أعرض الإيدز الأولية عند الرجال بالتفصيل.. منها احتقان الحلق!
مرضٌ يسلب الإنسان أغلى ما يملك، الخلايا المناعية، التي لولاها ما دامت حياة الإنسان؛ إذ تطرد في كل دقيقة بل في كل لحظة عدوى دخيلة أو تكبح خلية سرطانية خرجت عن مسارها الطبيعي، في نشاطٍ دائم لا ينقطع، وذاك المرض الخبيث هو مرض الإيدز، الذي ينجم عن فيروس نقص المناعة البشرية، والذي قد لا يُدرِك المرء إصابته به إلّا بعد أن يقضي على مناعته تمامًا بلا أي سبيل لاستعادة ما فُقِد منه، فما أعراض الإيدز الأولية عند الرجال؟ وما طرق الوقاية من ذلك الداء الخبيث؟
ما هو الإيدز؟
هو مرض ينجم عن الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري "HIV"، الذي يُصِيب مناعة الإنسان، وتحديدًا خلايا الدم البيضاء المعروفة ب"الخلايا التائية CD4".
ولأنّ ذلك الفيروس يُهاجِم جهاز المناعة، فإنّ الجهاز المناعي لا يعود قادرًا على الاستجابة والدفاع أمام الفيروس لاحقًا، ما يجعل المريض يُعانِي الإيدز، ويصير مُعرَّضًا لمُختلف أنواع العدوى والأمراض.
جديرٌ بالذكر أنَّ فيروس نقص المناعة البشري ينتقل عبر سوائل الجسم، مثل الدم والمني، والسوائل المهبلية التي تحتوي على الفيروس.
مراحل الإصابة بمرض الإيدز
يمرُّ مرض الإيدز أو الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري بعِدّة مراحل، لكل منها أعراضها وسماتها الخاصة:
1. المرحلة الأولى: العدوى الأولية
تحدث العدوى الأولية عندما يقتحم فيروس نقص المناعة البشرية الجسم، ثُمَّ يُطلِق الجهاز المناعي دفاعاته لصدّ ذلك الفيروس، وهي المرحلة التي يُحاوِل فيها الجسم السيطرة على العدوى قبل أن تنتشر.
وفي تلك المرحلة، يُطلِق الجهاز المناعي موادًا كيميائية تُثِير الالتهابات في جميع أنحاء الجسم، وهذا يُساعِد في التخلص من الفيروس المُنتشِر، لكنّه قد يُسبِّب أعراضًا شبيهة بالأنفلونزا؛ هي أعراض الإيدز الأولية عند الرجال.
وقد يُصاب 1 من كل 5 أشخاص بطفح جلدي مُميِّز لفيروس نقص المناعة البشرية، وغالبًا ما يُصِيب الجزء العلوي من الجسم، وقد يكون مصحوبًا بقرح في الفم أو الأعضاء التناسلية.
وتستمر هذه المرحلة أسبوعين إلى أربعة أسابيع، ثُمّ تختفي الأعراض مع سيطرة الجسم على الوضع وتغلّبه على العدوى، لكن الفيروس لم يختفِ نهائيًا بعد، وإنّما ينتقل وينقل معه الجسم إلى المرحلة التالية.
2. المرحلة الثانية: الكُمُون السريري
هنا قد اختفت الأعراض الأولية، لكن العدوى ما زالت مستمرة وإن باتت وتيرتها أقل كثيرًا عمّا كانت عليه في السابق، وفي تلك المرحلة يتهرّب الفيروس من الجهاز المناعي عبر إخفاء نفسه في أنسجة الجسم.
وهناك من الفيروسات ما يبقى في الدورة الدموية، مُستمرًّا في استهداف وقتل الخلايا المناعية المعروفة ب"الخلايا التائية CD4" المسؤولة عن إرسال إشارات الإنذار عندما تجتاح العدوى الجسم.
وفي خضم تلك الحرب المُستعرة بين الفيروس والخلايا التائية، يستمر فيروس نقص المناعة البشرية في القضاء عليها واحدة تلو الأخرى، إلى أن ينخفض عدد الخلايا التائية CD4 إلى ما دون المستوى الطبيعي الذي يتراوح بين 500 - 1,500 لكل ملليمتر مُكعب من الدم، ما يجعل الجهاز المناعي أعمى في مواجهة العدوى مع انخفاض أعداد الخلايا التائية الشديد.
لكن هذه العملية التي تحرم الجهاز المناعي قدرته على مُكافحة العدوى تستغرق سنوات، ما يعني أنّ الفيروس يستمر في الدم لسنوات مُكشّرًا عن أنيابه تجاه الخلايا التائية المسكينة.
ورغم أنّ تلك الفترة تُعرَف ب"الكمون"، لكن قد يصحبها بعض الأعراض، مثل:
- الإرهاق المستمر.
- تورُّم الغدد الليمفاوية.
- الإسهال المزمن.
- آفات بيضاء على اللسان أو الخدّين "داء المبيضات".
- تكرُّر عدوى الجهاز التنفسي.
- خسارة الوزن دون سببٍ واضح.
ويُعدّ تفشي الهربس التناسلي من الأعراض الشائعة خلال تلك المرحلة، وعادةً ما يبحث المُصاب عن تشخيص الإيدز في تلك الحالة، وقد يُعانِي آخرون تفشّي القوباء المنطقية.
ومن دون تلقّي علاج، يُمكِن لتلك المرحلة من الإيدز أن تستمر لمدة 10 سنوات تقريبًا، والتي قد تكون أعراضها قليلة صعبة الملاحظة بالمقارنة مع أعراض الإيدز الأولية عند الرجال.
اقرأ أيضًا:أعراض مرض الزهري وكيفية انتقاله وطرق العلاج
3. المرحلة الثالثة: متلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)
هي آخر مراحل المرض، إذ يكون الجهاز المناعي على شفير الانهيار، ما يُهدِّد حياة المريض بمضاعفات كثيرة، فليس هناك خلايا تائية كافية للدفاع عنه، والعدوى تنهش الجسم كُلّما أُتيحت لها الفرصة، بل إنّ الأبواب مفتوحة على مصراعيها لأي نوع من العدوى كي تلهو في جسم المريض.
ويُؤكِّد بلوغ الرجل تلك المرحلة أحد أمرين، حسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها "CDC":
- انخفاض عدد الخلايا التائية CD4 إلى ما دون 200.
- المعاناة من مرضٍ مُختص بالمُصابين بالإيدز، ونادرًا ما يُصاب به من لا يُعانِي الإيدز، مثل ساركومة كابوزي ولمفومة بيركت، وتكرُّر الالتهاب الرئوي، والالتهاب الرئوي بالمُتكيِّسة الجُؤجؤية.
وفي تلك المرحلة تختلف الأعراض عن أعراض الإيدز الأولية عند الرجال، وتختلف تبعًا للعضو المُتضرّر من الجسم، فإذا كانت الدماغ، فالصداع والتنميل وضعف العضلات والخرف وتغيّرات الرؤية من أبرز الأعراض، وإذا كانت الرئتين، فضيق التنفُّس والسعال المزمن وأزيز الصدر من أهم الأعراض، وهكذا حسب العُضو المُصاب.
أعراض الإيدز الأولية عند الرجال بالتفصيل
تُشبِه أعراض الإيدز الأولية عند الرجال أعراض الأنفلونزا، مثل آلام العضلات أو آلام المفاصل، كما قد يُعانِي الرجل في هذه المرحلة الباكرة من المرض:
1. الحمى
تُعدّ الحمى أو ارتفاع درجة الحرارة من العلامات الباكرة للإيدز، بل قد يُعانِي الرجل الصداع معها، لكنّه قد لا يعلم أنّ الإيدز قد أصابه، فللحمى أسباب كثيرة لا يُمكِن حصرها.
2. التعب
الشعور بالتعب والإرهاق أيضًا من أعراض الإيدز الأولية عند الرجال، بل قد يشعر الرجل بالإرهاق طيلة الوقت وصعوبة التنفس في أثناء المشي أو أداء المهام اليومية.
3. الطفح الجلدي
قد يحدث الطفح الجلدي في المراحل الأولى من الإيدز، ما يُؤدِّي إلى الحكّة واحمرار الجلد والألم، وقد يبدو الطفح الجلدي أحيانًا مثل الدمامل مع بثور وردية.
كما قد يظهر الطفح الجلدي في شكل منطقة حمراء مُسطّحة على الجلد ومُغطّاة ببثور صغيرة.
اقرأ أيضًا:هل مرض السيلان خطير للرجال؟ وكيف تكتشفه؟
4. تورُّم الغدد الليمفاوية
تتورّم الغدد الليمفاوية عندما يُحارِب الجسم الالتهابات أو العدوى، سواء كانت الغدد الليمفاوية في الرقبة أو الإبط أو الفخذ أو غيرها، كما قد يُؤدِّي ذلك إلى الشعور بالألم، حسب موقع الغدد الليمفاوية المُتورّمة.
5. احتقان الحلق والسعال
قد يُعانِي الرجال التهاب الحلق والسعال الشديد في المراحل الأولى من الإصابة بالإيدز، بل قد تنشأ قرح في الفم مُؤلمة عند لمسها.
متى تظهر أعراض الإيدز بعد الإصابة؟
لا تلبث أعراض الإيدز أن تظهر سريعًا عقب الإصابة، لكن لا يخطر على بال المُصاب أنّها أعراض الإيدز مُطلقًا.
تظهر أعراض الإيدز الأولية عند الرجال سالفة الذكر عند بعض الرجال لا كُلّهم، وتظهر في غضون 2 - 4 أسابيع منذ الإصابة، حسب موقع "Verywellhealth"، وهي أعراض في أغلبها شبيهة بأعراض الأنفلونزا، ما يجعل المرء لا يظنّ أبدًا أنّ الإيدز قد أصابه، وقد تمرّ المرحلة الأولى عند بعض المُصابين بلا أي أعراض.
تشخيص مرض الإيدز عند الرجال
قد يصعب التشخيص من خلال أعراض الإيدز الأولية عند الرجال، لكن هناك بعض الاختبارات التي ترصد فيروس نقص المناعة البشرية المُسبِّب للإيدز، مثل:
1. اختبار الحمض النووي
يرصد ذلك الاختبار الحمض النووي الريبوزي الخاص بفيروس نقص المناعة البشرية، فهو المادة الجينية له، كما يُحدِّد ذلك الاختبار كمية الفيروس الموجودة في الدم، حسب موقع "clevelandclinic".
اقرأ أيضًا:أطعمة تقوي المناعة: 21 عنصرًا غذائيًا عليك تناوله بانتظام
2. اختبار المُستضد/الجسم المُضاد
تتحقّق اختبارات المُستضد/الجسم المُضاد من علامات الفيروس بدلًا من الفيروس نفسه، فأولًا يختبر الطبيب المُستضدات، وهي المواد التي تُنشِّط جهاز المناعة لمحاربة فيروس نقص المناعة البشرية، فإذا كُنتَ مُصابًا به، فسيكون المُستضد p24 موجودًا في الدم.
يتحقّق الاختبار أيضًا من الأجسام المضادة لفيروس نقص المناعة البشرية، إذ يصنع الجسم أجسامًا مضادة له، وهي دليل على وجوده، لكنّ المُستضدات تظهر أولًا في الدم قبل الأجسام المُضادة.
3. اختبارات الأجسام المضادة
تبحث هذه الاختبارات عن أجسام مضادة لفيروس نقص المناعة البشرية في الدم أو اللُّعاب، وهذا من خلال سحب عينة دم من الذراع أو وخز الإصبع، أو فرك اللثة باستخدام عود لجمع اللعاب لفحصه.
متى تتمكّن الاختبارات التشخيصية من اكتشاف الإيدز؟
هذه الاختبارات التشخيصية لا ترصد فيروس نقص المناعة البشرية فور إصابة الإنسان به، فالجسم يستغرق وقتًا لإنشاء أجسام مُضادة للفيروس.
وهناك فترة تُعرَف ب"فترة النافذة" وهي الفجوة الزمنية بين وقت التعرُّض للفيروس ومتى يُمكِن للاختبار كشف الفيروس، والاختبارات تُجرَى بعد مرور تلك الفترة، التي تختلف من شخصٍ لآخر، وحسب نوع الاختبار الذي يُجرِيه المريض:
- اختبار الحمض النووي: ذو أقصر فترة نافذة، فيُمكِن معرفة ما إذا كان الإنسان مُصابًا بفيروس نقص المناعة البشرية في خلال 10 - 33 يومًا بعد التعرُّض له.
- اختبار المُستضد/الجسم المُضاد: يرصد العدوى بعد مرور 18 - 45 يومًا بعد التعرّض لها (في اختبارات سحب الدم) أو بعد مرور 18 - 90 يومًا بعد التعرّض لها (اختبارات وخز الأصابع).
- اختبارات الأجسام المضادة: تكتشف العدوى بعد 23 - 90 يومًا من التعرُّض للفيروس.
أهمية الفحص المبكر للإيدز
إذا علمتَ أنّ سفّاحًا لا يرحم يُطارِد خلايا الجهاز المناعي باستمرار دون أن يتعقّبه أحد ولا يقدر على الوقوف أمامه شيء، وليست هناك أعراض مُحدّدة قد تظهر على الإنسان تدل على الإيدز في مراحله الأولى، فلو تُرِك الفيروس يعيث في الجسم فسادًا لوصل المريض إلى المرحلة الأخيرة للإيدز التي فيها تنتشر العدوى والسرطانات المختلفة في الجسم؛ مُنهية حياته في نهاية المطاف، فدفاعات الجسم قد ضربها إعصار الإيدز على مدار سنوات، لذلك تكمن أهمية الفحص المبكر للإيدز، فقد تُساعِد في الحصول على علاجٍ يُعرقِل عمل الفيروس حتى ولو لم يقضِ عليه.
اقرأ أيضًا:الإيدز في العالم العربي.. «الواقع المرعب المسكوت عنه» !
هل يمكن علاج مرض الإيدز عند الرجال؟
لا يتوفّر علاج لفيروس نقص المناعة البشرية أو مرض الإيدز حتى الآن، لكن ثمّة العديد من الأدوية التي قد تُبطِئ تطور الفيروس بشكل كبير، لكنّها لن تقضي عليه.
فالهدف من وراء العلاج تقليل كمية فيروس نقص المناعة البشرية الذي اجتاح دم المريض قدر الإمكان، لإبطاء التدهور الحاصل في جهاز المناعة.
طرق الوقاية من مرض الإيدز للرجال
تُعدّ ممارسة الجنس ومشاركة الإبر المُستخدَمة سلفًا هي أكثر الطرق شيوعًا لانتشار مرض الإيدز، ومِنْ ثَمّ تشمل طرق الوقاية منه:
- تجنُّب ممارسة الجنس خارج إطار الزواج.
- استخدام الواقي الذكري.
- عدم مُشاركة الإبر أو الحقن المُستخدَمة مع الآخرين، ولا استخدام الإبر المُستعملة مُسبقًا.
- علاج الأمراض المنقولة جنسيًا إن كان المريض يُعانِي أيًا منها، لأنّها قد تزيد خطر الإصابة بالإيدز.
- إجراء الاختبارات التشخيصية لفيروس نقص المناعة البشرية حال الشكّ في الإصابة به.