6 ساعات هيكلية بتعقيدات تقنية
الساعة الهيكلية Skeleton هي ساعة ميكانيكية يمكن رؤية حركتها من الميناء، ويتطلب الأمر التخلُّص من كل الأجزاء المعدنية غير الأساسية فوق الجسر والصفائح والدواليب لإفساح المجال، أمام هيكل الساعة المطلوب لتؤدّي عملها بكل دقة. وعادة تُزيَّن الحركة بنقوش.
يعود مفهوم الهيكلية إلى أساسيات بناء حركة الساعة مع صانع الساعات الفرنسي جان أنطوان لوبين Jean Antoine Lepine في أواخر القرن 18، عندما قرر أن يصنع ساعات جيب أنحف، ولم يتطلب الأمر الكثير من الوقت قبل أن يُدرِك معلمه السابق ووالد زوجته أندريه تشارلز كارون Andre Charles Caron أنه من الممكن الاستفادة من ولع الزبائن بالساعات من خلال إظهار المزيد من الحركة لهم.
في أواخر القرن 20 تكررت القصة وبرزت مجموعة من الساعات الهيكلية. حيث يذكر أرشيف فاشرون كونستانتين Vacheron Constantin عن ساعة فائقة الرقة بميناء مفتوح من عام 1964.
ورويداً بدأت علامات الساعات باعتماد تصميم المواني الهيكلية لتخرج من أزمة الكوارتز.
التصميم الذي يجمع بين الحرفية والشكل الباروك والعظمة كان مناسباً ليكرس هذا النمط من الساعات نفسه كمنتج فاخر. والنتيجة النهائية بديعة وشديدة الجمال تستحق إطالة النظر إليها والتأمل في عناصر الحركة، وكيف تتفاعل مع الضوء.
وصرنا نشاهد موانيَ مهيكلة مع تعقيدات ميكانيكية تشهد على براعة الحرفيين في دور الساعات الفاخرة على تطوير هذا المفهوم لابتكار تحف فنية، تساعد على قراءة الوقت وحسابه بدقة.
1- ساعة "رويال أوك أوفشور أوتوماتيك فلاينغ توربيون فلايباك كرونوغراف" Royal Oak Offshore Automatic Flying Tourbillon Flyback Chronograph من "أوديمار بيغه" Audemars Piguet
تأتي بإصدار محدود يقتصر على 100 قطعة. تجمع هذه الساعة الأوتوماتيكية الجديدة بين ميكانيكية "فلاينغ توربيون" مع وظيفة "فلايباك كرونوغراف" في هيكلٍ جديدٍ بالكامل قطرُه 43 مم. يكشف الميناء عن التركيب الإنشائي الهندسي للحركة الجديدة المفعم بالقوة والذي أجرِيَت عليه التشطيبات والزخرفة الختامية يدويّاً ببراعة مثالية حتى أدق التفاصيل.
تحتضن الساعة حركة – كاليبر2967 جُهِّزت لتتلاءم مع القطر الجديد للساعة، وهي تقدم جمالياتٍ رياضيةً أكثر تنسجم مع هوية المجموعة. تمتاز الجسور ذات الطابع الهندسي المعماري المُعاد تصميمها، والمصنوعة من التيتانيوم مع طبقة سوداء اللون بتقنية PVD بإدراجاتٍ من التيتانيوم لتحقيق تباين ثنائي اللون، وفي نفس الوقت صُقِلَت جسور التيتانيوم صقلاً خطياً ناعماً ولُمعت زواياها يدويّاً، وتُقدم الإدراجات تناوباً لتقنيات الصقل على السطوح، من الصقل بالنفث الرملي إلى الصقل اللامع لجاذبيةٍ أكبر، بالإضافة إلى ذلك لُمعت الأجزاء الخارجية للجسور والمشطوفة الحواف بكل دقة لإزالة طبقة اللون الأسود الموضوعة بتقنية PVD لتعزيز تباين التشكيل والألوان. تكشف الجسورُ أيضاً عن جزء من مكوّنات الحركة متعددة الطبقات وثنائية اللون على وجهَي الساعة. وبالمثل يضم قفص ميكانيكية فلاينغ توربيون عجلة توازن تنبض في داخله وتكتسي بلون الروديوم. ويعرض الغطاء الخلفي للساعة المصنوع من الكريستال السافيري الشفاف الوزن المتأرجح المُخرّم الذي يقوم بعملية التعبئة الأوتوماتيكية (روتور) والخاص بالمجموعة، وهو مصنوعٌ من الذهب عيار 22 قيراطاً، وقد أعطي اللون الأسود بتقنية PVD.
بما تتمتع به من احتياطي طاقة يبلغ 65 ساعة، ومقاومة للماء حتى 100 متر، فإن هذه الساعة ذات الإصدار المحدود تتناسب بامتياز مع عالم المغامرات الرياضية.
2- ساعة توربيون بالجسور الطافية الثلاثة – إصدار أستون مارتن. Tourbillon with Three Flying Bridges-Aston Martin من "جيرار بيريغو" Girard Perregaux
بالشراكة مع أستون مارتن Aston Martin التي يحتفي تصميمها بساعة الجيب الأيقونية ذات الجسور الثلاثة التي تعود إلى القرن التاسع عشر بطريقة معاصرة بامتياز، وحتى أدق التفاصيل، بما في ذلك الحزام الذي يهدف تصميمه إلى استحضار أفكار سيارات سباق Aston Martin في الماضي. يتلاعب تصميمها بالأبعاد والأشكال إلى أبعد حدّ لإسعاد عشاق الذوق الرفيع، متمسكًا في الوقت نفسه بتقاليد الدار.
صُنِعت الساعة البالغ قطر هيكلها 44 مم من التيتانيوم صنف 5، وهو عبارة عن سبيكة قوية ومضادة للحساسية وتكتسي بمادة DLC (الكربون الشبيه بالماس) السوداء اللون، مما يضفي عليها مظهرًا يكتنفه الغموض.
وُضعت زجاجة الساعة المقببة المصنوعة من الكريستال السافيري في مقدمة الجسم، وكذلك في الخلف، بحيث يُوجَّه الضوء لإضاءة الجزء الداخلي لهيكل الساعة، ومِن ثَمَّ يزيد من سهولة القراءة. وفيما يخص حركة الساعة فهي تستقرّ بين لوحي الكريستال السافيري وتبدو كأنّها تطفو في الهواء. تمتد الجسور الثلاثة التي تُعتبر علامة مميزة لدار Girard-Perregaux على الميناء، وهي مصنوعة من التيتانيوم المعالِج بتقنية PVD وذات زوايا مشطوفة الحواف. وصُمِّم قفص التوربيون، الموجود في الجزء السفلي من الميناء، على "شكل قيثارة"، وهي خاصية موجودة في جميع ساعات التوربيون الخاصة بالدار التي يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر.
يتميّز خزان الطاقة الواقع عند موضع الساعة 12 بأنه مُخرّم، مما يوفر رؤية جزئية للنابض الرئيس. وتوجد كتلة التعبئة الأوتوماتيكية (روتور) المتناهية الصغر والمصنوعة من الذهب الأبيض أسفل خزان الطاقة، وتعمل على تفعيل النابض الرئيس من خلال انضغاطه. وعلى عكس معظم الساعات الأوتوماتيكية، فإنه يمنح رؤية خالية من أية عوائق لآلية الحركة. وقد حفر اسم شركة السيارات على الجناح الرأسي لكتلة التعبئة الأوتوماتيكية ومعالج بمادة مضيئة بيضاء والتي تظهر باللون الأزرق في الإضاءة الخافتة.
تأتي الساعة بإصدار محدود يقتصر على 18 قطعة.
3- ساعة "بيغ بانغ انتغرال توربيون فول صفير" Big Bang Integral Tourbillon Full Sapphire من "هوبلو" Hublot
تأتي بسوار مُدمج وعلبة مصنوعين خصيصاً من الصفير: إنجاز يؤكّد مرّة جديدة البراعة التقنيّة والخبرة الاستثنائية اللتين اكتسبتهما هوبلو في مجال تشكيل الصفير.
هي أول ساعة بيغ بانغ بعلبة وسوار مدمجَين. كلاهما مصنوع من الصفير. إنّه تطوّر (جذري) طبيعي وإنجاز على درجة عالية من التقنيّة. انصهارٌ بين الحركة والعلبة، مع إمكانيّة رؤية مختلف جوانب الساعة.
خضعت علبة الساعة بالكامل بما يُناسب حركة التوربيّون الأوتوماتيكية. أمّا الهدف فكان التخلُّص من معظم البراغي المرئية؛ تعديل الشكل الهندسي العام للعلبة لإدماجها بسوار الصفير؛ وضع تصميم جديد للعلبة يتضمّن سوار الصفير؛ وإدخال تعديلات على الجسور والصفائح الأساسيّة حتى توحي بأنّها معلّقة في الفراغ. كما طوّرت هوبلو تطعيمات وإكسسوارات في منتهى البساطة، لإتاحة اختراق الضوء لكلّ جزء من الساعة. تتكوّن العلبة ممّا لا يقلّ عن 37 جزءاً، من بينها 5 مصنوعة حصراً من الصفير.
في ما يتعلّق بآليّة الحركة، ينبض قلب هذه القطعة بمعيار HUB6035 الأوتوماتيكي المصمّم والمصنوع بالكامل من قبل هوبلو. تعكس هذه الآلية توازناً تاماً بين الدوّار الصغرى قرب موضع الساعة 12، والتوربيّون قرب موضع الساعة 6، وكذلك من خلال جسورها الشفافة الثلاثة المصنوعة من الصفير، الحصريّة لساعة بيغ بانغ الجديدة هذه. تبدو الأجزاء فعلاً كأنها معلقة في الفراغ.
4- ساعة "إكسكاليبر سنغل فلاينغ توربيون" Excalibur Single Flying Tourbillon من روجيه دوبوي Roger Dubuis
التي يتميّز تصميمها الجديد بخطوط واضحة تبرز على العلبة ونظام الحركة، فيعانق المعصم كتحفة فنية معاصرة. أما العيار فهو يساهم في توليد مظهر أرفع مع تعزيز الشعور بالشفافيّة والعمق في الوقت نفسه، ولقد أعيد تصنيعه كلّياً بفضل إنجاز هندسي يجعل نجمة روجيه دوبوي تطوف بحريّة فوق الوحدة الأسطوانية. كما رُسِمت هوية بصرية قوية مع اعتماد نمط خاص قائم على خطَّين متوازيَين – يظهران بين الأخدود الموجود على التاج والإطار، وعلى أذرع النجمة، وقفص التوربيون، وعلامات الساعات على الواجهة العُليا، وعلى العقارب– خطّان يبدوان تماماً كما لو سيلتقيان لكن هذا لا يحدث. تعزّز دمغة جنيف هذا الأسلوب الجمالي الديناميكي.
يأتي عيار RD512SQ الجديد لافتاً من ناحية براعته التقنية. بفضل قفص سفلي للتوربيون من مادة التيتانيوم الأخفّ وزناً من الفولاذ المقاوم للصدأ بمرّتَين وقفص علوي للتوربيون من مادة الكوبالت كروم المصقولة، وتتميّز الساعة بوزنٍ خفيف لمراعاة التصميم المريح. كلّ ذلك يسمح بتعزيز احتياطي الطاقة بشكل جذريّ ليبلغ 72 ساعة ممّا يتيح إمكانية عدم ارتداء الساعة أثناء عطلات نهاية الأسبوع من دون الاكتراث بإعادة ضبطها نهار الإثنين. وبما أنّ ما من تفصيل يُهمَل، تمّ استخدام مادة غير مغنطيسية داخل التوربيون لخدمة أفضل ولتزويد المرتدي بتجربةٍ أفضل.
تُعدّ الراحة عاملاً أساسياً، لذا تمّ توفير مجموعة من الأحزمة بأحجام جديدة. مع خمسة أحجام تتراوح بين صفر و4، يضمن إيجاد الحزام المثالي إبقاء المشبك دائماً في وسط المعصم، حيث إن نظام التبديل السريع يوفّر مرونةً مطلقة. ولأنّ الندرة هي أساس التميّز، تتوفّر العلبة ذات قطر 42 ملم بثماني وثمانين قطعة لكل لون: تيتانيوم دي.أل.سي باللون الرمادي الداكن، كوبالت كروم CarTech Micro-Melt BioDur CCMTM (علامة مسجّلة في الولايات المتحدة الأمريكية) واللون الذهبي الجديد EON GOLD، درجة من الذهب الوردي تبقى ثابتة أكثر بفضل تكنولوجيا دائمة السطوع.
5- ساعة "أر إم 40-01 أوتوماتيك توربيون ماكلارين سبيد تايل" RM 40-01 Automatic Tourbillon Mclaren Speedtail من "ريتشارد ميل" Richard Mille
تأتي بإصدار محدود من 106 ساعات تتوافق مع التصميم الخاص لسيارات السباق ماكلارين سبيدتايل 106. وتضم الساعة أول نافذة عرض لاحتياطي الطاقة من إنتاج الدار وعرض للتاريخ بحجم أكبر وتحسينات على أداة اختيار الوظيفة، وجميعها إنجازات أولى من نوعها في توربيون أوتوماتيكي من إبداع الدار.
تحاكي خطوط الساعة شكل قطرة الماء مثل السيارة سبيد تايل التي يرتكز التصميم عليها، بينما تستحضر الفجوات في الإطار فتحات غطاء المحرك وتستلهم الأزرار الضاغطة منافذ الهواء القابعة خلف العجلات الأمامية في السيارة الفائقة.
وتتميز الساعة بأعلى مستويات التشطيب التي جرى تنفيذها على الإطلاق في الدار، وجرى اللجوء فيه إلى تأثيرات تضمنت الصقل العاكس كالمرآة والصقل الحريري والعادي في مناطق مختلفة مع الاستخدام المشترك للتيتانيوم والكربون TPT، أما الهيكل فمصنوع من 69 قطعة منفردة. وطورت الدار غطاءً فريداً من نوعه يتميز بـ"كونتور ثلاثي" ويأخذ تصميمها في الحسبان تناقص الانحراف وسمك الإطار. وقد استغرق إنجازها 18 ساعة.
ويقدم العيار CRMT4 أول تطوير بأيدي خبراء الدار لنافذة تعرض احتياطي الطاقة، بالإضافة إلى عرضها للتاريخ بحجم أكبر.
واستلهم تصميم روتور التعبئة المصنوع من البلاتين والذهب الأحمر من غطاء محرك سبيدتيل، فيما استلهم النمط البرميلي من خط سقف السيارة المنحني الهابط بلطف، الذي تتبعه الآلية من الساعة 12 باتجاه الساعة 6 يذكر بالفاصل المعدني المصقول الواقع بين قمرة القيادة في السيارة وهيكلها، الذي استلهمت ماكلارين إدراجه بسبب التصاميم السابقة لساعات الدار، في حين يحاكي الخط البرتقالي الممتد من الجزء السفلي لنظام الحركة، وصولاً إلى حزام ضوء التوقف العمودي المثبت في النافذة الخلفية للسيارة.
6- ساعة "ألتيبلانو ألتيمات كونسبت" Altiplano Ultimate Concept من "بياجيه" Piaget
تمتاز بجسر، ومسامير، وعقارب وقرص باللون الأخضر الداكن، يكملها حزام متناسق من جلد التمساح. تتباين العلبة المصنوعة من سبيكة مبنية على الكوبالت المصقول جيداً مع التفاصيل الخضراء الغنية لتستحضر يوما ربيعياً أو صيفياً في الحقول والتلال المحيطة بالقرية التي شكلت مسقط رأس بياجيه لنحو 150 عاماً. وقد نقش عام 1874 الذي أسست فيه الشركة على الصفيحة الأساسية تذكيراً بما ترمز إليه الساعة.
هي أنحف ساعة ميكانيكية يدوية التعبئة بقطر 41 ملم وسماكة لا تتجاوز 2 ملم.
صنعت الساعة من الكوبالت وتحتضن حركة Piaget 900P-UC وتوضع الصفيحة الأساسية للحركة مباشرة على علبة من سبيكة مبنية على الكوبالت ومقاومة للغاية وهي رفيعة جداً لدرجة أن مسافة لا تتجاوز 0.12 ملم تفصل بين الحركة ومعصم من يرتدي الساعة. كما أعيد تصميم الطوق النابض الرئيس ليصبح من دون غطاء أو أسطوانة ولكن ثبت على محمل كريات واحد من السيراميك ضمن إطار الساعة ما يتيح للحركة العمل باحتياطي طاقة يصل إلى 45 ساعة.