مفاجأة في إعادة التدوير.. أول جناح مستشفى مصنوع بالكامل من القمامة
عندما ظهرت جائحة "كوفيد-19"، أراد المعماري والمهندس التايواني، آرثر هوانغ، أن يقوم بشيء لتقديم المساعدة.
ومع توقف البناء في جميع أنحاء العالم، وهو أمر أدى إلى إيقاف العديد من مشاريع هوانغ، نقل المهندس انتباهه إلى إيجاد حل للحاجة الملحة للإمدادات الطبية، ومساحات المستشفيات.
عمل المهندس التايواني، آرثر هوانغ، على أول جناح مستشفى في العالم مبني من مواد معاد تدويرها، ونتج عن ذلك جناح نموذجي قابل للتحويل، أو "MAC"، وفقاً للشركة.
وصممته الشركة بشراكة مع مستشفى جامعة "فو جين" الكاثوليكية في تايبيه.
وصممت شركة "Miniwiz" نسخة قابلة للنقل للجناح، وأشار هوانغ إلى أنه يمكن بناء نسخة قابلة للنقل من الصفر في غضون 24 ساعة، ما يسمح بنقلها إلى الأماكن ذات الحاجة الطبية العالية.
وقال هوانغ: "أعتقد أن الجائحة تجبرنا على تبني الابتكار، للتوصل إلى حلول للتكيف مع الوضع الحالي".
من أين أتت الفكرة؟
أتت هوانغ فكرته من الممارسة الرومانية القديمة التي تستخدم المواد المهملة في الهندسة المعمارية.
وأثناء دراسته لعلم الآثار في روما عام 1999، لاحظ هوانغ إنشاء العديد من المباني القديمة في المدينة من القمامة بشكل جزئي، والتي كانت تخلط أجزاءً من الطين المستخدم مع الجير لتشكيل الجص المقاوم للماء، والذي استُخدم بشكل شائع في البناء.
وعمل هوانغ على تطوير طرقا عديدة لتحويل نفايات ما بعد الاستهلاك، مثل الزجاجات البلاستيكية، إضافةً لنفايات ما بعد البناء، وما بعد الزراعة، إلى مواد تُستخدم الآن في المباني، والمطاعم، والمتاجر في جميع أنحاء العالم، من ميلانو إلى شنغهاي.
طابع ديمقراطي لتقنية صفر النفايات
تعمل "Miniwiz" مع شركات في جميع أنحاء العالم، ولديها مشاريع في مدن مثل لندن، ونيويورك وشنغهاي.
Credit: Miniwiz
وإلى جانب تطوير مواد جديدة، يبحث هوانغ عن طرق لمواجهة التحديات البيئية لصناعة إعادة التدوير العالمية وتحويل النفايات.
وتشير الأبحاث إلى أنه أعيد تدوير حوالي 9% فقط من نفايات البلاستيك التي أنتجت على الإطلاق، وينتهي المطاف بمعظمها في مكب النفايات، أو تحرق، وتشحن العديد من البلدان المتقدمة نفاياتها إلى أماكن أخرى لمعالجتها.
ولإضفاء الطابع الديمقراطي على تقنية التخلص من النفايات، جعلت "Miniwiz" من مهمتها إعادة التدوير، في متناول المجتمعات في جميع أنحاء العالم للمساعدة في تجنب ممارسة تصدير النفايات.
وبدأ هوانغ وفريقه بتصميم آلة إعادة تدوير محمولة، وقابلة للنقل، وتعمل بالطاقة الشمسية تُدعى "Trashpresso"، ويمكن نقلها إلى الأماكن التي تشكل فيها النفايات البلاستيكية مشكلة متزايدة.
ويقول هوانغ: "لسنا بحاجة لصنع أشياء جديدة"، "نحتاج فقط إلى استخدام براعتنا، وابتكاراتنا، وقلبنا الطيب، وعقلنا السليم لتحويل هذه المواد الموجودة إلى الجيل التالي من المنتجات، والمباني لدعم اقتصادنا".