سوق العقارات الفارهة في دبي يستعد لمرحلة ما بعد كورونا بأرقام مبشرة
يتعافى سوق العقارات الفارهة في أكثر البقاع تميُّزاً حول العالم بعد أكثر من عام من الركود على خلفية تداعيات فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".
حملات التلقيح وبدء تخفيف الإجراءات الاحترازية والمواجهة العالمية لفيروس كورونا باتت عوامل تصب في عودة سوق العقارات الفارهة إلى ما يقرب من سابق عهده.
من بين البقاع الأكثر تميُّزاً في العالم من هذا الجانب، دبي، التي تؤذن سوق العقارات فيها ببدء مرحلة ما بعد تفشي الوباء وهي تسير في ذلك بخطى متزنة.
انتعاش واضح طرأ على سوق العقارات في دبي خلال مطلع عام 2021، ففي الأشهر الخمسة الأولى من العام، بيع 22 عقاراً بقيم أكبر من 10 ملايين دولار، وهو العدد الأكبر في هذه المدة من العام منذ عام 2015.
التعافي يتضح جليّاً قياساً لما كانت عليه نفس المدة من عام 2020، تسجل الأرقام التي تنقلها شبكة بلومبرج، أن الزيادة مقدارها 19%.. نسبة مرضية في ظل تداعيات السوق.
هذه الأرقام تشير بما لا يدع مجالا للشك إلى حقيقة أن سوق العقارات في دبي مطلب عالمي، وأن العديد من المستثمرين ورجال الأعمال وكبار الأثرياء حول العالم لم يكن ينقصهم إلا انقضاء الجائحة حتى يسجلوا وجودهم مرة أخرى في دبي.
ما يبرهن على هذا الكلام إحصاءات "نايت فرانك" حول سوق العقارات الفارهة، والتي تؤكد الطابع "العالمي" لحركة الشراء في دبي، حتى في ظل تداعيات كورونا.
المقارنة هنا مع لندن على سبيل المثال، العاصمة البريطانية تبلغ نسبة مشتري العقارات بها من البريطانيين 62% من حركة الشراء بشكل عام، وذلك في الأحياء الأكثر رفاهية في عاصمة الضباب، تلك هي النسبة الأعلى في عقد على الأقل، ولكن ذلك بديهي نظراً لانسحاب عديد الملاك والمستثمرين والمشترين من لندن عقاريا في ظل إجراءات الإغلاق وعدم وضوح الرؤية بشأن موعد التخلص من تداعيات فيروس كورونا.
دبي هي على النقيض تماماً، المشترون الفارون من لندن ذهبوا إلى الإمارة في الأغلب لاستكمال مخططاتهم العقارية، مستغلين حقيقة مفادها أن 90% من المقيمين بدبي هم من الأجانب.
كما أن التعاطي المثالي للإمارات مع أزمة فيروس كورونا والذي تمثل في استباق التفشي الكاسح باختبارات عامة وزيادة الحصص السريرية للمرضى، والحصول على جرعات لقاح بسرعة وكثافة كبيرة، جعلها مكانا هاما لأموال المستثمرين في سوق العقارات.
الجدير بالذكر أن دبي بها 42 ألف منزل تقدر قيمتها بمليون دلار فأكثر، وهي على ذلك تحتل المرتبة الثانية في تلك النسبة قياسا إلى عدد العقارات في المدينة بعد لندن، ونجد في الوقت ذاته أن أسعار العقارات السكنية الرئيسة في دبي أرخص بكثير مما هي عليه في لندن أو نيويورك أو حتى سنغافورة، وكل هذا يجعلها مكانا مثاليا لسوق عقارية قوية متعافية في مرحلة ما بعد كورونا.