منازل فيكتورية فارهة تنتظر ملاكها من الأثرياء
منازل رائعة في مدينة ملبورن الساحلية الساحرة بأستراليا لا تزال تنتظر مشتريها من الأثرياء، تشير التقارير إلى أن متوسط الوقت الذي يستغرقه بيع منزل في ملبورن 30 يوما فقط.
وبينما قام بعض الوكلاء في ملبورن وعلى طول شبه جزيرة مورنينغتون بتقليص مدة حملة المزاد النموذجية لمدة أربعة أسابيع إلى أقل من أسبوع أو أسبوعين، ينتظر أن تتراوح أسعار هذه المنازل الرائعة من 5 ملايين دولار إلى ما يزيد عن 10 ملايين دولار، تظل غير مباعة لأشهر متتالية.
يقول مايكل بابروث من وكالة بورت فيليب العقارية: "هناك الكثير من عمليات البيع التقديرية التي تحدث في الوقت الحالي، حيث يحاول البائعون اغتنام الفرص".
يقول بابروث أيضا إنه بينما يأمل عدد متزايد من البائعين في أن يتمكنوا من تحديد الأسعار بشكل واضح نظرًا لارتفاع المتوسط في جميع أنحاء الولاية، إلا أن المشترين أذكى بكثير من ذلك، مشيرا: "الواقع هو أن البائعين الذين يسعدون بتجربة حظهم وتعليق عروضهم يتعاملون مع مشترين متطورين، إنهم يعرفون متى يستحق العقار السعر المطلوب ومتى لا يستحق ذلك".
تتراوح أسعار تلك المنازل الفيكتورية الرائعة التي تتسم بنمطها الفاخر المحافظ على الفخامة في التصميم واللمسة الكلاسيكية الممزوجة بالحداثة بين 5.7 مليون دولار إلى حدود 10 ملايين دولار.
في قلب المدينة التي توصف بأنها أفضل مدينة لحياة البشر على الإطلاق، هناك عدد قليل من العقارات الفاخرة غير المباعة منذ أكثر من عام، بما في ذلك شقة بقيمة 5.8 مليون دولار إلى 6.2 مليون دولار معروضة في السوق منذ فبراير من العام الماضي.
سوق العقارات المرتفع في ملبورن - الذي شهد ارتفاع متوسط سعر المنزل بنسبة 4.8 في المائة - أو ما يقرب من 45,000 دولار، خلال الربع الأول من 2021 وحده، إلى 974,397 دولارًا - يعني أن هناك المزيد من البائعين المستعدين لذلك الاختبار، والأهم أنه من داخل أستراليا وخارجها، حيث يطمح العديدون لحيازة منازل فارهة في بقاع ساحلية بروعة ملبورن.
العقارات الفاخرة من الدرجة الأولى تذهب سريعا ولكن أي شيء من الدرجة الأدنى من حيث الفخامة، لا يلاقي نفس القبول، وفي النهاية يتوقف كل شيء على السعر والأولويات.
ملبون.. أفضل مدينة ملائمة للحياة على مستوى العالم
أوردت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في تقرير لها صدر عام 2015 أن مدينة ملبورن في أستراليا هي أفضل مدينة ملائمة للحياة على مستوى العالم، نظراً للعديد من الاعتبارات المتعلقة بالبيئة والطبيعة ودخل المواطن والكثافة السكانية وما شابه ذلك.
ملبورن تقع على نهر يارا في ولاية فيكتوريا، على بعد 878 كيلومتراً إلى الجنوب من مدينة سيدني المنافسة لها بضراوة فيما يتعلق بالمداخيل والشهرة العالمية، وعلى بعد ساعات بالطائرة منها.
ولأن ملبورن مشهورة بالنمط الفيكتوري في المنازل، فكان من الطبيعي أن ترى في كافة صور المدينة بشكل عام هذا النمط بكثرة في أكثر من بناء عملاق من تلك التي تميز المدينة الساحلية.
كل ما تريد معرفته عن المنازل الفيكتورية
المنزل الفيكتوري هو نمط بناء عرف بشكل عام في بريطانيا العظمى والمستعمرات البريطانية السابقة، وفي البداية كان الأمر له علاقة بالسياق الزمني للبناء، إذ كان يطلق هذا اللقب على أي بيت بني في عهد الملكة فيكتوريا.
وأثناء فترة الثورة الصناعية، وبسبب ازدهار الإسكان، أصبح النمط البنائي للمنزل الفيكتوري سمة مميزة في بريطانيا ومستعمراتها، وانسحب حتى وقتنا الراهن على أشكال الأبنية في العديد من الدول التي تبعت الإمبراطورية البريطانية يوما ما.
المنازل الفيكتورية كنمط تأثرت بالشكل الكلاسيكي القديم الموروث من الهندسة المعمارية الإيطالية، خاصة في القرن السابع عشر، ولا يزال ذلك النمط في البناء متناثراً في العديد من البقاع، وأستراليا منها بالتأكيد.
فالفترة الفيكتورية في أستراليا بشكل عام كانت بين الأعوام 1840 إلى 1890 ميلادية، ومن ضمن 15 نمطا كانت سائدة في المنازل الفيكتورية، فإنها تأتي في أستراليا بالأنماط التالية (ريجنسي الفيكتوري – مزركش – إيطالي – تيودور – القوطية الحرة – القوطية الريفية – كلاسيكي حر).
يتسم بناء المنازل الفيكتورية بالقبة المثلثة التي تؤطر شكل المنزل سواء كان من طابق أو طابقين، ووجود فسحة مزروعة بين المنزل وسوره، وتختلف أنماط تشكيل المثلثات الأساسية حسب النمط السائد في التصميم، كما أن هناك سمات عامة فيما يتعلق بالدواخل والمزايا المضافة بها.
فبعض المنازل تجعل هناك أكثر من مثلث، بينها واحد مرتفع عن البقية يرمز إلى شكل البيت من أعلى نقطة، والبعض يكتفي بقبة واحدة، والبعض يجعل هذا المثلث مدببا بشدة ويرفع أعلى نقطة به بشكل واضح كي يظهر من أبعد النقاط، وهذه هي سمة العديد من الأبنية الكبرى وشاهقة الارتفاع في ملبورن والمبنية على الطراز الفيكتوري.
وبعض المنازل لا تلجأ إلى هذا الشكل الكلاسيكي المعتاد في القباب المثلثة، ويكون الاكتفاء ببناء علوي على شكل هندسي منتظم، ومساحة فاصلة بين المنزل والسور في فخامة رائعة، ولكن مع المحافظة على الأنماط الفيكتورية التي ذكرناها على مستوى الملامح العامة للتصميم.
ولا تزال تلك المنازل إلى جانب فخامتها مطلوبة في العديد من الأسواق لإرثها الكبير وقيمتها التاريخية حتى لو كانت مبنية حديثا، ولكنها تعبر عن ذلك التراث الكبير.