كيف تختار أفضل معالج لابتوب في 2024؟
لا يُطلَق على المعالج Processor عقل الحاسوب من فراغ، إذ يقوم بعدد من الوظائف الأساسية التي تُشبه وظائف الدماغ البشري، ولهذا لا عجب أنه يُعد أهم قطعة بالعتاد.
ولقد احتدم التنافس بين روّاد صناعة المعالجات -Intel وAMD- في السنوات الأخيرة الفائتة ما عاد بالنفع على جميع المستخدمين عمومًا، ومستخدمي الفئة العُليا من الحواسيب end-users على وجه الخصوص. أصبح أمام المُهتمين الآن مجموعة واسعة من الخيارات بدءًا من وحدات المعالجة المركزية الموفرة للطاقة وحتى المُصممة لتحل محل معالجات الحواسيب المكتبية وتُنفذ العمليات المعقدة.
في هذا الدليل سنستعرض مجموعة من الأسئلة التي سيختصر جوابها الطريق على كل مهتمٍ بشراء أفضل معالج لابتوب في 2024.
Intel أم AMD؟
قبل أي شيء عليك أن تختار الشركة التي تألف معالِجاتها وتُقدم لك ما تنشده من الأداء أو من توفير الطاقة، فالمنافسة محتدمة من قطبي صناعة المعالجات وكل شركة تتفوق في شيء مُعين.
تم تصميم معالجات إنتل Intel لتقدم أداءات استثنائية على مستوى تنفيذ المهام المختلفة؛ سواء التي تعتمد على نواة واحدة أو عدة أنوية من المعالج، لا سيما بعد الكشف عن معمارية ARM big.LITTLE من معالجات الجيل الثاني عشر فيما فوق ليتم تعزيز الأداء بشكل عام وتقديم سرعات clock speeds كبيرة وإدارة مُحسنة للطاقة. كل هذا يجعل معالجات Intel خيارًا ممتازًا للمستخدمين الذين يبحثون عن أقصى أداء ممكن، وبخاصة في السيناريوهات التي لا يُمثل فيها استهلاك الطاقة أزمة كبيرة.
على الجانب الآخر، تتفوق معالجات AMD في الكفاءة، وبالتحديد في الحالات المُقيدة بالطاقة كأن تُشغل اللابتوب على البطارية دون مصدر للتيار أو في الحالات التي توجد فيها قيود حرارية واضحة. ولا يعني ذلك أن أداء معالجات AMD سيء، بل تُقدم مستويات تنافسية حتى في الألعاب والإنتاجية، والمعالجات العُليا منها مثل الـ Ryzen 9 7945X3D تحديدًا تُبهر في الألعاب. تظل معالجات Intel أفضل في الأداء، ولكن لمن يبحث عن توفير الطاقة أو حتى الموازنة بين استهلاك الطاقة والأداء، فمعالجات AMD ستكون أفضل.
هل يجب أن تهتم بعدد الأنوية والمسارات؟
منذ تقديم AMD لمعالجات Ryzen للمرة الأولى منذ عدة سنوات، وبالتحديد في 2017، أصبحت المعالجات ثُمانية النواة هي المعيار الجديد للأداء في الحواسيب المكتبية PC قبل أن ينتقل هذا الأمر إلى الحواسيب المحمولة أيضًا، ولكن مع وجود بعض القيود بالطبع مُراعاة لفروقات الحجم والطاقة، إلخ.
وعلى الرغم من أن عدد الأنوية cores والمسارات threads يُشكل فارقًا مهمًا لا ريب، على الأقل من الناحية النظرية، فإن محدودية الحجم والطاقة التي نتحدث عنها بأجهزة اللابتوب تُقلل من هذا الفارق. ومع ذلك...
اقرأ أيضًا: إذا كنت تبحث عن أفضل لابتوب للألعاب 2024 فإليك هذه الترشيحات
لا يزال العدد الأكبر من الأنوية والمسارات يلعب دورًا مهمًا في اختيار معالج اللابتوب، فبعد استخدام معمارية big.LITTLE من إنتل وZen 4 من AMD، وبدون الخوض في تفاصيل تقنية معقدة، عادت أهمية عدد الأنوية والمسارات في الحواسيب المحمولة، وعليه؛ ضعهم في الاعتبار في رحلة بحثك عن أفضل معالجات للابتوب.
هل يُشكل جيل المعالج فارقًا؟
بفضل التطور التقني الذي نعيشه والأشواط التي قُطعِت في سبيل توفير الطاقة والتبريد وما إلى ذلك، لم يعد نوع المعالج هو العامل الفيصلي والمؤشر الوحيد للأداء، فقد يتفوق معالج من "الفئة المتوسطة" على معالج من "الفئة العليا" لا لشيء سوى لأنه أكثر تطورًا في الجيل، وذلك لأسباب ثلاثة رئيسية:
تحسن المعمارية: بُنيت المعالجات الحديثة على معماريات أفضل تُحسن من أدائها واستهلاكها للطاقة.
التصميم الحراري thermal design: لتحسين حلول التبريد مما يسمح للمعالج بالعمل لفترات طويلة دون أن تزداد حرارته.
الكفاءة في الطاقة: تتميز أجهزة اللابتوب الحديثة ببطارياتها التي تدوم طويلًا وكفاءتها في الطاقة بسبب المعالجات الحديثة في المقام الأول.
يعني ذلك أنه من الأفضل التركيز على المعالجات الحديثة -ذات الجيل الأعلى- لأنها توفر في الطاقة وتقدم أداءات مُحسنة بالمقارنة مع معالجات الأجيال الماضية، وللتأكد من ذلك عليك بقياسات "البنشمارك".
هل يدعم المعالج نوعًا متقدمًا من الرامات؟
على الرغم من أن نوع الرامات عادةً ما يُحدَد بناءً على اللوحة الأم motherboard، فإن المعالج نفسه يعلب دورًا في ذلك. على سبيل المثال، تدعم معالجات Intel وAMD الحديثة رامات الـ DDR5 والـ LPDDR5 التي تستهلك الطاقة بشكل أكثر كفاءة وتمتاز بسرعة نقل عالية للبيانات مقارنة بالـ DDR4 مثلًا. وليس هذا فحسب، إذ تُقدم الرامات الأكثر تطورًا -من حيث النوع- أداءات أفضل لا سيما حينما يتعلق الأمر بالتطبيقات والبرامج المُستهلكة للذاكرة العشوائية (الرامات).
إذًا، عليك التأكد من أن اللوحة الأم والمعالج يدعمان الرامات من نوع DDR5 حتى تحظى بأفضل أداء ممكن.
ماذا عن كارت الشاشة الداخلي؟
لا تأتي جميع الحواسيب المحمولة بكروت شاشة خارجية كما نعرف جميعًا لأن ذلك يرفع من تكلفة الجهاز كما يجعله يستهلك الكثير من الطاقة، وعليه فإن الحل الأمثل بالنسبة لـ Intel وAMD يتمثل في تطوير كروت شاشة داخلية يُعتمد عليها في معظم المهام الأساسية من تصفح وحتى لعب بعض الألعاب الخفيفة وخلافه.
وتُعطي كروت الشاشة الداخلية مؤشرًا حقيقيًا لمدى جودة المعالج. تُحرز Intel تقدمًا ملحوظًا بمعالجتها عن طريق تطوير كروت الشاشة الداخلية الخاصة بها مثل UHD graphics، وIris XE، وARC حتى أصبحت تعالج المهام ثلاثية الأبعاد -مثلًا- بشكلٍ أو بآخر (إلى درجة معينة بالطبع).
نفس الشيء ينطبق على AMD وكروت الـ Radeon الرسومية خاصتها، والتي تقدم قيمة حقيقية مقابل سعرها؛ Radeon 780M مثلًا يُنافس وبقوة الكثير من كروت الشاشة الخارجية -الأقل من المتوسطة- وهو ما يُعطي AMD ميزة واضحة في هذه الجزئية.
ولا شك أن امتلاك كارت شاشة داخلي لا يُغني بالمرة عن وجود كارت شاشة منفصل أو خارجي، بالأخص إذا كان الهدف هو تشغيل الألعاب أو البرامج لكارت الشاشة، ولكن مع تطور التقنية أصبحت الـ "iGPUs"، أو كروت الشاشة الداخلية، أداة يعتمد عليها في حال ما استثنينا المهام الثقيلة، ولا شك أن وجود كارت شاشة داخلي وخارجي في نفس الوقت سيفيد الكثيرين ممن يحتاجون إلى استخدام أكثر من شاشة أو طاقة إضافية لمختلف المهام.
لمَ التركيز على توفير الطاقة؟
لم ننفك عن ذكر مصطلحات مثل "توفير الطاقة" و"الكفاءة في الطاقة" و"استهلاك الطاقة"، فلمَ يا تُرى كل هذا الحرص على الطاقة؟
يعود السبب في ذلك إلى أننا نتحدث عن الحواسيب المحمولة وليس أجهزة الكمبيوتر أو الحواسيب المكتبية، فالطاقة بالنسبة للحواسيب المحمولة مهمةٌ بشكلٍ لا يوصف، لا سيما إذا كان الجهاز يعمل على البطارية بدون الشاحن، وهذا هو دافع الكثيرين لشراء لابتوب؛ للتنقل به واستخدامه في أماكن لا يتوفر بها مصدرٌ للتيار.
اقرأ أيضًا: "أفضل لابتوب هواوي 2024".. نظرة على أبرز حواسيب هواوي المحمولة
ومع تطور معالجات اللابتوب، بات من الطبيعي أن نجد المستخدمين يبحثون عن الخيارات الأوفر في استهلاك الطاقة ومصدر الكهرباء غير موجود.
بالإضافة إلى استهلاك الطاقة، فإنك لا يجب أن تتنازل عن وجود أنظمة التبريد الجيدة في اللابتوب، إذ بدونها يُخفّض المعالج من سرعته لئلا ترتفع درجة الحرارة وهذا يعني التضحية بالأداء في سبيل الحفاظ على الجهاز أصلًا، وبالتالي فإن الاستثمار في جهازٍ يُراعَى فيه نظام التبريد يضمن لك الحصول على أقوى أداء للمعالج.
ماذا عن سرعة المعالج؟
تعكس سرعة المعالج clock speed، والتي تُقاس بالميجاهيرتز (MHz) أو بالجيجاهيرتز (GHz)، قدرته على تنفيذ العمليات، فكلما زادت، كان المعالج أفضل بطبيعة الحال من ناحية الأداء. عادة ما يتم الترويج للمعالجات الحديثة باستخدام مصطلحات من قبيل السرعة الأساسية base clock أو السرعة القصوى boost clock التي يمكن أن تصل إلى 4 أو حتى 5 جيجاهيرتز، وهذه سرعة مرتفعة للغاية، ولهذا لا عجب أن المعالج لا يصل لها سوى في حالات محددة عندما يكون مُضطرًا لتنفيذ عملية معقدة.
على الرغم من أن المقارنة بين سرعات المعالجات أصبحت عملية معقدة بعض الشيء نظرًا لعوامل عدة، فإن أخذ سرعة المعالج في الحسبان تظل من الأساسيات التي لا يمكن التغاضي عنها.
لماذا يجب عليك أن تهتم "بذاكرة الكاش"؟
عند النظر في مواصفات المعالج، فمن المفترض أن تلاحظ ما يُسمى "بذاكرة الكاش" Cache memory، وهي ذاكرة مؤقتة، ولكنها مختلفة عن ذاكرة الوصول العشوائي أو الرامات. وتساعد ذاكرة الكاش المعالج في إدارة المهام عن طريق توفير وصول سريع إلى البيانات المستخدمة.
وتُقسم ذاكرة الكاش في الغالب إلى مستويات مختلفة، وتحديدًا من المستوى الأول L1 إلى المستوى الثالث L3، ولكن هذا لا يهمنا الآن؛ ما يهمنا أنه كلما زادت سعة هذه الذاكرة المؤقتة، كان المعالج أفضل. صحيحٌ أن مواصفات ذاكرة الكاش لم تعد بنفس الأهمية في المعالجات الحديثة كما كانت في السابق، إلا أنها لا تزال من المؤشرات المهمة للحكم على جودة المعالجات.
ما طبيعة استخدام للّابتوب؟
أخيرًا وليس آخرًا، ولعله العامل الأكثر حسمًا، هو تحديد الهدف من وراء شرائك للابتوب أو طبيعة استخدامك للجهاز إن صح التعبير. فللتأكد من أن اختيارك هو الاختيار المثالي عليك أن تتأكد من موائمة المعالج لطبيعة عملك، فليس من المنطقي أن تشتري الـ Intel Core i9- 14900K أو الـ AMD Ryzen 9 7950X واستخدامك محدود بالتصفح البسيط وما إلى ذلك.
بالنسبة للمهام الخفيفة، يكون المعالج الأفضل هو الموفر للطاقة ولعمر البطارية بشرط أن يؤدي المهام بشكلٍ جيد بالطبع. وبالنسبة للمهام التي تتطلب إنتاجية عالية، فيُفضل أيضًا أن تستثمر في لابتوب بمعالج قوي -أو متوسط على الأقل-، ولكنه يُقدم "TDP" أو طاقة تصميم حرارية "Thermal Design Power" كبيرة وتبريد جيد لتضمن سلاسة الأداء بعيدًا عن مشاكل عنق الزجاجة والمشاكل الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة.
أما "الجيمرز" وصناع المحتوى، فلا شك أن أداء المعالج يكون أهم من أي شيء آخر، وبالتالي يلزم شراء لابتوب بمعالج سرعته كبيرة، وأنويته ومساراته عديدة، وفي نفس الوقت أيضًا -وهو العامل الثابت دائمًا- يأتي بتصميم حراريّ ممتاز، وهذا النوع هو الأعلى سعرًا بطبيعة الحال، لا سيما وإن كان يحتوي على وحدة المعالجة الطبيعية NPU المختصة بالتعامل مع عمليات الذكاء الاصطناعي، ولهذا موضوعٌ آخر.
الخلاصة: لا يمكن القول بوجود "معالج أفضل للابتوب"، فالمعالج الأفضل بالنسبة لشخص قد لا يكون الأفضل بالنسبة لآخر والعكس. الأمر يعتمد في نهاية المطاف على طبيعة استخدام كل فرد على حدة، فهذا -إضافة إلى أجوبة الأسئلة المطروحة- يكفي لحسم اختيارك.