الطائرة الخارقة Mk-II Aurora تزور الفضاء «عدة مرات» يوميًا
لم تعد رحلات السياحة الفضائية مستحيلة، مع وصول جيف بيزوس مؤسس أمازون، والسير ريتشارد برانسون مؤسس «فيرجن غالاكتيك» إلى حافة الفضاء، إضافة إلى رحلة شركة «سبيس إكس»، التي تستعد للانطلاق الخميس 16 سبتمبر 2021، لكن هل يُمكن لكل هؤلاء تجربة الصعود للفضاء عدة مرات في اليوم؟ لحسن الحظ هناك من يستطيع.
ستيفان باول، الرئيس التنفيذي لشركة Dawn Aerospace، يبدو أنه سيتمكن قريبًا من تحقيق المهمة الصعبة، بزيارة الفضاء والعودة منه إلى الأرض، وذلك لعدة مرات في اليوم.
تجارب ناجحة للطيران إلى الفضاء
الشركة الهولندية النيوزيلندية، التي نفذت الشهر الماضي 5 رحلات ناجحة لطائرتها الفضائية الخارقة Mk-II Aurora، أجرت تقييما لهيكل الطائرة وإلكترونيات الطيران على مركبتها ذات القوة الجبارة، البالغ طولها 16 قدمًا و165 رطلاً، وتبدو النتائج مُطمئنة.
وبحسب النسخة الإنجليزية من Robb Report، تعمل الشركة أيضًا على تطوير محرك صاروخي، سيُدمج إلى Mk-II في أوائل العام المقبل، ويسمح له بالإقلاع من مهبط طائرات تقليدي، والوصول إلى مسافات منخفضة من الأرض، ومن ثم الهبوط على نفس المدرج.
هذه التجربة المرتقبة، ستسمح بتكرار الرحلة إلى الفضاء لعدة مرات في نفس اليوم، ما يعني أن الطائرة الفضائية Mk-II ستحقق مفهوم الاستدامة، بقابليتها للاستخدام بشكر متكرر، وقد يروق ذلك لشركات مثل «فيرجن غالاكتيك» و«بلو أورجين»، وكلتاهما تسعيان للاستثمار في السياحة الفضائية، التي ستشكل جزءًا من المستقبل البعيد لشركة Dawn Aerospace.
استخدامات مستقبلية لـ Mk-II
يقول باول في حديثه لـ Robb Report، إن استخدام Mk-II سيوظف أيضًا لالتقاط بيانات الغلاف الجوي، من أجل نمذجة الطقس والمناخ، ولإجراء البحوث العلمية، وهذا ليس كل شيء، فهناك أيضا المركبة الأكثر تطورا Mk-III، وهي مركبة إطلاق ذات مرحلتين، ستكون قادرة على نقل حمولة تزن 550 رطلاً، مما يسمح لها بنقل الأقمار الصناعية والبضائع وربما الأفراد إلى الفضاء.
وسواء أكانت Mk-II أم شقيقتها الأكبر Mk-III، فكلتاهما قادرتان على الإقلاع في عدة رحلات في اليوم، كما أن قابلية إعادة استخدامها بشكل متكرر، ستُبقي التكاليف منخفضة، وستوفر الطائرتان وصولاً غير مسبوق إلى الفضاء، وستشكلان أيضًا بديلاً بيئيًا مفيدًا.
مهمات يومية متعددة لـ MK-II
وتركز Dawn Aerospace على تقديم مفهوم الاستدامة الحقيقية لسباق الفضاء، فقد صُممت Mk-II لتطير بمهمات يومية متعددة، وهو أمر غير مسبوق في مركبات الفضاء المنافسة.
يقول باول: «تعتمد الصناعة حاليًّا بشكل كبير على المركبات التي تطير إلى الفضاء مرة واحدة، أو التي تجدد جزئيًا على مدار أسابيع أو شهور»، لكن أحدًا لا يسعى لتحقيق وفورات في التكاليف من خلال إعادة الاستخدام، وبدلا من ذلك تسعى عدد من شركات الإطلاق إلى «التصنيع الشامل» للوصول إلى تكاليف أقل.
ويضرب باول مثالاً بعالم السيارات، إذ يقول: «إذا كان بإمكانك استخدام سيارتك مرة واحدة فقط أو بضع مرات، قبل التخلص منها، فلن تعدّ مستدامة أو اقتصادية».
ويضيف: «يرى فريقنا أنه لم يعد من المقبول تجاهل البصمة الكربونية التي تخلفها أجهزة الإطلاق، وبدلاً من ذلك، نتطلع إلى تطبيق قابلية إعادة استخدام عالية للطائرات في صناعة الفضاء».