افتتاح بينالي «الدرعية» للفن المعاصر بمشاركة فنانين عالميين
تحت رعاية وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان؛ انطلقت أعمال النسخة الأولى من بينالي "الدرعية" للفن المعاصر، وذلك في حفل أقيم في حي جاكس بالدرعية، بحضور المشرف العام على الشؤون الثقافية والعلاقات الدولية بوزارة الثقافة، نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة بينالي الدرعية راكان بن إبراهيم الطوق؛ والرئيس التنفيذي لمؤسسة بينالي الدرعية آية البكري؛ إلى جانب قرابة 1000 شخصية من الفنانين والمثقفين والإعلاميين محليين وعالميين.
وبدأ الحفل بكلمة لراكان الطوق؛ رحب فيها بالحضور القادمين من مختلف دول العالم، وقال إن البينالي يُمثّل منصّة لاستعراض أفضل منتوجات الفن والإبداع في العالم، وإنه صُمّم ليتماشى مع سياق التحولات النوعية المحققة التي يعيشها المشهد الثقافي السعودي في ظل رؤية المملكة 2030.
وأشار إلى حرص وزارة الثقافة ومؤسسة بينالي الدرعية على تقديم بينالي بمعايير عالمية، ليُحقق المستهدفات الثقافية الرئيسة، والمتمثلة في الالتزام بدعم الحراك الثقافي المحلي وترسيخ مكانته بوصفه جزءًا أساسيًا من أسلوب حياة المجتمع في المملكة، ومواصلة الجهود المبذولة من أجل تفعيل دور الثقافة بدعم التنمية الاقتصادية، إضافة إلى المساهمة باستمرار في توفير فرص لتحقيق التبادل الثقافي والتعاون الدولي.
ثم ألقت آية البكري؛ كلمتها التي أوضحت فيها أن إطلاق بينالي الدرعية للفن المعاصر يستند إلى رؤية واضحة تتمثل في إنشاء منصة دولية للحوار والتبادل الثقافي بين المملكة والعالم.
وأضافت أن الشراكة مع القيّمين الفنيين "كان لها الدور الأكبر في تنظيم النسخة الأولى من البينالي بقيادة فيليب تيناري؛ المدير العام والرئيس التنفيذي لمركز UCCA للفن المعاصر في الصين، وفريق دولي من القيّمين الفنيين ممّن أسهموا جميعًا في إطلاق النسخة الأولى من بينالي الدرعية"، معلنة أن البينالي سيشهد عرض العمل الفائز بجائزة "إثراء" للفنون للمرة الأولى في المملكة.
وأكّدت البكري؛ أن البينالي يطمح لأن يكون نافذة عالمية للتعرُّف على المشهد الثقافي والإبداعي في المملكة والتواصل مع مجتمعاتها الفنية.
وأضافت: "يضم البينالي أكثر من 40 عملاً معروضًا يحمل توقيع 27 فنانًا محليًّا، بجانب قطع وتحف لفنانين دوليين، وتتناول جميعها وسائط فنية مختلفة، بدايةً من اللوحات ومرورًا بالأعمال التركيبية ووصولاً إلى عروض الأداء".
بدوره، قال فيليب تيناري؛ القيّم الفني للبينالي: "يستهدف البينالي شقين يتضمن الأول تقديم الفن السعودي المعاصر ضمن حوار ثري، وطرح تصوراته ورؤاه للمشهد العالمي، والشق الآخر بتشويق الجماهير السعودية للتعرف عن قرب على عالم الفن المعاصر.. ونشعر بالامتنان لخوض هذه التجربة الفريدة التي جمعتنا بالفنانين المشاركين، ويعترينا الحماس للكشف عن 29 عملاً جديدًا. ونتطلع للترحيب بمئات الآلاف من الزوار لاكتشاف البينالي بأنفسهم، ونأمل أن يحفز ذلك على مشاركة أعمق مع الفن المعاصر العالمي في المملكة".
وسيبدأ البينالي الدولي باستقبال عموم الزوّار ابتداءً من يوم السبت 11 ديسمبر حتى يوم الجمعة 11 مارس 2022م، في حي جاكس بالدرعية، وسط مشاركة ما يزيد على 60 فنانًا ومبدعًا من مختلف دول العالم، من بينهم 27 فنانًا محليًّا، سيقدمون في البينالي مجموعة واسعة من التحف الفنية بما فيها أعمال تكليفية مخصصة، وقطع فنية تحمل توقيع عدد من أشهر الفنانين المعاصرين.
وتحمل النسخة الأولى من البينالي شعار "عبور النهر من خلال تتبّع الحجارة"، متضمنةً ستة أقسام، وهي: "عبور النهر" و"المحافظة التجريبية" و"التفكير المحيطي" و"الظهور العلني" و"عالم جديد كليًّا" و"فيما يخص الروح"، إذ سيتناول كل قسم بُعدًا مختلفًا، ويؤسّس لسلسلة من الحوارات المثمرة بين المشهد الفني المزدهر في المملكة والمجتمعات الإبداعية في جميع أنحاء العالم. وذلك تحت قيادة القيّم الفني للبينالي فيليب تيناري؛ المدير العام والرئيس التنفيذي لمركز UCCA للفن المعاصر في الصين، وبدعم فريق عمل مؤلّف من نخبة دولية من القيّمين الفنيين بمن فيهم وجدان رضا؛ مؤسّس سحابة للاستشارات الفنية، ومن مركز UCCA شيشوان ليوان؛ ونيل جانغ.
ويشهد البينالي مشاركة جائزة إثراء للفنون، بالتعاون مع مؤسسة بينالي الدرعية، حيث سيتم عرض المشروع الفني للفنانة الفائزة بالجائزة نادية الكعبي؛ وهي المرة الأولى التي يتم فيها عرض المشروع الفائز بهذه الجائزة داخل المملكة. ويلقي العمل الذي يحمل اسم "واحد من الكثير - صخرة عصرية" الضوء على أحد آثار الجائحة في الوقت الحالي وهي تراجع حركة الطيران التجاري، والذي بدوره يثير تساؤلات عديدة عن كيفية تقييم البشر للتقدم والنمو الاقتصادي.
وتنظم مؤسسة بينالي الدرعية سلسلة من البرامج الثقافية العامة ضمن أنشطة البينالي، وذلك بالتعاون مع شركة آية ورنيم للاستشارات الفنية، والتي تخاطب تطلعات الجمهور المحلي والزوّار الدوليين الذين يطمحون إلى خوض تجربة ثقافية وإبداعية غامرة على مدى ثلاثة أشهر.
وستوفر النقاشات التي تُقام خلال الأسبوع الافتتاحي من 11 - 15 ديسمبر حوارًا مُثمرًا بين مختلف الثقافات، يُتيح التبادل الفكري بين الفنانين والمقيمين وقادة الفكر المبدعين من جميع أنحاء العالم، مثل الدكتورة زهرة الغامدي؛ والسير ريتشارد لونج؛ ولولوة الحمود؛ وهان منيوين؛ وأيمن زيداني؛ وتيمور سي كين؛ وغيرهم.
ويشارك في الجلسات عددٌ من الوجوه الفنية والثقافية البارزة، ومنهم: المهندس الرئيس في استديو "واي واي" وائل الأعور؛ والمؤرخون الفنيون الدكتورة مها السنان؛ والدكتورة ندى شبوط؛ والمساهمون الرئيسون في تطوير المشهد الفني السعودي عبدالرحمن السليمان؛ وصاحبة السمو الأميرة أضواء بنت يزيد؛ وحمزة صيرفي؛ وقسورة حافظ؛ إلى جانب المؤسسين لمنصة "آرت ري أوريانتد".
ومديرو "همبرغر بانهوف" و"نيو ناشونال غاليري" سام بردويل؛ وتيل فيلراث؛ والمديرة التنفيذية لمؤسسة "فن جميل" أنطونيا كارفر؛ والمدير والقيّم الفني للمعهد السويسري للفن المعاصر في نيويورك سيمون كاستيتس؛ ومدير مؤسسة دلفينا آرون سيزار.
والمدير والقيّم الفني لبينالي برلين غابرييل هورن؛ والمخرج خليل جريج؛ والمدير الفني لمتحف هاوس دير كونست أندريا ليسوني، والمدير والقيّم الفني لمركز الفن المعاصر في سنغافورة أوتي ميتا باور؛ والمؤرخ الفني وزميل أكاديمية الآغا خان الدكتور رضا المومني؛ ومدير مؤسسة البينالي الدكتور رافال نيموجيفسكي؛ ومؤسس ومدير مؤسسة الفنانين الأفارقة آزو نواجبوجو؛ والقيّم الفني لقسم الفن الإسلامي والشرق الأوسط المعاصر في المتحف البريطاني الدكتورة فينيشيا بورتر.
كما يتضمن البرنامج الثقافي للبينالي لقاءات حوارية مع عددٍ من المشاركين، من بينهم الفنانون: منال الضويان؛ وسايمون ديني؛ وجيف أوبنهايمر؛ الذين سيقومون بعرض الأساليب الفنية المتبعة لأعمالهم، فيما سيعرض القيّمون الفنيون رؤاهم الخاصة في هذه الأعمال، إضافة إلى المهندس الرئيس، كولابات يانتراساست؛ من شركة "واي" الهندسية التي قامت بتصميم السينوغرافيا للبينالي.
ويأتي "بينالي الدرعية للفن المعاصر" بتنظيمٍ من مؤسسة بينالي الدرعية، إلى جانب عددٍ من الشركاء في القطاعين الحكومي والخاص الكرام، بما فيها هيئة تطوير بوابة الدرعية، والمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام، والخطوط الجوية السعودية، والهيئة السعودية للسياحة، وشركة لكزس، وشركة الطاقة (مجموعة الزاهد)، وموفي/تلفاز11، وشركة زين للاتصالات.