أصبحت ألبانيا والبوسنة وجهتين سياحيتين للكثير من العرب والأوروبيين بل الآسيويون أيضًا، وتتعدد الأسباب ما بين الطبيعة الخلابة والأسعار السياحية الجاذبة والشعب المضياف، فلماذا لم نسمع عنهما من قبل بوصفهما وجهتين سياحيتين جيدتين؟
على مدى نصف قرن تقريبًا، ظلت ألبانيا منغلقة على نفسها بسبب الحكم الشيوعي تحت قيادة أنور خليل خوجة، ولم تنفتح على العالم إلا بعد سقوط الاتحاد السوفيتي بل بعدها ببضع سنوات أيضًا. أما البوسنة فبعد حرب البلقان التي كانت بين صربيا وكرواتيا من جهة والبوسنة والهرسك من جهة عانت كثيرًا حتى استطاعت الوقوف على قدميها من جديد.
السياحة في ألبانيا
ألبانيا "شكيبوري" أو النسر باللغة الألبانية هي ماسة أوروبا غير المصقولة، فكيف لم تتحول إلى بلد سياحي معروف، على الرغم من امتلاكها شواطئ رائعة، وتاريخًا عريقًا، ومعالم أثرية موغلة في القدم، وجبال وطبيعة خلابة، وأجواء رائعة صيفًا وشتاءً.
وتعد ألبانيا هي الوجهة السياحية البارزة لبعض من السياح من بلدان مثل كوسوفو ومقدونيا ومونتي نيغرو واليونان وإيطاليا وألمانيا وبولندا ربما لأنها وجهة غير مكلفة لتلك البلاد التي تعد بلاد غير ثرية أيضًا.
شعب طيب ومواصلات جيدة
يرتاح السياح كثيرًا لطيبة الناس وطريقة حياتهم، أما شبكة المواصلات، فهي منظمة بشكل جيد، والطرق جيدة في المدن الكبرى، لكنها ليست جيدة في المناطق الريفية والجبلية، خصوصًا أن الثلوج والأمطار تفسد الطرق بسرعة، وميزانية الدولة لا تستطيع الإيفاء بتكرار صيانة الطرق بشكل جيد.
في المناطق الريفية والجبلية، ستأخذك الطبيعة الخلابة إلى مدى آخر، وسترى أهل الريف الطيبين ورُعاة الماشية مع أبقارهم أو ماعزهم، أو صيادي سمك وهم يعرضون عليك ما اصطادوه، أو الأطفال وهم يلهون بين البيوت والأنهار الرائعة.
الحكم الشيوعي
لا يُمكن لأي سائح يتجول عبر ألبانيا، ألا يشاهد السجون والمخابئ التي شيدها الديكتاتور أنور خوجة لمناوئيه، بل إن هناك متحفًا خاصًّا في تيرانا يخلد ذكرى الأسرى والمعتقلين في سجون الشيوعية.
المرسيدس
برغم تواضع مستوى ألبانيا الاقتصادي، يلفت نظر الزوار والسياح كثرة السيارات المرسيدس المتواجدة في كل القرى والمدن، فيقفز في ذلك السؤال المحير كيف يمكن لسكان هذا البلد الأكثر فقرًا في أوروبا اقتناء مثل هذه السيارات باهظة الثمن؟ والحقيقة أن مرسيدس كانت الشركة الوحيدة المسموح لها الوجود تحت الحكم الشيوعي بقيادة الديكتاتور أنور خوجة، أو كما ينطقون اسمه "إنفر هودجا"، وبرغم أنه كان يمنع أي وسيلة نقل خاصة، لكن مرسيدس وفرت وقتها للدولة جميع المركبات الجماعية والخاصة لأفراد الحزب الشيوعي.
لم تعرف ألبانيا حرية السفر إلا قبل عشرين عامًا، لذلك فليس هناك خبرة كبيرة في المجال، ولا مرشدون سياحيون كثر إلا بعض أبنائها العائدين بعد هروبهم إلى ألمانيا وتركيا وفرنسا وإيطاليا.
مدن ألبانيا الرائعة
ألبانيا تمزج بين روعة المتوسط وروح أوروبا
- تيرانا عاصمة ألبانيا والمركز الاقتصادي والسياسي للبلاد. ستتمتع فيها بالمقاهي الصغيرة والمتنزهات والمتاحف الكبرى.
- دوريس أكبر مدينة ساحلية وأكبر ميناء. تعد عاصمة الفعاليات والأعياد الثقافية على مدار العام، فضلاً عن الساحل الخلاب.
- جيروكاسترا مدينة رائعة لها طراز معماري فريد، فكل منازلها الصغيرة أشبه بقلاع حجرية وهو طراز العمارة البلقانية. انتخبت المدينة الواقعة في جنوب ألبانيا لتنضم إلى قائمة التراث الثقافي العالمي لليونسكو، ولذلك سميت المدينة أيضا "مدينة الحجارة". تضم المدينة أيضًا العديد من المتاحف والمسارح والأماكن الدينية، بالإضافة إلى مهرجان الفولكلور الوطني الذي يُقام في قلعة المدينة.
- كرويا أو كروجا، تقع في شمال تيرانا وتعود المدينة إلى القرون الوسطى، تشتهر بالأدوات المنزلية والتحف في السوق العثماني القديم بجانب قلعتها الشهرية.
- بيرات مدينة نهرية تقع على نهر وهي المدينة الثانية المدرجة في قائمة اليونسكو، والمعروفة أيضًا باسم "بلدة الألف نافذة"، بمنازلها العثمانية البيضاء والمسار المنحدر المرصوف بالحصى الذي يؤدي إلى قلعتها الرائعة.
- شكودرا مدينة رائعة أيضًا تعتبر قلب الثقافة في ألبانيا بشوارعها الضيقة، وتمثال الأم تيريزا، ومسرح ميغيني الشهير، وأقدم جسر عثماني فوق نهر قير.
تكلفة السفر إلى ألبانيا
يتمتع المسافر إلى ألبانيا بتجربة سفر رائعة لبلاد خلابة زهيدة التكاليف من الإقامة والطعام والمشتريات.
ألبانيا والإسلام
اعتنق غالبية الألبان الإسلام، والمسلمون فيها حوالي 58% من سكانها، لكنها نظرًا للحكم الشيوعي تختلف بعض الشيء عن توجه البوسنة والهرسك وكذلك كوسوفو للإسلام، فبرغم أن هذه هي الدول المسلمة الثلاث في أوروبا، لكنك تلاحظ الأذان منتشرًا في البوسنة والهرسك وكذلك في كوسوفو، بينما ليس كذلك في ألبانيا مثلاً، فضلاً عن مظاهر الإسلام الأخرى مثل الصلاة والمساجد والحجاب وغيرها.
المطبخ الألباني
تعد الأطباق الألبانية نموذجية جدًّا، وهي شبيهة إلى حد كبير بالمطبخ التركي مع لمسات من المطبخين الكرواتي والصربي.
تعد اللحوم هي الأساس سواء الضأن والبقر، أو الخنزير، يليها الأسماك والدجاج.
-
السياحة في البوسنة
تمتاز السياحة في البوسنة والهرسك بالتنوع ولهذا فقد أصبحت وجهة عالمية للسياحة بفضل ما تمتلكه من مقومات، منها أسعارها الزهيدة مقارنة بالدول الأوروبية المجاورة وتنوع مزاراتها وأماكنها السياحية المختلفة.
أروع مدن البوسنة والهرسك وأجملها
نستعرض معكم أهم المناطق والمعالم السياحية التي يمكنك زيارتها منذ هبوطك إلى أرضها:
- سراييفو Sarajevo هي عاصمة البوسنة والهرسك، تقع في وادٍ تحيط به التلال وجبال الألب البوسنية، وهي من أكثر المدن التاريخية المثيرة للإعجاب في أوروبا حيث يلتقي فيها الشرق مع الغرب، وفيها من المعالم التاريخية والمساجد الكثير.
- موستار Mostar من أهم مدن السياحة في البوسنة والهرسك، ترى فيها التعايش الحق لمختلف الأعراق في البوسنة والهرسك، فضلًا عن مناخها المعتدل و مناظرها الطبيعية الخلابة.
- بيهاتش Bihać الساحرة والتي يطلقون عليها "جوهرة البوسنة" فهي مدينة واقعة على ضفاف نهر أونا بمياهه الزمردية، وتعتبر وجهة مثالية لقضاء العطلات الصيفية ومناسبة للعائلات ومحبي المغامرات والطبيعة، لمناظرها الطبيعية كالشلالات ونهر أونا الرائع الذي تنتشر على جانبيه المقاهي والمطاعم والفنادق.
- ميدوغوريي Međugorje الواقعة بين الجبال، بل إن اسمها نفسه باللغة البوسنية يعني "بين الجبال لكثرة الجبال المحيطة بها وتمتاز بطابعها الهادئ ومناظرها الطبيعية الخلابة فضلًا عن كنائسها وكاتدرائياتها المميزة.
- يايتسا أو يايتشه Jajce التي رغم صغر مساحتها وعدم شهرتها لكنها تعد مدينة مركزية جغرافيًا وثقافيًا وتاريخيًا، فكانت موطنًا لملوك القرون الوسطى والحكام العثمانيين، وهي ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وتعتبر مدينة الأنهار والبحيرات.
مدينة الملوك في البوسنة تفتح أبواب القفز في آب
المطبخ البوسني
يتأثر المطبخ البوسني بالمطبخ العثماني في كثير من الأطباق وأطباقه شهية طيبة للغاية.