ما أهمية وسائل الاتصال الحديثة؟ وكيف أثرت على حياتنا بشكل كبير؟
تطورت أجهزة الاتصالات بشكل سريع بفضل تطور العلوم والتكنولوجيا التي تعتمد عليها، وانتقلت هذه الأجهزة من كونها أدوات يمتلكها علية القوم فقط، ونادرًا ما تستخدم، إلى كونها ضرورة أساسية ومعيارًا مهمًا من معايير الحياة الآدمية.
ولم تعد أهمية أجهزة الاتصالات الحديثة تقتصر فقط على المكالمات والمحادثات الصوتية، إذ تطورت لتشمل جميع أشكال التواصل المتنوعة مثل الرسائل السريعة والصور ومقاطع الفيديو وحتى مشاركة هذه الأمور مع دوائرك معًا، وعبر منصة وواجهة واحدة، دون الحاجة إلى إرسالها لكل شخص على حدة.
مراحل تطور وسائل الاتصال
أحدث ظهور شبكة الإنترنت طفرة نوعية في وسائل الاتصال الحديثة، ودفعها لتنتقل إلى أبعاد وآفاق جديدة لم تكن تخطر على بال المستخدمين سابقًا، إذ أصبح بإمكانك أن تتحدث وتجلس مع أصدقائك أو أقربائك الذين يقيمون بعيدًا عنك بآلاف الكيلومترات في مقابل تكلفة بسيطة تكاد لا تذكر.
وساعد ذلك على تقريب المسافات وجعل العالم قرية صغيرة بحق، إذ تستطيع من غرفة الجلوس في منزلك أن تصل إلى أقصى الكرة الأرضية بضغطات صغيرة من أصابعك، وأصبح بإمكانك معرفة أحوال العالم وأخباره جميعًا بكل سهولة ودون أن تغادر منزلك أو تبذل مجهودًا كبيرًا، ويزيد هذا الأمر من أهمية الاتصالات الحديثة عبر جميع وسائلها.
اقرأ ايضًا: ملياردير يقتنص نصف الصفقات العالمية في مجال الاتصالات
وقد ظهرت أولى وسائل الاتصال في العصور القديمة، وتحديدًا قبل الميلاد بأكثر من 3000 عام، حيث بدأ السومريون بكتابة النصوص المختلفة وتسجيلها على لوحات، وبعد ذلك تطور الأمر لإرسال هذه الكتابات والنصوص عبر أوراق خفيفة الوزن وسهلة الحمل، لتشكل بذلك البذرة الأولى لنظام المراسلة البريدية الورقية التي نعرفها اليوم.
وبدأت جميع الحضارات تقدم صورتها المختلفة عن الكتابة وعن الرسائل النصية حتى وصلنا اليوم إلى مرحلة الرسائل النصية القصيرة والرسائل النصية الفورية، بالإضافة إلى رسائل البريد الإلكتروني. ويعد البريد الإلكتروني أحد أهم وسائل التواصل الحديثة، إذ أصبحت المؤسسات والهيئات المختلفة تعتمد عليه بدلًا عن المراسلات النصية المعتادة في جميع مراسلاتها الرسمية، كما أصبح دليلًا يعتد به في المحاكم المختلفة.
وبرغم أهمية اختراع الكتابة والبريد الإلكتروني، فإن أنواع الاتصالات الحديثة وأهميتها ظهرت تحديدًا مع اختراع جراهام بيل للهاتف وإجراء أول مكالمة، لتبدأ بذلك حقبة جديدة من التواصل عبر نقل الأصوات دون أي قيود جغرافية، ومهد هذا الاختراع بالطبع لاختراع أجهزة الميكروفون ومكبرات الصوت وشرائط التسجيل التي أدت في النهاية لاختراع ملفات الصوت المختلفة، التي نعتمد عليها بكثرة في حياتنا اليومية الآن.
واستمر تطور الهواتف والاتصالات التي تتم عبرها حتى وصلنا إلى نقطة شبكات الهواتف المحمولة، إذ تعمل هذه الهواتف بشكل لاسلكي دون الحاجة لتوصيل أسلاك بينها وبين بعضها، ويسهل ذلك التواصل بين المستخدمين والوصول إليهم بشكل سريع مهما كان موقعهم، وذلك دون الحاجة إلى الجلوس إلى جوار الهاتف السلكي وانتظار المكالمة.
اقرأ أيضًا: أفضل ساعة ذكية لعام 2022: كيف تسرق HUAWEI WATCH GT 3 Pro الأضواء
وقد بدأت الهواتف المحمولة وشبكات الاتصال اللاسلكي بالظهور في عام 1973 مع تقديم هاتف Mortorola DynTAC 8000X، ويعد هذا الهاتف أول هاتف محمول أصبح متاحًا للاستخدام المدني والتجاري، إذ كانت هذه الهواتف متاحة قبل ذلك للاستخدامات العسكرية فقط.
وكان هاتف Motorla DynaTAC 8000X يزن أكثر من كيلوجرام بسعر 3995 دولارًا تقريبًا، ويعادل هذا أكثر من 10 آلاف دولار اليوم بعد احتساب التضخم وقيمة العملة في عام 1973 مقارنةً باليوم.
ووصلت الهواتف المحمولة إلى صورتها التي نعرفها اليوم في عام 2007 مع ظهور أول هاتف آيفون، الذي كان يحمل اسم آيفون 2G، ويعد الهاتف أول الهواتف التي صدرت مع شاشة لمس كاملة تتيح للمستخدم التعامل مع واجهة الهاتف والتحكم فيه، بالإضافة إلى إمكانية التقاط الصور عبر كاميرا الهاتف، لتساعد بذلك الهواتف المحمولة في زيادة اهمية الاتصالات الحديثة.
وبدأ شبكات الإنترنت والهواتف المحمولة تتطور بشكل كبير منذ بداية الألفية الجديدة، إذ بدأت الاستخدامات الحقيقة لهذه الشبكة تظهر مع إطلاق محرك بحث جوجل في عام 2000، وتزامن مع ذلك الدخول في مرحلة ويب 2.0 التي كانت تعتمد بشكل كبير على المحتوى الذي يقدمه المستخدمون وتستطيع الشركات استخدامه من أجل الإعلان عن منتجاتها.
اقرأ أيضًا: تقنية جديدة لفحص مرضى الأعصاب بالهواتف الذكية
أهمية وسائل الاتصالات الحديثة
لا تقف أهمية الاتصالات الحديثة عند تقريب المسافات بين المستخدمين ونقل صوتهم لمسافات طويلة وكبيرة، إذ تقدم وسائل الاتصالات الحديثة الكثير من الفوائد التي جعلتها جزءًا مهمًّا من حياة المستخدمين وأحد أساسيات الحياة كما تصنفها الكثير من الشركات والهيئات العالمية.
وتتمثل أهمية وسائل الاتصال في حياتنا في كونها البوابة التي نعبرها لنصل إلى كل ما نرغب به، لذلك إذا كنت تبحث عن علاج لمرض ما ولا ترغب في زيارة الطبيب، فإنك تستطيع البحث عن هذا العلاج عبر الإنترنت، كما يمكنك الوصول لأحدث الأخبار وأهمها على جميع الأصعدة الدولية والمحلية عبر نقرات بسيطة.
ولم تقف أهمية وسائل الاتصال الحديثة في حياتنا على جلب المعلومات والاطلاع عليها فقط، حيث أصبحت مكانًا تستطيع العمل من خلاله وكسب الأموال، بالإضافة إلى مركز كامل للتعلم السريع والبسيط، حيث تستطيع عبرها تعلم أي مهارة جديدة ترغب فيها.
اقرأ أيضًا: بيل غيتس: البشر سيستخدمون الوشم بدلًا من الهواتف الذكية في المستقبل
أهم وسائل الاتصال الحديثة
تختلف أهمية الاتصالات الحديثة وأنواعها بحسب اختلاف طريقة استخدامك لهذه الوسائل أو نوع الطريقة نفسها، إذ تستطيع عبر منصات الاتصال الاجتماعي الحديثة مثل فيسبوك وتويتر وغيرها معرفة أخبار أقربائك وأحبائك بشكل بسيط وسريع دون الحاجة لمغادرة منزلك.
وتظهر دائمًا أنواع جديدة للاتصالات الحديثة، وذلك مثل منصات التواصل الاجتماعي المرئية مثل يوتيوب وتيك توك وسناب شات، أو وسائل الاتصالات لمشاركة الصور خصيصًا مثل إنستغرام، أو منصات الرسائل النصية الفورية مثل واتساب وتيليجرام وسجينال.
وتتنافس الشركات بشكل شرس للغاية لتتمكن من السيطرة على هذه الوسائل المتنوعة والتحكم فيها، إذ ترغب الشركات في الحصول على أكبر قدر ممكن من اهتمام المستخدمين وجمع البيانات عنهم.
وتستخدم شركات التسويق المتنوعة حول العالم جميع البيانات التي تجمعها منصات التواصل الاجتماعي من أجل تخصيص الإعلانات لمستخدميها وزيادة المبيعات بشكل كبير عبر التسويق الإلكتروني الذي أصبح صيحة عام 2022.
اقرأ أيضًا: أفضل برنامج ضغط فيديوهات الجوال والكمبيوتر
وما زالت وسائل الاتصال الحديثة تتطور بشكل كبير وسريع، وذلك عبر الدخول إلى عصر ميتافيرس والعالم الافتراضي الذي يجعل المستخدمين يعيشون في عوالم خيالية غير موجودة بفضل تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز. وقد بدأ سباق الدخول إلى عوالم ميتافيرس بالفعل من قبل كبرى الشركات التقنية وغير التقنية على حد سواء مثل ميتا أو نايك وغيرها من الشركات التي تحاول الدخول إلى هذا العالم وإثبات وجودها فيه قبل أن يزدحم، وذلك يزيد من أهمية الاتصالات الحديثة بشكل كبير للغاية.