كل ما تحتاج لمعرفته عن التمزق العضلي.. من الألم إلى الشفاء
يحدث التمزق العضلي؛ نتيجة تمزق جزء من الألياف العضلية أو تمزق كامل للعضلة وانفصالها عن الأوتار الأساسية مما يُسبب ألمًا حادًّا وفقدانًا للقدرة الوظيفية للعضلة. وفي مقالنا هذا نقدم لكَ تعريف التمزق العضلي ودرجاته وطرق العلاج منه.
ما هو التمزق العضلي؟
يعدُّ التمزق العضلي تلفا جزئيا أو كليا في نسيج وألياف العضلات ويحدث نتيجة الكدمات أو الالتحامات الشديدة في الحركة أو نتيجة التحرك بشكل خاطئ، ما يُشكل ضغطًا وإجهادًا على العضلة.
يحدث التمزق العضلي في بعض الحالات مع بقاء الأوعية الدموية الصغيرة سليمة، وفي هذه الحالة لا يظهر النزيف أو الكدمات. وفي حالات أخرى يؤدي إلى تلف وتمزق الأوعية الدموية مما يتسبب في نزيف موضعي أو كدمات وألم ناتج عن تهيج النهايات العصبية في المنطقة.
كما يحدث التمزق في أي عضلة، ولكنه أكثر شيوعًا في أسفل الظهر والرقبة والكتف وأوتار الركبة، وهي العضلات الموجودة خلف الفخذ، وتُسمى إصابة العضلة المأبضية.
أعراض التمزق العضلي
- ضعف العضلات والأوتار: من أبرز أعراض التمزق العضلي هو ضعف العضلات والشعور بألم في أثناء حركتها.
- ظهور التورم والكدمات: التورم والاحمرار من الأعراض الأساسية للتمزق العضلي وهو نتيجة تلف الأوعية الدموية وغشاء العضلة، ما يؤدي إلى ظهور النزيف مكان الإصابة.
- الألم الحاد: إذا شعرت بالألم الحاد عند استخدام العضلة المُصابة وقد يصل الأمر إلى عدم القدرة على تحريك العضلة نهائيًا.
- تفاقم الألم عند تحريك العضلة: ظهور الألم الحاد عند تحريك العضلة المُصابة أو الشعور بالطقطقة والفرقعة عند الضغط عليها، كما يظهرالألم عند الراحة.
اقرأ أيضًا: أفضل تمارين الظهر في الجيم لتقوية العضلات
أسباب التمزق العضلي
- ضعف مرونة العضلات: يوجد بعض الأشخاص الذين يُعانون العضلات المشدودة والشد العضلي وهم أكثر عرضة للإصابة بالتمزق العضلي.
- عدم القيام بتمارين الإحماء: من أكثر أسباب التمزق العضلي شيوعًا هو عدم القيام بالإحماء قبل التمارين الرياضية أو القيام بها بشكل خاطئ، ولهذا لا ينبغي لكَ البدء بالنشاط الرياضي والبدني قبل إحماء وتليين العضلات.
- تحميل الجسم فوق طاقته: يُصاب معظم الرياضيين بالتمزق العضلي نتيجة تحميل عضلاتهم الحمل والعبء الزائد ما يسبب لها الإجهاد والتمزق.
- عدم حصول الجسم على الترطيب الكافي: تحتاج العضلات إلى الترطيب حتى تؤدي دورها الوظيفي ويتم الترطيب من خلال تناوُل الماء أو العصائر الطازجة، وفي حالة قلة الترطيب يصبح الجسم أكثر عرضة للإصابة بالتمزق العضلي.
- السقوط أو رمي غرض ما: السقوط المفاجئ أو القيام برمي غرض ما، قد يؤدي إلى التمزق العضلي، فضلاً عن ممارسة الرياضة بشكل خاطئ مثل رياضة التنس والتجديف والجوف والسباحة.
- الطقس البارد: ترتفع فرصة الإصابة بالتمزق العضلي في الطقس البارد عمومًا.
درجات التمزق العضلي
1) الدرجة الأولى:
تُعرف بأنها أبسط وأخف درجات التمزق العضلي وذلك لأن العضلات لا تفقد بها القدرة الوظيفية أو الحركية، ويُصنف التهابا بسيطًا مصحوبًا ببعض الألم، وقد لا يكتشفه الشخص إلا بعد الانتهاء من النشاط البدني أو خلال فترات الراحة.
2) الدرجة الثانية:
تتأثر القدرة الوظيفية والحركية للشخص نسبيًا، ويظهر الألم في العضلة خاصةً في حالة لمس المنطقة المصابة، فضلاً عن ظهور التورم الدموي والالتهابات البسيطة، ويدرك الشخص إصابته فور وقوعها بسبب الضغط وصدور فرقعة بها، وبعد حدوث ذلك يجب على الشخص وقف النشاط البدني على الفور.
3) الدرجة الثالثة:
وهو عبارة عن فقدان كلي أو شبه كلي للقدرة الوظيفية والحركية، بالإضافة إلى ظهور التورم الدموي بشكل واضح، والإصابة بألم حاد عند تحريك العضلة، ويُلاحظ الشخص تمزق العضلات فور حدوثه، ويمكن اكتشاف التمزق العضلي عند لمس المنطقة، والدرجة الثالثة من أصعب درجات التمزق العضلي.
مدة الراحة من التمزق العضلي
تختلف مدة الراحة من التمزق العضلي على حسب درجة التمزق:
- تتراوح مدة الراحة من التمزق العضلي من الدرجة الأولى ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع ولا يعود المريض إلى ممارسة النشاط البدني إلا بعد التخلص من الألم نهائيًا.
- أما مدة الراحة من التمزق العضلي تتراوح ما بين ثلاثة أسابيع إلى شهر، ويتعافى المريض من تمزق العضلات المُصنف من الدرجة الثانية في مدة أطول نظرًا لقوة التمزق.
- وتتراوح مدة الراحة من التمزق العضلي من الدرجة الثالثة ما بين 2 إلى 3 أشهر، خاصةً في حالة التمزق العضلي الشديد، وقد تستدعي إجراء العمليات الجراحية ما يزيد من فترة الراحة.
طرق علاج التمزق العضلي
علاج تمزق العضلات، طبقا لمجلة "Sports Health"، يعتبر تحديًا طبيًا، حيث يتضمن العديد من الخيارات التي يمكن أن تشمل العلاجات التحفظية والإجراءات الجراحية. تشير الدراسات إلى أن استراتيجيات العلاج التحفظي تشمل الراحة، وتطبيق الثلج، والضغط، ورفع الضغط (RICE)، بالإضافة إلى العلاج الفيزيائي وتقوية العضلات.
ويمر علاج تمزق العضلات إلى عدة مراحل، وفقًا لموقع "Mayo Clinic"، ففي المرحلة الأولى، يتم التركيز على التقليل من الألم والتورم باستخدام الثلج والضغط، بينما في المرحلة الثانية، يتم التركيز على استعادة الحركة والقوة من خلال التمارين البسيطة والتدريجية. وفي المرحلة الثالثة، يتم التركيز على إعادة التأهيل الكامل للعودة إلى النشاط الرياضي أو الحركة الطبيعية.
من جهتها، تشير مؤسسة "American Orthopaedic Society for Sports Medicine" إلى أن علاج تمزق العضلات يتضمن أيضًا استخدام العلاج الفيزيائي وتقوية العضلات المحيطة بالمنطقة المصابة. يمكن أن يشمل العلاج الفيزيائي تمارين تقوية العضلات، وتمارين التوازن والتنسيق، وتقنيات العلاج اليدوي لتحسين النطاق الحركي والقوة.
أخيرًا، تؤكد المؤسسة، أن في حالات تمزق العضلات الشديدة أو المتكررة، قد تكون الإجراءات الجراحية ضرورية. تتضمن الخيارات الجراحية إعادة تثبيت العضلة إلى موقعها الطبيعي أو إصلاح الألياف المتمزقة، وتعتمد على نوع وشدة الإصابة بالإضافة إلى اعتبارات أخرى مثل العمر ومستوى النشاط البدني للمريض.
أعشاب تساهم في تخفيف آلالام تمزق العضلات
يوجد بعض الأعشاب الطبيعية التي تساهم في علاج تمزق العضلات وتخفيف الألم الناتج عنه، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل تناوُلها:
1) الكركم:
يُستخدم الكركم منذ القدم في علاج التهابات وآلام العضلات، وذلك يفضل الخصائص المضادة للالتهابات المتواجدة به، بالإضافة إلى مادة الكركمين، التي تقلل من حدة الألم المرتبط بالتمزق العضلي ويعمل على خفض إنزيم كرياتين كيناز؛ وهو إنزيم تفرزه العضلات عند تعرّضها للإجهاد الشديد.
ويتم إضافته إلى الحليب الدافئ حتى تحصل على النتائج المرجوة منه ومن ثم علاج التمزق العضلي.
2) الزعفران:
يعدُّ الزعفران من أشهر علاج تمزق العضلات بالأعشاب، وذلك لاحتوائه على مضادات الأكسدة ومضادات الالتهابات، كما يحتوي فيتامين الثيامين، الكاروتين، غليكوسيدات، وهو ما يزيد من كفاءة الزعفران على تخفيف ألم التمزق العضلي.
كما أثبتت بعض الأبحاث والدراسات أن تناوُل جرعات محددة من الزعفران لمدة أسبوع أو 10 أيام قبل بالتمارين والنشاط البدني له القدرة على التخفيف من من تبعات التمزق العضلي.
3) البابونج:
تمتلك عشبة البابونج خصائص طبية وهو ما يجعلها من أشهر علاج تمزق العضلات بالأعشاب، وتحتوي على المركبات الفينولية، حمض الكافيك والفلافونيدات التي تعالج ألم العضلات.
ويجري استعماله من خلال نقع ملعقة كبيرة من البابونج في نصف كوب من الماء المغلي لمدة دقيقة، ثم غمس قطعة القماش ووضعها على المنطقة المُصابة وتركها حتى تبرد، ومن ثم يتم إعادة تسخين البابونج ووضعها مرة أخرى.
كما يمكنكَ تناوُل البابونج بمقدار 300 مل يوميًا، ويعد البابونج من العلاجات الفعالة لحالات التمزق العضلي.
4) الزنجبيل:
يحتوي الزنجبيل على الكثير من الأحماض الأمينية والكربوهيدرات والزيوت العطرية، فضلاً عن مسكنات الألم، التي تخفف حدة الألم الناتج عن التمزق العضلي.
ويتم من خلال نقع ملعقة من الزنجبيل في كوب من الماء الساخن لمدة 5 دقائق، ثم غمس قطعة من القماش ووضعها على العضلة المُصابة عدة مرات في اليوم لتخفيف من الالتهابات والألم.
كما تستطيع تناوُله إذا كنتَ لا تُعاني من أي حساسية تجاهه، وهو يعمل على تقوية العضلات وتسريع عملية استشفائها.
5) القرفة:
تعمل القرفة على حماية الخلايا العضلية من خطر الإصابة بالضمور العضلي والتمزق، وذلك بفضل خصائصها المنظمة للأكسدة والاختزال.
كما تحمي مركبات الفينولات المتواجدة في القرفة الخلايا العضلية من مركبات الأكسجين التفاعليّة الضارة، وتحافظ على النسيج العضليّ والبروتينات المكونة له.
ينبغي لكَ الالتزام بالجرعات المحددة لتناوُل القرفة حتى لا تسبب الأضرار أو تقرحات الفم أو التهابات المعدة، وإذا كنتَ تُعاني الحساسية تجاهها، فلا يُفضل تناوُلها إلا بعد استشارة الطبيب.
المصادر: