أسباب نقص فيتامين د وطرق العلاج المنزلية
لا أحد ينكر أن الحصول على ما يكفي من فيتامين د ضروري للحفاظ على أداء جسمك بشكل جيد لأنه يساعد على تقوية العظام ومنع بعض أنواع السرطان. ولكن نقص فيتامين د يؤدي إلى الكثير من المتاعب الصحية مثل ضعف العضلات والألم والتعب والاكتئاب. كي تتجنب نقص فيتامين د والمشاكل الصحية الناتجة عنه، يجب عليك أن تهتم ببعض العوامل مثل الأطعمة والمكملات الغذائية وأشعة الشمس.
ما هو نقص فيتامين د؟
نقص فيتامين د يعني أنه ليس لديك ما يكفي من فيتامين د في جسمك. فيتامين د فريد من نوعه لأن بشرتك تفرزه باستخدام ضوء الشمس. يحول الأشخاص ذوو البشرة الفاتحة والأشخاص الأصغر سنًا أشعة الشمس إلى فيتامين (د) بشكل أفضل بكثير من الأشخاص ذوي البشرة الداكنة والذين تزيد أعمارهم على 50 عامًا.
لماذا فيتامين د مهم جدًا؟
فيتامين د هو واحد من العديد من الفيتامينات التي تحتاج إليها أجسامنا للبقاء بحالة جيدة. هذا الفيتامين له وظائف عديدة منها:
1- الحفاظ على قوة العظام: الكساح هو اضطراب يتسبب في ضعف العظام لدى الأطفال، وهو ناتج عن نقص فيتامين د في الجسم. أنت بحاجة إلى فيتامين د حتى يمكن استخدام الكالسيوم والفوسفور لبناء العظام. وتسمّى العظام الضعيفة الناعمة في البالغين بلين العظام.
2- امتصاص الكالسيوم: يساعد فيتامين د مع الكالسيوم على بناء العظام والحفاظ عليها قوية وصحية. يمكن أن يؤدي هشاشة العظام وفقدان كثافتها إلى حدوث كسور. يتحول فيتامين د سواء تناولناه عن طريق الفم أو التعرض لأشعة الشمس إلى شكل نشط من الفيتامين. هذا الشكل النشط الذي يعزز الامتصاص الأمثل للكالسيوم من نظامك الغذائي.
3- مساعدة الغدد جارات الدرقية: تعمل الغدد جارات الدرقية على موازنة الكالسيوم في الدم عن طريق التواصل مع الكلى والأمعاء والهيكل العظمي. عندما يكون هناك ما يكفي من الكالسيوم في النظام الغذائي ومقدار كافٍ من فيتامين د النشط، يُمتص الكالسيوم الغذائي ويُستخدم بشكل جيد في جميع أنحاء الجسم. إذا كان تناول الكالسيوم غير كافٍ، أو كان يوجد بالجسم نقص فيتامين د، فإن الغدد جارات الدرقية "تستعير" الكالسيوم من الهيكل العظمي من أجل الحفاظ على الكالسيوم في الدم في المعدل الطبيعي.
ما هي الآثار الصحية لنقص فيتامين د؟
قد يكون لفيتامين "د" أيضًا دور في المساعدة على الحفاظ على صحتك من خلال الحماية من الحالات التالية وربما المساعدة في علاجها:
- أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم.
- داء السكري.
- الالتهابات واضطرابات الجهاز المناعي.
- بعض أنواع السرطان مثل سرطان القولون والبروستاتا والثدي.
- التصلب المتعدد.
ما مقدار فيتامين د الذي تحتاج إليه؟
لمنع نقص فيتامين د، يحتاج الأشخاص الأصحاء لمقدار محدد من فيتامين (د) يوميًا حسب العمر. إذا كان طبيبك يفحص مستويات الدم لديك، فقد يوصي بجرعات أعلى أو أقل بناءً على احتياجاتك الفردية.
إذا كنت مصابًا بهشاشة العظام، فقد يقترح طبيبك إجراء فحص دم لمستويات فيتامين د لديك.
يمكن تخصيص مقدار مكملات فيتامين د لكل شخص بناءً على النتائج. للعديد من المرضى كبار السن يمكن أن يكون مكمل فيتامين د الذي يحتوي على ما بين 800 وحدة يوميًا إلى 2000 مناسبًا. من المهم التحدث مع طبيبك حول احتياجاتك الفردية.
ما الذي يسبب نقص فيتامين د؟
يمكن أن يحدث نقص فيتامين د بسبب حالات طبية معينة، مثل:
- التليف الكيسي وداء كرون: لا تسمح هذه الأمراض للأمعاء بامتصاص ما يكفي من فيتامين د من خلال المكملات.
- جراحات إنقاص الوزن: إن عمليات إنقاص الوزن التي تقلل من حجم المعدة و/أو تأخذ جزءًا من الأمعاء الدقيقة تجعل من الصعب جدًا تناول مقدار كافٍ من بعض العناصر الغذائية والفيتامينات والمعادن. يحتاج هؤلاء الأفراد إلى المراقبة الدقيقة ويحتاجون إلى الاستمرار في تناول فيتامين د والمكملات الأخرى طوال حياتهم.
- السمنة: يرتبط مؤشر كتلة الجسم الذي يزيد على 30 بنقص فيتامين د. تحافظ الخلايا الدهنية على فيتامين د معزولاً. تؤدي السمنة إلى تناول جرعات أكبر من مكملات فيتامين د للوصول إلى مستويات د الطبيعية والحفاظ عليها.
- أمراض الكلى والكبد: تقلل هذه الأمراض من مقدار الإنزيم اللازم لتغيير فيتامين د إلى الشكل الطبيعي. يؤدي نقص هذا الإنزيم إلى عدم كفاية مستوى فيتامين د الفعال في الجسم.
- العمر: تقل قدرة الجلد على إنتاج فيتامين د مع تقدم العمر.
- الحركة: الأشخاص الذين يقيمون في المنزل أو نادرًا ما يخرجون (على سبيل المثال، الأشخاص في دور رعاية المسنين والمرافق الأخرى) غير قادرين على التعرض لأشعة الشمس المهمة في تكوين فيتامين د.
- لون البشرة: البشرة ذات اللون الداكن أقل قدرة على تكوين فيتامين (د) من البشرة ذات اللون الفاتح.
- حليب الأم: يحتوي حليب الأم على مقدار قليل من فيتامين د. لذلك فإن الأطفال معرضون لخطر عدم تلقي ما يكفي من فيتامين د. وينطبق هذا بشكل خاص على الأطفال الذين يرضعون حليب الثدي فقط.
هل يمكن أن تسبب الأدوية نقص فيتامين د؟
نعم. يمكن حدوث انخفاض في مستويات فيتامين د عن طريق بعض الأدوية وتشمل:
- المسهلات.
- المنشطات (مثل بريدنيزون).
- الأدوية الخافضة للكوليسترول (مثل كوليسترامين وكوليستيبول).
- أدوية ضبط النوبات (مثل الفينوباربيتال والفينيتوين).
- عقار السل (ريفامبين).
- عقار لفقدان الوزن (أورليستات).
أخبر طبيبك دائمًا عن الأدوية التي تتناولها وأي مكملات فيتامين د أو غيرها من المكملات الغذائية أو الأعشاب أو المنتجات الصحية البديلة التي تتناولها.
ما أعراض نقص فيتامين د؟
يظهر عند الأطفال ضعف في العضلات وآلام في العظام وتشوهات في المفاصل، هذا نادر جدًا. ومع ذلك، يمكن أن يعاني الأطفال الذين لديهم نقص فيتامين "د" ضعف العضلات أو التهاب العضلات وألمها.
نقص فيتامين د ليس واضحًا تمامًا عند البالغين. قد تتضمن العلامات والأعراض ما يلي:
- تعب.
- آلام العضلات أو تقلصات بها.
- مشاعر غامرة من الحزن واليأس والعجز.
- الأرق أو النعاس المفرط، المعروف باسم فرط النوم.
- فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كنت تستمتع بها من قبل.
- الخمول.
- فقدان الوزن الزائد أو زيادة الوزن.
- فقدان الشهية.
- مشكلات التركيز.
- النسيان.
- فقدان الاهتمام الجنسي.
- الصداع أو آلام الظهر.
- القلق.
- أفكار الموت أو الانتحار.
نقص فيتامين د والاكتئاب
أظهرت الدراسات وجود صلة بين نقص فيتامين د والاكتئاب. لاحظ الباحثون الذين أجروا التحليل التلوي لعام 2013 أن المشاركين في الدراسة المصابين بالاكتئاب لديهم أيضًا مستويات منخفضة من فيتامين د. وجد التحليل نفسه، إحصائيًا، أن الأشخاص الذين يعانون نقص فيتامين (د) كانوا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب.
يعتقد الباحثون أنه نظرًا لأن فيتامين د مهم لوظيفة الدماغ الصحية، فقد يؤدي نقصه إلى الاكتئاب والأمراض العقلية الأخرى.
أعراض نقص فيتامين د على العضلات
يمكن أن يسبب نقص فيتامين "د" آلامًا في العضلات وضعفًا في العظام لدى الأشخاص من جميع الأعمار.
قد تكون التشنجات العضلية هي العلامة الأولى للكساح عند الرضع، وتحدث بسبب انخفاض مستوى الكالسيوم في الدم لدى الأشخاص الذين يعانون نقصًا في فيتامين د. إذا كانت المرأة الحامل تعاني نقص فيتامين "د"، فقد يعاني المولود الجديد تقلصات وتشنجات الوجه واليدين والقدمين. إذا كانت التشنجات شديدة، فقد تسبب نوبات. قد يكون الأطفال الأكبر سنًا بطيئين في الجلوس والزحف.
في الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين سنة واحدة إلى 4 سنوات، قد يكون نمو العظام غير طبيعي، ما يتسبب في انحناء غير طبيعي في العمود الفقري وتقوس الساقين أو الركبتين. قد يكون هؤلاء الأطفال بطيئين في المشي.
أما الأطفال الأكبر سنًا والمراهقون فيكون المشي مؤلمًا لهم. يمكن أن يتسبب النقص الحاد في فيتامين د في تقوس الساقين أو تقوس الركبتين. قد تتسطح عظام الحوض وتضيق قناة الولادة عند الفتيات المراهقات.
عند البالغين، تضعف العظام، خصوصًا عظام العمود الفقري والحوض والساق، وقد تكون المناطق المصابة مؤلمة عند لمسها، وقد تحدث كسور.
عند كبار السن، قد يحدث ارتعاش وكسور للعظام، وبخاصة كسور الورك.
كيف تشخص نقص فيتامين د؟
يمكن لطبيبك أن يطلب فحص دم لقياس مستويات فيتامين د. هناك نوعان من الاختبارات التي يمكن طلبها، لكن الأكثر شيوعًا هو 25-هيدروكسي فيتامين د، المعروف باسم 25 (أوه) د باختصار. لفحص الدم، سيستخدم الفني إبرة لأخذ الدم من الوريد. لا تحتاج إلى الصيام أو الاستعداد لهذا النوع من الاختبارات.
لا يطلب الأطباء عادةً إجراء فحوصات روتينية لمستويات فيتامين د، لكنهم قد يحتاجون إلى فحص المستويات إذا كانت لديك حالات طبية معينة أو عوامل خطر لنقص فيتامين د. في بعض الأحيان يمكن التحقق من مستويات فيتامين د لاحتمال أن يكون سببًا لأعراض مثل آلام الجسم طويلة الأمد.
علاج نقص فيتامين د في المنزل
أهداف العلاج والوقاية واحدة: الوصول إلى المستوى المناسب من فيتامين د في الجسم ثم الحفاظ عليه.
1- التعرض للشمس: عادة ما تكون حوالي 15-20 دقيقة/ ثلاثة أيام في الأسبوع كافية. ينتج فيتامين د عندما تتعرض بشرتك لأشعة الشمس، أو بالأحرى الأشعة فوق البنفسجية (UV-B) التي تنبعث من الشمس. استخدام واقي الشمس والوقوف خلف النافذة يمنع إنتاج فيتامين د في الجلد. ومع ذلك، يجب أن تتذكر أن التعرض المفرط للشمس يزيد خطر الإصابة بسرطان الجلد ويؤدي إلى شيخوخة الجلد. يعتمد مقدار فيتامين د الذي تصنعه بشرتك على عوامل مثل:
- التوقيت في اليوم: تكون أشعة الشمس أقوى ما تكون بين الساعة 10 صباحًا و3 مساءً
- مقدار الغطاء السحابي وتلوث الهواء.
- المكان الذي تعيش فيه: تتمتع المدن القريبة من خط الاستواء بمستويات أعلى من الأشعة فوق البنفسجية. إن ضوء الأشعة فوق البنفسجية في ضوء الشمس هو الذي يجعل بشرتك تصنع فيتامين د.
- محتوى الميلانين في بشرتك: الميلانين هو صبغة سوداء بنية اللون في العين والشعر والجلد. الميلانين يسبب "تان" الجلد. كلما كانت بشرتك أغمق، كانت هناك حاجة إلى مزيد من التعرض لأشعة الشمس من أجل الحصول على مقدار كاف من فيتامين د من الشمس.
2- تناول الأطعمة المناسبة: يوجد فيتامين د بشكل طبيعي في العديد من الأطعمة. من المهم دائمًا تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية من جميع المجموعات الغذائية مثل:
- زيت كبد سمك.
- سمك السلمون المطبوخ.
- تونة.
- عصير برتقال.
- الحليب.
- السردين.
- صفار البيض.
3- من خلال المكملات الغذائية: قد يكون من الصعب، خصوصًا لدى النباتيين أو الأشخاص الذين يعانون حساسية اللاكتوز، الحصول على ما يكفي من فيتامين د من وجباتهم الغذائية، ولهذا السبب قد يختار بعض الأشخاص تناول المكملات الغذائية. لا تأخذ جرعات أعلى من الموصى بها من فيتامين د دون مناقشتها أولاً مع طبيبك. كن حذرًا أيضًا بشأن تناول جرعات كبيرة من فيتامين أ مع د في بعض زيوت السمك. يمكن أن يصل فيتامين أ أيضًا إلى مستويات سامة ويمكن أن يسبب مشكلات خطيرة.
المصدر: