بريستول.. وجهة تمزج الأصالة والحداثة في المملكة المتحدة
تستطيع مدينة بريستول في المملكة المتحدة أن تأسرك بسحرها وتعدد مقاصدها بشكل فريد، تجمع بين الطبيعة والابتكار والظهير المائي، ولها إرث كبير أيضًا من الناحية التاريخية.
يمكنك أن تلمح هذا المزيج في كل بقعة ومقصد موجود في بريستول، سترى ذلك في الجسر المعلق الذي يملك إطلالة مذهلة من تلال كليفتون، إنه أعجوبة معمارية حقيقية بنيت بوساطة إيسامبارد كينجدم برونيل.
أما مضيق أفون فهو مهد العمالقة كما يشاع تاريخيًا، هذه أسطورة محلية تقضي بأن العمالقة وطئت أقدامهم تلك المنطقة ذات السحر الطبيعي الخلاب.
في كليفتون أيضًا، يمكن لزوار المرصد هناك أن يهبطوا إلى أسفل كهف العمالقة، ومن قمة المرصد يمكنك أن ترى بوضوح كيف أن الطيور في تلك المدينة تملك مهمة خاصة هي إشعارك بالمتعة وبروعة الطبيعة.
اقرأ أيضًا: تفاصيل اقتحام لص لقصر ديفيد بيكهام في لندن
ستشاهد الطيور بشكل أكثر جمالية خلال مهرجان "بريستول بالون" في أغسطس.
إن بريستول وجهة مثالية لقضاء عطلة سريعة، نهاية أسبوع أو ما شابه، وفيما يلي نستعرض لك أبرز مزايا المدينة البريطانية الساحرة وما يمكنك أن تفعله فيها وأين يمكنك أن تنزل هناك.
مدينة الفنون
من الملصقات على الجدران إلى المراكز الفنية والثقافية، بريستول تعج بما يمثل لمحبي الجانب الفني والتراثي كنزًا حقيقيًا.
مركز بريستول الدولي للفنون المعاصرة الذي يقع في قلب ميناء بريستول منذ عام 1961، والمحاط بتلال جنوب غرب إنجلترا المترعة بالمساحات الخضراء يمثل نقطة ارتكاز ثقافي مهمة في المدينة.
اقرأ أيضًا: بعد 40 عامًا كاملة من كتابتها.. ألغاز هوكينغ في متحف العلوم بلندن
وللعائلة، يمكنك أن تستمتع في حدائق حيوان بريستول التي تقع على مساحة 12 فدانًا من الحدائق التي تضم 300 نوع من الحيوانات، بما في ذلك الغوريلات والغزلان الأكثر ندرة.
من أهم معالم إرث مدينة بريستول، التفرد الموجود في السفن التي ترسو على المرفأ. فمع كون المدينة مرفأ تجاريًا مائيًا منذ عام 1051 ميلادية، ومع نمو الأعمال والتجارة في المدينة، زادت أيضًا الحاجة إلى تطوير المرفأ الضيق والصغير نسبيًا.
تسببت جغرافية الأرض ونطاق المد والجزر الهائل في "أفون" في حدوث مشكلات للسفن التي ترسو هنا، لذلك جرى تطوير السفن المبنية في بريستول عبر التاريخ باستخدام أفضل المواد والتقنيات الأكثر مهارة، بما جعل البحارة الذين يزورون الميناء يدركون كم هو متفرد شكل السفن التي تتسم بها المدينة، والتي باتت جزءًا من إرثها الثقافي.
كان إيسامبارد كينجدم برونيل أحد أشهر أبناء بريستول، وأسدى كثيرًا من الأعمال المعمارية المذهلة للمدينة، أبرزها الجسر المعلق والممرات المائية في بريستول، وباتت هناك شركة برونيل باسمه تتخصص في نقل إرث بريستول في تحف معمارية فريدة داخل المدينة وخارجها.
اقرأ أيضًا: الأسبوع بـ 23 مليون دولار.. منزل يطل على أشهر المعالم التاريخية في لندن
من الناحية الحداثية، تشتمل المدينة على كثير من المتاجر المستقلة الراقية التي تبيع الجواهر والقطع الفنية والهدايا والأثاث والأزياء، وكذلك متاجر الملابس. ومعظم الأبنية في بريستول على الطراز الفيكتوري المحبب من الناحية التاريخية في المملكة المتحدة.
الإقامة في بريستول
هناك خيارات إقامة مختلفة في بريستول، تستأجر منزلاً أو عقارًا للإقامة وسط الطبيعة الساحرة مثل عقار "ذا روان تري" في كولثام على مشارف تلال كليفتون التي يكثر الطلب على ارتيادها.
العقار المرموق يوفر إقامة فارهة لجميع أفراد العائلة ويستوعب حتى 6 أفراد بمنتهى الأريحية، ويأتي بقيمة مليوني جنيه إسترليني وهو مجهز بجميع وسائل الراحة الحديثة والغرف المفروشة ببذخ.
يشتمل العقار على رواق ساحر وغرفة نوم رئيسة ضخمة تحتوي على سرير بالحجم الملكي ويزينها الأثاث الأنيق.
اقرأ أيضًا: بان باسيفيك لندن.. ملاذ آمن بعيدًا عن صخب المدينة
المصابيح الموجودة داخل أبنية بريستول التقليدية هي مصابيح الطاووس المزخرفة مع إيلاء اللوحات الزيتية التي تصور الحيوانات التي تتسم بها المدينة أهمية مميزة.
كما أن استخدام الريش في الأثاث بشكل عام، وإدخال الضوء الطبيعي بمعدلات معقولة من أبرز الأشياء التي تتسم بها بريستول.
كل هذا وأكثر يمكن أن يستمتع به نزيل مدينة بريستول، الطبيعة والفنون والنمط العائلي والمعمار البديع ومزيج الأصالة والحداثة، إنه مكان رائع لهواة ذلك المزيج.
المقاصد مثل بريستول تأخذ أهمية كبيرة وسط تدابير السفر الصعبة، وغلو التكاليف في كثير من الأحيان فيما يتعلق بالإقامة في الفنادق، وخصوصًا في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية المستمدة من الظروف السياسية، وأيضًا في أعقاب عامين من عدم اليقين السياحي بسبب تداعيات تفشي فيروس كورونا "كوفيد-19".. وهنا تكتسب الأفكار المبتكرة أهمية كبرى.. وكذلك الأماكن المبتكرة.