تحسين مهاراتك في التعامل مع الآخرين في بيئة العمل
تلتقي يوميًا بالعديد من الزملاء في بيئة العمل، وتحتاج إلى أن تشعر بالأمان والاطمئنان في المعاملات معهم، وهذا ما يجعلك في حاجة إلى فهم قواعد التعامل مع الآخرين، وكيف يمكنك التفاعل معهم بطريقة ملائمة لك على اختلاف شخصياتهم. في هذا المقال سنتحدث عن كيفية تحسين مهارات التعامل مع الآخرين.
1- إظهار الاحترام في التعامل مع الآخرين
يعد الاحترام أساس التعامل مع الآخرين، فهذا شيء يبحث عنه الجميع تقريبًا. لا أحد يحب الشعور بمشكلة في عمله، بل يرغب في التقدير والاحترام من الجميع. لذا، تعلَّم كيفية إظهار الاحترام في أثناء التعامل مع الآخرين.
يشمل ذلك احترام خصوصياتهم وعدم التدخل في الأمور التي لا تعنيك، وعدم محاولة فرض نفسك عليهم في شيء، بل دائمًا ضع حدودًا للمعاملات بينك وبينهم، فتضمن أنّ الأمور تسير على ما يُرام دائمًا، ولا توجد أي مشكلة في التعامل بينكما.
2- ثق بهم واسعَ للحصول على ثقتهم
إذا كان الاحترام يضع أساس التعامل مع الآخرين في العمل، فإنّ الثقة هي ما تستكمل البناء بطريقة سليمة، فهي ما تخلق تفاعلًا بينك وبينهم داخل العمل، وتسهّل عملية التواصل وبناء العلاقات كما سنتحدث في الخطوات القادمة.
لذا، عندما تظهر ثقتك بزملائك وقدرتهم على تنفيذ المهام المختلفة المطلوبة منهم، وفي الوقت ذاته تحاول دائمًا كسب ثقتهم من خلال السلوكيات المتنوعة التي تقوم بها، في هذه الحالة ستتولد الثقة بين الطرفين، وسيكون لديكم القدرة على التعاون معًا.
3- شارك زملاءك بملاحظاتك المؤثرة
من أهم الخطوات التي تعزز التعامل مع الآخرين هي المشاركة المتبادلة. لذا، يمكنك أن تتعلم كيفية تقييم الآخرين، وكيفية الإدلاء بالملاحظات التي من شأنها مساعدة الغير. بعد تعلم هذا الأسلوب، يمكنك الحرص على مشاركة زملائك بملاحظاتك عن أدائهم من وقت لآخر.
من المهم أن تخصص الملاحظات حول السلوك والأفعال الصادرة من الأشخاص، ولا تجعلها عن الأشخاص أنفسهم، حتى تزيد قابليتهم للاستماع إليك. كذلك اجعل الملاحظات التي تشارك بها مؤثرة، حتى يشعر الطرف الآخر فعلًا بالقيمة من خلالها، وافعل ذلك بأسلوب متميز لا يخلق مشاعر سلبية في نفوس الزملاء.
في التعامل مع الآخرين عندما تظهر رغبتك في المساعدة، مع قناعتك أن ما تملكه هو مفيد للآخرين فعلًا، لا مجرد منظورك الشخصي، ستكون قادرًا على إضافة الكثير إليهم من خلال نصائحك، وسيشعرون فعلًا كيف ساعدتهم ملاحظاتك على التقدم.
4- تلقي الملاحظات بلطف
إذا كنت تحرص على مساعدة الآخرين من خلال الملاحظات التي تشاركهم بها، فيجب أن تتقبل الأمر ذاته معك، فلا يوجد ما يجعل أحدا يقبل الحصول على نصائح من شخص يرفض الاستماع له. لذا، من المهم التعامل مع الآخرين بالطريقة ذاتها التي تريد أن يعاملك بها الآخرون.
لا تنتظر حتى يأتي هؤلاء لمشاركتك بآرائهم، بل حاول طلب الملاحظات بنفسك، من خلال سؤال الأشخاص الأكثر قربًا منك في بيئة العمل، أو الأشخاص الذين يمتلكون خبرات كافية للمساعدة. اذهب إلى هؤلاء واطلب منهم الملاحظات حول أدائك، وما هي المقترحات التي لديهم من أجل التحسين.
5- الامتنان للآخرين
للكلمة الطيبة دائمًا سحر كبير. لذا، من المهم تعلم إظهار الامتنان عند التعامل مع الآخرين، ومشاركتهم بمدى تقديرك لهم، وإعجابك بمساهماتهم. لا يتطلب ذلك أن تكون كاذبًا فتخترع مواقف من خيالك، لكن احرص على متابعة مساهماتهم في العمل، إذ بالتأكيد لكل فرد يأتي يوم ويشارك فيه بإضافة متميزة.
لذا، كن قريبًا منهم دائمًا، واحرص على إبراز تقديرك في التعامل مع الآخرين، وأنّك تشعر بالفخر بهم حقًا، لا مجرد مشاعر مزيفة من داخلك. إذ في الواقع المشاعر الصادقة فقط هي ما تجعل الأشخاص يصدقون الكلام، بدلًا من كرهك والنظر إليك كمنافق إذا كان ثنائك مزيفًا. احرص على أن تكون لكل كلمة قيمتها الكبيرة حقًا.
6- تعلم العمل ضمن فريق
في النهاية يعتمد التعامل مع الآخرين في العمل على قدرة العمل ضمن فريق، والتواجد مع المجموعة لأخذ القرارات المختلفة، وتنفيذ المهام المسندة إلى الفريق. لذا، من خلال تعلم مهارة العمل الجماعي، وكيف تعمل مع الفريق لإنجاز مهمة كبيرة معًا، ستجد نفسك تقدر على بناء روابط قوية معهم، وستحسّن من علاقتك بهم.
كذلك من المهم أن تحرص على امتلاك زملاء مقربين في العمل، ليكونوا أصدقائك أيضًا إذا رغبت في ذلك. إذ يمكنك الاستعانة بهم دائمًا للحصول على المشورة والمقترحات لتنفيذ بعض المهام المطلوبة منك، ويمكنك الاعتماد عليهم من أجل تقييم أدائك والتأكد أنّ كل شيء يسير على ما يرام.
7- تعلم كيفية إدارة الخلافات
تعد الخلافات جزءًا أساسيًا في أثناء التعامل مع الآخرين، ومن المحتمل أن تواجد العديد من الخلافات. ليس الحل هو تجنب التعامل مع الآخرين من الأساس، وأن تنعزل عنهم؛ ظنًا منك أنّ هذا يبعدك عن المشكلات، وأنّك لن تضطر إلى مواجهة أي مواقف صعبة.
في الواقع فإنّ تعلم إدارة الخلافات سيساعدك على التعامل مع الآخرين ومشكلاتهم بسهولة ويسر، وستقدر على اختيار التصرف المناسب وفقًا لكل موقف. يساعد ذلك على تسهيل عملك، وعندما تحل مشكلاتك مع الآخرين، فقد يؤدي ذلك إلى تعزيز الروابط بينكم من الأساس، ويقودكم إلى إنشاء علاقات طيبة معًا.
8- تعلم فهم دوافع الآخرين
لن يكون بإمكانك التفكير في التصرف المناسب، إذا لم يكن لديك القدرة على فهم دوافع الآخرين من التصرفات والسلوكيات الصادرة عنهم. في الكثير من الأحيان يتصرف الأشخاص بناءً على دوافع طيبة، حتى رغم أنّ السلوك الصادر عنهم يبدو سيئًا بالنسبة لك.
من خلال تعلمك لفهم دوافع الآخرين، ستتطور قدراتك على التعامل مع الآخرين. مثلًا ستفهم لماذا شعر موظف خدمة العملاء بالغضب منك، لأنّه يفكّر في مصلحة العمل لا في رغبته أنّ يظهر أنّك قد ارتكبت خطأ مثلًا. كلّما حرصت على فهم الدوافع، ستكون النتيجة هي تحسّنك في التعامل مع الآخرين.
9- التفكير في الأمور من وجهات نظر الآخرين
توجد العديد من وجهات النظر التي يتبناها الأشخاص في الحياة. بعضها يكون له تفسير مقنع وزاوية تناول مهمة، وإهمال ذلك يؤدي إلى تجاهل وجهات نظر قادرة على تحسين الحال في الشركة. لذا، من المهم أن تحرص على التفكير في الأمور من وجهات نظر الآخرين وكما يرونها هم، لا فقط وفقًا لرؤيتك الشخصية.
من خلال معرفتك بدوافع الآخرين ووجهات نظرهم، ستقدر على التعامل مع الآخرين بسهولة، إذ لن تحتاج إلى إظهار رد فعل غاضب مثلًا أو خلافه، بل دائمًا ستنتقي التصرف المثالي وفقًا لما يتطلبه الموقف، وبقدرتك على تحليل الشخص الموجود أمامك.
ختامًا، تعد مهارة التعامل مع الآخرين ضرورية لك، سواءٌ أكنت موظفًا عاديًا، أو حتى المدير المسؤول عن الفريق، فنحن لا نعمل بمفردنا أو بمعزل عن الآخرين، بل دائمًا يجمعنا بهم تفاعل مستمر في العمل. لذا، من المهم الحرص على تحسين وتطوير مهارة التعامل مع الآخرين، حتى تضمن قدرتك على إدارة علاقاتك مع الآخرين بالطريقة المثالية.
المصادر: