فيروس جدري القرود.. أعراضه وأسبابه وطرق العلاج
تردد في الآونة الأخيرة على مسامعنا مرض فيروسي حيواني جديد يُسمّى جدري القرود، فما هو جدري القرود؟ وما مدى انتشار جدري القرود؟ وهذا ما سوف نتعرف عليه في هذا المقال.
ما المقصود بجدري القرود؟
عدوى جدري القرود، أو ما يقال عنه جدري القردة أحد الأمراض النادرة ويُسبب الإصابة بفيروس جدري القردة، وهو فيروس ينتمي إلى فصيلة فيروس الجدري.
وفقًا لما نقلته وزارة الصحة السعودية عن منظمة الصحة العالمية، فإن تاريخ انتشار جدري القرود بدأ للمرة الأولى في 1958، وكانت أول حالة والثانية في وقتٍ واحد في إحدى مستعمرات القردة التي تم حفظها في مكان ما لإجراء أبحاث عليها، ومنذ حينها انتشر اسم "جدري القردة".
أما عن أول حالة بشرية تم تسجيلها رسميًا بالإصابة بجدري القرود، فكانت في العام 1970، والذي التقط العدوى من أحد الحيوانات البرية والقوارض، وبعد هذا التاريخ بالتحديد، يتم تسجيل بعض البؤر الصغيرة في أماكن متفرقة من العالم لحالات مصابة بجدري القرود.
أنواع فيروس جدري القرود
جدري القردة فيروس ينتقل من الحيوان إلى البشر، تتشابه أعراضه مع أعراض مرض الجدري، ينتشر بشكل كبير في المناطق الاستوائية لقارة إفريقيا ثم بدأ في الظهور مؤخرًا في المناطق الحضرية.
ينقسم فيروس جدري القرود إلى مجموعتين رئيستين فهو ينتمي إلى عائلة الفيروسات الجدرية، وفقًا لـ "Cleveland Clinic" وهما:
جدري القرود وسط إفريقيا:
هو النوع الأشد خطورة من النوع الآخر؛ لأنه يسجل أعلى نسبة وفيات، كما أنه أسرع انتشارًا لأنه ينتقل عن طريق التلامس.
جدري القرود غرب إفريقيا:
يسبب أعراضًا أقل خطورة من جدري قرود وسط أفريقيا، بالإضافة إلي انتقاله عن طريق التلامس محدودة، ويعد انتشار جدري القرود في غرب إفريقيا هو الأقل من وسط إفريقيا.
فترة حضانة فيروس جدري القرود داخل الجسم
فترة الحضانة للفيروس هي الفاصل الزمني بين الإصابة بفيروس جدري القرود حتى ظهور الأعراض.
وتتراوح فترة الحضانة الخاصة بفيروس جدري القرود أو ما يسمى جدري النسناس بين ستة أيام إلى 13 يوما أو 21 يومًا على حسب مناعة الجسم ومدى انتشار العدوى، ثم تستمر الأعراض بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع، ثم تنتهي من تلقاء نفسها.
وطبقًا لتقرير نشره موقع "مايو كلينك" تشمل مرحلة المرض بالجسم فترتين تختلف خلالهما الأعراض، حيث تنقسم العدوى إلى:
فترة الغزو:
تبدأ فترة الغزو من اليوم الأول من الإصابة حتى خمس أيام بعد الإصابة، وأهم ما يميز مرحلة الغزو هو تضخم في الغدد الليمفاوية.
فترة انتشار الطفح الجلدي:
تبدأ مرحلة الطفح الجلدي خلال ثلاثة أيام من ارتفاع درجة حرارة الجسم، وتتميز بظهور الطفح الجلدي، والحويصلات المملوءة بسوائل شفافة.
اقرأ أيضًا أسباب جديدة تؤدي للإصابة بفيروس جدري القرود
طرق انتقال فيروس جدري القرود
تعد طريقة انتقال الفيروس من الحيوانات إلى البشر هي الطريقة الأكثر شيوعًا، لأن فيروس جدري القرود هو فيروس حيواني المنشأ، ولكن كيف ينتقل من الحيوان إلي الإنسان؟ وبحسب منظمة الصحة العالمية فإنه ينتقل بإحدى الطرق التالية:
1.ملامسة دماء الحيوانات مثل السناجب، والقوارض، والجرذان وأنواع من القردة والنسانيس المصابة أو سوائل وإفرازات جسد الحيوان المخاطية، والآفات الجلدية وانتقالها إلى جسد الإنسان.
2. تناول لحوم الحيوانات المصابة أو أحد منتجاتها، غير المطهوة جيدًا أحد عوامل خطر الإصابة بالفيروس.
3.انتقال العدوى عبر الجهاز التنفسي نادر الحدوث، إلا من خلال المخالطة لفترات طويلة.
أعراض مرض جدري القرود
تتشابه أعراض جدري القرود مع أعراض مرض الجدري المائي، مع اختلاف واضح وهو تضخم الغدد الليمفاوية الناتج من جدري القرود، وتتضمن الأعراض وفقًا لـ "مايو كلينك" التالي:
- ارتفاع درجة حرارة الجسم، والحمى الشديدة.
- ألم الرأس والصداع.
- ألم في العظام والمفاصل، والشعور بالوهن العام.
- تورم الغدد الليمفاوية بالجسم.
- الطفح الجلدي، يبدأ ظهور الطفح الجلدى على الوجه بعد الحمى، ثم ينتشر الطفح الجلدي إلى باقي أجزاء الجسم.
تمر مرحلة الطفح الجلدي بأربع مراحل وهي:
1.مرحلة البقع، حيث تظهر على الوجه وأطراف الجسم ( باطن القدمين، وراحتي اليدين)، والأغشية المخاطية بالفم، والعين والأعضاء التناسلية.
2. مرحلة الحويصلات المملوءة بالسوائل الشفافة المنتشرة على سطح الجلد التي قد تلتحم مع بعضها، ثم تعمل على انسلاخ الجلد وتقرحه.
3. مرحلة البثور، التي تحتوي على سائل أصفر، حتى تجف تمامًا.
4.المرحلة الأخيرة وهي التقشر وسقوط القشور البنية التي تجف وتسقط.
5.يمكن أن تظهر بعض الأعراض الثانوية مثل التهاب الشعب الهوائية، التهاب الأغشية المحيطة بالمخ، بالإضافة إلى علامات فيروس جدري القرود الأولية.
اقرأ أيضًا جدري القرود.. أحدث الفيروسات التي تهدد البشر
كيفية تشخيص مرض جدري القرود
قد يكون التشخيص الدقيق لفيروس جدري القرود صعبًا إلى حد كبير، بسبب التشابه الكبير بينه وبين الجدري المائي والتهاب الجلد البكتيري أو الزهري والحصبة وغيرها، ولكن يمكن استخدام بعض وسائل التشخيص، للتأكد من الإصابة من خلال:
1.يستخدم تحليل عبر تقنية PCR للكشف عن وجود الفيروس في عينة الدم أو البول وإفرازات الجسم المختلفة أو أخذ الخزعة من البثور والقشور أو سائل الحويصلات وهي الأكثر دقة.
2.تحليل إليزا ليقيس نسبة الأجسام المضادة بالدم.
3.الفحص السريري من خلال تحديد:
4.أخد التاريخ المرضي مثل عمر المريض، وحالته الصحية والمناعية والأدوية التي يستخدمها وغيرها.
5.فحص الحويصلات والبثور وتحديد أماكن انتشارها بالجسم، وظهور علامات فيروس جدري القرود.
6.تاريخ ظهور الحمى وارتفاع درجة حرارة الجسم.
7.وقت ظهور الطفح الجلدي.
8.ظهور تورم الغدد الليمفاوية وهو العرض الأكثر شيوعًا في حالات جدري القرود عن غيره من الأمراض الجلدية الأخرى.
هل يوجد لقاح أو علاج لفيروس جدري القرود؟
بالنسبة للقاحات المستخدمة في الوقاية من فيروس جدري القرود:
أصدرت الهيئة العامة للدواء والغذاء بالولايات المتحدة الأمريكية لقاحًا يسمى جيننيوس للوقاية من فيروس جدري القرود بنسبة 85% في الأشخاص التي تزيد أعمارهم على 18 عاما، كما ظهرت عدة لقاحات أخرى جرت الموافقة عليها مثل لقاح إمفانيكس، فاريفاكس.
علاج جدري القردة
لا يوجد علاج أو بروتوكول علاجي محدد في حالة الإصابة بفيروس جدري القردة، وكونه عدوى فيروسية؛ لذلك غالبًا ما يشفي من تلقاء نفسه خلال أربع أسابيع على الأكثر.
قد يصف الأطباء بعض الأدوية التي تخفف من أعراض جدري النسناس مثل:
مضادات الفيروسات لإضعاف الفيروس ومنع تكاثره أو انقسامه وانتشاره، مثل برينكيدوفوفير، سيدوفوفير.
كما يمكن التخفيف من ألم والحكة من وجود الحويصلات والطفح الجلدي من خلال غسل أماكن الإصابة بالماء او محلول تطهير مخفف، ووضع كمدات باردة واستخدام كريمات مضادة للحكة موضعية مثل سولفاديازين، للتغلب على الشعور بالحكة والإلتهاب.
إقرأ أيضًا أنفلونزا الطماطم .. فيروس جديد يهدد العالم
طرق الوقاية من جدري القرود
لأن فيروس جدري القرود ينتقل عبر التلامس بين الحيوانات والإنسان او بين البشر وبعضها البعض؛ لذلك يجب الالتزام بالإرشادات التالية:
- يجب على الأشخاص المصابين ارتداء الكمامات، لمنع انتشار الرذاذ المحمل بالفيروس إلى الأشخاص المجاورين له.
- على الأشخاص المصابين تطهير أماكن وجود الحويصلات والطفح الجلدي وتغطيتها؛ لمنع انتشار العدوى.
- يجب تعقيم أدوات الطعام وتنظيفها قبل الإستخدام من قبل الاشخاص المصابين.
- احتفاظ كل شخص بأدواته الشخصية، وعدم استخدام أدوات الغير.
- غسل اليدين بالماء والصابون فور الدخول للمنزل وقبل تناول الطعام.
- تعقيم جميع الأدوات والأسطح بالمعقمات أو الكلور المخفف.
- تجنب تلامس اليدين مع العين قبل تعقيم الأيدي أو غسلها.
- تجنب السفر في البلاد المصابة بانتشار عدوى فيروس القردة.
- تناول اللقاحات المصرح بها من قبل وزارة الصحة.
لا يعد فيروس جدري القرود من الفيروسات الخطيرة، غالبًا ما يتم التعافي تمامًا خلال أربعة أسابيع، وأهم أعراضه هي ارتفاع درجة الحرارة والطفح الجلدي وتضخم الغدد الليمفاوية، ولكن يجب الالتزام بطرق الوقاية السابقة لتجنب بعض المضاعفات الخطيرة مع الاشخاص الذين يعانون من أمراض ضعف المناعة.