شروط وجوب صيام شهر رمضان.. وثواب صيام الشهر الكريم
يُشترط على المسلمين قبل استحضار نية الصيام في شهر رمضان، التعرف على ما إذا كان يجوز له الصيام، حتى يصح صومه، يعيدنا هذا إلى التعرف على شروط وجوب صيام شهر رمضان، بالإضافة إلى ملخص عن ثواب الصيام في رمضان.
ما هي شروط الصيام في رمضان؟
شروط وجوب صيام شهر رمضان هي التي يعتمد الشرع على وجودها للزوم الصوم على المكلف، فهذه الشروط بشكل خاص، تعنى أن الصوم لا يجب إلا عند توافر هذه الشروط تفصيلاً:
1- البلوغ:
للعلم، فإن البلوغ على سبيل المثال هو من شروط وجوب صيام رمضان وليس لصحة الصيام نفسه، كما أن هناك الكثير من الشروط الأخرى الخاصة بوجوب الصيام، وتجب أن تتوفر هذه الشروط في الشرع للتكليف بالصوم، وهي ما تم استخلاصه من نصوص الشرع الإسلامي بالكتاب والسنة وفق أدلة الفقه.
وحدد الشرع الإسلامي شروط صيام رمضان، وتلك الشروط ليست على صورة واحدة على الدوام، ولكنها تختلف باختلاف الأحوال، فمثلاً العاجز عن الصوم لا يتم تكليفه أو لا تتوافق عليه شروط صيام رمضان، وذلك لأنه ليس قادرًا على الصيام، كذلك المسافر فهو مكلف بالصوم، ويجب عليه صوم شهر رمضان، ويصح له الصيام في السفر لكن لا يكون ملزمًا به حال سفره.
كما أن البلوغ كما قلنا يُعد شرطًا أساسيًا في الأحكام الشرعية من شروط وجوب صيام شهر رمضان، إلا أنه ليس شرطًا لصحة الصوم، فلا يجب الصيام على الصبي قبل بلوغه، ولكن يؤمر بالتدريب على الصيام منذ سن السابعة إن أطاقه الطفل، والضرب على ترك الصيام في سن العشر سنوات، وذلك قياسًا على الصلاة وذلك بحسب قول الحنفية والشافعية.
ولكن عند المالكية كان لهم رآي أخر، الذين أوجبوا على الولي أمر الصبي بالصيام، أما عند الحنابلة، فيكون الحكم فيه مبني على القدرة والإطاقة فإذا كان الصبي مراهقًا ويطيق الصيام، فيجب على الولي أن يأمره بذلك ويُعينه عليه، ويصل الأمر حد الضرب إذا امتنع عن ذلك.
وهناك مرحلة للأطفال يطلق عليها مرحلة التمييز، وتلك هي الفترة الزمنية التي تكون بعد بلوغ حد التمييز، ولا يمكن في هذه الفترة تكليف الشخص بالصوم، ولكن يُطلب منه فقط تعلم أحكام الصوم والتدرب عليه ليعتاده.
2- العقل:
يُعد العقل أحد شروط الصيام في رمضان، كما أنه أيضًا أحد شروط وجوب صيام شهر رمضان، لأن الأمر يستلزم فهم خطاب الشرع، ويعود ذلك أيضًا إلى أنه لا يجب التكليف على من لا يعقل خطاب الشرع، ولا يجب الصوم على الشخص المجنون، فلا يصح صيام المجنون، لأنه من مبطلات الصيام.
وعند الحنفية، يُشترط العقل للصيام، ولا يصح صيام المجنون، ولكن إذا ما جُن نصف الشهر فقط ثم أفاق فوجب عليه صيام ما بقي، وقضاء ما فاته وقتما فقد عقله، بعد انتهاء الشهر الكريم، ومثله الشخص المغمى عليه أو فاقد الوعي، وهذا النائم إذا أُصيب بمرض النوم قبل حلول رمضان ثم اضطر للنوم حتى فرغ الشهر، فعليه قضاؤه بعد انقضاء رمضان.
3- التمييز:
أن يكون الشخص قادرًا على التمييز، فلا يصح غير القادر على التمييز، كمن جن لحظة في النهار أو كان سكرانًا أو مغمى عليه أي فاقدًا للوعي، فلا يصح صومهما إذا كان عدم التمييز مستغرقًا لجميع النهار، أما إذا كان للحظات فقط في النهار فيصح له ويكفي وجود التمييز، حتى وإن كان قد نوى الصيام قبل الفجر ونام حتى الغروب، فيصح صومه.
واتفق معظم جمهور الفقهاء وعلماء الشرع الإسلامي على أن شروط العقل والتمييز، هي من شروط صحة الصوم كما أنها أيضًا من شروط وجوب صيام شهر رمضان، فلا يصح ولا يجب على غير العاقل الصيام، فيما أيضًا لا يمكن وجوب صيام هؤلاء الذين لا يستطيعون التمييز أو فاقدي الوعي.
4- الإسلام:
لا يجب الصيام على غير المسلم.
5- القدرة:
لا يجب الصيام على العاجز عنه لكبر أو مرض، لقول الله تعالى: "وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين" [البقرة:184].
6- الإقامة:
لا يجب الصيام على المسافر، بل يجوز له الإفطار في رمضان.
7- النقاء من الحيض والنفاس:
لا يجب الصيام على الحائض والنفساء.
8- العلم بدخول رمضان:
لا يجب الصيام على من لم يعلم بدخول رمضان.
9- سلامة الأعضاء:
لا يجب الصيام على من به علة تمنعه من الصيام، مثل: مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب.
10- عدم وجود ضرر:
لا يجب الصيام على من يخشى من الصيام ضررًا على نفسه أو على غيره.
11- عدم وجود رخصة:
لا يجب الصيام على من لديه رخصة شرعية للإفطار، مثل: المسافر والمريض.
12- عدم وجود كفارة:
لا يجب الصيام على من عليه كفارة واجبة.
13- عدم وجود نذر:
لا يجب الصيام على من نذر صيام يوم معين.
14- عدم وجود صيام واجب:
لا يجب الصيام على من عليه صيام واجب.
15- عدم وجود صيام قضاء:
لا يجب الصيام على من عليه صيام قضاء.
دائما ما يُنصَح بالرجوع إلى أهل العلم والاختصاص في حال وجود أي أسئلة، أو استفسارات، أو في حال وجود لبس في أي شيء غير واضح، أو مثار جدل للحصول على الرأي الفقهي والديني الصحيح.
اقرأ أيضًا: فضائل شهر رمضان الكريم والأحاديث النبوية التي وردت فيها
السن المناسب لصوم الطفل في رمضان
قالت دار الإفتاء المصرية إن الصيام ركن من أركان الإسلام الخمس لقوله صلى الله عليه وسلم: «بُنِىَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ» رواه البخاري.
وأضافت الإفتاء في إجابتها عن سؤال: "متى يجب الصيام على الطفل وما هي السن الشرعية لوجوب صوم الفتى والفتاة؟"، أن المسلم مخاطب ومكلف من وقت بلوغه أن يلتزم بهذه الأركان التي منها صيام شهر رمضان ويكون البلوغ بالاحتلام أو بلوغ خمس عشرة سنة قمرية حتى لو لم يحتلم.
والسن الذي يبدأ الوالدان بتعليم أولادهما الصيام فيه هو سن الإطاقة للصيام، وهو يختلف باختلاف بنية الولد، وقد حدَّده بعض العلماء بسن العاشرة .
ثواب الصيام في رمضان
ثواب الصيام في رمضان أو كما يُطلق عليه فضل الصيام، حيث خص المولى عز وجل، عبادة الصيام من بين جميع العبادات الكثير من الفضائل والثواب، وأبرزها أن الصوم لله وهو يُجزي به العباد، وذلك مصداقًا لما جاء في البخاري ومسلم في حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ُكلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي".
وثبت عن البخاري ومسلم بأن خلوف فم الصائم أطيب عند المولى عز وجل من ريح المسك، مصداقًا لما جاء في حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله عز وجل يوم القيامة من ريح المسك".
للصائم فرحتان يفرحهما، وذلك أيضًا مصداقًا لما جاء في الخاري ومسلم، من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ".
أقرأ أيضًا: أجمل تواشيح شهر رمضان الكريم.. منها النقشبندي وطوبار
وما زلنا مع ثواب الصيام في رمضان، فيختص المولى عز وجل أهل الصيام بباب في الجنة لا يدخل منه سواهم، وذلك مصداقًا لما جاء في البخاري ومسلم، من حديث سهل بن سعد قال إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "ِنَّ فِي الجَنَّة بَابًا يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، يدْخُلُ مِنْهُ الصَّائمونَ يومَ القِيامةِ، لاَ يدخلُ مِنْه أَحدٌ غَيرهُم، يقالُ: أَينَ الصَّائمُونَ؟ فَيقومونَ لاَ يدخلُ مِنهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فإِذا دَخَلوا أُغلِقَ فَلَم يدخلْ مِنْهُ أَحَدٌ".
ومصداقًا لما جاء في البخاري ومسلم، فإن من صام يومًا واحدًا في سبيل الله، أبعد المولى عز وجل وجهه عن النار سبعين عامًا، كما جاء في حديث أبي سعيد الخدري الذي قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما مِنْ عبدٍ يصومُ يوْمًا في سبِيلِ اللَّهِ إلاَّ بَاعَدَ اللَّه بِذلكَ اليَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سبْعِين خريفًا".