كيف تؤثر الحرارة والجوع على مزاجك وقراراتك؟
نعاني جميعًا من ضغوط الحياة اليومية، ما قد يؤدي إلى الانفعال والتوتر والاكتئاب، ما يؤثر على علاقاتنا الاجتماعية وأداء واجباتنا في المنزل والعمل.
التعامل مع هذه الضغوط يتطلب معرفة مصدرها قبل أي شيء، ما يعزز قدرتنا على استدراك الحالة التي نمر بها وتفادي مصادر الضغوط، ما يحول دون الوصول إلى مرحلة تحتاج إلى تدخل طبيّ.
يوضح الدكتور عبد الواحد أبو جازية، نائب أول الطب النفسي وعضو الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب، بمستشفى دلّة النخيل، أن الكثير منا لا يعرف أن الحرارة والجوع هما عاملان مهمّان يؤثران على المزاج وليس من الصعب التحكم بهما لجودة حياة أفضل.
كيف تؤثر الحرارة على السلوك الإنساني؟
يقول الدكتور عبد الواحد: إن شعور الإنسان بالدفء يؤدي إلى تخفيف نسبة الاكتئاب، حيث رصد الطب النفسي حالة يطلق عليها اسم "الاضطراب المزاجي الموسمي"، وهي تحدث عادة عند دخول فصل الشتاء، وغياب الشمس، والإحساس بالبرودة، وهي عوامل تجعل الإنسان أكثر عرضة للاكتئاب.
ومن المعروف أن دولة فنلندا مثلاً المصنفة من "أسعد" دول العالم، تشهد مستويات مرتفعة من الاكتئاب والانتحار وجزء من ذلك هو بسبب غياب الشمس لمدة طويلة، بحسب كلامه.
من ناحية أخرى، ارتفاع درجة الحرارة وتعرّض الإنسان للعرق يؤدي إلى زيادة الانفعال والعدوانية، الأمر الذي يفسر ازدياد الحوادث والشجارات عالميًّا في فصل الصيف الحار.
لا تأخذ قرارات مهمة عندما تكون جائعًا
يشير الدكتور عبد الواحد إلى أن كثيرًا من الناس يتأثرون بشكل كبير بشعور الجوع الحاد ويدركون بأن الجوع هو سبب انفعالهم. ويوضح: "هذا ليس بغريب إذ إن العلماء وجدوا أن الجوع يؤثر على مراكز اتخاذ القرارات في الدماغ، واستخلصوا من عدة أبحاث أن شدة الجوع تجعل الإنسان أكثر عنفًا وعدوانية، وتزيد سرعة الانفعال".
وقد أظهرت الأبحاث أن الجوع سببه انخفاض نسبة السكر في الدم، ولأن الدماغ يعتمد على سكر الغلوكوز لممارسة مهماته تجد أن الجائع غير قادر على التركيز أو اتخاذ القرارات أو على تمالك أعصابه.
ومن آليات الجسم أيضًا للتعامل مع الجوع، إفراز هرمونات مثل الكورتيزول والإبنفرين، اللذين يساهمان بيولوجيًّا في زيادة التوتر.
وينصح الدكتور عبد الواحد بالحفاظ على نظام غذائي صحي ومتسق، والحفاظ على حرارة معتدلة للجسم والتعرّض للشمس بعيدًا عن أوقات ذروتها.