مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي يكرّم دور المرأة في السينما
كشف مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، الذي ستقام دورته الافتتاحية من 6 - 15 ديسمبر، عن سلسلة من الأنشطة والعروض والفعاليات التي ستنظم لتكريم المرأة والاحتفال بدورها في صناعة السينما، وتشمل جوائز تكريم لشخصيات نسائية، وندوات ومحاضرات تخصصية.
وسيكرّم المهرجان المخرجة والمنتجة السعودية هيفاء المنصور، التي تعد من الأسماء البارزة في صناعة السينما السعودية والعربية والعالمية، وذلك اعتراف بإنجازاتها ودورها الريادي في دعم المرأة.
كما سيكرم هيفاء المنصور التي أخرجت أول أفلامها الطويلة بعنوان ”وجدة“ عام 2012، ليكون أول فيلم روائي طويل يصوَّر بالكامل في المملكة.
ونالت عليه كثيرًا من الترشيحات والجوائز حول العالم، بما فيها جائزة الأكاديمية البريطانية (بافتا) لأفضل فيلم ناطق بغير الإنجليزية. بعد ذلك أنجزت هيفاء كثيرًا من الأفلام والمسلسلات العالمية، بما فيها ”ماري شيلي“ (2017) ثم ”نابيلي إيفر آفتر“ (2018) قبل أن تعود بالفيلم السعودي ”المرشحة المثالية“ (2019).
قالت هيفاء المنصور إنها يشرّفها أن تعود إلى وطنها، السعودية، للمشاركة في الدورة الأولى من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، مشيرة إلى أن الذين عملوا وبذلوا الجهد من أجل حلم بأن تجد السينما بيتًا لها في السعودية، يدركون تمامًا مدى أهمية هذا الإنجاز محليًا وعالميًا.
وأضافت أنها على يقين بقدرة الفن على الدفع بالتنمية الإيجابية، وتقديم فرص جديدة للمجتمع، وأنها تعتقد أن هذا المهرجان أساس قوي لصناعة مزدهرة، من شأنها رعاية هذا الحلم، وتقديم قصص المجتمع والترويج لها اليوم وغدًا.
وأوضحت أنها عندما بدأت بصناعة الأفلام قبل سنوات، كانت فكرة العمل في الإخراج تبدو طائشة وغريبة، لكنها كانت تعلم أن العالم يتوق لسماع قصص المجتمع، وأن عليها مسؤولية رواية هذه القصص من وجهة نظرها، وأنها ستكون قصصًا قوية مؤثرة ستنال إعجاب الجماهير حول العالم.
وأكدت هيفاء المنصور أنها لم تتخيّل يومًا أن بعد سنوات قليلة، ستعود إلى السعودية من أجل تكريمها في مهرجان سينمائي دولي يقام للمرأة الأولى، مضيفة أنها متحمسة للاطلاع على البنية التحتية لصناعة السينما التي تبنى وتطور، وذلك للدفع بالسينما السعودية، خصوصًا الجيل الجديد من المواهب، الذي سيقدّم كثيرًا من المفاجآت في المستقبل.
ويكرّم المهرجان أيضًا الممثلة الفرنسية كاترين دينوڤ، وهي فنانة عالمية قدّمت الكثير من الأعمال وترشّحت وفازت بكثير من الجوائز حول العالم، بما فيها جائزة الأكاديمية البريطانية (بافتا) وجائزة الأوسكار، حيث يعدها النقّاد واحدة من أهم المواهب النسائية في أوروبا على الإطلاق.
ويعد من أشهر أعمالها ”8 نساء“ (2002) للمخرج فرانسوا أوزون، ”اشمئزاز“ (1965) للمخرج رومان بولانسكي، ”راقصة في الظلام“ (2000) من إخراج لارس ڤون ترير، و”الهند الصينية“ (1992) الذي ترشّحت عنه لجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة.
كما فازت كاترين بجائزتي سيزار، وترشحت لـ14 جائزة أخرى، وفازت بجائزة مهرجان البندقية المرموقة لأفضل ممثلة، إضافة إلى الكثير من الجوائز في مهرجانات ومحافل سينمائية حول العالم.
وقالت كاترين دينوڤ إنها ما زالت تشعر بالسعادة حين يعترف بها وتكريمها في صناعة السينما، ولعلها أكثر سعادة وامتنانًا اليوم لأنها جزء من احتفالية كبيرة لتكريم مساهمة المرأة ودورها في السينما.
المزيد: مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي يستضيف العرض الأول للفيلم الهندي "83"
وأضافت أنها تتمنى أن تلهم أعمالها أجيالاً من المواهب النسائية القادرة على إثبات نفسها ومكانتها في صناعة السينما، وأن تتواصل مثل هذه المبادرات للاعتراف بمساهمات المرأة في السينما كل عام، تأكيدًا على أهمية وجود الموهبة النسائية أمام الكاميرا وخلفها.
ويكرّم المهرجان أيضًا النجمة المصرية ليلى علوي التي لعبت دور البطولة في أكثر من 70 فيلمًا، وما زالت تواصل عطاءها وإبداعاتها في أدوار أسرت الجماهير، وألهمت أجيالاً من المبدعين والمبدعات، فهي بلا بشك واحدة من أكثر الممثلات تنوعًا وزخمًا وإبداعًا في العالم العربي.
وقدمت خلال مسيرتها أفلامًا منها: ”بحب السيما“ (2004) من إخراج أسامة فوزي، و”قليل من الحب كثير من العنف“ (1995) من إخراج رأفت الميهي، و ”حب البنات“ (2004) من إخراج خالد الحجر،وقد حصلت ليلى علوي على الكثير من الجوائز العربية والعالمية في مسيرة حافلة بالإنجازات.
ويمكن للمشاركين في المهرجان حضور محاضرة تخصصية عن التمثيل تقدّم من خلالها ليلى علوي خبراتها ومسيرتها الفنية الغنية.
كما يمكن لجمهور المهرجان الاستمتاع بمحاضرة أخرى تقدّمها النجمة الكبيرة يُسرا، والتي شاركت في أكثر من 80 فيلماً وحصدت أكثر من 50 جائزة من مهرجانات ومحافل سينمائية مصرية وعربية ودولية، حيث تُعج يُسرا واحدة من أكثر نجمات السينما شهرة وشعبية في جميع أنحاء العالم العربي.
وسيعرض المهرجان 135 فيلمًا، تحظى المخرجات النساء بنسبة 38% من نصيب العرض.
قالت مديرته التنفيذية شيفاني بانديا، حول أهمية هذه التظاهرة النسائية في البحر الأحمر، إن الاحتفال بإسهامات المرأة في السينما هو من أهم مهام وأهداف المهرجان، ويسعدها أنها تستطيع تقديم هذه المنصة الدولية للمخرجات والكاتبات والممثلات والمواهب التي لعبت دورًا مهمًّا في تطوير صناعة السينما السعودية.
وعبرت عن سعادتها أن يكون تكريم المهرجان للمرأة في السينما العربية والعالمية أيضًا، لأن هذه المواهب النسائية ألهمت وستلهم أجيالاً من المبدعات القادرات على التأكيد على مكانتهن في هذه الصناعة.
يُذكر أن الدورة الافتتاحية من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي تقام في جدة البلد من 6 - 15 ديسمبر 2021، فيما تتوفر التذاكر للحجز الآن عبر موقع المهرجان على الإنترنت.