كيف تتعامل مع الشخص الذي يلعب دور الضحية
هناك بعض الأشخاص الذين يرون أنفسهم في دور الضحية في كل موقف تقريبًا وأنهم ليسوا فاعلين بل مفعول بهم، يعاني هؤلاء الأشخاص أحيانًا من متلازمة الضحية أو عقدة الضحية.
القدرات العقلية لمن يعيش في دور الضحية تقنع صاحبها بأن يلعب دور الضحية في كل موقف على ثلاثة معتقدات رئيسة:
- تحدث أشياء سيئة وستستمر في الحدوث.
- يقع اللوم على أشخاص أو ظروف أخرى.
- ستفشل أي جهود لإحداث التغيير، لذلك لا جدوى من المحاولة.
غالبًا ما يشعر هؤلاء الأشخاص بوقوع حالة من الإيذاء عليهم، ومن المهم أن ندرك أن الألم والضيق الشديد غالبًا ما يغذي هذه العقلية.
ما هي صفات الشخص الذي يلعب "دور الضحية"؟
بعض الناس يتفننون في لعب دور الضحية ويعتقدون بأن أي شخص آخر تسبب في ألمهم وأنه ليس بمقدورهم تغيير أي شيء للأفضل أو لمنع هذا الإيذاء مما يجعلهم يشعرون بالضعف ويؤدي إلى مشاعر وسلوكيات صعبة. إليك صفات من يلعب دور الضحية:
- تجنب المسؤولية
فإنهم يتملصون دومًا من المسؤولية ويتمثل هذا في:
- إلقاء اللوم على الآخرين
- اختلاق الأعذار
- عدم تحمل المسؤولية
- الرد على عقبات الحياة بـ "هذا ليس خطأي"
تحدث مواقف سيئة لنا جميعًا وقد يعتقد البعض أن العالم يتآمر ضدهم للتخلص منهم. لكن العديد من هذه المواقف تنطوي على درجات متفاوتة من المسؤولية الشخصية ولكن الضحية يرى دائمًا أنه لا يتحمل أي جزء من المسؤولية.
- عدم البحث عن حلول
ليست كل المواقف السلبية لا يمكن السيطرة عليها، حتى لو بدت عكس ذلك في البداية. هناك على الأقل بعض الأفعال الصغيرة التي يمكن أن نقوم بها لتحسين الوضع. قد يرفض من يلعب دور الضحية المساعدة، ويستمر بالشعور بالأسف على نفسه والندم على ما حدث.
- الشعور بالعجز
يعتقد الكثير من الأشخاص في دور ضحية أنهم يفتقرون إلى القوة لتغيير وضعهم. من المهم أن نفرق بين شخص "غير راغب" و"غير قادر". بعض الأشخاص الذين يشعرون بأنهم ضحايا يتخذون قرارًا واعيًا بنقل اللوم على الأخرين كي يبرروا لأنفسهم إحساسهم بالعجز وقلة الحيلة وعدم قدرتهم على التغيير.
- الحديث السلبي عن النفس والتدمير الذاتي
قد يرى الأشخاص الذين يعيشون في دور الضحية الجانب السلبي في كل التحديات التي يواجهونها. يغذون عقلياتهم بمعتقدات مثل:
- سيحدث لي الأسوأ
- لا يمكنني فعل أي شيء حيال ذلك، فلماذا نحاول؟
- أنا أستحق أن تحدث لي أشياء سيئة
- لا أحد يهتم بي
يرسخ التفكير المستمر في هذه الأفكار اعتقادات سلبية داخلية بعدم القيمة. بمرور الوقت، يتسبب الحديث السلبي عن النفس في الإحساس الدائم بالضعف، مما يجعل من الصعب مواجهة التحديات.
يقترن الحديث السلبي مع النفس مع إيذاء الذات. الأشخاص الذين يعيشون دور الضحية ويستمرون في تكرار هذا الحديث السلبي مع الذات، فقد يكونون أكثر عرضة لإيذاء أنفسهم دون وعي ويرفضون أي محاولات للتغيير.
- عدم الثقة بالنفس
الأشخاص الذين يرون أنفسهم ضحايا قد يعانون من قلة الثقة بالنفس واحترام الذات. قد يفكرون في أشياء مثل ، "أنا لست ذكيًا بما يكفي للحصول على وظيفة أفضل" أو "أنا لست موهوبًا بما يكفي للنجاح". قد يمنعهم هذا المنظور من محاولة تطوير مهاراتهم أو تحديد نقاط القوة والقدرات الجديدة التي يمكن أن تساعدهم على تحقيق أهدافهم.
- الإحباط والغضب والاستياء
قد يشعر الأشخاص الذين يلعبون دور الضحية بما يلي:
- الإحباط والغضب والشعور أن العالم ضدهم
- اليأس بسبب ظروفهم التي لا تتغير أبدا
- الألم بشكل مستمر خاصة عندما يعتقدون أن أحبائهم لا يهتمون
- الاستياء من الناس الذين يبدون سعداء وناجحين
يمكن أن تؤثر هذه المشاعر بشكل كبير على حياة الشخص حيث قد تتحول إلى نوبات من الغضب، الكآبة، العزلة، والشعور بالوحدة.
- تراكم الصدمات وردود الأفعال الدرامية
قد يقوم الشخص برد فعل مبالغ فيه أو درامي بشكل مفرط ردًا على إيذاء حقيقي حدث له في الماضي ولم يكن له رد فعل.
ليس كل من يعاني من مواقف مؤلمة يرى نفسه في دور الضحية، ولكن يتفاعل الناس مع المواقف بطرق مختلفة. يمكن للألم العاطفي أن يفقد الشخص السيطرة، مما يساهم في الشعور بالعجز حتى يشعر بأنه محاصر ويستسلم.
- الخيانة
يمكن لخيانة الثقة، وخاصة الخيانات المتكررة، أن تجعل الناس يشعرون بأنهم ضحايا وتجعل من الصعب عليهم الوثوق بأي شخص.
- الاعتمادية
قد يضحي الشخص الاعتمادي بأهدافه لدعم شريكه. نتيجة لذلك، قد يشعرون بالإحباط والاستياء من عدم الحصول على ما يحتاجون إليه أبدًا، دون الاعتراف بدورهم في الموقف.
- التلاعب
يستمتع من يلعب دور الضحية بإلقاء اللوم على الآخرين بسبب المشاكل التي يتسببون فيها، والهجوم وجعل الآخرين يشعرون بالذنب، أو التلاعب بالآخرين من أجل الحصول على التعاطف والاهتمام. هذا السلوك السام قد يكون مرتبطًا في كثير من الأحيان باضطراب الشخصية النرجسية.
كيف تتعامل مع الأشخاص الذين يلعبون دور الضحية؟
قد يكون من الصعب التعامل مع شخص يرى نفسه ضحية دائمًا. قد يرفضون تحمل المسؤولية عن أخطائهم ويلومون الجميع عندما تسوء الأمور. لكن تذكر أن العديد من الأشخاص الذين يعيشون مع هذه العقلية قد واجهوا أحداثًا صعبة أو مؤلمة في حياتهم.هذا لا يعني أن عليك تحمل المسؤولية عنهم أو قبول الاتهامات واللوم. لكن حاول أن تتعاطف معهم أثناء لتعامل معهم.
- تجنب المسميات
التصنيفات أو المسميات بشكل عام غير مفيدة. من الأفضل تجنب الإشارة إلى شخص ما على أنه ضحية أو تصنيفه إنه يتصرف كضحية. بدلاً من ذلك، حاول (برأفة) تنبيهه إلى سلوكيات أو مشاعر معينة تلاحظها، مثل:
- كثرة الشكوى
- اللوم
- عدم قبول المسؤولية
- الشعور بالضعف
- الشعور بعدم الجدوى واليأس
قد تساعدهم المحادثة الصحية و الفرصة للتعبير عن مشاعرهم في حل بعض مشكلاتهم والتخلص من المشاعر السلبية.
- ضع الحدود
قد تشعر دائمًا عند التعامل مع مين يلعب دور الضحية أنك في محل اتهام، وقد تضطر إلى الاعتذار عن مواقف أنت غير مسئول عنها. إذا بدأ هذا الشخص في إصدار أحكام أو اتهام تجاهك أو تجاه الآخرين، فإن وضع الحدود لهذا الشخص مهم. لا يزال بإمكانك التعاطف والعناية بشخص ما على الرغم من أنك بحاجة إلى وضع حدود صحية له في بعض الأحيان.
- اعرض المساعدة
قد ترغب في حماية شخص عزيز عليك من المواقف التي قد يشعر فيها بدور الضحية. لكن هذا يمكن أن يستنزفك وقد يجعل الوضع أسوأ. الخيار الأفضل هو تقديم المساعدة (دون أن تتحمل أي مسؤولية بالنيابة عنهم). يمكنك القيام بذلك في ثلاث خطوات:
- اعترف بوجود جميع مشاعرهم السلبية.
- اسأل عما في إمكانهم فعله.
- ساعدهم على تبادل الأفكار حول الطرق الممكنة لتحقيق هذا الهدف.
بدلاً من تقديم المشورة المباشرة، أو تقديم اقتراحات محددة، أو حل المشكلة لهم، فإنك تساعدهم على إدراك أنه قد يكون لديهم بالفعل الأدوات اللازمة لحلها بأنفسهم.
- التشجيع
قد لا يتسبب تشجيعك في تغيير فوري، لكنه يُحدث فرقا.
حاول تشجعيهم من خلال الآتي:
- مدح الأشياء التي يجيدونها
- إبراز إنجازاتهم
- تذكيرهم بمحبتك
- احترام مشاعرهم
يحتاج الأشخاص الذين يلعبون دور الضحية إلى شبكات الدعم القوية من محيطهم لمساعدتهم على التعامل مع الصدمات والتغلب على مشاعر الإيذاء، لذا فإن تشجيع الشخص المقرب لك على التحدث إلى المعالج يمكن أن يساعد أيضًا.
- تعرف على ماضيهم ومشاعرهم
من المهم التقرب من الأشخاص الذين يلعبون دور الضحية ومعرفة حقيقتهم كي تنجح في التعامل معهم. فمن أكثر الأحاسيس التي يشعر بها هؤلاء الأشخاص هي:
- اليأس
- الشعور بالوحدة
- اللوم
- عدم الثقة بالنفس
- عدم احترام الذات
- النضال مع الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة
يمكن أن تزيد هذه المشاعر والتجارب الصعبة من عقلية الضحية مما يجعل التخلص منها أكثر صعوبة. امتلاك عقلية الضحية لا يبرر السلوك السيئ. من المهم أن تضع حدودًا لنفسك. لكن عليك استيعاب أن هذا الشخص تعرض لألم في الماضي.
ماذا لو كنت أنا الشخص الذي يلعب دور الضحية؟
إن الشعور بالجرح والأذى من وقت لآخر هو مؤشر صحي على تقديرنا لذاتنا.
ولكن إذا كنت تعتقد أنك دائمًا ضحية للظروف، أو أن العالم يظلمك، فقد يساعدك التحدث إلى معالج نفسي على تخطي هذه المشاعر.
من الجيد التحدث إلى أحد المتخصصين المدربين إذا واجهت معاملة سيئة أو صدمة شديدة. في حين أن الصدمة التي تتركها دون علاج قد تساهم في استمرار الشعور السلبي، إلا أنها يمكن أن تساهم أيضًا في حدوث:
- الاكتئاب
- مشاكل في العلاقات
- مجموعة من الأعراض الجسدية والعاطفية
يمكن للمعالج أن يساعدك على:
- استكشاف الأسباب وراء عقلية الضحية
- التعاطف مع الذات
- تحديد الاحتياجات والأهداف الشخصية
- وضع خطة لتحقيق الأهداف
- استكشاف الأسباب وراء الشعور بالعجز
يمكن أن تقدم كتب المساعدة الذاتية أيضًا بعض الإرشادات والمساعدة في توسيع الأفق وإدراك المشكلات وحلها.
لعب دور الضحية مزعج ويتسبب في مشكلات، سواء بالنسبة لأولئك الذين يعيشون معها أو للأشخاص في حياتهم. ولكن يمكن التغلب عليها بمساعدة نفسك ودعم الآخرين لك.
المصدر: