ترتيب الأشهر الهجرية وسبب تسمية كل شهر بهذا الاسم
يتعامل المسلمون الأوائل بالسنة الهجرية بدءًا من عهد الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، الذي أمر بالتأريخ بدءًا من سنة هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة ليدشن حجر الأساس للدولة الإسلامية القوية، واتُّفق على أن يبدأ ترتيب الأشهر الهجرية من المحرّم.
ويقوم التقويم الهجري على أساس السنة القمرية (وهو رسمي في المملكة العربية السعودية) ويستخدم لحساب المناسبات الدينية الإسلامية والعطلات الرسمية، ولذلك تعرف معنا في هذا المقال إلى ترتيب الأشهر الهجرية وما هي الأشهر الحرم؟
الأشهر الهجرية بالترتيب والأرقام
التقويم الهجريّ القمريّ أو التقويم الإسلاميّ أو التقويم العربيّ هو تقويم قمريّ، أي إنه يعتمد على دورة القمر لتحديد الأشهر، وإليك ترتيب الأشهر الهجرية في هذا التقويم:
1- الشهر الأول اسمه المحرم
2- الشهر الثاني اسمه صفر
3- الشهر الثالث اسمه ربيع الأول
4- الشهر الرابع اسمه ربيع الآخِر
5- الشهر الخامس اسمه جُمادى الأولى
6- الشهر السادس اسمه جُمادى الآخِرة
7- الشهر السابع اسمه رجب
8- الشهر الثامن اسمه شعبان
9- الشهر التاسع اسمه رمضان
10- الشهر العاشر اسمه شوال
11- الشهر الحادي عشر اسمه ذو القعدة
12- الشهر الثاني عشر اسمه ذو الحجة
اقرأ أيضًا: الفرق بين السنة الهجرية القمرية والشمسية
الشهور العربية
الأشهر العربية وهي الأشهر الهجرية حسب التقويم الهجري الإسلامي العربي، وتتكون من 12 شهرًا عرضناها في الفقرة السابقة، وتحسب بالسنة القمرية.
وأخذت "السنة القمرية" اسمها من المدة التي يأخذها القمر للدوران حول الأرض 12 مرة، وعرفت قراءة كل شهر من خلال أشكال القمر، حيث يبدأ أول ضوء من القمر على شكل هلال وينتهي باختفاء آخر ضوء.
وللمقارنة بين الشهور العربية والميلادية، ويكون عدد أيام السنة الهجرية 254 يومًا، وعدد أيام الشهر الهجري من 29-30 يومًا، أما عدد أيام السنة الميلادية 365 يومًا، وعدد أيام الشهر الميلادي فتكون من 29-31 يومًا.
وبما أن هناك فارق 11.2 يوم تقريبًا بين التقويم الميلادي الشائع والتقويم الهجري فإن التقويمين لا يتزامنان ما يجعل التحويل بين التقويمين أكثر صعوبة.
وتتخذ بعض البلدان الإسلامية (مثل المغرب والمملكة العربية السعودية) التقويم الهجريّ تقويمًا رسميًّا داخل دوائر الدولة.
الأشهر الحرم
بعد أن تعرفت إلى ترتيب الأشهر الهجرية، تعرف إلى الأشهر الحرم وهي أربعة: رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم؛ فشهر مفرد، وهو رجب، والبقية متتالية، وهي: ذو القعدة وذو الحجة ومحرم. والظاهر أنها سميت حرمًا؛ لأن الله حرم فيها القتال بين الناس؛ فلهذا قيل لها حرم؛ جمع حرام.
كما قال الله جل وعلا: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ [التوبة:36].
وقال تعالى: يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ [البقرة:217].
فدل ذلك على أنه محرم فيها القتال، وذلك من رحمة الله لعباده؛ حتى يسافروا فيها، وحتى يحجوا ويعتمروا.
وقال الإمام ابن باز -رحمه الله- :اختلف العلماء هل حرمة القتال فيها باقية، أو نسخت؟ على قولين: الجمهور: على أنها نسخت، وأن تحريم القتال فيها نُسخ. وقول آخر: أنها باقية ولم تُنسخ، وأن التحريم فيها باقٍ ولا يزال، وهذا القول أظهر من جهة الدليل.
سبب تسمية الأشهر العربية بهذا الاسم
هل تساءلت لماذا سميت الأشهر العربية بأسمائها تلك؟ تعرف إلى هذا السبب في السطور التالية:
شهر محرم
يسمى هذا الشهر محرم لأنه من الأشهر الأربعة المقدسة التي يمنع فيها المسلمون القتال أو المشاركة في أي قتال، وهو الشهر الأول في ترتيب الأشهر الهجرية.
شهر صفر
سمي هذا الشهر بصفر لأنه كان الشهر الثاني من التقويم الهجري، ولأن العرب اضطروا للخروج للقتال في منزل فارغ أو أرض صفراء وبيوت العرب كانت تصفر وتخلو من أهلها لخروج الناس للبحث عن القوت والطعام في هذا الشهر، ومن هنا جاءت تسميته.
شهر ربيع الأول
هذا هو الشهر الثالث من ترتيب الأشهر الهجرية، وسمي هكذا لأنه يوافق بداية الربيع.
شهر ربيع الآخِر
كما يصادف الربيع آخر فصل الربيع وهو الشهر الرابع من السنة الهجرية.
شهر جُمادى الأولَى
أُطلق اسم هذا الشهر جُمادى الأولى على وجه التحديد لأن الشتاء يبدأ والماء يتجمد بسبب البرد القارِس.
شهر جُمادَى الآخِرة
أطلق على هذا الشهر جُمادى الآخرة لأنه جاء في الفترة نفسها، فترة الركود أو البرد القارس، وهو الشهر السادس من الشهر الهجري.
شهر رجب
سمي هذا الشهر بهذا الاسم لأن العرب كانوا يسحبون سيوفهم من رمحهم لوقف القتال به، وهذا السلوك يسمى رجب فسمي شهر رجب.
شهر شعبان
سمي هذا الشهر بهذا الاسم لأن العرب ينقسمون أو يتشعبون لاستئناف القتال، والبعض يقول إنه بسبب قلة الماء فيه يطلق عليه شعبان.
شهر رمضان
سمي بهذا الاسم بسبب شدة الحر فجاء مع رموض الشمس أو ارتفاع الحرارة.
شهر شوال
تتشوث الإبل في هذا الشهر، أي أنها تضعف بشدة ويجف لبنها، فيطلق عليها شوال.
شهر ذي القعدة
هذا هو الشهر الحادي عشر من السنة الهجرية، ويسمى بهذا الاسم لأنه من الأشهر المقدسة عند العرب لضبط النفس، ويقعد فيه العرب عن القتال أو يعزفوا عنه.
شهر ذي الحجة
يُعرف بشهر الحج قبل ظهور الإسلام وبعده، فكان اسمه ذا الحجة.
تاريخ ترتيب الأشهر العربية
أنشأه الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وجعل هجرة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من مكة إلى المدينة في 12 من ربیع الأول (21 من سبتمبر عام 622 م) مرجعًا لأول سنة فيه، وهذا هو سبب تسميته بالتقويم الهجريّ.
لكنه مركز أساسا على الميقات القمري الذي أمر الله في القرآن باتباعه تبعا للآية 36 من سورة التوبة: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾ [9:36].
والأربعة الحرم هي أشهر قمرية، وهي: رجب وذو القعدة وذو الحجة ومحرم.
ولأن الله نعتها بالدين القيم، فقد حرص أئمة المسلمين منذ بداية الأمة أن لا يعملوا إلا به.
ورغم أن التقويم أنشئ في عهد المسلمين، فإن ترتيب الأشهر الهجرية وأسماء الأشهر والتقويم القمريّ كان يستخدم منذ أيام الجاهلية، فتُعرف هذه الشهور بأسمائها العربية كما وجدها رسول الله حينما بُعث، لكنها عُرفت بأسماء مختلفة عند العرب قبل اجتماعهم على الأسماء الحالية قبل البعثة النبوية بقرن ونصف القرن.
اقرأ أيضًا: بدورة قمرية لـ30 يوما.. تعرف على أول ساعة تعمل بالتقويم الهجري في العالم «فيديو»
ختاما، عرضنا في هذا المقال ترتيب الأشهر الهجرية، وتعرفنا إلى أن شهور التقويم الهجري اثنا عشر شهرا، أربعة منها حُرُمٌ، وهم: رجب (7)، والأشهر الثلاثة المتوالية ذو القعدة (11) وذو الحجة (12) ومحرم (1)، وأن السنة الهجرية تساوي 354 يومًا تقريبًا.
المصادر: