رسم الفنان العالمي ليوناردو دافينشي قبل خمسة قرون لوحة "الموناليزا" التي تعد اللوحة الأكثر شهرة في العالم. وتعلق اللوحة في متحف "اللوفر" بباريس خلف زجاج مضاد للرصاص ليشاهدها الآلاف من المتفرجين يوميا.
من هي سيدة لوحة الموناليزا؟
يذكر أن الرواية الرسمية تقول إن دافينشي بدأ برسم اللوحة في عام 1503م، ويقال إنها لسيدة إيطالية تدعى "ليزا جيرارديني" زوجة للتاجر الفلورنسي ف"رانشيسكو جوكوندو" صديق دافينشي، الذي طلب منه رسم اللوحة لزوجته عام 1503.
سر ابتسامة لوحة الموناليزا
حاول باحثون في جامعتي «شيفيلد هالام»، و«سندرلاند» بإنجلترا، فك خيوط الخدعة البصرية المتعلق بابتسامة لوحة «الموناليزا»، للفنان الإيطالي ليوناردو دافينشي، قائلين إنها لا تعد اللوحة الوحيدة التي رسمها فنان عصر النهضة في هذا الإطار، مستندين في ذلك إلى عمل فني آخر يعتقد بأنه قد رسم بريشة دافنشي، ويحمل عنوان «لا بيلا برنسبيسا»، بمعنى «الأميرة الجميلة».
وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الدراسة اكتشفت أن لوحة «الأميرة الجميلة»، التي رسمها دافنشي قبل لوحة «الموناليزا»، في أواخر القرن الـ15، تُوظف حيلة ذكية لاجتذاب المشاهدين، وذلك عن طريق الخبرة في مزج الألوان للتأثير على الرؤية المحيطية لهم، ليبدو شكل الفم متغيرًا، وفقًا للنقطة التي يركز عليها الناظر في اللوحة، حسب البيان.
علمًا بأن الابتسامة تختفي عندما يتم النظر إلى الفم مباشرةً، ولكن مع تحرك عين المُشاهد باتجاه أماكن أخرى في اللوحة، لدراسة خصائص أخرى فيها، يلاحظ أن الفم يأخذ منحى آخر.
وتبرز ابتسامة الوجه التي لا يمكن التقاطها بشكل غير مباشر، تماماً كلوحة «الموناليزا»، وتسمى تلك التقنية المزج التدريجي للألوان، ويمكن ملاحظة ذلك في كل من لوحتي «الموناليزا» و«الأميرة الجميلة»، ويدلل الباحثون على ذلك أنه بينما حاول بعض الفنانين استخدام الأسلوب ذاته، فإن أحدًا لم يضاهِي خبرة ليوناردو دافنشي.
وقال مايكل بيكارد، من جامعة سندرلاند، إن أولى محاولات دافنشي لتوظيف تلك التقنية قد تكون حدثت في وقت سابق في أثناء انكبابه على رسم لوحة «عذراء الصخور» عام 1483.
سرقة لوحة الموناليزا
أحدثت سرقة اللوحة في الثاني والعشرين من أغسطس عام 1911 ضجة كبرى جعلتها تحظى باهتمام عالمي، حيث توافد الناس إلى متحف اللوفر ووجدوا مكان لوحة الموناليزا فارغًا.
استقال مدير اللوحات بالمتحف، وامتلأت الصحف بالإدانات والاتهمات بوجود خدعة ما، حتى أن الفنان العالمي الشعير "بيكاسو" قبض عليه كمشتبه به.
لكن ظهرت اللوحة بعد عامين، حيث عثُر عليها في إيطاليا بعد أن قام أحد تُجار التحف في فلورنسا بإبلاغ السلطات المحلية، بعد أن اتصل به رجل ليبيعها له.
كان الرجل هو "فينتشنزو بيروجي" وهو إيطالي مهاجر إلى فرنسا، عمل لفترة وجيزة بمتحف اللوفر، كان يصلح الزجاج لمجموعة من اللوحات، والتي كان من بينها لوحة الموناليزا.
قام بصحبة عاملين آخرين بسرقة اللوحة، وظلا مختبئين بها طوال الليل بداخل خزانة، وهربوا بها في الصباح، لكنه لم يتمكن من بيعها بسبب اهتمام الإعلام بها.
اقرأ المزيد: أشهر 10 نصابين.. أحدهم باع برج إيفل والآخر خطف الموناليزا
وقام بإخفائها في صندوق العربة إلى أن تم القبض عليه ومحاكمته وسجنه بتهمة السرقة بينما كانت اللوحة قد جالت إيطاليا قبل أن تعود منتصرة إلى مُستقرها في متحف اللوفر.
وعندها أصبح العديد من الفرنسيين ينظرون إلى تلك اللوحة على أنها كنز وطني استعادوه بعد فقده، وأصبحت الموناليزا منذ ذلك أكثر شهرة حول العالم.