تعمل بالذكاء الاصطناعي وتحافظ على خصوصيتك.. أفضل محركات البحث البديلة لجوجل
ظل محرك البحث الأشهر جوجل متصدرًا المشهد لما يزيد عن العقدين، الجميع كان يستخدمه كبوابته لدخول الشبكة العنكبوتية، وحتى يومنا هذا يُعتبر المحرك البحثي رقم 1 في العالم من حيث عدد المستخدمين، ولكن نظرًا لعدة أسباب منها الخصوصية وظهور البدائل القوية، وبالتحديد الذكاء الاصطناعي ونماذجه، تراجع عدد مستخدمي جوجل وبات الكثيرين يعتمدون على ChatGPT وغيره للحصول على المعلومات وللاستفادة بشتى الطرق.
اليوم، نتحدث عن السبب الذي تحتاج لأجله أن تُفكر في بدائل لمحرك البحث الأشهر جوجل ونستعرض أفضل الخيارات التي يمكنك الاعتماد عليها واستخداماتها المتعددة.
لماذا ينبغي عليك التفكير في بدائل جوجل؟
عندما تبحث عن معلومة ما على الإنترنت، فإنك بذلك تشارك معلوماتك وبياناتك الشخصية مع محركات البحث بقصدٍ أو من دون قصد. يمكنك أن تستشف ذلك بسهولة من خلال الإعلانات التي تظهر لك، والتي تستهدفك بها جوجل -أنت شخصيًا- من خلال الملف الشخصي الذي تنشئه عنك وعن كل مستخدمٍ آخر يلج الإنترنت من خلال متصفحها أو تطبيقاتها الأخرى.
يجب ألا تنسى أن جوجل تمتلك الكثير من المنتجات أو التطبيقات غير محرك البحث الشهير، فيوتيوب، ونظام الأندرويد، وخدمة الجيميل، والكثير والكثير من التطبيقات الأخرى تندرج تحت مظلة هذه الشركة، ومعظمنا يستخدم هذه التطبيقات ويأتمنها على معلوماته دون أن يدري كيف تستخدم جوجل هذه المعلومات.
صحيحٌ أن جوجل والكثير من المواقع التي نتصفحها تسمح لنا بالتحكم في المعلومات التي يتم تجميعها، ناهيك أنها تدعي أن كل هذه المعلومات لا تُستخدم سوى لتحسين تجربة الاستخدام وأنها لا تبيعها لأي شركة أخرى، إلا أن كم المعلومات نفسه هائل ويمكن استغلاله بطريقة خاطئة، وهنا يجب أن نسأل أنفسنا: لما نستخدم متصفح جوجل ونُخاطر ببياناتنا وخصوصيتنا بينما يمكننا استخدام بدائل أخرى أكثر أمانًا وتقدم مميزات أفضل؟
بدائل محرك البحث جوجل
Brave Search
من البدائل القوية جدًا، حيث يركز بشكل أساسي على الخصوصية والاستقلالية والتخصيص. وعلى عكس جوجل، يعطي Brave Search الأولوية للخصوصية من خلال عدم تتبع أو تخزين التفاصيل الشخصية أو عناوين الـ IP أو سجلات البحث، ناهيك أنه لا يستخدم الكوكيز (ملفات الارتباط)، مما يضمن بقاء نشاطك مجهولًا على الإنترنت.
الاستقلالية هي ميزة أخرى رئيسية لهذا المحرك البحثيّ، حيث يعمل بشكل مستقل "بفهرس" بحث خاص به، دون الاعتماد على بيانات من محركات بحث أخرى كجوجل أو بينج. يقلل هذا من خطر تسيير سوق البحث عبر الويب من قبل شركة واحدة، ويوفر للمستخدمين خيارًا متميزًا بعيدًا عن كُبرى الشركات المهيمنة على السوق، وعلى رأسهم جوجل.
بالإضافة إلى ذلك، يوفر Brave Search تجربة استخدام محسنة من خلال بعض المميزات مثل تلخيص النتائج بالذكاء الاصطناعي، والتي توفر ملخصات موجزة لنتائج البحث المُفصلة والطويلة. تسهل هذه الميزة على المستخدمين مهمة العثور على المعلومات ذات الصلة، مما يلبي احتياجات الفعالية إلى جانب الخصوصية. ومع "الفلاتر" المخصصة للبحث التي تسمح بتصفية نوع المحتوى أو المصدر، يُميز Brave Search نفسه بتمكين المستخدمين من تكييف تجربة البحث وفقًا لتفضيلاتهم.
باختصار، يتميز محرك Brave Search بحماية صارمة للخصوصية والاستقلالية، فضلًا عن المميزات الأخرى -مثل ميزة التلخيص بالذكاء الاصطناعي-. باجتماع هذه العوامل معًا، سنرى أن Brave Search يمثل بديلًا جيدًا للغاية لمحرك بحث جوجل.
DuckDuckGo
عندما تُذكر الخصوصية ومتصفحات الويب، فلا بد من ذكر محرك ومتصفح DuckDuckGo الشهير الذي ينص مطوروه صراحةً: "نحن لا نجمع أو نشارك أيًا من معلوماتك الشخصية أبدًا". كذلك لا يُخزن المتصفح عناوين الـ IP أو أي بيانات شخصية تُسجَل على الخوادم عمومًا، وهذا يُفسر عشرات الملايين من عمليات البحث التي تتم عليه.
اقرأ أيضًا: لماذا لا ترفع جوجل من مساحة التخزين السحابية؟
علاوة على ذلك، غالبًا ما يقدم هذا المتصفح نتائج بحث غير منحازة، وهذا على عكس نتائج بحث جوجل، وأخيرًا وليس آخرًا، يتميز DuckDuckGo بواجهة استخدام سلسة وجميلة ليسهل على الجميع استخدامه، كما أنه يتوفر أيضًا على هيئة تطبيق على الهواتف الذكية.
Tor
على ذِكر الخصوصية، فمتصفح Tor أيضًا يعد من أبرز المرشحين لخلافة جوجل، فهو أداة قوية عادة ما يتم استخدامها لدخول الإنترنت العميق Deep web، إذ تُخفي الهوية وتشفر النشاط عبر شبكة لا مركزية. وعلى عكس المتصفحات التقليدية التي تنقل بياناتك مباشرة من الحاسوب أو الجهاز الذي تستخدمه إلى الموقع المُتَصَفَّح، يُمرر Tor بياناتك عبر سلسلة من العُقد nodes ليُصعّب على أي شخص يريد تتبع نشاطك مهمته، وهذا يتضمن مزودي خدمة الإنترنت أنفسهم بالمناسبة.
إلى جانب حماية الخصوصية، يُمكن متصفح Tor مستخدميه من الوصول إلى المحتوى الذي قد يكون مقيدًا أو محظورًا في بلدهم، على سبيل المثال، محتوى يوتيوب الذي يكون مخصصًا لسكان الولايات المتحدة فقط، ومع ذلك، قد تلاحظ بطئًا نسبيًا في سرعة التصفح نظرًا للمراحل المعقدة والطويلة التي تمر عليها بياناتك من أجل حمايتها. ولكن بالمجمل، عند وضع هذه السلبية البسيطة في الميزان أمام المميزات الأخرى الوفيرة، ستلاحظ أن Tor يستحق التجربة على الأقل.
Ecosia
تخيل أن تدعم البيئة وتساهم في تحسين مناخ كوكب الأرض فقط باستخدام هذا المحرك البحثي! نعم، متصفح Ecosia يُخصص 100% من العوائد لتمويل مبادرات زراعة الأشجار في أكثر من 35 دولة حول العالم. حتى الآن ساهم هذا المتصفح في زراعة أكثر من 200 مليون شجرة وجمع قرابة الـ 100 مليون يورو لمجابهة تغير المناخ، ويمكنك التأكد من هذه الأرقام فقط بزيارة الموقع الرسمي للمتصفح.
ولكن بصرف النظر عن هذه الحقيقة الرائعة وبصرف النظر عن اعتماد المتصفح على الطاقة الشمسية بالكامل لتشغيل السيرفرات، فإن هذا ليس الدافع الوحيد لاستخدام Ecosia، حيث يتميز بالخصوصية أيضًا كونه يحذف بيانات المستخدمين سريعًا، ولا يُنشئ ملفات تعريف شخصية لتخصيص الإعلانات ونتائج البحث، ناهيك أنه يسمح بتعطيل الكوكيز مما يبرز الشفافية في التعامل مع المستخدمين وبياناتهم.
Presearch
يعتمد هذا المحرك البحثي في عمله على بنية لا مركزية وربما يكون المحرك البحثي الوحيد الذي لا يعمل على سيرفرات شركة واحدة بعينها، وبالتالي فإنه مثاليّ في حماية خصوصية المستخدمين ويحول دون التلاعب بنتائج البحث. بالإضافة إلى ذلك، يعتمد Presearch على مجتمعٍ خاص يقوم بتطويره وتحسينه وهذا يضيف طبقة من الشفافية والموثوقة لنتائج البحث.
اقرأ أيضًا: كيف تحصل على التشخيص الصحيح لمرضك من جوجل؟
ومن المميزات العجيبة التي قد لا تراها في أي متصفحٍ آخر أيضًا أن Presearch يدفع لمستخدميه -مبلغ ضئيل جدًا، ولكن الأمر يستحق الذكر- كما أنه يسمح بخيارات التخصيص عن طريق اختيار محركات أخرى للبحث مثل DuckDuckGo مع الاستمرار في الحفاظ على الخصوصية والسياسات الخاصة بهم.
Qwant
بالصفحة الرئيسية ستجد عبارة "يُقدّرك هذا المحرك البحثي كمستخدم، وليس كسلعة"، وهذا يرجع للاهتمام بخصوصية المستخدمين وعدم تتبع نشاطهم أو تخزين بياناتهم في المقام الأول، ولكن هذا ليس كل شيء، إذ ستلاحظ أن Qwant يستفيد من واجهات المتصفحات والتطبيقات الأخرى مثل Bing، وYouTube وغيرهما.
ويقدم محرك Qwant ميزة مماثلة لخرائط جوجل، إلا أن الفرق أنها لن تحتفظ ببياناتك مثل Google Maps، وإذا كنت من هواة الموسيقى وكثيرًا ما تبحث عن مقاطع موسيقية على الإنترنت، فهذا المحرك البحثي سيفيدك جدًا لأنه يعرض معلومات حول الفنانين ويستعرض أجزاءً من الموسيقى ولا يعطيك نتائج منحازة، ولميزتي الخرائط والموسيقى تحديدًا يفضل الكثيرون هذا البديل الجيد لمحرك جوجل.
Bing Search
ربما هذا البديل الأشهر لجوجل، وبخاصةً بعدما عززته ميكروسوفت بقدرات الذكاء الاصطناعي، والتي كانت في البداية تُسمى بـ Bing Chat قبل أن يتغير اسمها إلى Copilot الذي نعرفه الآن جميعًا. هذه الإضافة جعلت للمتصفح استخدامات أخرى عديدة لأنه أصبح أكثر وعيًا بسياق الأشياء التي تبحث عنها، ولهذا لا عجب أن نتائجه قد تكون أفضل من نتائج جوجل في بعض الأحيان.
ومن مميزات محرك بحث Bing أيضًا، والذي يعد المحرك البحثي الأساسي لمتصفح ميكروسوفت إيدج بالمناسبة، أن نتائجه تكون مُعززة بالصور والكثير من العناصر غير النصية، ما يعني أنك ستجد المعلومات ذات الصلة بسرعة كبيرة. وبالتركيز على Copilot بالتحديد، سنجد أنه يمكن اعتباره كمحرك بحثي منفصل بمميزات استثنائية -مقارنة بمحركات البحث التقليدية- حيث يستطيع أن يجيب أسئلتك بسرعة وبأكثر من طريقة فضلًا عن إنشاء النصوص بنفسه للرد على الإيميلات أو لغير ذلك من الاستخدامات الأخرى، وهذا يأخذنا إلى المحرك البحثي الرائع القادم.
Perplexity
هو ليس محرك بحثي بالمعنى التقليدي وإنما أداة ذكاء اصطناعي مثل ChatGPT وGemini وغيرهما، ولكن المميز بشأنه أنه يستطيع الوصول إلى الإنترنت وتقديم إجابات مُفصلة حسب السؤال. عندما تدخل إلى موقع هذه الأداة وتسجل الدخول، ستجد خانة البحث مُشرعة أمامك وسط واجهة بسيطة وجميلة. يمكنك أن تبحث عما تريده مباشرةً أو تستخدم خاصية الـ "Focus" لتُركز نطاق بحثك في شيء معين.
على سبيل المثال، يمكنك أن تختار "All" للبحث في الإنترنت بجميع مصادره عمومًا، ويمكنك اختيار "Academic" ليتم البحث في المصادر الأكاديمية فقط، أو "Reddit" لجلب المعلومات من موقع التواصل الشهير، وهكذا. كذلك تستطيع أن ترفع ملفات نصية (مثل ملفات الـ PDF) أو صور وتسأل Perplexity عن أشياء فيها وهكذا، إلا أن هذه الميزة تحديدًا محدودة وتتطلب اشتراكًا شهريًا إذا أردت استخدامها أكثر.
Openverse
إذا كنت تريد البحث عن محتوى خالٍ من حقوق الملكية؛ سواء صور أو فيديوهات أو مقاطع صوتية، فيجب عليك أن تستخدم هذا المحرك البحثي فورًا. يُقدم Openverse نتائج بحثية بترخيص المشاع الإبداعي، أي أنك تستطيع استخدامها وتوظيفها كما تشاء ولن تقع عليك أي مسؤولة. صحيح أن حجم المحتوى الموجود بهذا المحرك لا يقارع محتوى جوجل، إلا أنه مجاني تمامًا.
فإذا كنت صانع محتوى مثلًا وتريد مقطعًا موسيقيًا أو صورة للفيديو الخاص بك، فهذا هو المكان المناسب الذي تبحث فيه.
Startpage
المحرك البحثي الأخير الذي سنتحدث عنه ليس محركًا بحثيًا بالمعنى التقليديّ أيضًا، أو على الأقل ليس كغيره من محركات البحث، إذ يعمل بنهج الـ "Metasearch"، والذي يُعنَى باستخدام أكثر من محرك بحثي والجمع بين نتائجهم الأولى ثم جلبها لك.
على الصفحة الرئيسية لهذا المحرك البحثي يقول مطوروه إنه "المحرك البحثي الأكثر خصوصية في العالم"، وعلى الرغم من أنك قد تجد إعلانات بنتائج البحث، فإن هذه الإعلانات غير مُخصصة وليست موجودة لاستهدافك، والدليل أنك قد ترى إعلانًا في أول بحثٍ تقوم به. وبالمجمل، يُعد Startpage بديلًا رائعًا لكل من اعتاد البحث عبر محرك جوجل ويريد الحفاظ على خصوصيته وأمانه.