تفاصيل مصادرة روسيا لساعات بملايين الدولارات من أوديمار بيجيه
أقدمت أجهزة الأمن الروسية على مصادرة ساعات أوديمار بيجيه والتي تقدر قيمتها بملايين الدولارات في متاجر تابعة للعلامة التجارية السويسرية المتخصصة في تصنيع الساعات الميكانيكية الفاخرة في موسكو، في ردة فعل انتقامية واضحة على العقوبات السويسرية التي تحظر تصدير السلع الفاخرة إلى روسيا، حسبما ذكرت شبكة "بلومبرج" الإخبارية الأمريكية.
وقالت "بلومبرج"، نقلاً عن صحيفة NZZ am Sonntag السويسرية إن الساعات التي يمكن أن تزيد كلفة الواحدة منها على 700 ألف جنيه إسترليني، صادرها عملاء تابعون لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي FSB مؤخرًا.
واستشهدت الصحيفة بمصادر مستقلة ومذكرة سرية رُفعت لوزارة الخارجية الفيدرالية السويسرية، التي كانت قد قُدمت لأعضاء البرلمان، وشملت على الأرجح تفاصيل عن عملية المداهمة التي استهدفت مقر أوديمار بيجيه في روسيا.
وتخلت سويسرا عن موقفها التقليدي المحايد الذي طالما التزمت به طيلة سنوات، وانتهجت نهج نظيراتها من الحكومات الغربية الأخرى في فرض عقوبات من شأنها أن تحظر تصدير السلع الكمالية إلى روسيا في وقت سابق من هذا الشهر، ردا على العملية العسكرية التي يشنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضد أوكرانيا، منذ أكثر من شهر كامل.
وكشف عضو البرلمان السويسري روجر كوبيل تلك المعلومات لأول مرة على مقطع فيديو بثه على موقع يوتيوب.
من جهتها عزت السلطات الروسية سبب مصادرة ساعات أوديمار بيجيه إلى المخالفات الجمركية، بيد أن مسؤولي وزارة الخارجية السويسرية أشاروا إلى أن هذا التحرك الروسي ما هو سوى إجراء قمعي تعسفي يجيء في إطار انتقام موسكو من العقوبات المفروضة عليها من قبل الغرب، حسبما ذكرت NZZ am Sonntag نقلاً عن المذكرة.
كانت العلامة التجارية السويسرسة ذائعة الصيت عالميًا قد صرحت في الآونة الأخيرة أنها بصدد وقف صادراتها من الساعات إلى روسيا، وتعليق عمليات البيع بالتجزئة مؤقتًا هناك، حيث أقدمت أوديمار بيجيه بالفعل على غلق متجرين في العاصمة الروسية في نهاية فبراير الماضي.
اقرأ أيضًا: 600 ألف دولار ثمن ٣ ساعات عريقة من "أوديمار بيغيه" في مزادات موناكو
من جهته قال متحدث باسم وزارة الخارجية السويسرية إن السفارة السويسرية في موسكو لا تبخل في تقديم الدعم للشركات في روسيا وذلك بالتنسيق مع الإدارات الأخرى، لافتة إلى أنه وفي "ضوء العقوبات والإجراءات التي تم اتخاذها ضد موسكو، تواجه الشركات كثيرًا من الشكوك والتدابير التنظيمية".
وقال المتحدث باسم السفارة في تعقيب بالبريد الإلكتروني على "بلومبيرج": "تحافظ السفارة حاليًّا على مشاورات مكثفة للغاية"، مع الشركات السويسرية المحلية في روسيا. ومن ثم لا يمكن التعليق على الحالات الفردية، وكذلك لضمان سلامة موظفي هذه الشركات".
وبالنسبة لكثير من أكبر الشركات التي تتعامل مباشرة مع المستهلك في أوروبا، كان الخروج الكامل من روسيا أمرًا صعبًا. ولدى الشركات، بما في ذلك عملاق الأغذية المعبأة السويسرية نستله، الآلاف من الموظفين ومنشآت الإنتاج الحساسة التي قد تتعرض للمصادرة والاتهامات من قبل روسيا إذا كانوا سيغادرون البلاد.
علامة أوديمار بيجيه الشهيرة عالميا لا تزال مملوكة وتخضع للسيطرة من قبل العائلة منذ ما يقرب من 150 عامًا، علمًا بأنها تعد بالفعل أحد أكبر ثلاث ماركات ساعات سويسرية مستقلة، جنبا إلى جنب مع روليكس وباتيك فيليب.
جدير بالذكر أن روسيا كانت قد حلت في المركز الـ 17 عالميا في قائمة أكبر أسواق الساعات السويسرية في العام 2021، حيث استقبلت شحنات صادرات ساعات سويسرية بقيمة 260 مليون فرنك سويسري ( ما يعادل قيمته 212 مليون جنيه إسترليني)، وفقًا للبيانات الصادرة عن اتحاد صناعة الساعات السويسرية.