خطوات قليلة قد تغيّر حياة الرجل رأسًا على عقب
يوجد خطوات بسيطة يمكن للرجال اتباعها يوميًّا وقد تؤدي الى تأثير جذري إيجابي على الجسم.
في لقاء خاص مع مجلة الرجل، يتحدث الدكتور سميح لاوند وهو استشاري أمراض القلب والقسطرة التداخلية في مستشفى دله الصحية، عن بعض العلامات التي يجب الالتفات إليها، وعادات تساعد الرجال على تقليص إمكانية التدهور الصحي مع زيادة السن.
الحفاظ على الموروث الصحي المكتسب هو الأهم
يقول الدكتور لاوند: "في كل مرة اسأل نفسي عن خصوصية المراحل العمرية عند الرجال، هل هي التغيرات الشكلية سواء بالشعر الرمادي؟ أو تفاصيل متعلقة بالبشرة؟ أو الترهل مع أو بدون زيادة الوزن؟! وهنا يجب ألا ننسى أن ما هو أكثر أهمية يكمن في كيفية الحفاظ على الموروث الصحي المكتسب، لأنه ما من شك بأن تقدمنا بالعمر يجلب لنا تغيرات وتراجعات صحية قد نتعرف عليها متأخراً أو عند حصول أزمة صحية ما".
ويتابع: "الواقع، أننا وإن كان جسم الإنسان مثل ساعة الرمل بحيث يتعرض لتناقص تدريجي في الصحة مع العمر لكن الإرادة الإلهية تتدخل دائمًا لتنبيهنا ومساعدتنا".
فوائد المشي لصحة الرجال وتحسين الحالة المزاجية
الترهل وضعف الأداء العضلي هو إنذار
يوضح الدكتور لاوند: "إذا كان الترهل هو شكل من أشكال تراجع الأداء العام أو الأداء العضلي، فهو يمثل مظهرًا مهمًا لما يمكن أن تكون عليه صحتنا السوية من عدمها. ومهما تكن استعداداتنا المرضية سواء كان من الأمراض المرتبطة بالدم كالسكري أو ارتفاع الضغط أو الكولسترول، يبقى الترهل وضعف الأداء العضلي عنوانًا بارزًا علينا مراعاته".
ويؤكد أن "الأداء العضلي حتى في أبسط صورة كالمشي الجاد بعدد من الخطوات يوميًا يصبح أداة مهمة وفاعلة في استعادة ما تراكم علينا من تراجع صحي كسبناه مع العمر، ومع انشغالنا المتواصل بأمورنا الحياتية الضاغطة".
التقاعس ليس بالجسد.. بل في العقل
يضيف استشاري أمراض القلب والقسطرة التداخلية في مستشفى دله الصحية: "البعض يقول إن عملي المكتبي والساعات الطويلة في المكتب لا تتيح لي الوقت لأقوم بالتمارين الرياضية المطلوبة. والمشكلة بأن معظمنا عندما نعود الى المنزل من العمل ننشغل بالأمور المنزلية العائلية ويحل علينا الإحساس بالإرهاق والميل إلى القيلولة، التي تزيد من الكسل".
اجعل الرياضة جزءًا من عملك
يتابع الدكتور لاوند: "هنا وجدت أن الحل أيضًا يكون بالبحث وإيجاد الوقت المناسب لمنع الترهل والدخول في متاهات الإحساس بالإرهاق. من اللازم أن أعطي جسمي حقه من الرعاية بألا أعود إلى المنزل بعد انتهاء ساعات الدوام، بل أذهب مباشرة إلى ممارسة رياضتي المفضلة وهي المشي".
ركز على تكوين العادة
ينصح الدكتور لاوند بألا يكون الهدف هو الدخول في نظام رياضي مرهق من اللحظة الأولى، بل التركيز على تحويل الرياضة إلى عادة وواجب يومي حتى وإن كان ذلك من خلال مسافة مشي قصيرة، حيث يقول: "ستجد أن الخطوات الأولى القليلة ازدادت تدريجيًّا، وإحساسك بالتعب السريع بدأ يختفي، وخطواتك ازدادت قوة وسرعة، وتنفسك المرهق سابقًا بدأ يستعيد راحة لم تعهدها، حتى تنفسك خلال النوم أصبح طبيعيًّا، وبدأ جسمك يفقد شيئًا من وزنه".
أضرار الأغذية المصنعة على الصحة
إدمان الرياضة شبيه بإدمان الكسل
يقول الدكتورلاوند: "بعد تحوّل الرياضة إلى عادة، أبدأ أشعر بأنني أريد أن أمارس المزيد من المشي، أو ما يوازيه من المشي السريع أو السباحة أو الرياضة الحركية. وأبدأ أتخيل تأثير ذلك على السكري ومشكلات ارتفاع الضغط والكولسترول، وأستمتع بتخفيض الوزن والقدرة على مجاراة أولادي باللعب معهم. وهنا تصعب علي العودة إلى نظام الحياة الكسول، وأبدأ نوعًا من إدمان الرياضة والحركة".
انكبابك على الرياضة سيحسن غذاءك
الرياضة هي نقطة البداية، لكن لن تجعل صحتنا أفضل وحدها. يقول الدكتور لاوند: "عندما تشهد التحسن الصحي بسبب عاداتك الجديدة، يزداد اهتمامك بغذائك وتبدأ بالابتعاد عن الغذاء التقليدي الغني بالنشويات والسكريات والمقليات والنمطيات الموروثة والمتداولة في مجتمعنا".
ويتابع: "عندها ستتضاعف الفوائد المكتسبة باعتماد برنامج غذائي يعينك على إعادة التوازن والذي يشمل إعادة برمجة ما يسمى بالحرق، وإنتاج الطاقة، فالجسم يبرمج نفسه لإنتاج الطاقة التي يحتاج إليها من الغذاء الأسهل، والأكثر توفرًا في غذائنا التقليدي، الذي يشمل النشويات غير المعقدة أو بالأخص السكريات".
يضيف الدكتور لاوند: "في مثل هذه الحالات يحتفظ الجسم بالدهون المخزنة تحت الجلد وبين الأحشاء ويستمر في إنتاج الطاقة من السكريات، أو النشويات، ونتيجة ذلك زيادة الوزن وتراكم الشحوم وارتفاع الكولسترول، أو الضغط وحتى ظهور السكر بسلبياته الكثيرة".
ويؤكد أنه في حال عدم توفر السكريات أو النشويات كالخبز، يضطر الجسم إلى اعتماد برمجة لإنتاج الطاقة من مخزون الشحوم المتراكمة.
ويوضح: "هنا حتى وإن مارست الرياضة، كما أوضحت، قد لا أستطيع تغيير قدرة جسمي على حرق الدهون إلا في حال منعت نفسي عن تناول مصدر الطاقة الحاضر كالسكريات والنشويات".
ويختتم حديثه: "هكذا استطعت أن أحقق مزيدًا من المكاسب الصحية من ضمنها، وليس أقلها أهمية، تنزيل ومنع زيادة الوزن وحماية نفسي من التعرض لارتفاع الدهون الثلاثية وكذلك الكولسترول، وبالأخص منعت أو خففت من استعدادي للسكري، وهو الأكثر شيوعًا في عالمنا العربي".