الإنجاز الوطني.
وجدير بالذكر أن هذه المسابقة كانت تنظم من قبل مؤسسة Society for Science & the Public الأمريكــــــــية، برعاية من شركة إنتـل حتى عام 2019. وانتقلت الرعاية لشركة Regeneron عام 2020.
وقد بدأت كمسابقة محلية عام 1950، ثم أصبحت مسابقة دولية عام 1958. تقام سنويًّا في شهر مايو في الولايات المتحدة الأمريكية.