جاك نيكلسون.. الاعتزال في قمة التوهج الفني
جاك نيكلسون.. ممثل وصانع أفلام أمريكي متقاعد، امتدت حياته المهنية لأكثر من 50 عامًا في صناعة السينما، وحاز كثيرًا من الجوائز، وهو الأكثر ترشيحًا في تاريخ حفل توزيع جوائز الأوسكار، كما حاز ثلاث جوائز أكاديمية، وست جوائز غولدن غلوب، وأدى مجموعة متنوعة من الشخصيات المركبة، بما في ذلك الشرير والكوميدي، وغيرها كثير، فهو يعد من أفضل ممثلي جيله.
تمثل حياة جاك نيكلسون قصة نجاح حقيقية، ومع ذلك هناك عنصر حاسم ينقصها، فقد أسِف أيقونة هوليوود على عدم وجود شخص بجانبه لمشاركة سنواته المتبقية من عمره، لهذا قرر أن يعتزل في قمة مجده، ويتفرغ لجاك نيكلسون الذي تركه خارج استوديوهات هوليوود، جاك الجد المحب لأحفاده، والأب الشغوف.
آخر مشاركة سينمائية لجاك نيكلسون كانت فيلم How Do You Know في عام 2010، ثم اختفى بعدها الرجل ذو الابتسامة الأيقونية لفترة طويلة، حتى إن كثيرين بدأوا في التساؤل عما إذا كان سيعود في يوم من الأيام لعرض مواهبه التمثيلية والوقوف أمام الكاميرا مجددًا.
في عام 2013، انتشرت مزاعم أن نيكلسون ترك الأضواء بسبب تدهوره العقلي وبدء فقدان الذاكرة. المقربون منه نفوا هذه الادعاءات بشكل قاطع، وأوضح نيكلسون في كثير من المقابلات الصحفية أنه يتمتع بحرية عدم العمل، ولا يغيب عن الأضواء، وليس منعزلاً بأي حال من الأحوال، ولا يزال يُرى علنًا في عروض الجوائز وألعاب ليكرز (دوري كرة السلة الأمريكي) وغيرها من الأحداث، وبدا واضحًا أن نيكلسون سعيد بالتقاعد.
اقرأ أيضًا: ليس ممثلاً.. هذا الشخص حصل على أكبر عدد من ترشيحات جوائز الأوسكار
ومع ذلك، يعد اعتزال نيكلسون غير نهائي، قد يعود في أي وقت. في عام 2014 كاد يلعب دور البطولة في فيلم "القاضي" أمام روبرت داوني جونيور، لكن نيكلسون طالب بإجراء تغييرات على النص قبل أن يوقع، لكن في النهاية حصل روبرت دوفال على الدور.
وفي عام 2017، تلقى معجبو جاك أخبارًا جيدة، عندما تحمس لبطولة النسخة الأمريكية من الدراما الألمانية المشهورة "توني إردمان"، لكن بعد أكثر من عام، لم يكن الفيلم قد بدأ، وشهد انسحابات لكتاب السيناريو والمخرج. وبعد حوالي ستة أشهر، انسحب نيكلسون أيضًا من الفيلم، ومن ثم تحطمت أي أحلام كانت لدى المعجبين برؤيته يعود إلى الشاشة الكبيرة.
قصة نجاح نيكلسون
لم يكن لدى نيكلسون أي خطط ليصبح ممثلاً؛ فبعد الانتهاء من دراسته التحق بالحرس الجوي الوطني بكاليفورنيا، وعمل أيضًا رجل إطفاء في مطار فان نويس.
في عام 1950، جاء إلى كاليفورنيا، ورفض وظيفة فنان رسوم متحركة، لأنه أراد فجأة أن يصبح ممثلاً، وبدأ يظهر في أدوار صغيرة في كثير من المسرحيات والمسلسلات، ولمدة عشر سنوات لم تكن مسيرته في التمثيل مثمرة، ومع ذلك لم يفقد الأمل. وفي عام 1967، ذاق طعم النجاح بعد كتابة سيناريو فيلم الرحلة.
اقرأ أيضًا: لماذا رفض مارلون براندو بطل The Godfather جائزة الأوسكار؟
في السبعينيات من القرن العشرين، لعب نيكلسون دور البطولة في أفلام مثل "الحي الصيني" و "ذا باسنجر" و "طار فوق عش الوقواق"... وغيرها. وجرى ترشيحه لكثير من الجوائز، وفي عام 1980، قدم دوره الأيقوني في فيلم "ذا شاينينغ"، الذي يعد أحد أفضل عروضه حتى الآن.
خلال المراحل الأولى من حياته المهنية لم يجد نيكلسون النجاح، لكن مثابرته وسعيه الدائم صنفاه فيما بعد أحد أعظم الممثلين في جيله، وحتى الآن ما زال يتذكره الجمهور -بالرغم من الاعتزال- ويمدح قدراته ومهاراته في التمثيل.