4 كتب لتحسين مهارة حل المشكلات
تعد مهارة حل المشكلات من أهم المهارات التي يحتاج إليها الإنسان في حياته، فهي ذات نفع على المستوى الشخصي والعملي، إذ لا تخلو علاقاتنا وتعاملاتنا مع البشر من المشكلات، كما أنّ كثيرًا ما تطرأ المواقف التي تحتاج إلى حلول. كل ذلك يشير إلى قيمة مهارة حل المشكلات وأهميتها، وأنّه لا بديل عن العنصر البشري للقيام بها باستمرار. في هذا المقال سنتحدث عن 4 كتب يمكن الاعتماد عليها لتحسين مهارة حل المشكلات لديك.
1- حل المشكلات 101: كتاب بسيط للأشخاص الأذكياء (Problem Solving 101: A Simple Book for Smart People)
كُتب هذا الكتاب بالأساس من مؤلفه كين واتانابي للمساهمة في تحسين التعليم داخل اليابان، بهدف تحويل التعليم من الاعتماد على الحفظ إلى التفكير النقدي، من خلال مجموعة من التقنيات التي تستخدم لفعل ذلك. اكتشف المؤلف لاحقاً أنّ هذا الكتاب يصلح للجميع، نتيجة إقبال كثير من الناضجين على استخدام المبادئ الخاصة به. يقدم الكتاب النموذج التالي لحل المشكلات الذي يتكون من 4 خطوات:
1- فهم الوضع الحالي: محاولة فهم ما الذي يحدث بالضبط، ومن خلال ذلك تحديد المشكلة الموجودة. في هذه الخطوة يكون التركيز على تعريف المشكلة فقط دون التطرق إلى أسبابها.
2- تحديد الأسباب الجذرية للمشكلة: من المهم دائمًا محاولة تحليل الأسباب الجذرية للمشكلة، وذلك حتى لا تعالج سببًا ثم تكتشف بأنّه ليس المسؤول الأساسي عن حدوث المشكلة.
3- وضع خطة عمل فعالة: بعد تحديد الأسباب الجذرية للمشكلة، لا بُدَّ من التفكير في الخطة المناسبة التي يمكن الاعتماد عليها لحل المشكلة بالكامل.
4- التنفيذ ومتابعة الحل: ليس ضروريًّا سير الأمور وفقًا للمخطط له، لذا تحتاج إلى متابعة في أثناء تنفيذ الحل، وذلك من أجل ضمان عمل التغييرات المطلوبة حسب الضرورة.
الشيء الجيد في كتاب حل المشكلات 101 هي أنّه يقدم مجموعة من الأدوات العملية، التي يمكن استخدامها في خطوات حل المشكلات، حتى لا يكون الأمر معتمدًا فقط على التجربة الشخصية. من أهم الأدوات التي يستخدمها واتانابي في كتابه:
1- شجرة المنطق: تمثل شجرة المنطقة أداة مرئية، تستخدم عند الرغبة في تحديد جميع الأسباب الجذرية والمحتملة لمشكلة معينة، ومن ثم توليد مجموعة متنوعة من الحلول لكل هذه الأسباب. يأخذ الأمر شكل شجرة متفرعة لفهم جميع الأسباب الأخرى المرتبطة بالمشكلة الرئيسة.
2- شجرة نعم/لا: تعد شجرة نعم/لا أحد أنواع شجرة المنطق، لكنها تستخدم بصورة محددة أكثر، فهي تعتمد على طرح أسئلة، ويُجاب عليها فقط بنعم أو لا، فتقدر على تقييم الأمور بصورة أسهل من شجرة المنطق.
3- أداة المعايير والتقييم للحلول: تستخدم هذه الأداة من أجل تقييم الخيارات المختلفة بصورة فعالة لاتخاذ القرار المناسب المتعلق بالمشكلة. تستخدم هذه الأداة كالتالي:
- ضع قائمة بالخيارات المتاحة لحل المشكلة.
- ضع قائمة بالمعايير المهمة بالنسبة لك لتقييم المشكلة، مثلاً: التكلفة، الوقت، حجم المجهود.
- حدد أهمية كل معيار بدرجة معينة. يمكنك استخدام مقياس رقمي 1 إلى 5 مثلاً.
- قيّم كل خيار من القائمة بناءً على هذه المعايير وفقاً للمقاييس المستخدمة.
- اختر الخيار الذي يحقق لك أفضل نتيجة من بين الخيارات.
لمعرفة المزيد من الأدوات الموجودة في الكتاب، التي يمكنك استخدامها في حل المشكلات، ومعرفة كيفية تطبيق الخطوات بالطريقة العملية، يمكنك الحصول على الكتاب من هنا.
2- فن التفكير بوضوح (The Art of Thinking Clearly)
كُتب هذا الكتاب بواسطة المفكر ورائد الأعمال العالمي رولف دوبيلي، وهو يسلط الضوء على علم النفس البشري والتفكير المنطقي، وكيفية اتخاذ القرارات المختلفة. يناقش الكتاب بعض الأخطاء البسيطة التي نتخذها في التعامل مع المواقف المختلفة مثل: الاستثمار في شيء بعد فوات الأوان، الاستمرار في شيء يعلم الإنسان بأنّه سيئ.
يركز الكتاب على كيفية علاج التحيزات في قراراتنا التي تدفعنا إلى القيام ببعض القرارات الخاطئة. يمكن الاستفادة من مبادئ التفكير بوضوح لامتلاك آلية أفضل لحل المشكلات التي تواجهها في حياتك، من خلال إدراك النقاط الثلاثة التالية:
1- التوقف عن الاعتقاد في إمكانية تغيير الأشياء التي ليس لديك سيطرة عليها: كثيراً ما تفشل حلول بعض المشكلات، نتيجة الاعتقاد في إمكانية تغيير بعض الأشياء، التي ليس لديك قدرة السيطرة عليها. مثلاً في عملك فأنت لا تتحكم في تقلبات السوق ولا يمكنك رفضها أو الاعتقاد بأنّك ستتحكم بها. لكن يمكنك أن تكون حذرًا بشأن توقعاتك، والتفكير في كيفية التعامل مع هذا التقلب باستراتيجية واضحة.
2- استخدام القيمة الفعلية بدلاً من المقارنة: عند الرغبة في أخذ قرار معين، فنحن نعتمد على المقارنة بين الخيارات أكثر من اعتمادنا على التفكير في القيمة الفعلية، وهو ما يجعل القرار النهائي غير معتمد على جودة الخيار، لكن لأنّه أفضل في إطار المقارنة. لذا، يجب التركيز على القيمة الفعلية قبل أي شيء.
3- كثرة الحلول ليس دائماً في صالحك: عند الرغبة في حل مشكلة معينة، فمن المهم عدم التركيز على جمع أكبر عدد من الحلول فقط، ولكن على الحرص على اختيار الحل المناسب. عند امتلاك خيارات متنوعة، قد يؤثر ذلك على جودة اختياراتك النهائية.
يمكنك تعلم المزيد من الأشياء عن كتاب فن التفكير بوضوح، لمعرفة كيفية التعامل مع التحيزات والأخطاء في التفكير المنطقي، وكيفية اتّخاذ القرارات الصحيحة. يمكنك الحصول على الكتاب من هنا.
3- توقف عن التخمين: السلوكيات التسعة لحلالي المشاكل العظماء (Stop Guessing: The 9 Behaviors of Great Problem Solvers)
يتميز هذا الكتاب بأنّه يساعدك على تعلم بعض السلوكيات الرئيسة لاستخدامها في حل المشكلات. لا يركز الكتاب على تقديم طريقة محددة لفعل ذلك، لكنه يخبرك بالخطوات التي يتعين عليك القيام بها لتكون قادراً على حل المشكلات بصورة صحيحة أياً تكن طريقتك. تشمل هذه السلوكيات التسعة:
1- توقف عن التخمين: من الشائع أننا عندما نبدأ في حل مشكلة فإن السلوك الأول يكون هو التخمين. لتتضمن فعالية حلك للمشكلة، أو تفادي تفاقم أثرها، عليك التوقف عن التخمين.
2- الفحص الجيد للمشكلة: من المهم ألّا تبدأ مباشرةً في التفكير بالحل، ولكن عليك طرح الأسئلة التي تحفزك على التفكير، وتساعدك على فهم المشكلة وجمع المعلومات التي تساعدك على اتخاذ القرار.
3- تقبل الجهل: من أهم سلوكيات الأشخاص العظماء الذين يحلون المشكلات، هي أنّهم يتقبلون الجهل وعدم المعرفة في بعض المواقف، ويسعون إلى فهمها جيد وطرح الأسئلة التي قد يظنها البعض غباء، لكن الأهم هو فهم المشكلة والتخلص من الافتراضات.
4- تعرف على المشكلة التي تحلها: كثيراً ما يقع الأشخاص في فخ الافتراضات حول المشكلات وأسبابها. من المهم عدم فعل ذلك، وبدلاً من هذا التفكير جيداً في المشكلة ومحاولة فهم الأسباب، ودراسة تاريخها وكل ما يتعلق بها، لضمان الخروج بحل مناسب.
5- فهم الأساسيات: إذا كنت ترغب في حل مشكلة تقنية مثلاً، فمن المهم محاولة فهم أساسيات عملها والخطوات التي تعمل بها البرمجيات، حتى إذا تطلب منك ذلك وقتًا إضافيًّا، لكنه سيجعلك أكثر قدرة على اتخاذ حل مناسب ومنطقي يمكن تنفيذه في الواقع.
6- عدم الاعتماد على الخبراء: من المفيد بالطبع الاستعانة بالخبراء عند حل المشكلات، لكن لا يجب تولية الأمور إليهم تماماً، إذ لا بد من المشاركة في حل المشكلة لتطوير المهارة ذاتها، وفي الوقت ذاته إمكانية اختيار الحل المناسب بالنسبة لك ولإمكانياتك، وفي المستقبل تكون لديك القدرة على التعامل مع المشكلات المشابهة.
7- الإيمان بالحلول البسيطة: قد يظن البعض أنّ المشكلات المعقدة تحتاج إلى حلول معقدة أيضاً. لكن هذا ليس نهج الأشخاص العظماء في حل المشكلات، فهم يؤمنون بإمكانية الوصول إلى حلول بسيطة، لكن يتطلب ذلك المثابرة والاجتهاد من أجل العثور على مثل هذه الحلول.
8- اتّخاذ القرارات استنادًا إلى الحقائق: عند اتخاذ القرارات من المهم الفصل بين الحقائق والمعلومات وبين الآراء والافتراضات، وذلك لأنّ الحقائق لا يمكن تكذبيها أو تجاهلها، ولا بد من الاعتماد عليها كمرجعية أساسية لضمان حل المشكلة فعلاً، بدلاً من فشل الجهود الحالية وتبذير الوقت والأموال.
9- البقاء على الهدف: عند تحليل المشكلات بصورة عميقة، غالبًا ما تظهر العديد من الأسباب والرؤى. يجيد الأشخاص المتميزين في حل المشكلات تصنيف هذه الأسباب، والتركيز فقط على الأسباب المتعلقة بالهدف الذي يرغبون في تحقيقه، لضمان استثمار الجهد في إيجاد الحلول، بدلاً من الانغماس في تحليل الأسباب بطريقة تصعّب من إمكانية الوصول إلى حل.
لمعرفة المزيد عن سلوكيات الأشخاص العظماء في حل المشكلات، والاستفادة من هذه السلوكيات لتحسين مهاراتك في حل المشكلات، يمكنك الحصول على الكتاب من هنا.
4- فكر بذكاء: التفكير النقدي لتحسين مهارات حل المشكلات واتخاذ القرار (Think Smarter: Critical Thinking to Improve Problem-Solving and Decision-Making Skills)
يركز الكتاب على شرح آلية توظيف التفكير النقدي من أجل حل المشكلات المختلفة التي تواجهك، وكيفية اتخاذ القرارات المناسبة لكل موقف، إذ يعرض الكتاب أنّ المشكلة الرئيسة التي تواجهنا هي عدم امتلاك الوقت الكافي للتفكير بصورة نقدية في المشكلات، وهو ما قد يجعل الحلول غير فعالة. يقدم الكتاب ثلاث خطوات رئيسة للاعتماد عليها في حل المشكلات واتخاذ القرار:
1- الوضوح: محاولة فهم أبعاد المشكلة جيدًا وما هي أسبابها الجذرية التي أدت إلى حدوثها.
2- الاستنتاجات: وفقًا لفهم المشكلة، ما هي الخيارات المتاحة والحلول المتنوعة التي يمكن الاعتماد عليها لحل المشكلة.
3- القرار: من الحلول المعروضة، ما هو الحل الأكثر ملاءمة للمشكلة بالضبط الذي سيقع الاختيار عليه لتنفيذه.
لمعرفة المزيد من هذه الخطوات وكيفية حل المشكلات، وتطوير مهارة التفكير النقدي، يمكنك الحصول على الكتاب من هنا.
ختامًا، تساعدك هذه الكتب على تحسين مهارة حل المشكلات، وهي مهارة ستفيدك في علاقاتك الشخصية، وستقدر على توظيفها لتصبح شخصًا متميزًا في عملك، ويمكنك الاستفادة منها أيضاً لإنشاء مشروعك الخاص، فهي واحدة من أهم المهارات الحياتية حقًّا.
المصادر: