أهمية مقالات الضيوف في التسويق الرقمي وكيف تكتب مقالاً ناجحاً؟
مقالات الضيوف ببساطة هي المقالات التي تستضيفها مختلف المواقع من كتاب ومحررين وأصحاب الشركات والأعمال والتي يتطرقون فيها إلى إجابات عن أسئلة القراء وتقديم قيمة حقيقية لهم مقابل استفادة هؤلاء من الرابط المرفق والذي يروج سواء لشركاتهم أو يشير إلى خدماتهم أو إلى مواقعهم الإلكترونية.
لنفترض أنك تملك أكاديمية على الإنترنت متخصصة في تخسيس الوزن وحل مشاكل الوزن الزائد، هذا يعني أنه يمكنك كتابة مقالات حصرية وخاصة تتضمن نصائح وأساليب معينة للتخلص من الوزن الزائد ونشره في مواقع إخبارية وإلكترونية بنفس مجال تخسيس الوزن، وهي تتضمن في مكان ما أو على كلمة مفتاحية مهمة بالنسبة لك رابطا يشير إلى خدمتك أو موقعك الإلكتروني، وهذا الرابط يكون عاديًّا دون أن يتميز بأي شيء.
في هذا المقال سنتطرق إلى أهمية مقالات الضيوف والقيمة التي يمكن للأعمال التجارية أن تكسبها منها في التسويق الرقمي.
الفائدة الرئيسة من مقالات الضيوف في التسويق
حسب الأرقام المنشورة مؤخرًا، فإن 61٪ من المدونين يستخدمون مقالات الضيوف من أجل زيادة عدد الزيارات إلى مدوناتهم و 39٪ عن لكسب المال وبناء العلامة التجارية الخاصة بهم (شركة / فرد).
50 % منهم مهتمون ببناء الروابط والباك لينكس إما لأعمالهم أو لأنفسهم وهو ما يساعدهم على الظهور في مراتب متقدمة بنتائج البحث.
العائد الكبير لا تحصل عليه من مقالات الضيوف على المدى القصير
لا تجلب مقالات الضيوف نتائج كبيرة على المدى القصير بل إنها نتائج جيدة على المدى الطويل، لكن هذا لا يعني انتظار نتائج ساحقة كما هو الحال بالنسبة لأنماط التسويق المباشرة مثل إعلان على جوجل أو فيس بوك.
يستخدم مؤلف واحد فقط من أصل 20 مقالا للضيوف كاستراتيجية لبناء الباك لينكس، بينما بقية المؤلفين يعملون على استخدام تلك المقالات للترويج لأعمالهم أو بناء سمعة جيدة وهم سعداء بالنتائج.
لا توجد نتائج سريعة فقد تلاحظ في البداية بعض الزيارات لكن النتائج الكبرى تظهر عندما تراقب العائد على مدار أشهر وسنوات.
حتى في حال قمت بالنشر على مواقع كبرى فما ستحصل عليه لن يكون كبيرًا، ربما تنشر مقالة وتحصل ضمن 9000 قراءة لها على 60 زيارة فقط لموقعك وتحويلات حقيقية لا تتعدى عدد أصابع اليدين.
أرقام العائد على الإستثمار من مقالات الضيوف في التسويق
في استطلاع مصغر شمل فقط 20 من المؤلفين والكتاب والمسوقين، قال 65٪ منهم إنهم وصلوا إلى نوع من الأهداف التي وضعوها لتحقيقها في هذه الحملات بينما أجاب بالنفي ما نسبته 24٪.
وأكد 6% من المتبقيين أن تلك الحملات لا تنجح دائما، فهناك بعض الحالات التي نجحت معهم وبعض الحملات الأخرى التي لم تنجح قط، وأن الأمر معقد.
بالحديث عن الأهداف التي تم تحقيقها من مقالات الضيوف لهؤلاء المحررين، فقد أكد 88٪ منهم أن تلك الحملات تتعلق بـ "بناء العلامة التجارية" ولم يتلق أي شخص فرصة لكتابة كتاب.
أفاد 71٪ من المؤلفين أنهم "زادوا عدد الزيارات إلى موقعهم على الويب"، لكن ليس بنسبة كبيرة ربما زيارات قليلة إضافية لا تتعدى بضعة عشرات من المشاهدات.
حصلت نسبة صغيرة جدًا من الخبراء المشاركين في استطلاع العمل على فرصة عمل (11٪) مقابل نسبة 17٪ المتوقعة.
قال 56٪ من المؤلفين إنهم تلقوا المزيد من حركة الزيارات مقابل 61٪ يتوقعون المزيد من الحركة.
كان الهدف الذي فاق كل التوقعات "بناء العلامة التجارية" حيث يركز هؤلاء على بناء اسم لهم وهو نفس الهدف التي تنفق من أجله الشركات آلاف الدولارات على نشر مقالات تشير إلى علاماتها التجارية واخبارها، لكن لا يمكن قياس هذه النتيجة إلا من خلال معايير قليلة جدا أبرزها نمو عدد المتابعين الجدد وكذلك عدد عمليات البحث الجديد عن اسم العلامة التجارية.
بالنسبة للشركات والأفراد الذين يملكون العلامات التجارية يمكنهم استخدام استراتيجية مقالات الضيوف لزيادة التعريف بعلاماتهم التجارية وبالتالي زيادة البحث عنها في جوجل وأيضا لفهم احتياجات الجمهور واهتماماتهم والحصول على ردود أفعال أكثر منطقية من الجمهور المهتم بما يقدمونه لتطوير خدماتهم.
ربما قد تقود تلك المقالات نتائج سريعة مثل الزيارات المباشرة إلى مواقعهم وربما بعض التحويلات والتسجيلات الفورية، لكن النتائج تأتي على المدى الطويل من خلال زيارات قليلة متراكمة بمرور الأيام وتأثير إيجابي على ظهور الموقع في نتائج بحث جوجل.
كيف تكتب مقالات ضيوف ناجحة؟
قبل التواصل، تأكد من أنك تتصل بالشخص المناسب في المؤسسة أو الموقع الذي تريد أن تنشر عليه مقالتك، قد يؤدي الإتصال بالشخص الخطأ إلى تضييع الوقت.
علاوة على التأكد من معرفتك بمن تتصل، يجب أن تكون على دراية بمدونتهم، للقيام بذلك اقرأ بعض المقالات، وابحث لمعرفة ما يكتبون عنه، وتأكد من أن لديهم بعض مقالات الضيوف والرأي حتى تعرف إن كانوا يقبلون بذلك في الأصل.
عند مراجعة مدوناتهم، فكر في المحتوى الذي يمكنك تقديمه والذي من شأنه أن يكمل محتواهم الحالي، سيكون هذا مفيدًا وحجة قوية للنشر.
من أجل عرض موضوعات جيدة، فكر في المحتوى الموجود لديهم بالفعل على موقعهم، وما قد يهتم به جمهورهم وما تعرفه جيدًا.
لا تعرض الكتابة عن شيء لا تشعر بالثقة فيه لمجرد أنه سيبدو رائعًا على موقعهم، تأكد من أن المحتوى الذي تقدمه لم يتم تغطيته بالفعل في مدونتهم.
عند إرسال عرضك التقديمي ستحتاج إلى تضمين عناوين للمحتوى الذي يمكنك كتابته، يجب أن تكون العناوين مثيرة للاهتمام وغنية بالمعلومات، عندما يقرأ المشرف على الموقع العناوين المحتملة يجب أن يشعر بالإهتمام بقراءة المقالة ومتحمسًا للموضوع.
وينبغي أيضا أن تشير في الرسالة إلى فائدة الشراكة مع ذلك الموقع بالنسبة لهم وكيف ستقدم لهم محتوى مهم للغاية يكمل ما يكتبون عنه.
اسأل نفسك، هل ستساعد المقالة في تحسين محركات البحث لذلك الموقع الذي سأنشر عليه؟ هل ستساعد على توسيع قاعدة جمهورهم وتنويع محتوى مدونتهم؟
يمكن أن يكون نشر مقالة الضيف خاصة في مجال التسويق الرقمي تنافسيًّا، وفي بعض الأحيان ينسى الناس أن تبادل مقالات الضيوف مبنية على العلاقات، إذا كنت تفعل ذلك من أجل باك لينكس أو رابط لموقعك فقط، وليس لأنك تعتقد أنه يمكنك افادة قراء موقع شريكك فلا تتواصل معه.
أيضا من المهم أن تحرص على تقديم معلومات صحيحة من مصادر وتجارب حقيقية وصادقة، هذا يعزز الثقة ليس بين الجمهور والموقع المستضيف فقط بل بين الجمهور وعلامتك التجارية أيضا، ومع القائمين على هذا الموقع الذين سيثقون بأعمالك ويتطلعون لتنشر لديهم المزيد.
ما الذي تربحه المواقع التي تستضيف مقالات الضيوف والرأي؟
إذا كنت تلاحظ فإن الكثير من الصحافة الإلكترونية والمدونات تفتح الباب لهذا النوع من المقالات على موقعهم ويخصصون لها أقساما أيضا تحث عناوين الآراء أو آراء الخبراء أو شيء مشابه.
هذه المقالات تعبر عن آراء أصحابها، فإذا كان الموقع في مجال السياسة مثلا يستضيف بالفعل مقالات ضيوف من الساسة والخبراء وأساتذة السياسة والعلاقات الدولية وهو ما يعطي قيمة أكبر للموقع ويجذب المزيد من القراء والمتابعين للمحللين الذين يقدمون تفاصيل لا تتطرق إليها مقالات الأخبار العادية.
وفي مجال التسويق مثلا تستضيف المواقع الإلكترونية المتخصصة بهذا الموضوع مقالات الضيوف من المسوقين وأصحاب الأعمال التجارية الذين يتطرقون إلى تجاربهم وآرائهم في التحديثات والتطورات الجديدة وكيف يساعدون عملائهم أو يستفيدون من الوضع الحالي.
والحقيقة أنه في التحديثات الأخيرة لمحرك بحث جوجل أصبح يفضل المقالات التي يكتبها الخبراء، لكونها ذات قيمة أكبر وتأتي بمعلومات جديدة وبآراء متنوعة وتعزز من ديمقراطية الرأي والآراء على الموقع نفسه.
لهذا السبب تخصص مزيد من مواقع الويب وخصوصا في مجال الصحافة والمدونات المتخصصة أقساما لهذه المقالات وتستقبل الآراء من المتخصصين وتعمل على نشرها وهي التي تكون مرفقة بنبذة عنهم تتضمن رابط شركاتهم أو مدوناتهم الخاصة.
ولا ننسى أنها طريقة مجانية للمواقع للحصول على المزيد من المحتوى ونشره في الموقع وتغطية آراء ومجالات جديدة وتحقيق نمو أسرع.