أفضل الصدقات عند الله للميت والمريض
الصدقة لها شأن وفضل كبير في الإسلام، وهي من الأعمال الصالحة التي تكون ابتغاء رضا الله عز وجل، وهي من أبواب الخير في الدين الإسلامي، التي حث عليها الله سبحانه وتعالى المسلمين في كل وقت وحين للقيام بها. وفي مقالنا هذا نوضح لكم أفضل الصدقات عند الله.
ما هي أفضل الصدقات عند الله؟
أفضل الصدقات عند الله تعالى، هي التي تكون في الخفاء دون أن يعلم أي شخص عنها شيئًا، حتى تنفق يمينه ولا تعلم يساره ماذا أنفق المسلم في سبيل الله.
وأن يكون المتصدق فقيرًا، حيث يحرم نفسه من متطالبته الأساسية من أجل التصدق على فقير آخر لا يملك شيئًا، فهنا يكون له ثواب وأجر كبير من الله.
ويجب على المتصدق أن يبدأ بالأهل والأقارب فهم أولى، بالمعروف، ثم يأتي بعد ذلك الفقراء والمساكين، فذلك له ثواب وفضل كبير عند الله تعالى، فالصدقة على الأقارب لها جزاء كبير من الله عز وجل.
أفضل الصدقات للميت
من أفضل الصدقات للميت، هي التي تكون جارية، فثواب هذه الأعمال الصالحة تصل للمتوفى بإذن الله عز وجل، فالصدقة من أفضل الأعمال التي تقدم إلى الميت، ويفضل أن تكون الأعمال جارية دائمًا.
وقال النبي عليه الصلاة والسلام، في الحديث الشريف: "إذا مات الإنسانُ انقطَع عملُه إلَّا مِن ثلاثٍ: صدقةٍ جاريةٍ أو عِلمٍ يُنتفَعُ به أو ولدٍ صالحٍ يدعو له". وتعد هذه هي أفضل أنواع الصدقات.
ومن أفضل الصدقات التي ينتفع بها الميت قضاء دينه ونذره، لِما ورد في الحديث الشريف: "أن امْرَأَةً جاءَتْ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَتْ: إنَّ أُمِّي نَذَرَتْ أنْ تَحُجَّ فَماتَتْ قَبْلَ أنْ تَحُجَّ، أفَأَحُجَّ عَنْها؟ قالَ: نَعَمْ، حُجِّي عَنْها، أرَأَيْتِ لو كانَ علَى أُمِّكِ دَيْنٌ أكُنْتِ قاضِيَتَهُ؟، قالَتْ: نَعَمْ، فقالَ: اقْضُوا اللَّهَ، فاللَّه أحَقُّ بالوَفاءِ".
اقرأ أيضًا| فيديو|متسول يطلب من عائلة الصدقة بالقوة
ومن أفضل الصدقات الجارية للميت: سقي الماء، أو بناء المساجد، أو نشر العلم، وكذلك الدُعاء والاستغفار له لِقوله تعالى: "وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ".
وأجمع العلماء على وصول ثواب الصيام الواجب؛ كالنذر، أو قضاء رمضان، أو الكفارة، بالإضافة إلى الدعاء، والصدقةِ، والحجِ، والعمرةِ، والأُضحية، والصدقة إلى الميت.
أفضل الصدقات عن المريض
من أفضل الصدقات للمريض، إطعام الفقراء وإخراج الصدقات للمحتاجين فعن أنس بن مالك، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به".
ومن أفضل الصدقات سقي الماء أيضًا بنية طلب الشفاء للمريض، حيث تعد من أبرز الصدقات للفقراء المحرومين من خطوط المياه في جميع أنحاء العالم فإن يقدر بنحو 842,000 شخص كل عام يموتون نتيجة الجفاف ومياه الشرب غير المأمونة.
ورعاية الأيتام أيضًا، حيث يفضل أن تتجه الصدقات إلى دور الأيتام في المحافظة أو الحي في شكل مبالغ مالية أو ملابس أومستلزمات دراسية، فإنهم يحتاجون إلى دعم عاطفي ومالي لمساعدتهم على الذهاب إلى المدرسة وتناول الطعام الصحي والعيش.
اقرأ أيضًا| مع اقتراب عيد الأضحى.. أيهما أفضل الذبح أم التصدق بثمن الأضحية؟
ومن أفضل الصدقات للمريض، إعانة الأرامل، حيث شجع النبي صلى الله عليه وسلم، أمته على رعاية السيدات الأرامل الضعيفات عاطفيًا وماليًا بعد وفاة أزواجهن، فقد جاء في الحديث الشريف: "من أعان الأرملة ورعايتها … مثل المجاهد في سبيل الله".
ذبح الشاة بنية الشفاء، فيجوز للمسلم ذبح شاة وتوزيع لحومها على الفقراء بنية طلب الشفاء من الله عز وجل، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: في الحديث الشريف: "داووا مرضاكم بالصدقة".
أفضل الصدقات لدفع البلاء
الصدقة تدفع البلاء لأن المسلم يخرجها من ماله تقربًا لله تعالى، سواء كان واجبًا أو تطوعًا، وسميت كذلك دلالة على صدق صاحبها في نيل الأجر، أو لبيان صدق صاحبها بإظهاره الإيمان، وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: "أفضل الصدقة ما ترك غِنًى واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول".
والصّدقة هي من أهم ما يرفع البلاء عن المسلم، فقال ابن القيم إن الصدقة ترفع البلاء حتى عن الكافر والفاجر، وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم النّساء أن يتصدّقن وقرن ذلك بأنّ النّساء من أكثر أهل النّار، فكانت الصدقة سببًا لدفع بلاء عظيم جدًا وهو عذاب الآخرة.
ولكل شيء صدقة في الدنيا فقد جعل الله البلاء للإنسان كالدواء من داء الذنوب؛ ليطهّره ويرفعه ويربّي سلوكه، فإذا نزل البلاء على المؤمن علِم بأنّه نعمة من الله -تعالى- ليحمده ويصبر عليها.
اقرأ أيضًا| تعرف على حكم التصدق بثمن الأضحية بدلًا من ذبحها
والبلاء يدفع بالدعاء والصدقة والاستغفار والتوبة، قال العلماء: "الدعاء سبب يدفع البلاء فإذا كان أقوى منه دفعه، وإذا كان سبب البلاء أقوى لم يدفعه، لكن يخففه ويضعفه"، ولهذا أمر عند الكسوف والآيات بالصلاة والدعاء والاستغفار والصدقة.
وقد لجأ أيوب عليه السلام، في بلواه وضره إلى الله سبحانه وتعالى فكشف ذلك عنه، قال الله تعالى: "وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ* فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ".