تَرف على ضفاف بحيرة جنيف.. فندق The Woodward يتألق في عاصمة السلام
ينسج فندق ذا وودوارد The Woodward، الذي افتُتح حديثًا، سحره على ضفاف بحيرة جنيف، هناك حيث يستزيد من فتنة الإطلالات الخلابة على جبل مونت بلان المهيب.
يعد هذا الفندق أحدث إضافة لمجموعة Oetker Collection الفندقية الألمانية الشهيرة، حيث تخال أنك سافرت إلى أوروبا قبل مائة عام فيما تستأنس بمعالم فخامة كلاسيكية ترجع إلى القرن التاسع عشر، وتجاور في هذه الواحة لمسات عصرية تَعد بإقامة مترفة.
فخامة عابرة للسنين
يحمل الفندق بين طياته نفحات كلاسيكية لا يزال يحتفظ بها منذ أن ارتفع بناؤه عام 1901 تحت اسم فندق بلفيو L'Hôtel Bellevue عند رصيف ليمان، أو رصيف ويلسون على ما يُعرف اليوم.
أينما حللت في أرجاء الفندق، لا يسعك أن تغفل عن تلك التفاصيل التي تحكي تاريخ هذا المبنى الأصيل، والتحوّلات التي شهدها على مر أكثر من مائة عام.
فقد شكل الفندق مقصدًا لكبار الشخصيات والمشاهير، وتحول إلى مسكن خاص، ثم مكاتب، ثم مصرف، قبل أن يغدو مرة أخرى جزءًا من مشهد الضيافة في جنيف، وأحدث واحة للإقامة على ضفاف البحيرة المتلألئة.
يحمل الفندق، خلف الواجهة التاريخية للبناء العريق، توقيع المهندس المعماري فرانسوا دوريل، وتتمتع الأنظار بمعاني الفخامة التي تتدثر بها واحات متفردة تشرف على أفق البحيرة ومراسي اليخوت.
بينما وأنت تجول عبر المساحات، لا يسعك إلا أن تُثني على الملكة الإبداعية للمصمم الشهير بيير إيف روشون، الذي تولت شركته للهندسة والتصاميم الداخلية، تجديد مرافق The Woodward لتكرسّه فندقًا حديثًا من الحقبة الجميلة من دون التنكر لتاريخه المجيد.
ما إن تطأ قدماك عتبة الفندق حتى يلفت نظرك الباب الضخم المصنوع من الحديد المطاوع والمزخرف يدويًّا بأوراق الذهب، والذي يفضي بك إلى الردهة المحاطة بجدران من خشب الأبنوس ماكاسار.
وهنا تتوزع أرائك روشون الخاصة فوق السجاد النيبالي، وتستزيد من وهج الثريات الكريستالية والمرايا المطلية بالذهب الفرنسي.
فيما تشيع إحساسًا بالحميمية والدفء تستشعره حتى في مقصورة المصعد الأحمر الذي لن تجد له مثيلاً سوى في فندق "سافوي" لندن الشهير.
واحات عيش مترف
تلمس إبداع "بيير إيف روشون" في أبهى صوره في الأجنحة الستة والعشرين الفارهة، التي صُممت بدقة متناهية، كأنها منازل خاصة تتمتع بإطلالات ساحرة على بحيرة جنيف، وجبل مونت بلان، فيما تتكامل مع مرافق ووسائل راحة ترفع سقف الإقامة الفاخرة في سويسرا.
المزيد: بالصور : منزل زجاجي تشاهد منه فرنسا، سويسرا وايطاليا .
تمتد الأجنحة الفاخرة على مساحات تتراوح بين 55 مترًا مربعًا، و160 مترًا مربعًا، فتمنحك إحساسًا بالرحابة، مع جرعة مكثفة من الأناقة التي تحضر تجلياتها في مجموعات الإضاءة الباهرة التي صممتها "أكاري ليسا إيشي" اليابانية.
وتمتد أناقة الفندق للمدافئ الرخامية المهيبة، والأبواب المنزلقة التي تتدثر بكسوة من القشور الخشبية، وورق الجدران الحريري المصنوع يدويًّا من فرومينتال، ومقابض الأبواب الشفافة التي تحمل توقيع علامة لاليك الفرنسية الشهيرة، فتبدو مثل زجاجات عطور.
وتشترك الأجنحة كلها في لوحة ألوان محايدة تُثريها تدرجات اللون الأزرق الراقي، وقطعٌ للزينة، وأعمالٌ فنيةُ جرى اختيارها بدقة لتتكامل مع قطع الأثاث المبتكرة خصوصًا لفندق The Woodward.
ويقول بيير إيف روشون إنه ليس فندقًا فحسب، فقد بُني ليبدو أقرب إلى منزل ينبسط عند ضفاف البحيرة فيما يزهو بمختلف وسائل الرفاهية التي تجتمع عادة في قصر مهيب.
المزيد:فندق اربيز ادخل من سويسرا واخرج في فرنسا
وأضاف أن التصميمات الداخلية تعكس تناغمًا بين طابع تقليدي وإيحاءات عصرية على نحو يكرّم تاريخ هذا المبنى، وينتقل به في الوقت نفسه إلى العصر الحالي.
يُعد الجناح الملكي جوهرة التاج، وتزخر أرجاؤه بزخارف وإيحاءات تصميمية ثرية مُنفذة بعناية فائقة لتذكر بفخامة شقة باريسية.
يفضي مصعد خاص إلى الجناح الأكبر ضمن فسحات الإقامة في الفندق، والذي يحتضن حجرة نوم رحبة فاخرة التأثيث يكمّلها حمام متكامل يتدثر بكسوة من الرخام.
ويمكن الوصول إليها عبر مساحة مخصصة لتبديل الملابس من تصميم نيكولاس أوبانياك الذي أثرى الغرفة أيضًا بمكتب، وبالإضافة إلى المطبخ المستقل، وغرفة الطعام التي تتسّع لعشرة ضيوف.
وتزدان بمدفأة رخامية فيما تتكامل مع شرفتين تطلان على بحيرة جنيف وجبال الألب، يتمايز الجناح بغرفة معيشة رحبة المساحة تثريها الأعمال الفنية وتفضي أيضًا إلى شرفتين إضافيتين تطلان على البحيرة.
يمكن للزائرين أيضًا اختبار أعلى معاني الترف في الضيافة في الجناح الرئاسي الذي يجسّد بألوانه العاجية وتأثيثه الفاخر ذروة التناغم بين الطابع الكلاسيكي واللمسات العصرية.
علاجات تكرّس الإحساس بالرفاه
يتباهى الفندق أيضًا بنادي "جيرلان سبا" الصحي، أول موقع للعلامة الفرنسية الراقية في سويسرا، ويُوصف النادي بكونه أفضل عنوان لتعزيز الرفاه الصحي والعافية في جنيف، ويتيح مجموعة وفيرة من العلاجات التي تعيد إلى الأجساد حيويتها وتملأ النفوس سكينة.
وهنا تتوزّع ست غرف علاجية مزودة بمغاطس من العقيق الأبيض ودش رخامي إيطالي، ويكمّلها مسبح بطول 21 مترا، وغرفتا ساونا، وغرفتان للعلاج بالبخار، فضلاً عن حمامين سويديين، وصالة رياضية مجهزة بأحدث المعدات.
تجارب تسمو بالذائقة
لا تقتصر مظاهر الفخامة في الضيافة التي يعج بها الفندق على فسحات الإقامة الباذخة دون تكلف، بل تحضر أيضًا في تجارب الطعام التي يوفّرها للزائرين.
حيث يحتضن الفندق مطعم لاتولييه روبوشون من علامة أتولييه جويل روبوشون L’Atelier de Joël Robuchon الشهيرة.
ويختبر الزائرون مقاربة الطاهي الفرنسي لتجربة طعام ذات بعد درامي يكرّسه المطبخ المفتوح والمنضدة التي يتوزّع من حولها 36 مقعدًا فحسب، علمًا بأن المطعم يحتضن أيضًا حجرتي طعام خاصتين لأولئك الذين يؤثرون الخصوصية.
كما تضم هذه الملكية الفندقية أول مطعم في أوروبا لعلامة لو جاردينير Le Jardinier وفيه يتأتى للزائرين إمتاع ذائقتهم بأطباق مبتكرة، نباتية بمعظمها لكنها كلها تعكس الرقي المميز لتقنيات الطهو الفرنسي.
وتكمل هذه الواحة شرفتان خارجيتان تضيفان إلى التجربة أنس الاستمتاع بالإطلالات الأخاذة على البحيرة والجبال المحيطة.
ويشرف على المطعمين الطاهي أوليفييه جان، حامل نجمة ميشلان، والذي يحمل خبرة سبع سنوات في مطعم L'atelier في تايبيه.
مغامرات حسب الطلب
ينغمس ضيوف فندق ذا وودوارد The Woodward في أنشطة ممتعة تُنظم على قياس احتياجاتهم وبما يرقى بتجربتهم.
ما أبرز الأنشطة المتاحة، فتشمل الرحلات البحرية، والجولات حول المدينة القديمة، والسباحة في البحيرة، والتزلج على الماء، والصيد، فضلاً عن زيارة معالم جنيف، وحتى التسوق في مونتي كارلو، وركوب منطاد الهواء الساخن في الجبال لأولئك الذين تستهويهم المغامرات.