فضائل شهر رمضان الكريم.. والأحاديث النبوية التي وردت فيها
يطل علينا شهر رمضان المبارك كل عام حاملاً معه عبق الإيمان وروحانيات تلامس القلوب، وحاملاً بين طياته فضائل عظيمة تنعش النفوس وتنير دروب السالكين في رحلة التقوى والطاعة.
فضائل شهر رمضان وخصائصه
في هذا الشهر الفضيل، تُفتّح أبواب الجنة وتُغلّق أبواب النار، وتُصفّد الشياطين، وتُضاعف الحسنات، وتُغفر الذنوب. ونستعرض في النقاط التالية مجموعة من أبرز فضائل شهر رمضان المبارك:
• الصيام: ركن من أركان الإسلام، وله فضل عظيم عند الله تعالى، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الصيام جُنةٌ من النار".
• القيام: صلاة تُقام في ليالي شهر رمضان، وفضلها عظيم عند الله تعالى، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه".
• قراءة القرآن الكريم: شهر رمضان فرصة عظيمة لقراءة القرآن الكريم والتأمل في معانيه، حيث قال الله تعالى: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان".
• الزكاة: واجب على كل مسلم، وفضلها عظيم عند الله تعالى، حيث قال الله تعالى: "الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون".
• الإكثار من الأعمال الصالحة: شهر رمضان فرصة عظيمة للإكثار من الأعمال الصالحة، مثل: الصدقة، وصلة الرحم، وإفشاء السلام، وغيرها من الأعمال التي تُقرب العبد من الله تعالى.
ولشهر رمضان فضائل أخرى كثيرة، لا حصر لها، من أبرزها:
• تربية النفس على الصبر والتحمل.
• تطهير النفس من الذنوب والرقائق.
• تقوية الإيمان والصلة بالله تعالى.
• تعزيز التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع.
• نشرُ روح المحبة والتسامح بين الناس.
وفي شهر رمضان، تُفتح أبواب الخير والبركات، وتُسنح الفرصة للجميع للتغيير نحو الأفضل، والتقرب من الله تعالى. فهيّا بنا نغتنم هذه الفرصة العظيمة، ونكثر من الأعمال الصالحة، ونطهر أنفسنا من الذنوب والخطايا، ونقرب أنفسنا من الله تعالى.
فضل شهر رمضان؛ شهر الخيرات وشهر الرحمات، ولهذا يحرص كل مسلم على اغتنام فرص التوبة واستجابة الدعاء والقيام بالأعمال الصالحة تقربًا لله. نوضح لكَ خلال التقرير فضائل صوم شهر رمضان، وأحاديث نبوية عن فضائل شهر رمضان.
اختص شهر رمضان بالفضائل التي ميّزته عن غيره من الشهور، ومن فضائل شهر رمضان:
1) نزول القرآن الكريم:
نزول القرآن الكريم من أهم الأحداث التي تُبين فضل شهر رمضان، فقد قال تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه).
ولهذا ينبغي على العبد الإكثار من تلاوة القرآن الكريم وتدبره وتفسيره.
2) ليلة القدر:
الله تعالى جعل ليلة القدر في شهر رمضان؛ التي هي خير من ألف شهر، فقد قال تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ . لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ . تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ . سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ).
ويتحرّي المسلم ليلة القدر حتى يحصل على الأجر والثواب وغفران ذنوبه، وذلك عن أبي هُرَيرةَ رضِيَ اللهُ عنهُ عنِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ أنَّه قال: (مَن يَقُمْ ليلةَ القَدْرِ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تَقدَّمَ من ذَنبِه).
أما عن موعد ليلة القدر فهي تكون في العشر الأواخر من رمضان، وذلك عن عائشة رَضِيَ اللَّه عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: (تَحرّوْا لَيْلةَ القَدْرِ في الوتْرِ مِنَ العَشْرِ الأَواخِرِ منْ رمَضَانَ).
وهي من أشرف وأعظم الليالي التي يشرع المسلم الاجتهاد بها في الصلاة وكثرة الذكر والصدقة وقيام الليل وغيرها من العبادات الصالحة التي تغفر له ما تقدم من ذنوبه وتقربه إلى الله.
اقرأ أيضًا: أجمل تواشيح شهر رمضان الكريم.. منها النقشبندي وطوبار
3) تُفتح فيه أبواب الجنة:
تُفتح أبواب الجنة وتُقيد الشياطين بالأغلال والسلاسل فلا يكون لهم على المسلمين تأثير، وهذا من فضائل شهر رمضان، عن أبي هريرة، أَنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: "إِذا جَاءَ رَمَضَانُ، فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجنَّةِ، وغُلِّقَت أَبْوَابُ النَّارِ، وصُفِّدتِ الشياطِينُ".
وهذا ما يجعل للمسلم حافز كبير حتى يقوم بالأعمال الصالحة التي تُدخله الجنّة وتزيد من حسناته وتُكفر ذنوبه.
4) الصيام تكفير الذنوب:
تكفير الذنوب من فضائل صوم شهر رمضان؛ والصيام أحد أسباب غفران الذنوب والخطايا، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ".
ويضيف على ذلك صيام رمضان إيمانًا واحتسابًا لابتغاء رضا الله ومغفرته وهو من العبادات التي تبعد المسلم عن الشهوات والمحرمات، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن صَامَ رَمَضَانَ، إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ".
5) ثواب العمرة مضاعف في رمضان:
تتضاعف أجور الأعمال الصالحة في رمضان، والعمرة في رمضان تعادل الحج في الأجر، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "عمرةٌ في رمضانَ تعدِلُ حَجَّةً".
ولهذا يحرص المسلم إذا استطاع على أن يعتمر في رمضان لمّا لها من ثواب عظيم عند الله، بالإضافة إلى العبادات الأخرى مثل الصلاة والتسبيح والذكر.
اقرأ أيضًا: طريقة عمل زينة رمضان في المنزل بخطوات سهلة وبمواد متاحة
آداب الصيام
من آداب الصيام حفظ اللسان من الكلام في الباطل والغيبة والنميمة كما ذكر الله في كتابه العزيز "والذين هم عن اللغو معرضون"، ومنع اللسان من البذاءة والفُحش في القول فقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق، وغض البصر عما حرم الله وعدم تمني ما في أيدي الغير.
ومن آداب الصيام أيضًا، يُستحب تعجيل الإفطار وتأخير السحور، ويُستحب أن يُفطٍر صائمًا فله أجر من فطًره ولا ينقص من أجر الصائم شيئًا ويأخذ الأجر من فطر صائمًا على تمرة أو جرعة ماء.
يُستحب السواك أو فرشاة الأسنان وقد ذُكر أن رائحة فم الصائم أطيب عند الله من رائحة المسك.
أحاديث فضائل شهر رمضان
يوجد الكثير من أحاديث فضائل شهر رمضان التي تُبين أهمية شهر رمضان، أبرزها:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام؛ فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنّة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه).
- عن سهلِ بنِ سعدٍ عن النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (إِنَّ فِي الجَنَّة بَابًا يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، يدْخُلُ مِنْهُ الصَّائمونَ يومَ القِيامةِ، لاَ يدخلُ مِنْه أَحدٌ غَيرهُم، يقالُ: أَينَ الصَّائمُونَ؟ فَيقومونَ لاَ يدخلُ مِنهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فإِذا دَخَلوا أُغلِقَ فَلَم يدخلْ مِنْهُ أَحَدٌ).
- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أفضل الصيام، بعد رمضان، شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة، بعد الفريضة، صلاة الليل).
- عن عبدالله بن عباس قال (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أجودَ الناسِ بالخيرِ، وكان أجودَ ما يكون في شهرِ رمضانَ حتى ينسلِخَ ، فيأتيه جبريلُ فيعرضُ عليه القرآنَ، فإذا لقِيَه جبريلُ كان رسولُ اللهِ أجودَ بالخيرِ من الرِّيحِ الْمُرسَلَةِ).
- عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (الصيامُ والقرآنُ يَشْفَعانِ للعبدِ، يقولُ الصيامُ : أَيْ رَبِّ ! إني مَنَعْتُهُ الطعامَ والشهواتِ بالنهارِ، فشَفِّعْنِي فيه، ويقولُ القرآنُ : مَنَعْتُهُ النومَ بالليلِ، فشَفِّعْنِي فيه؛ فيَشْفَعَانِ).
- عن أبي هريرة- رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (الصيام جُنَّةٌ وحِصْنٌ حَصِينٌ من النار).
- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من صام يومًا في سبيل الله، بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا).
اقرأ أيضًا: صلاة التهجد في رمضان.. كيفية أدائها والدعاء المستحب
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم).
- وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: "َانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ (إِذَا دَخَلَ العَشْرُ أَحْيَى اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَشَدَّ المِئْزَرَ). وهو من الأحاديث التي حثنا فيها النبي على العناية والاهتمام بالعشر الأواخر من رمضان، وينبغي للمؤمن الإكثار من الذكر والصلاة والطاعات بها.