أحكام صلاة الرجل مع زوجته جماعة في البيت وفضلها
من أهم الأشياء التي تنمي الحس الديني بين الرجل وزوجته وترسي دعائم البيت المطيع لله، هي صلاة الرجل مع زوجته جماعة في البيت، وهو الأمر الذي تناولته السنة في العديد من المواضع.
وإن كان مرجحًا أن يؤدي الرجل الصلاة جماعة في المسجد، فإن صلاة الرجل مع زوجته جماعة في البيت أمر مستحب أيضًا أفضل من أن يؤديها فرديًا، فصلاة الجماعة مفضلة في كل الأوقات ما عدا حالات الأعذار التي أباح فيها العلماء ترك صلاة الجماعة في المسجد.
صلاة الرجل مع زوجته جماعة في البيت ترسي دعائم وأسس الدين في المنزل، ومن ناحية أخرى يرى الأبناء فيها نموذجًا حسنًا يقوم به الوالدان ويرسيان به سنة رائعة. ويرى الأبناء شعائر الدين تقام في المنزل فيزداد ارتباطهم بها وتعظيمهم لها.
اقرأ أيضًا: صلاة التهجد في رمضان.. كيفية أدائها والدعاء المستحب
فيما يلي نستعرض لكم العديد من الأمور ذات العلاقة بـ صلاة الزوج مع زوجته جماعة في المنزل، أحكامها وأبرز ما جاء فيها من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكيفية إقامة تلك الصلاة وبعض الأمور المتعلقة بفقهها وأحكامها.
في البداية يتبادر سؤال هو، هل صلاة الرجل مع زوجته تعد جماعة؟ وهل تجب صلاة الجماعة في المسجد.. هذا ما نحاول إجابته عبر السطور التالية:-
هل صلاة الرجل مع زوجته تعد جماعة؟
كشفت دار الإفتاء المصرية عن فضل صلاة الزوج مع زوجته، حيث أن صلاة الجماعة بين الزوج وزوجته تؤدي إلى فضيلة الجماعة دون نقصان في الأجر، وحتى دون أن يكون معهما شخص ثالث تكمل به البضعة، وإن كان الأفضل أن يؤدي الرجل صلاة الجماعة في المسجد حفظًا للحمة المسلمين وأداء الفروض وتعظيم شعائر الله وإعمار بيوته.
ولا يخفى على أحد فضل صلاة الجماعة في المسجد حيث إنها أفضل من صلاة الفرد بـ 27 ضعفًا وفي روايات بـ 25.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه: "صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة".. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صلاة الرجل في جماعة تَزيدُ على صلاتِه في بيتِه وصلاتِه في سوقِه بِضعًا وعِشرينَ درجةً".
اقرأ أيضًا: حكم دعاء الاستفتاح في الصلاة وصفته وفضائله
فضل صلاة الجماعة قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يَتعاقبونَ فيكم ملائكةٌ باللَّيلِ وملائكةٌ بالنَّهار، ويَجتمعون في صلاةِ الفجرِ وصلاةِ العَصرِ، ثم يَعرُجُ الذين باتوا فيكم، فيسألُهم ربُّهم- وهو أعلمُ بهم- كيف تركتُم عبادي؟ فيقولون: تَركناهُم وهم يُصلُّون، وأتيناهم وهم يُصلُّون".
كما قال: "مَن توضَّأَ للصلاةِ فأَسْبَغَ الوضوءَ، ثمَّ مشَى إلى الصَّلاةِ المكتوبةِ فصلَّاها مع الناسِ، أو مع الجماعةِ، أو في المسجِدِ، غَفَرَ اللهُ له ذُنوبَه".
وفي رواية عثمان بن عفان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَن صلَّى العِشاءَ في جماعةٍ، فكأنَّما قامَ نِصفَ اللَّيل، ومَن صلَّى الصبحَ في جماعةٍ فكأنَّما صلَّى اللَّيلَ كُلَّه".
ولكن مع كل هذا الفضل لصلاة الجماعة، وتأثيرها في ترجيح ميزان الحسنات وعمل المسلم لدوره، لكن عليك أيضًا معرفة كيفية صلاة الجماعة في البيت مع الزوجة والاولاد، حيث أن الصلاة في المنزل أيضًا محببة أحيانًا عندما تجمع زوجتك وأولادك بين الحين والآخر، يمكنك أن تصلى بهم إمامًا في المنزل وتحصد الثواب، فعليك حينها أن تتقدم الجماعة ثم صف يقف فيه الأولاد، ثم صفً آخر تقف فيه الزوجة وبناتها.
اقرأ أيضًا: صفة صلاة العيد ووقتها وما ينبغي للمسلم فعله في هذا اليوم
كيفية صلاة الرجل مع زوجته جماعة
نأتي هنا إلى السؤال التالي: ما هي كيفية صلاة الزوج مع زوجته جماعة؟ بحسب ما جاء في صحيح مسلم والبخاري، أن صلاة الجماعة التي يكون فيها الرجل وزوجته، تكون طبيعية مثلها مثل الصلاة العادية فيكون عدد الركعات مثلثها مثل الطبيعية.
ومصداقًا لذلك تأتي صلاة الجماعة بين الرجل والمرأة بشكل اعتيادي تمامًا لا يزيد فيها شيء أو ينقص، ولا يختلف أي ركن من أركانها ولكن تختلف بعض الأمور الخاصة بوقفة المرأة إذا صلت مع زوجها جماعة.. هذا ما يقودنا إلى السؤال التالي الهام الذي نجيب عليه في السطور التالية والذي يوضح جانب الخلاف الأهم بين صلاة الرجل جماعة بشكل اعتيادي، وصلاة الرجل مع زوجته جماعة في البيت أو إمامًا لنساء في بيته.
اقرأ أيضًا: كيفية الصلاة الصحيحة.. وهذه الأخطاء يقع بها المصلون
أين تقف المرأة إذا صلت مع زوجها جماعة؟
روي أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلًا: "أقامني النبي صلى الله عليه وآله وسلم واليتيم وراءه وأقام أمي أم سليم وراءنا".
وصح عن عبد الله بن مسعود أحد كبار فقهاء صحابة رسول الله عليه وسلم وأكثرهم علمًا ورواية عن خير الأنام أنه قال: "أخروهن من حيث أخرهن الله".
ومصداقًا لذلك فإن هذا هو الأمر الذي يختلف بين صلاة الجماعة الاعتيادية وبين صلاة الرجل مع زوجته جماعة في البيت أو إمامًا لنساء في بيته، وقفة المرأة هي التي تختلف بعض الشيء وتجعل هناك فارقًا.
الواجب في وقفة الزوجة في الصلاة مع الرجل، هو أن تتأكد من عدم محاذاتها بقدمها أو كعبها وساقها شيئًا من جسم الرجل، وذلك وفقًا لما ذكرته دار الإفتاء المصرية.
اقرأ أيضًا: كيفية أداء صلاة عيد الفطر في المنزل (فيديو)
فعلى مذهب الإمام أبي حنيفة، الواجب أن تتأخر المرأة عن الرجل في أثناء صلاة الرجل مع زوجته جماعة في البيت، بحيث يكون وقوفها خلف الإمام أو يكون بينهما حائل.
لكن بين الحنفية بشكل عام اختلاف في مسألة المحاذاة تلك، إذ يقول بعض الحنفية بأن الصلاة لا تفسد إلا بمحاذاة غير القدم والكعب والساق لدى المرأة، ومن أبرز من قال بهذا العلامة جمال الدين الزيلعي.
بحسب مذهب الإمام أبي حنيفة تصح صلاة الرجل وزوجته جماعة في غير صلاة الجمعة دون حاجة لانضمام شخص ثالث من جنس الذكور- وإن كان الأفضل أن يصلي الجماعة في المسجد- وأن الواجب حينئذٍ ألا تحاذي المرأة بقدمها أو كعبها وساقها شيئًا من بدن الرجل، فتتأخر عنه بحيث يكون موقفها خلف الإمام أو يكون بينها وبينه حائل.
حكم صلاة الرجل في البيت مع زوجته
ما حكم صلاة الرجل مع زوجته من حيث الجواز من عدمه؟فإنه وفقًا لمذهب الإمام أبي حنيفة، فإن صلاة الرجل في البيت مع زوجته تصح جماعة في غير صلاة الجمعة دون أن يشترط ذلك انضمام أي شخص ثالث من جنس الذكور.
اقرأ أيضًا: أبرز 10 مساجد لصلاة التراويح في العالم.. وتلك أعداد المصلين
وكذلك أفاد مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف بجواز صلاة الرجل في البيت مع زوجته، وأن فضل الجماعة لا ينقص بأداء الجماعة على تلك الشاكلة.
لكن الأفضل على أي حال بدلًا من الصلاة في المنزل مع الزوجة، هو صلاة الرجل جماعة في المسجد، لما ينطوي عليه ذلك من فضل عظيم وتعظيم لشعائر الله وإعمار لبيوته وتوقير لشعائر المسلمين.
لكن رحابة الإسلام تقضي ببعض الحالات التي لا توجب غضاضة من ترك الرجل للصلاة في المسجد، وهي حالات الأعذار المعتبرة شرعًا، مثل حالات المرض الشديد أو المطر الغزير الذي يصعب السير ويجعل في الغدو والرواح إلى المسجد مشقة كبيرة، وغير ذلك من الأعذار التي أباح بها العلماء ترك فريضة الصلاة جماعة في المسجد ذات الفضل العظيم والبركة الميمونة.