انتقادات للجزء التاسع من سلسلة "السرعة والغضب"
خلال الأعوام العشرين الماضية، كان هناك تباين واضح في مستوى أفلام سلسلة "السرعة والغضب".. كان الأول مميزا لدى حضور شباك التذاكر وهو "بوينت بريك" ولا يزال إلى الآن يخطف الأنظار، ثم أتى الإصدار الثاني منه ولم يكن بالقوة الكافية.
المستوى ارتفع بعض الشيء وعبرت عنه الأرقام في "طوكيو دريفت"، لكن التميز الأكبر كان في الأجزاء الخامس والسادس والسابع، المسيرة نزلت مجددا من خلال فيلم عام 2017 "ذا فايت أو ذا فيريوس" والذي افتقد لكل الخصائص اللازمة لفيلم من هذا النوع.
الآن الموعد مع "إف 9" الجزء التاسع من السلسلة، والذي يعد في مرحلة التقييم الشامل، على مستوى شباك التذاكر استفاد كثيرا من العودة الجزئية لدور السينما في أعقاب تقليل الإجراءات الاحترازية عالميا تجاه فيروس كورونا، وكما قلنا في موضوع سابق فإن اشتياق الجماهير لدور العرض انسحب إيجابا على أرقام الفيلم.
ولكن هناك العديد من الانتقادات الموضوعية للفيلم والتي كانت مشتركة لدى العديد من المشاهدين والمراجعين والنقاد.
رغم أنه يبدو واضحا كم تم إنفاقه في إبراز جنون الأكشن والإثارة، إلا أن هناك الكثير من التفاصيل المغفلة والتي تظهر كم كان التخطيط ضعيفا وغير منتبه وسبب مشكلات في قيمة الترفيه نفسه، الأمر أشبه بالجري وراء ما يحتاج إليه الجمهور فقط من إثارة والمراهنة على ذلك في شباك التذاكر.
حبكة الفيلم أيضا كانت محل انتقاد، لأنها بالغة الشخصية فيما يتعلق بالبطل دوم (فان ديزل) ولكن المدافعين عن ذلك يقولون إنه البطل ومن الضروري أن تلتصق الأحداث بشخصه كلما أمكن، بشكل عام، لم تكن الحبكة محل قوة في هذا الجزء أيضا.
لم تكن القصة أبدا واحدة من معالم قوة سلسلة "السرعة والغضب" ولكن هذا الجزء "إف 9" يشعرك أنه لم يعد بشكل جيد، يتجلى هذا في مفهوم "العائلة" داخل الفيلم على سبيل المثال، والتي لم يتم التركيز على الأواصر فيها بشكل واضح بحيث بدا الأمر لدى نقاد عديدين منهم إيريك أيزنبرج بأنه مزحة!
أيزنبرج يرى أيضا أن هناك إهمالا واضحا في عملية الكتابة، وأن الشيء الوحيد الذي قام به هذا الفيلم بامتياز هو "توسيع دائرة النجوم".
ورغم أن هناك جوانب عديدة من التميز على المستوى البصري وتسلسلات الحركة الخلاقة واللافتة للنظر في الفيلم، إلا أنه ليس الأفضل في العديد من الأشياء المتعلقة بالحركة في المرتفعات، والمطاردات، وليس كما كان الأمر مثلا في مشاهد ناطحة السحاب في الجزء السابع، ولكن هذا جانب لم تكن به أي عيوب واضحة في الجزء التاسع، وهذا لا يعني أنه الأكثر تميّزاً.
يلخص أيزنبرج على موقع "سينما بليند" الموضوع بأن هذا الجزء مشكلته الرئيسة هو أنه لا يجعلك مهتما بمعرفة المزيد عن الشخصيات الأساسية في العالم، وأنه يبرز بوضوح أن الحاجة إلى فيلم مثير لا تعني أنك خلقت فيلما جذابا، حتى لو لعبت الأرقام دورها في صالحك داخل شباك التذاكر.
ورغم أن هناك العديد من الأشخاص المفضلين للسلسلة، والذين يحبون دون شرط سلسلة "السرعة والغضب" في أي إصدار لها، وسيستعدون للدفاع بكل ما أوتوا من قوة عن "إف 9" إلا أن الحاجة أثبتت أن هنالك القصص العديدة في العالم ماضيه وحاضره ومستقبله تستحق أن تروى، وأن الكثيرين لم يعد لديهم حافز كبير لمشاهدة أجزاء جديدة من هذه السلسلة، وربما يضع هذا رهانا على الصناع من أجل استهداف جيل جديد.