معلومات تهمك عن جدري القرود.. الأسباب والأعراض وطرق العلاج
ربما لم تجد فرصة في السابق للتعرف على جدري القرود، وذلك بسبب الانتشار المحدود لهذا المرض ببعض المناطق النائية في وسط وغرب إفريقيا، ولكن مؤخرًا يتجاوز عدد حالات الإصابة المؤكدة بهذا المرض -الذي يُشكل خطرًا على الصحة العامة- 80 حالة في 12 دولة على الأقل حول العالم.
وتقول منظمة الصحة العالمية إنها في الوقت الحالي تتحقق من 50 حالة أخرى يشتبه بأن تكون لجدري القرود، لكنها لم تكشف عن قائمة الدول التي ظهرت فيها هذه الحالات، محذرة من تسجيل المزيد من الحالات في الأيام المقبلة، وفي هذا التقرير نذكر لكم أبرز أسباب جدري القرور وأعراضه وعلاجه.
ما هو جدري القرود؟
مرض جدري القرود ينجُم عن فيروس نادر يُشبه الجدري البشري، رُصد للمرة الأولى في جمهورية الكونغو الديمقراطية في سبعينيات القرن الماضي، لكن زادت حالات الإصابة به في منطقة غرب إفريقيا خلال العقد المنصرم.
وتفصيلاً ينجُم جدري القرود عن إصابة فيروسية، وعادة ما يكون مصحوبًا بأعراض طفيفة يتعافى منها معظم المصابين في غضون أسابيع قليلة فقط، وذلك بحسب بيان لهيئة الصحة الوطنية البريطانية، التي كانت بين تسع دول أوروبية ظهر فيها المرض مؤخرًا إلى جانب كل من الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا وأستراليا.
اقرأ أيضًا| جدري القرود.. أحدث الفيروسات التي تهدد البشر
وتضيف الهيئة البريطانية أن الفيروس لا ينتشر بسهولة بين البشر، لكن حتى الآن لا يوجد لقاح محدد يكافح عدوى جدري القرود، ولكن جرعة من لقاح الجدري العادي يمكنها أن توفر نسبة حماية تصل إلى 85% نظرًا للتشابه الكبير بين الفيروسين المسببين للمرضين.
وتحديدًا ظهرت حالات الإصابة المؤكدة بجدري القرود في أوروبا في بريطانيا، وإسبانيا، والبرتغال، وبلجيكا، وألمانيا، والسويد، وهولندا، وفرنسا وإيطاليا، بحسب بيان لمنظمة الصحية العالمية، التي أكدت أن حالات الانتشار الأخيرة لجدري القرود تُعد غير نمطية، لأنها تظهر في دول لا يعد المرض متوطنًا فيها.
ولكن في الوقت ذاته، تعمل المنظمة جاهدة رفقة الدول المتضررة ومجموعة آخرين من أجل توسيع نطاق مراقبة جدري القرود من أجل العثور على جميع الأشخاص المتضررين وسرعة مساعدتهم، محذرة من وصم جماعات بعينها بسبب المرض لأن الأمر قد يؤدي إلى انتشار أوسع له وإعاقة حصول المرضى على الرعاية الطبية بما قد يسبب انتشارًا غير مكتشف لحالات الإصابة به.
أعراض جدري القرود
- كشفت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها "CDC" أن فترة حضانة جدري القرود تتراوح ما بين 7 وحتى 14 يومًا.
- أعراض جدري القرود تتشابه بحسب "CDC" مع أعراض الإصابة بالإنفلونزا العادية، وأبرزها:
- الحرارة المرتفعة.
- القشعريرة.
- الصداع.
- الإرهاق.
- وهن في العضلات.
- تورم في الغدد الليمفاوية.
- طفح جلدي واسع النطاق على الوجه والجسم، ربما يطول الفم وراحتي اليدين وباطن القدمين.
- ربما يشعر بعض المرضى بأن الطفح الجلدي مؤلم، وهو عبارة عن حبوب مليئة بالسائل ومحاطة بدوائر حمراء.
هذه الحبوب تتقشر وتختفي مع الوقت بمدة تتراوح ما بين 14 حتى 21 يومًا.
كيف ينتشر جدري القرود؟
كشف مجموعة خبراء أن القوارض هي المستودع الرئيس للفيروس، ولكن الاتصال الوثيق مع الشخص المصاب بجدري القرود يعتبر السبب الرئيس لانتشار فيروس جدري القرود مؤخرًا، وهو الأمر الذي أكده بالفعل الدكتور مايكل سكينر العضو في كلية الطب بقسم الأمراض المعدية في إمبريال كوليدج لندن.
حيث أكد سكينر أنه مع التئام التقرحات ربما تتساقط القشرة عنها، التي ربما تحمل فيروسًا معديًا على شكل غبار يمكن للمخالطين للشخص المصاب استنشاقه، ومن ثم يبدأ انتشار العدوى.
اقرأ أيضًا| «جدري القرود» فيروس جديد يهدد البشر.. يظهر في دولة أوروبية
ويقول مايكل هيد، زميل أبحاث أول في الصحة العالمية بجامعة ساوثهامبتون في المملكة المتحدة، يمكن أن نعد جدري القرود ذات عدوى خطيرة إذا ما أسفرت الإصابات به إلى معدل وفيات ناهز نسبة الـ 1% من حالات تفشٍّ أخرى، لكنه رجح أن يحدث ذلك في الأماكن منخفضة الدخل، جراء عدم التمكن من الحصول على الرعاية الصحية اللازمة.
علاج جدري القرود
تقول منظمة الصحة العالمية إنه لا يوجد حتى الآن لقاح أو علاج معين للإصابة بفيروس جدري القرود، لكن في الوقت ذاته، يمكن للقاح الجدري العادي أن يمنح المصاب بجدري القرود حماية تصل إلى 85%، كما ذكرنا من قبل، بسبب تشابه الفيروسين المسببين للمرضين.
ولكن ومع ذلك فإن منظمة الصحة العالمية بصدد عقد اجتماع طارئ حول تفشي مرض جدري القرود، بعد انتشاره في أكثر من دولة على مستوى العالم، ويجري ذلك عبر اجتماع للمجموعة الاستشارية الفنية المعنية بمخاطر العدوى، التي ربما تتحول إلى أوبئة، على أن تقدم تلك المجموعة مشورة إلى المنظمة حول مخاطر العدوى، التي يمكن أن تشكل تهديدًا للصحة العالمية.
وأكدت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها، أنه يُمكن للمطهرات المنزلية الشائع استخدامها أن تقتل فيروس جدري القرود لمنع انتشار العدوى به على نطاق أوسع.
وفي وقتٍ سابق، كانت منظمة الصحة العالمية قد كشفت بشكل رسمي في العام 2003 عن حالة مصابة بفيروس جدري القرود في المنطقة الغربية الوسطى من الولايات المتحدة الأمريكية، وقتها حللت الفيروس وقت ظهوره، وأكدت أن المصابين به قد خالطوا الكلاب البراري الأليفة، ولكن دراسات علمية أخرى أثبتت أنه يصيب البشر عبر الاتصال الوثيق مع المصابين.